تنطلق صفارة الانذار في قاعة الانتاج الواسعة، ما يعطي العمال لحظات قليلة لبلوغ الملجأ، في حدث بات روتينياً في هذا المصنع الواقع في جنوب إسرائيل ضمن مدى الصواريخ التي تطلقها فصائل فلسطينية من قطاع غزة.

مثل مجمل القطاعات الاقتصادية الاسرائيلية، تحاول مجموعة "راف – بريح" (Rav-Bariach) التكيّف مع واقع فرضته حرب لا تحمل أيّ قواسم مشتركة مع سابقاها بين إسرائيل والفلسطينيين.


في إحدى الغرف الآمنة، يقول رافيد بروش المسؤول عن التطوير الدولي في المجموعة، "في الأسابيع الأولى من الحرب، كانت الإنذارات أكثر عدداً".
تمّ تجهيز الملجأ بمعدّات مصمّمة في المصنع، إذ أن "راف-بريح" تعد شركة إسرائيلية رائدة في مجال الأبواب المصفّحة والمقاوِمة للحريق وغيرها من التجهيزات التي توفرها للمساكن  الخاصة والوزارات والسفارات في كافة أنحاء البلاد.
غير أن وجود مقرها الرئيسي ومصنعها في مدينة عسقلان الساحلية التي يبلغ عدد سكانها حوالى 150 ألف نسمة، يجعلها على بعد أقل من 10 كيلومترات عن قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، تطلق الحركة وفصائل فلسطينية أخرى بانتظام صواريخ بانتظام باتجاه جنوب إسرائيل. وحتى بحال اعتراضها من قبل نظام "القبة الحديدية"، قد يتسبّب حطامها بأضرار وفي بعض الأحيان تسفر عنه إصابات.

Israel’s war against Hamas is costing its economy around $260 million every day — causing a reckoning over PM Netanyahu's spending on religious programs and settlements https://t.co/bNAG75UzHb pic.twitter.com/XWLxB9suEF

— Bloomberg (@business) November 13, 2023  "نقص اليد العاملة"

سقط أحد هذه الصواريخ في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) على ممر مطل على ورش الإنتاج، بعدما اخترق السقف. ويقول المدير التنفيذي للشركة إيدان زو-اريتز، إن ذلك "بعض من واقعنا".
ولكن على المستوى اليومي، يؤثر نقص اليد العاملة قبل أي شيء آخر على نشاط الشركة منذ بداية الحرب التي أعقبت هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل. ويقدّر إيدان زو-اريتز، بأن المصنع يشغل حالياً ما يتراوح بين 60 إلى 65% من قوته العاملة التي يصل عديدها في الأيام العادية إلى 600 موظف. ويقول "نحن نفتقر إلى الأيدي العاملة. تمّ تجنيد بعض الموظّفين في الجيش، بينما نُقل آخرون إلى مناطق أخرى لأسباب أمنية".
وبالإضافة إلى أكثر من 360 ألف جندي احتياط تمّت تعبئتهم، اضطُرّ ما لا يقل عن 125 ألف إسرائيلي إلى مغادرة منازلهم في جنوب إسرائيل أو في مناطق الشمال الحدودية مع لبنان، والتي تشهد بشكل يومي تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة حيفا بنيامين بنتال، إنه على الرغم من أن المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي معتادان على الأزمات، إلا أن "كلّ النزاعات الإسرائيلية الفلسطينية في السنوات الأخيرة كانت محدودة نسبياً مقارنة بالنزاع الحالي".

قلق محيط بالأجواء

غير أنه يؤكد أن بعض القطاعات تعاني أكثر من غيرها، مشيراً إلى أن "قطاع البناء متوقف". ويوضح أن الكثير من العمال الفلسطينيين كانوا يعملون فيه أُلغيت تصاريح عملهم بسبب الحرب، كما أن المواطنين العرب "لم يعد مرحّباً بهم في ورش البناء في إسرائيل".
كذلك، يتأثر قطاع الفنادق والمطاعم بانخفاض ثقة المستهلكين. وفي مؤشّر على القلق المحيط بالأجواء، انخفض حجم التعاملات عبر بطاقات الائتمان بنسبة 10% في البلاد بعيد وقوع هجوم حماس واندلاع الحرب، وبـ20% بعد بدء العمليات العسكرية البرية في غزة في 27 أكتوبر (تشرين الأول).
يبقى أداء قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي القوي الذي يمثّل 18% من الناتج المحلّي الإجمالي، أمراً حاسماً. وفي استطلاع أُجري في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) بين 500 شركة في القطاع، أفاد 70%  منها بأنّه تمّ إلغاء أو تأجيل طلبيات ومشاريع مهمّة منذ بداية الحرب.
وبينما خفّض العديد من المعاهد الاقتصادية توقعات النمو للعامين 2023 و2024، يُظهر بنك إسرائيل تفاؤلاً نسبياً، متوقعا نمو الناتج المحلي الإجمالي 2,8% العام المقبل.
غير أن بنتال يشير إلى أن "السيناريوهات مرتبطة بشروط عدة، إذ إن تمدّد الصراع في الشمال من شأنه أن يغيّر الوضع تماماً".
وبينما ستؤدّي الحرب إلى إنفاق مليارات الدولارات الإضافية من ميزانية الدولة، فقد وجّه 300 خبير اقتصادي إسرائيلي رسالة مفتوحة الى إلى حكومة الرئيس بنيامين نتانياهو في نهاية أكتوبر (تشرين الأول). وطالبوه باتخاذ تدابير عاجلة، متّهمين إياه بأنه "لا يفهم حجم الأزمة الاقتصادية التي قد يواجهها الاقتصاد الإسرائيلي".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل جنوب إسرائیل تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: سيسمح غدا للبنانيين بالوصول للقرى التي غادروها

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين 17 فبراير 2025، أنه سيسمح غدا للبنانيين بالوصول للقرى التي غادروها وهي كفركلا والعديسة والحولة وميس الجبل.

وقال الجيش في بيان له، "نستعد للبقاء لفترة طويلة في النقاط الخمس في لبنان، وسنبقى في النقاط الخمس بجنوب لبنان حتى يتضح أنه لم يعد هناك نشاط لحزب الله جنوب الليطاني".

وأضاف أنه "ستكون هناك محاولات لتنظيم مسيرات ورفع أعلام حزب الله وأعمال شغب قرب الحدود مع لبنان".

وتابع "سنقيم موقعا عسكريا قبالة كل بلدة إسرائيلية على الحدود مع لبنان".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يتحدث عن اليوم التالي للحرب على غزة إسرائيل تكثف هجماتها في لبنان قبيل استكمال انسحابها المفترض الثلاثاء نتنياهو يريد إقالة رئيس جهاز "الشاباك" والأخير يرفض التعليق الأكثر قراءة سموتريتش: يجب تنفيذ خطوة حازمة لفتح الباب أمام تشجيع هجرة سكان غزة تفاصيل الاجتماع الموسع لغرفة العمليات الحكومية بشأن قطاع غزة كتائب القسام تؤجل تسليم الأسرى ونتنياهو يعقد مشاورات أمنية الرئيس عباس يجري تعديلات قانونية على منظومة الرعاية الاجتماعية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بدء إعلان نتائج الطلاب بالمدارس التي أنهت الاختبارات اليوم
  • أخبار غزة.. رئاسة فلسطين تحذر من تصاعد جرائم إسرائيل وتدعو لوقف الحرب الشاملة
  • التعليم: بدء إعلان نتائج الطلاب بالمدارس التي أنهت الاختبارات اليوم
  • بيروت: استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من لبنان بمثابة احتلال
  • وزير المالية الإسرائيلي يصادر 320 مليون شيكل من أموال الضرائب الفلسطينية
  • الجيش الإسرائيلي: سيسمح غدا للبنانيين بالوصول للقرى التي غادروها
  • تصاعد الدعم الفلسطيني في أوروبا قبل زيارة وزير خارجية إسرائيل.. مسيرات ضد التهجير
  • استمرار احتلال إسرائيل للتلال الخمس يهدّد الاستقرار الداخلي
  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأمريكية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟
  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأميركية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟