السويد تصبح أول بلد أوروبي خال من التدخين بفضل التبغ الرطب
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
تستعد السويد لأن تصبح أول بلد أوروبي خال من التدخين، ويعود الفضل في ذلك بجزء كبير إلى شعبية ال"سنْوس" وهو كيس فيه تبغ أو نيكوتين رطب يوضع تحت الشفة العليا.
لكن البعض يشعر بالقلق من أن صناعة التبغ تروج لـ"قصة خيالية" أفضل من أن تكون حقيقية.
تقول الحكومة إن أكياس التبغ التي يستخدمها واحد من كل سبعة سويديين، ساهمت في خفض عدد المدخنين في البلاد من 15% عام 2005 إلى 5,2% العام الماضي، وهو مستوى قياسي منخفض في أوروبا.
وتصنَّف الدولة على أنها خالية من التدخين عندما يكون أقل من 5% من سكانها مدخنين يوميين.
وأكياس التبغ الرطب محظرة في الاتحاد الأوروبي منذ العام 1992. لكن السويد تفاوضت للحصول على إعفاء عندما انضمت إلى الكتلة بعد ثلاث سنوات.
في مصنع "سويدش ماتش" في مدينة غوتنبرغ (غرب)، تشق آلاف الجرعات من التبغ الرطب طريقها عبر شبكة معقدة من الآلات التي تنتج الأكياس.
وفي العام 2021، باعت الشركة 277 مليون صندوق من أكياس التبغ الرطب في السويد والنروج.
وقال الناطق باسم "سويدش ماتش" باتريك هيلدينغسن لوكالة فرانس برس "نستخدمه منذ 200 عام في السويد. إنه جزء من الثقافة السويدية، على غرار ثقافة النبيذ في العديد من الدول الأوروبية الأخرى".
ووصف هيلدينغسن عملية التصنيع قائلا "يورَّد التبغ من الهند أو من الولايات المتحدة. يمر عبر صوامع ثم يُعبّأ داخل أكياس مثل أكياس الشاي ثم توضع في صناديق".
وهناك نوعان منها: السنوس البني التقليدي الذي يحتوي على التبغ، والسنوس الأبيض المصنّع الذي يحتوي على النيكوتين وغالباً ما يكون منكّها.
تباع أكياس التبغ الرطب التقليدية عادة في السويد والنروج والولايات المتحدة.
النوع الأبيض الذي بدأ إنتاجه قبل 15 عاماً تقريباً، في غياب نص قانوني في الاتحاد الأوروبي لأنه لا يحتوي على التبغ. وقد حظره هذا العام في بلجيكا وهولندا.
لكنه يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب في السويد حيث ازداد استخدامه أربع مرات بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و29 عاماً في أربع سنوات.
ويقول 15% من الأشخاص في السويد إنهم يستخدمون أحد أشكال التبغ الرطب يومياً، وهو رقم ارتفع قليلاً في السنوات الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، شهدت البلاد ترجعاً حاداً في عدد المدخنين على الرغم من أن أسعار السجائر أقل من نصف سعرها في إيرلندا على سبيل المثال.
ويقول 5% فقط من السويديين إنهم يدخنون بانتظام، وفق بيانات عام 2022 الصادرة عن وكالة الصحة العامة، ما يجعل السويد متقدمة 27 عاماً على الاتحاد الأوروبي الذي حدد الوصول إلى هذا الهدف عام 2050.
وقال وزير الصحة السويدي ياكوب فورسمد لوكالة فرانس برس "إنه أمر إيجابي جداً".
وأضاف "كان قرار حظر التدخين في المطاعم اعتباراً من العام 2005 ثم في المطاعم الخارجية والأماكن العامة في 2019 مهماً جداً".
وأشار إلى أن "العديد من السويديين يقولون أيضاً إن التحول إلى التبغ الرطب ساعدهم في التوقف عن التدخين".
كذلك، دعمت الحكومة صناعة التبغ الرطب مع رفعها الضرائب على السجائر 9% وخفض الضرائب على التبغ الرطب التقليدي 20%.
وقال ثوربيورن ثورس، وهو مصلح نوافذ يبلغ 67 عاماً ويستهلك التبغ الرطب مذ كان في سن المراهقة "مع كل هذه القواعد، من شبه المستحيل التدخين. السنوس ليس له رائحة، كما أن تأثير النيكوتين أقوى بكثير من السيجارة".
لكن قرار خفض الضرائب على التبغ الرطب لا يلقى استحسان أولريكا أرهيد كاغستروم، رئيسة جمعية السرطان السويدية.
وقالت أرهيد كاغستروم "لقد فوجئت بذلك وشعرت بخيبة أمل حقيقية".
وأوضحت "يظهر ذلك أنهم صدّقوا القصة الخيالية لصناعة التبغ، (أي) محاولة العثور على سوق جديدة لهذه المنتجات وأنها منتجات للحد من الضرر" مضيفة "ليست هناك بحوث كافية حتى الآن".
وتابعت "نحن نعلم أن التبغ الرطب وهذه الأنواع من منتجات النيكوتين تسبب تغيرات في ضغط الدم وهناك خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل".
وأعربت أرهيد كاغستروم عن خشيتها من أن كما هي الحال مع التدخين، سيستغرق الأمر سنوات ليظهر "إلى أي مدى كانت هذه المنتجات ضارة".
وفي يوليو (حزيران) 2023، أظهرت دراسة أجراها المعهد النروجي للصحة العامة أن خطر الإصابة بسرطان الحلق والبنكرياس كان أكبر ثلاث مرات ومرتين توالياً بين من يستخدمون السنوس بشكل متكرر.
ومع ذلك، خلصت دراسة عام 2017 نشرتها المجلة الدولية للسرطان إلى عدم وجود صلة بين السرطان وأكياس التبغ الرطب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السويد فی السوید على التبغ
إقرأ أيضاً:
فوز «ترامب» يغير قواعد اللعبة الاستثمارية.. هل تصبح مصر الوجهة الآمنة في الأسواق الناشئة؟
مع تزايد تعقيدات الاقتصاد العالمي، وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، أصبحت الأسواق الناشئة، بما فيها السوق المصرية، محط اهتمام كبير للمستثمرين.
في هذا التقرير، نرصد تأثير فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، على الحالة الاقتصادية للاقتصاديات الناشئة في ظل توجيه أولوية كبيرة من الفائز في انتخابات أكبر دول الاقتصاد العظمى للاهتمام بقطاعات الشركات والأعمال، كما سيتم التطرق إلى تأثير مؤشر الشريعة الإسلامية لما ساهم فيه من استقرار البورصة المصرية وجذب المستثمرين.
من جانبه، أكد محمد سعيد، محلل أسواق المال، أن مؤشر الشريعة الإسلامية، الذي أطلقته البورصة المصرية في أوائل 2022، أثبت قوته كخيار استثماري مستقر وسط تقلبات الأسواق العالمية، مضيفًا أن بيانات المؤشر قبل الإطلاق الرسمي أظهرت أنه أقل تأثرًا بالتذبذبات السعرية مقارنةً بالمؤشرات الأخرى، ما يجعله وجهة جذابة للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة ومتوافقة مع الشريعة، وقد شهد المؤشر إقبالًا متزايدًا، مما أسهم في تعزيز ثقة المستثمرين في الشركات المدرجة فيه.
وقالت الدكتور حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن هناك إقبالًا كبيرًا من المستثمرين المصريين والعرب على الشراء في السوق المصرية، بفضل الأداء المتنوع للشركات ونتائج أعمال قوية، لافتة إلى أن السوق المصرية تختلف عن الأسواق الأخرى في المنطقة مثل السعودية والإمارات، حيث تتسم بعدم وجود قنوات سعرية ضيقة، ما يتيح فرصًا استثمارية متعددة، وتظهر السوق المصرية تقلبات شهرية، تصل إلى ألف نقطة، وهي سمة تناسب المستثمرين الباحثين عن تذبذبات عالية للعائدات.
تأثير فوز ترامب على الطلب العالمي على الذهبوترى رمسيس أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، نتيجة سياساته التي تهدف إلى تهدئة النزاعات في الشرق الأوسط وحل الأزمة الروسية الأوكرانية سلميًا، ويجعل هذا الاستقرار المحتمل المستثمرين يتجهون نحو أسواق المال، بينما ستساعد سياسات ترامب الضريبية في جذب الاستثمارات إلى الأسواق المالية والعملات المشفرة.
كما لفتت، إلى أن استثمارات الأجانب في مصر تتنوع بين استثمارات غير مباشرة مثل أذون وسندات الخزانة واستثمارات مباشرة في البورصة، فالأولى تعتمد على أسعار الفائدة المرتفعة التي يطرحها البنك المركزي المصري، أما الاستثمار المباشر فيتركز في الأسهم القيادية، حيث تمثل نسبة استثمارات الأجانب في البورصة المصرية حوالي 5.8%، مما يعزز ثقتهم في الشركات ذات رأس المال الكفء.
العلاقة بين البورصة المصرية والسياسات الأمريكيةوأكدت خبيرة أسواق المال، أن علاقة البورصة المصرية بتداعيات الانتخابات الأمريكية تأثيرها محدود، حيث تتأثر السوق المصرية بشكل ثانوي بالأسواق العالمية، ووفقًا لأداء الأسواق الأمريكية، يرتفع السوق المصري عند ارتفاع الأسواق الأمريكية وينخفض معها، إلا أن الاختلافات النقدية تحد من التأثير المباشر للسياسة الأمريكية.
أداء المؤشرات المصرية في ظل التأثيرات العالمية والمحليةمن جهته، أوضح الدكتور محمد عبد الهادي، المحلل الاقتصادي، أن عوامل محلية مثل رفع التصنيف الائتماني لمصر وزيارة مديرة صندوق النقد الدولي، دعمت السوق المصرية، وأثرت نتائج الأعمال القوية لبعض الشركات الكبيرة إيجابيًا على مؤشر «EGX30»، الذي يرتبط بأداء الشركات المحلية بجانب تأثره بشكل جزئي بالأخبار العالمية.
التأثير المتوقع لسياسات ترامب الاقتصادية على الأسواق الناشئةويعتقد عبد الهادي، خبير أسواق المال، أن سياسات ترامب الداعية إلى رفع أسعار الفائدة وتقوية الدولار ستؤثر على الأسواق الناشئة، بما فيها مصر، إذ قد تجذب هذه السياسات الاستثمارات إلى أمريكا على حساب الأسواق الناشئة، لكنها أيضًا تزيد من جاذبية أدوات الدين المصرية بفضل ارتفاع عوائدها.
واتفق الخبراء، في تصريحاتهم لـ«الأسبوع»، أن المستثمرين الأجانب يفضلون السوق المصرية بفضل رخص أسعار الأسهم وانخفاض مضاعف الربحية، رغم تأثرها بأذون وسندات الخزانة وأسعار الفائدة الأمريكية، وتبقى السوق المصرية جاذبة بفضل استقرارها النسبي وتنوع الشركات.
اقرأ أيضاًالبورصة المصرية تعلق تداول أسهم «فيصل الإسلامي».. و«البركة» يسجل ارتفاعا بـ 688 مليونا
«المصرف المتحد» يطرح 30% من أسهمه بالبورصة المصرية بسعر 15.6 جنيه للسهم
ختام أخضر لمؤشرات البورصة.. مؤشر الشريعة يقفز وتميز يرتفع بـ0.14%