دراسة تكشف تأثير الزهايمر على الذاكرة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
اكتشف فريق من الباحثين أن مرض الزهايمر، يعطل مناطق في الدماغ تتجاوز تلك المتعلقة بالذاكرة، وفقا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Neuroscience.
وميز علماء الأعصاب مناطق وأنظمة الدماغ حسب الوظيفة لأكثر من قرن، وفقا لنهج الشبكة لاتصال الدماغ، وتبين أن الخلل المعرفي الذي يظهر في مرض الزهايمر ينتج عن فشل أنظمة الدماغ المتخصصة المتعددة المترابطة داخل شبكة دماغية واسعة النطاق.
ولكن مازال من غير الواضح كيف تختلف تغيرات شبكة الدماغ مع شدة الخرف وما إذا كانت مختلفة عن التغيرات التي تظهر في شبكة الدماغ السليم في مرحلة الشيخوخة.
ويعد فهم هذه التغييرات أمراً مهماً لتحديد سبب الخلل الوظيفي المعرفي والدماغي المرتبط بمرض الزهايمر.
اختلالات دماغية مصاحبة للزهايمر
فقد قام باحثون من جامعة تكساس في دالاس بقياس تنظيم شبكة الدماغ الوظيفية لدى الأشخاص الذين يختلفون في العمر وحالة الخرف للتأكد مما إذا كان هناك فرق.
وقال جاجان ويغ، الباحث المقابل للدراسة: "قد يكون من الممكن اكتشاف بعض الاختلالات الدماغية المصاحبة لمرض الزهايمر والتي تتجاوز الذاكرة والانتباه في مراحل مبكرة جدًا، حتى أثناء الضعف الإدراكي المعتدل قبل تشخيص مرض الزهايمر".
تأثيرات الشيخوخة
كما اكتشف الباحثون أن مرض الزهايمر والشيخوخة الصحية يرتبطان بأنماط متميزة من تعطل شبكة الدماغ، حيث أثر مرض الزهايمر على اتصال كل من الشبكات الارتباطية والشبكات الحسية الحركية، في حين اقتصرت الشيخوخة على تعطيل الشبكات المعرفية.
وقال الباحث ويغ: "في الشيخوخة الصحية، تبدو التغييرات مركزة إلى حد كبير على أنظمة الارتباط. وتكون الأنظمة الحسية والحركية مستقرة بشكل عام. ومن خلال بيانات مسح الدماغ المتوفرة الآن، يمكن حساب اختلافات الدماغ المرتبطة بالعمر وملاحظة التغيرات الفريدة في شدة الخرف. ومن خلال استكشاف ذلك، يتبين أن تفاقم الخرف لا يرتبط فقط بالتغييرات في أنظمة الارتباط ولكن أيضًا بالأنظمة الحسية والحركية".
ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تفاعلات الشبكة المتأثرة بمرض الزهايمر أوسع من تلك المتأثرة بالشيخوخة الصحية.
المعالجة البصرية والذاكرة
وقال زيوي تشانغ، الباحث الرئيسي للدراسة، إن التفاعلات "عند كبار السن، الذين لا يظهرون أي ضعف إدراكي، تكون في المقام الأول بين مناطق الدماغ التي تؤدي وظائف مماثلة أو داخل أنظمة الدماغ. أما في حالات المرضى، الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر، تتغير أيضًا التفاعلات بين المناطق التي تؤدي وظائف متميزة - مثل المعالجة البصرية والذاكرة".
وكانت التغيرات المرتبطة بمرض الزهايمر في شبكات الدماغ مستقلة عن العوامل الأخرى المرتبطة عادة بالمرض، مثل مستويات بيتا الأميلويد.
ويمكن تفسير ذلك بسبب بقاء بعض الأشخاص، الذين يعانون من أمراض الزهايمر النموذجية مثل لويحات الأميلويد أو تشابكات تاو، غير متأثرين معرفيًا.
ويمكن أن يكون الخلل في شبكة الدماغ طريقة جديدة لوصف الضعف الإدراكي المرتبط بمرض الزهايمر وقد يوفر هدفًا للعلاج المحتمل.
كما أوضح الباحث ويغ أن ما تم التوصل إليه في الدراسة يقدم "أدلة مهمة نحو تحديد أنواع العجز السلوكي الأكثر تأثراً في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى"، موضحًا أنه "بينما يواصل العلماء تحسين المؤشرات الحيوية لمرض الزهايمر المستندة إلى شبكة الدماغ، فإنه يتم التركيز على مصدر جديد وفريد للمعلومات للمساعدة في تشخيص مرض الزهايمر وقياس مخاطر المرض لدى الأفراد الأصحاء".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاعصاب الدماغ الزهايمر مرض الشيخوخة الخرف بمرض الزهایمر مرض الزهایمر
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف الرابط بين توقيت النوم والمزاج!
الولايات المتحدة – بحثت دراسة جديدة، أجرتها جامعة ميشيغان، في تأثير جداول النوم الخاصة بكل شخص على المزاج العام والصحة العقلية.
أوضحت الدراسة أن النوم المتوافق مع الإيقاعات البيولوجية للجسم يمكن أن يعزز المزاج ويحسن الصحة العقلية، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في نمط نومهم.
وفي الدراسة، أكمل المتدربون استبيانات يومية حول حالتهم المزاجية أثناء ارتدائهم أجهزة تتبع اللياقة البدنية (مثل Fitbits)، التي تراقب معدل ضربات القلب والنشاط وعادات النوم.
وطوّر فريق البحث خوارزميات لتحليل هذه البيانات ودمجها مع استبيانات تقييم الاكتئاب والاضطرابات المزاجية.
وأظهرت نتائج الاستبيانات أن الأشخاص الذين يعانون من عدم توافق بين إيقاعاتهم البيولوجية ونومهم يظهرون زيادة ملحوظة في درجات الاكتئاب وفقا لمقياس PHQ-9 (استبيان صحة المريض المكون من 9 أسئلة).
وقال المعد الرئيسي للدراسة، دانييل فورجر، أستاذ الرياضيات ومدير مركز ميشيغان للرياضيات التطبيقية: “النوم ليس حلا للاكتئاب، لكنه عامل مهم يمكننا التحكم فيه. من خلال تحليل أنماط النوم والإيقاعات اليومية للأفراد، يمكننا فهم تأثير ذلك على صحتهم العقلية بشكل أفضل”.
وأضاف: “عندما يحدث عدم التزامن، يرتفع مقياس PHQ-9 بمقدار 2.5 نقطة في المتوسط، وهو ما يمثل زيادة هامة سريريا”.
وحدد الباحثون 3 إيقاعات بيولوجية رئيسية تؤثر على الحالة المزاجية: الساعة البيولوجية المركزية التي تنظم الوقت في الدماغ، والساعة البيولوجية الطرفية في القلب، بالإضافة إلى دورة النوم.
ووجد الفريق أن وجود دورة نوم غير متوافقة مع الساعة البيولوجية الطرفية، يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المزاج. وفي المقابل، عندما تكون الساعة البيولوجية المركزية غير متوافقة مع دورة النوم، تظهر التأثيرات السلبية بشكل أكبر عند الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات، حيث يتسبب التباين بين الإيقاع البيولوجي المركزي والنوم في تدهور المزاج بشكل ملحوظ.
وأوضحت الدراسة أن عدم توافق دورة النوم مع الساعة البيولوجية الداخلية يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المزاج، بينما يساهم النوم في الأوقات التي يتوقعها الجسم في تقليل أعراض اضطرابات المزاج.
وقال داي ووك كيم، أحد معدي الدراسة، “أظهرت نتائجنا أن التباين بين الساعة البيولوجية المركزية ودورة النوم يرتبط ارتباطا سلبيا قويا مع الحالة المزاجية والأعراض الاكتئابية، مثل قلة النوم ومشاكل الشهية وحتى الأفكار الانتحارية”.
وأضاف كيم أن هذه النتائج تظهر ضرورة مراعاة الإيقاعات البيولوجية المختلفة عندما نبحث في تأثيرات النوم على الصحة العقلية.
وأكد الباحثون أن السياق الذي يعمل فيه الشخص وأسلوب حياته يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تحديد كيفية تأثير إيقاعات الجسم المختلفة على النوم والمزاج.
ويمكن أن تؤدي هذه الدراسة إلى تطوير تقنيات حديثة لمساعدة الناس على تحسين جودة نومهم والتخفيف من الأعراض النفسية باستخدام التكنولوجيا المتاحة في حياتهم اليومية، مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية.
نشرت الدراسة في مجلة npj Digital Medicine.
المصدر: ميديكال إكسبريس