كتب- أحمد جمعة:
زار فريق الأمم المتحدة المشترك المعني بتقييم الشؤون الإنسانية، بقيادة منظمة الصحة العالمية، في وقتٍ سابقٍ اليوم، مستشفى الشفاء في شمال غزة لتقييم الوضع على أرض الواقع وإجراء تحليلٍ سريعٍ له، وتقييم الأولويات الطبية، ووضع خيارات لوجستية لمزيد من البعثات.

ضم الفريق خبراء في مجال الصحة العامة، وموظفي شؤون لوجستية، وموظفي أمن من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ومنظمة الصحة العالمية.

وأوضح بيان لمنظمة الصحة العالمية، أنه أُجري تنسيق البعثة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لضمان المرور الآمن على طول المسار المتفق عليه، غير أن هذه العملية كانت شديدة الخطورة في منطقة نزاع نشطة، حيث تدور معارك عنيفة بالقرب من المستشفى.

وفي وقتٍ سابقٍ من ذلك اليوم، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إجلاء إلى النازحين داخليًا الباقين البالغ عددهم 2500 شخص كانوا يلتمسون اللجوء داخل المستشفيات، وكان هؤلاء، إلى جانب عددٍ من المرضى المتنقلين والعاملين في المستشفى، قد أخلوا المرفق قبل وصول الفريق.

وبسبب القيود الزمنية المرتبطة بالوضع الأمني، فلم يتَمَكَّن الفريق إلا من قضاء ساعةٍ واحدةٍ فقط داخل المستشفى، ووصف المستشفى بأنه "منطقة موت" ووصف الوضع بأنه "يائس". وكانت آثار القصف وإطلاق النار واضحة. وشاهد الفريق مقبرةً جماعيةً عند مدخل المستشفى وقيل له إن أكثر من 80 شخصًا قد دُفنوا هناك.

وقد أدى نقص المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء والمساعدات الأساسية الأخرى على مدار الأسابيع الستة الماضية إلى توقف مستشفى الشفاء عن العمل بوصفه مرفقًا طبيًا؛ علمًا بأنه كان فيما مضى أكبر مستشفى إحالة في غزة وأكثر المستشفيات تقدمًا وتجهيزًا.

ولاحظ الفريق أنه نظرًا للوضع الأمني، فقد استحال على الموظفين تولي إدارة النفايات بشكل فعّال في المستشفى.

وكانت الممرات وأرضيات المستشفى مليئة بالنفايات الطبية والصلبة، مما زاد من خطر الإصابة بالعدوى.

وكان المرضى والعاملون الصحيون الذين تحدثوا مع الفريق خائفين جدًا على سلامتهم وصحتهم، وطلبوا الإجلاء من المستشفى. ولم يعد بإمكان مستشفى الشفاء استقبال المرضى، ويجري الآن توجيه المصابين والمرضى إلى المستشفى الإندونيسي الذي يواجه ضغطًا شديدًا ويكاد لا يعمل.

وبقي في مستشفى الشفاء 25 عاملًا صحيًا و291 مريضًا، وتُوفي عددٌ من المرضى خلال اليومين إلى الثلاثة أيام الماضية بسبب توقف الخدمات الطبية.

وكان من بين المرضى 32 طفلًا في حالة حرجة للغاية، بالإضافة إلى شخصين في العناية المركزة بدون تهوية، و22 مريضًا يخضعون للغسيل الكلوي تَعرَّضَت فرص حصولهم على العلاج المنقذ للحياة للخطر الشديد.

والغالبية العظمى من المرضى ضحايا يعانون إصابات شديدة جرّاء الحرب، فكثير منهم مصابون بكسورٍ معقدةٍ وبتر أعضاء، وإصابات في الرأس، وحروق، وإصابات في الصدر والبطن، و29 مريضًا مصابين بإصابات خطيرة في العمود الفقري لا يستطيعون الحركة دون مساعدة طبية.

ويعاني العديد من مرضى الرضوح من جروح شديدة العدوى بسبب غياب تدابير مكافحة العدوى في المستشفى وعدم توافر المضادات الحيوية.

وبالنظر إلى الحالة الراهنة للمستشفى الذي توقف عن العمل ولم يعد يتلقى مرضى جدد، فقد طُلب من الفريق إجلاء العاملين الصحيين والمرضى إلى مرافق أخرى.

وتعكف المنظمة وشركاؤها على وضع خطط للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وأسرهم على وجه السرعة.

وعلى مدار 24-72 ساعة القادمة، وفي انتظار ضمانات المرور الآمن من أطراف النزاع، يجري الترتيب لبعثات إضافية لنقل المرضى على وجه السرعة من مستشفى الشفاء إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي في جنوب غزة.

ومع ذلك، تعمل هذه المستشفيات بالفعل بأكثر من طاقتها، وستزيد الإحالات الجديدة من مستشفى الشفاء من إرهاق الموظفين والموارد الصحية المثقلة بالأعباء.

وقالت المنظمةَ إنها يساورها قلقٌ بالغٌ إزاء سلامة المرضى والعاملين الصحيين والنازحين داخليًا واحتياجاتهم الصحية، حيث يتواجدون في المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل جزئيًا في الشَمال، والتي تواجه خطر الإغلاق بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية والأغذية والأعمال العدائية المكثفة. ولا بد من بذل جهود فورية لاستعادة قدرة مستشفى الشفاء وجميع المستشفيات الأخرى على أداء وظائفها من أجل تقديم الخدمات الصحية التي تمس الحاجة إليها في غزة.

وجددت منظمة الصحة العالمية نداءها لبذل جهود جماعية لوضع حد للأعمال العدائية والكوارث الإنسانية في غزة.

ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المحتاجين، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، ووقف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية وغيرها من البِنَى الأساسية الحيوية.

وقال بيان المنظمة إن المعاناة الشديدة التي يعيشها شعب غزة تتطلب منّا أن نتصدى لها بشكلٍ فوري وملموس بإنسانية ورحمة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مخالفات البناء مستشفى الشفاء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة مستشفى الشفاء غزة منظمة الصحة العالمية طوفان الأقصى طوفان الأقصى المزيد الأمم المتحدة مستشفى الشفاء

إقرأ أيضاً:

فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتخذ الإجراءات لتوفير نواقص الأدوية بمستشفى حميات دمياط

واصلت وزارة الصحة والسكان، تنفيذ المرحلة الثانية من حملة المرور الميداني على المنشآت الطبية في جميع المحافظات، وفقا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بالتواصل المباشر مع المواطنين، ورفع كفاءة المنشآت الطبية وتقديم خدمة صحية ذات جودة ورصد وعلاج أي قصور في مستوى الخدمة الطبية.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن المرحلة الثانية من حملة المرور الميداني استهدفت محافظة دمياط، وتضمنت مرور فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية على مستشفى الزرقا المركزي، حيث تم تفقد مكتب الدخول، والعيادات الخارجية، وقسم التعقيم، والعمليات، والصيدلية، ووحدة الغسيل الكلوي، والحضانات، والقسم الداخلي، والعناية المركزة، وذلك للتأكد من توافر كافة المستلزمات والاحتياجات ومدى رضاء المواطنين عن الخدمات المقدمة.

وتابع «عبدالغفار» أنه خلال تفقد مكتب الدخول، تبين عدم توافر بعض المطبوعات وعدم كفايتهم، وأوصى الفريق بالتواصل مع مديرية الشئون الصحية لتوفير الاحتياجات من المطبوعات، كما تلاحظ عدم كفاية أعداد الأطباء في تخصصات (الرعاية المركزة، والتخدير، والأطفال المبتسرين) وتم عمل مذكرة بالاحتياجات من القوى البشرية، وإرسالها لمديرية الشئون الصحية، كما تبين عدم توافر بعض الأصناف الدوائية والمستلزمات، وتم التنسيق مع مسئولي الأدوية والمستلزمات بالوزارة، لإمداد المستشفى بالأصناف غير المتوفرة،

وأضاف «عبدالغفار» أنه خلال تفقد المستشفى تم تحديد الاحتياجات من الأجهزة الطبية، والتي تضمنت أجهزة التنفس الصناعي، تمهيدا لإمداد المستشفى بها بالتنسيق مع قطاعات الوزارة المختلفة، وتلاحظ وجود جهاز رنين مغناطيسي مورد حديثا، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشغيله، وتبين تعطل بعض اجهزة التكيف بالأقسام، وعدم التزام شركة الصيانة المتعاقد معاها، حيث وجه الفريق بصيانة احهزة التكيف في أسرع وقت، كما أكد على إجراء أعمال الصيانة الدورية للأجهزة الطبية وغير الطبية في مواعيدها المقررة.

ولفت «عبدالغفار» إلى أن الفريق استكمل جولته في المحافظة بتفقد مستشفى حميات دمياط، وتلاحظ خلال تفقد قسم الاستقبال ومكتب الدخول، عدم استكمال بيانات المرضى، والتسجيل الطبي، حيث أوصى الفريق بتسجيل كافة بيانات المرضى، كما لوحظ انخفاض المستوى الفني لقسم الغسيل الكلوي وعدم إجراء بعض التحاليل الدورية للمرضى، وعدم انتظام قياس كفاءة الجلسات، وأوصى الفريق بإجراء كافة التحاليل للمرضى، ورفع مستوى أداء الخدمة المقدمة، كما تبين وجود عجز في الأطباء بقسم الرعاية المركزة، وجاري اتخاذ إجراءات لإمداد المستشفى بعدد كافي من الأطباء.

وتابع «عبدالغفار» انه خلال المرور تلاحظ ضعف الدور الإشرافى لفرق المديرية وتبين حاجة التمريض للتدريب على أعمال مكافحة العدوى والتسجيل الطبى وتم التنسيق مع المديرية لتدريبهم، كما لوحظ وجود بعض الأجهزة مثل أجهزة المناظير بدون عقد صيانة واكد الفريق على التعاقد مع شركة صيانه لعمل الصيانة الدورية، كما تبين حاجة التمريض للتدريب على أعمال مكافحة العدوى والتسجيل الطبى وتم التنسيق مع المديرية لتدريبهم، وتبين وجود نقص في بعض الادوية وتم التنسيق مع إدارة الصيدلة لاتخاذ إجراءات تضمن انتظام توريد هذه الأصناف.

واستطرد «عبدالغفار» باستكمل جولاتهم بتفقد مستشفى صدر دمياط وتم المرور على جميع اقسام المستشفى وبتفقد قسم الاستقبال تبين عدم استكمال البيانات الطبية واوصى بتسجيل كافة البيانات حرصا على مصلحة المريض وتم التنسيق مع المديرية بتدريب الفريق الطبى بالمستشفى علي التسجيل الطبى والمتابعة، وتبين وجود قصور فى بعض إجراءات مكافحة العدوى (مناطق تجميع النفايات الخطرة بالأقسام غير مطابقة لمعايير مكافحة) وتم التوجيه بتوفير غرفة مؤهلة بمعايير مكافحة المعدوى والجودة

وأضاف «عبدالغفار» ان خلال المرور تم التنسيق لإمداد المستشفى ببعض التجهيزات اللازمة لتفعيل النظام المركزى لمتابعة مرضى الرعاية المركزة حيث أن النظام غير مفعل داخل بعض القاعات لعدم توافر بعض التجهيزات، وتلاحظ عدم وجود احهزة تكيف داخل غرف الملاحظة والإنعاش القلبى الرئوى بقسم الاستقبال وتم التوصية بعمل مذكره بالاحتياجات من الاجهزه وارسالها للوزارة،واكد الفريق على إجراء أعمال الصيانة الدورية للأجهزة الطبية والغير طبية في مواعيدها المقررة، كما تبين عدم توافر بعض الأصناف الدوائية وتم التنسيق مع إدارة الصيدلة لإمداد المستشفي بالأصناف الغير متوفره

ولفت «عبدالغفار» إلى أن مرور فريق المراجعة الداخلية والحوكمة، ضم (إدارة الجودة - قطاع العلاجي - إدارة الصيدلة - تنظيم الأسرة - إدارة المشروعات والتجهيزات) وبحضور مديري الإدارات المختلفة بالمديرية.

مقالات مشابهة

  • الصحة تحدد مواعيد زيارة المرضى في المستشفيات والمراكز التخصصية
  • الصحة تحديد مواعيد زيارة المرضى في المستشفيات والمراكز التخصصية
  • «الصحة العالمية»: الوضع الصحي في السودان منهار .. تيدروس يزور بورتسودان للوقوف على الأوضاع ميدانياً
  • مستشفى دار الشفاء بالبصرة لـبغداد اليوم: ليس لدينا عقد مع اتحاد الكرة وقرار نقل ايمن حسين فردي
  • مستشفى دار الشفاء بالبصرة لـبغداد اليوم: ليس لدينا عقد مع اتحاد الكرة وقرار نقل ايمن حسين فردي - عاجل
  • أمير صلاح الدين يرسم البسمة على وجوه المرضى في زيارة إنسانية لمستشفى الناس
  • الصحة العالمية: 200 ألف طفل بغزة تم تطعيمهم ضد شلل الأطفال في المرحلة الأولى
  • مدير مستشفى جنين: المستشفيات بحاجة إلى فك الحصار.. وهناك استهداف للطواقم الطبية
  • الأبيض من الضنية: سنزيد أسقف المستشفيات الحكومية لدعم نفقاتها
  • فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتخذ الإجراءات لتوفير نواقص الأدوية بمستشفى حميات دمياط