واجب وطني.. سفير مصر بفرنسا يؤكد أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أكد سفير مصر لدى فرنسا علاء يوسف ، أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة باعتبارها واجبا وطنيا واستحقاقا دستوريا، مُعربا عن ثقته في اضطلاع الناخبين المصريين بهذه المسؤولية لاسيما وأن هذه الانتخابات تعد تجربة ديمقراطية عملية يتعين مشاركة كافة الناخبين المصريين فيها لصياغة مستقبل الوطن.
جاء ذلك خلال لقاء السفير علاء يوسف ، عددا من أفراد الجالية المصرية في فرنسا، وذلك بمقر السفارة، لعرض الترتيبات الخاصة بإجراء الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج المقررة أيام 1 و2 و3 ديسمبر المقبل.
ورحب السفير علاء يوسف - في بداية اللقاء - بالحاضرين من أبناء الجالية المصرية، مؤكدا لهم مواصلة السفارة الاضطلاع بجهودها لخدمة الوطن والجالية المصرية في فرنسا، والمساهمة في نقل الصورة الحقيقية للتطورات الإيجابية المختلفة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية لدفع عملية التنمية الشاملة في كافة المجالات والقطاعات الاقتصادية.
وحث السفير علاء يوسف، الحاضرين على المشاركة بفاعلية في الانتخابات في ضوء الحرص البالغ للدولة على تأمين مشاركة المصريين في الخارج، بما يعكس إرادتهم الحرة في اختيار ممثليهم بحرية ونزاهة كاملة، موضحاً أن السفارة ستفتح أبوابها من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً لاستقبال الناخبين ومساعدتهم على الإدلاء بأصواتهم.
وشدد على أن السفارات في الخارج تقف على الحياد أمام جميع مرشحي الرئاسة، وقال: "من المهم أن نعمل على إنجاح هذه التجربة الديمقراطية وأن نشجع كافة المصريين على المشاركة في هذه العملية الانتخابية".
واستعرض السفير علاء يوسف، الإرشادات والشروط المطلوبة للتصويت من بينها أهمية أن يكون المواطن مُدرجا في قاعدة بيانات الناخبين على الموقع الرسمي للهيئة الوطنية للانتخابات، ودعا المواطنين إلى التأكد من ذلك من خلال إدخال الرقم القومي في خانة الاستعلام عن الموقف الانتخابي، حتى يتسنى له التأكد من حقه في التصويت، مشيرا إلى أن قانون الانتخابات الرئاسية لم يشترط سريان بطاقة الرقم القومي عند إدلاء الناخب بصوته إلا أنه اشترط سريان جواز السفر.
وأضاف السفير علاء يوسف، أنه تم نشر كل المعلومات الخاصة بعملية التصويت في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية على الصفحة الرسمية للسفارة المصرية بباريس وصفحة القنصلية العامة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
واستمع السفير إلى استفسارات واقتراحات الحاضرين فيما يخص العملية الانتخابية، من بينها إمكانية الإعلان عن المعلومات الخاصة بالتصويت عبر وسائل إعلام ناطقة بالفرنسية والعربية لحث المواطنين على المشاركة، وأيضا إمكانية متابعة عملية التصويت.
من جانبها، أكدت الدكتورة جيهان جادو، رئيسة الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي، أنها بصدد تنظيم تجمع لحشد أكبر عدد من المصريين وخاصة من الشباب واستعراض الخطوات والإرشادات الخاصة بالعملية الانتخابية، مشددة على أهمية نجاح هذه العملية الانتخابية لإظهار صورة مشرفة لمصر إلى العالم.
بدوره، أبرز عمر هشام أحد مسؤولي "جمعية الطلاب المصريين بفرنسا" (ADEEF)، إمكانية التواصل مع الطلبة المصريين من خلال شبكة تواصل كاملة هدفها مساعدة كل الطلبة الجدد من خلال خبرات الطلبة الذين قضوا أعواما عديدة في البلاد.. وقال: "يمكن مخاطبة عدد كبير من الطلبة المصريين، حيث تضم صفحة ADEEF على الفيسبوك نحو 11 ألف شخص، من خلال نشر كل تفاصيل العملية الانتخابية حتى يتسنى لهم معرفة المعلومات والإجراءات اللازمة".
وأشاد باقي الحضور بمدى التواصل والتفاعل الإيجابي مع السفارة المصرية والقنصلية العامة لمصر بباريس وهو الأمر الذي يساهم في تشجيع المواطنين على المشاركة في العملية الانتخابية كواجب وطني خاصة في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد، مشددين على ضرورة التواصل فيما بينهم في الفترة الحالية لحث عدد أكبر من المصريين على المشاركة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة العملیة الانتخابیة على المشارکة المشارکة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
وصية القزاز للمعارضة المصرية.. حوار وطني جامع
قبل ساعات قليلة من وفاته يوم الأربعاء الماضي 18 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حرص الأكاديمي والسياسي المصري يحيي القزاز على توجيه وصية سياسية لرفاق دربه من القوى السياسية في مصر، وخص بالرسالة الحركة المدنية الديمقراطية، لكنه أرسلها بشكل منفرد أيضا إلى العديد من أصدقائه لعلها تجد صدى، وقد كانت بمثابة النداء الأخير منه للمعارضة المصرية للمسارعة بعقد حوار وطني جامع على قاعدتي المواطنة والدولة المدنية.
كان القزاز سياسيا وأكاديميا مصريا صعب المراس، قضى حياته مناضلا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، شارك في تأسيس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وفي تأسيس حركة كفاية، وكذا في تأسيس حركة تمرد التي كانت الواجهة الشبابية المدنية للجيش للانقلاب على الرئيس محمد مرسي رحمه الله، لكنه اختلف مع السلطة الجديدة عقب تفريطها في جزيرتي تيران وصنافير، ثم فشلها في إدارة أزمة سد النهضة الأثيوبي، وأصبح واحدا من ألد خصومها. ودفع ثمنا باهظا لذلك باعتقاله، وفصله من عمله الجامعي، وأخيرا حصار أسرته، ومنع نجله من السفر للعمل في إحدى الدول العربية التي حصل على عقد للعمل فيها، وكذا منع زوجته من السفر لأداء العمرة بطريقة مهينة، ووضع الأسرة عموما على قوائم الاشتباه والمنع من السفر، وهو ما لم يستطع القزاز احتماله، فنقل إلى المستشفى لعدة أيام فارق بعدها الحياة.
الوصية التي أوصى بها القزاز المعارضة المصرية التي انتمى إليها ردحا من الزمن، وكان من أبرز وجوهها، كانت بحق وصية مودع، ظهر ذلك في صياغتها، وفي تفصيلاتها، وقد جاءت عقب سلسلة من التغريدات التي حذر فيها من تصاعد المخاطر على مصر من جميع النواحي
وقد وجه قبل وفاته العديد من الرسائل العلنية للنظام للتوقف عن ملاحقة ومعاقبة أسرته التي لا ذنب لها، بل دعا السيسي مباشرة للقبض عليه واعتقاله شخصيا، أو حتى الأمر باغتياله، بدلا من معاقبة الأسرة.
الوصية التي أوصى بها القزاز المعارضة المصرية التي انتمى إليها ردحا من الزمن، وكان من أبرز وجوهها، كانت بحق وصية مودع، ظهر ذلك في صياغتها، وفي تفصيلاتها، وقد جاءت عقب سلسلة من التغريدات التي حذر فيها من تصاعد المخاطر على مصر من جميع النواحي، وفي آخر تغريدة له قبيل وفاته كتب: "واضح أن السلطة مستمرة في غيها وعنادها، ولم تتعلم شيئا من ماض ولا من حاضر.. الخطر يحيط مصر من جميع الجهات. والحوار من طرف واحد لرأس السلطة هو تقطيع طرق النجاة لمصر وخنقها.. عناد الحكام يدمر الدول لأنهم يملكون سلطة القرار، والشعب يدفع الثمن.. السياسات الحالية تعجل بتدمير الدولة ورحيل السلطة".
حرص القزاز في دعوته على شمولها للجميع، مستشهدا بدعوة المجتمع الدولي لحوار مجتمعي سوري بلا إقصاء بمن في ذلك من قامت الثورة عليهم، ومؤكدا ضرورة أن تكون الدعوة للحوار في مصر بمبادرة وطنية (بيدي لا بيد عمرو)، وأن لا تستثني أحدا إلا من يرفض قاعدتها، وأن يصل الحوار إلى توصيات حقيقية، وتحميل كل طرف مسئوليته. ولم ينس القزاز في نهاية دعوته التنبيه إلى احتمال اعتقال الداعين والمشاركين، لكنه يرى أن هذا الاعتقال نتيجة عمل لإنقاذ الوطن سيكون أفضل من الاعتقال بلا سبب!!
عرفت القزاز رحمه الله مبكرا، وتعمقت علاقتنا في أيام الثورة المصرية، لكننا تباعدنا مع تباعد مواقفنا السياسية، ثم استعدنا علاقتنا الطيبة بعد انتقاله من مربع الدعم إلى مربع المعارضة للنظام. تناقشنا كثيرا حول هموم الوطن، والسعي لإنقاذه، ورغم خصومته الشديدة لجماعة الإخوان المسلمين إلا أنه أقر في نهاية حياته أن الوطن يسعنا جميعا، بل لا نجاح لأي جهد لإنقاذه إلا بمشاركة الجميع بمن فيهم الإخوان، وراح ينشر هذه التوجهات عبر تغريداته على موقع إكس (تويتر سابقا)، حيث لم يكن من رواد فيسبوك، كما حرص على استمرار التواصل معي حتى في لحظات مرضه، وكان من بين ما ناقشناه فكرة الحوار الوطني الجامع التي كتبها في وصيته الأخيرة.
الأجواء مهيأة الآن للبدء في تنفيذ هذا الحوار الجامع على القاعدتين اللتين ذكرها الفقيد في وصيته، وهناك الكثير من الأصوات العاقلة تعالت مؤخرا في هذا الاتجاه، خاصة بعد انتصار الثورة السورية، وتمكنها من الإطاحة بحكم الأسد رغم ما توفر له من حماية عسكرية وأمنية محلية وخارجية
لم تكن الدعوة لحوار وطني شعبي غائبة من قبل، بل تم تنفيذها بالفعل على مستوى المعارضة المصرية في الخارج وبمشاركة من بعض الشخصيات في الداخل، وذلك عقب دعوة السيسي لحوار وطني اقتصر على مكونات تحالف 30 يونيو (ليس جميعها)؟ وقد استمر الحوار الشعبي في الخارج لمدة 17 يوما، (7-24 آب/ أغسطس 2022)، ودارت نقاشاته حول 3 محاور في السياسة والاقتصاد والأمن القومي. وقد تزعّم هذا الحوار الدكتور أيمن نور، والدكتور حلمي الجزار، والدكتور ممدوح حمزة، لكن دعوة يحيي القزاز جاءت من الداخل، حيث يخشى معظم رموز المعارضة المشاركة مع معارضة الخارج تجنبا للملاحقة الأمنية.
والسؤال الآن: هل سيبادر رفاق يحيي القزاز سواء في الحركة المدنية التي وجه لها وصيته أو غيرها من الرموز السياسية لإنفاذ هذه الوصية؟
في اعتقادي أن الأجواء مهيأة الآن للبدء في تنفيذ هذا الحوار الجامع على القاعدتين اللتين ذكرها الفقيد في وصيته، وهناك الكثير من الأصوات العاقلة تعالت مؤخرا في هذا الاتجاه، خاصة بعد انتصار الثورة السورية، وتمكنها من الإطاحة بحكم الأسد رغم ما توفر له من حماية عسكرية وأمنية محلية وخارجية. والجميع الآن سواء داخل الحركة المدنية أو خارجها في اختبار عملي لإنفاذ هذه الوصية، والتي هي فرصة جديدة لإنقاذ الوطن.. رحم الله يحيي القزاز وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
محمد باكوس
لا يفوتني في هذا المقام نعي وطني مصري آخر هو صانع المحتوى محمد باكوس، والذي وافته المنية أمس السبت في العاصمة القطرية الدوحة التي لجأ إليها عقب انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013، وقدم من خلال شاشة الجزيرة العديد من الأعمال الفنية الساخرة، ليقتصر لاحقا على قناته الشخصية على يوتيوب.
وقد ظل باكوس على اتصال بأصدقائه حتى قبل ساعات قليلة من وفاته، لكن حُرم من لقاء أسرته، التي لم تتمكن حتى من المشاركة في توديع جثمانه.. رحمه الله رحمة واسعة.
x.com/kotbelaraby