قال الدكتور طلال أبو ركبة باحث سياسي في العلاقات الدولية، إن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة تحظى بإجماع إسرائيلي كبير، لأنها انطلقت على أساس الانتقام من قطاع غزة على خلفية أحداث 7 أكتوبر، إلا أن المجتمع الإسرائيلي حتى اللحظة لا يثق في حكومته وجيشه.

وأضاف في مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، اليوم الاحد: "هناك أيضا حالة من انعدام الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية، وبالأمس، لاحظنا ما حدث في المؤتمر الصحفي لمجلس الحرب حيث أكد نتنياهو على ضرورة توفير الدعم الوطني والمجتمعي لاستمرار الحرب في قطاع غزة في ظل حالة التذمر التي بدأت تظهر في المجتمع الإسرائيلي بفعل المظاهرات التي باتت تطالب بتسليم الرهائن".

وتابع الباحث: "نتنياهو في الفترات الماضية تنصل من اتفاقيات كثيرة كانت قد تؤدي إلى هدن إنسانية في قطاع غزة مقابل الإفراج عن مجموعة من الرهائن لذلك، بدأ يشعر نتنياهو بأن هناك حالة من الزخم داخل المجتمع الإسرائيلي بدأت الآن تتناقض مع التوجه الإسرائيلي تجاه العملية العسكرية في قطاع غزة".

وواصل: "لكن ما كشفته بعض التقارير خاصة في إحدى الصحف هو ان جيش الدفاع الإسرائيلي هو الذي قتل العديد من الضحايا في غلاف غزة خلال أحداث 7 أكتوبر وهو ما بدأ يغير من رؤية المجتمع والرأي العام الإسرائيلي تجاه الحرب في قطاع غزة وهو ما سيؤثر على العمليات، إذ قُتل إسرائيليون وأصيب بعضهم في الميدان".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أحداث 7 أكتوبر الحرب في قطاع غزة المجتمع الإسرائيلي قطاع غزة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عقدة محور فيلادلفيا التي ابتدعها نتنياهو.. نخبرك القصة الكاملة

يتمسك الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي، بين مصر ومدينة رفح الفلسطينية، بذريعة اكتشاف مئات الأنفاق الواصلة بين طرفي الحدود، والتي يزعم الاحتلال أنها استخدمت لتهريب الأسلحة والوسائل القتالية.

ورغم أن مصادر عسكرية إسرائيلية قللت من شأن السيطرة على المحور، وانعكاس ذلك على القدرات التسليحية لحركة حماس والفصائل الأخرى، إلا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو يصر على الخطوة التي استحدثها ضمن أهداف الحرب، منذ تنفيذ العدوان البري المستمر على رفح قبل نحو أربعة أشهر.
وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية لقناة كان العبرية، خلال الأيام الماضية، أن كل الأنفاق التي اكتشفت أسفل محور فيلادلفيا كانت غير فعّالة، لأن الجيش المصري أغرقها بالماء أو دمّرها من الجانب المصري قبل سنوات عديدة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسباب ابتداع نتنياهو هذه العقدة الجديدة؟.


ماذا فعل النظام المصري بالأنفاق أسفل "فيلادلفيا"؟
منذ أن أمسك رئيس النظام المصري بالحكم في مصر عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب، محمد مرسي، عام 2013، عمد إلى خلق وقائع جديدة في مدينة رفح المصرية المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، بذريعة منع تسلل المقاتلين إلى شبه جزيرة سيناء للالتحاق بتنظيم "ولاية سيناء"، الذي أعلن مبايعته لتنظيم الدولة.

أقدم الجيش المصري على ترحيل كل سكان مدينة رفح من الجانب المصري، ونقلهم إلى مدينة العريش ومدن الداخل، كالإسماعيلية، ومن ثم قام بهدم منازل المدينة على طول الشريط الحدودي مع القطاع، بهدف خلق شريط عازل يصل عمقه إلى ثماني كيلومترات.


الخطوة جاءت عقب هجوم على حاجز للجيش المصري في "كرم القواديس" وقع في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 ، وعلى إثر ذلك، أصدر رئيس مجلس الوزراء آنذاك إبراهيم محلب، قرارًا بتدشين منطقة عازلة مع قطاع غزة بطول 13 كيلو متر مع قطاع غزة وبعمق 500 متر في عمق الأراضي المصرية.

حدود المنطقة العازلة من الجانب المصري
وحدد القرار حدود المنطقة العازلة بداية من أقصى الشمال عند منطقة "أبو شنار" الساحلية شمالًا وحتى منطقة "جوز أبورعد" جنوبًا وصولًا لقرية "الطايرة" الملاصقة للشريط الحدودي شرقًا.

وخلال الشهور اللاحقة للقرار أخليت مسافة 1000متر على مرحلتين، ثم توقف العمل في المنطقة العازلة لفترة طويلة.

ومع نهاية 2017، بدأت السلطات الأمنية باخلاء المرحلة الثالثة وزادت وتيرة العمل بالمنطقة المحددة كلها حتى وصلت إلى خمسة كيلومتر بعمق الأراضي المصرية في مدينة رفح.

في هذه الأثناء تكفلت الوحدات الهندسية التابعة للجيش المصري بهدم جميع الأنفاق الواصلة بين رفح المصرية والفلسطينية، والتي حفرت أساسا لأغراض مدنية، كان هدفها كسر الحصار عن قطاع غزة، بعد أن ضرب الاحتلال حصارا خانقا وغير مسبوق بعد سيطرة حماس على  قطاع غزة، عام 2007.


طبيعة الأنفاق الموجودة بين طرفي الحدود
توصل بحث أجرته "عربي21" بالاستناد إلى معلومات حصلت عليها من مصادر مطلعة في رفح إلى أن عدد الأنفاق ذات الطابع التجاري بلغ ذروته بين عامي 2009 و2013 حتى وصل إلى أكثر من 1200 نفق متنوع الأطوال والمساحة، استخدمت أساسا لأغراض تجارية، منها إدخال المواد الغذائية وأخرى متعلقة بالإنشاءات، كالإسمنت والحديد، وثالثة خصصت للسيارات التي كان الاحتلال يمنع دخولها إلى قطاع غزة، وغيرها العديد من البضائع الأساسية التي حرم منها القطاع، كالوقود وغيره.

كانت الانفاق مكشوفة وواضحة للعيان ومن السهل تمييزها، ففي الطرف الفلسطيني يكفي أن تشاهد كابينة أو خيمة من القماش أو دفيئة زراعية، لتعلم أن هذه عين النفق من الجانب الفلسطيني، أما من الجانب المصري فكانت الفتحات تنتهي بمزارع أو منازل أو مناطق حرشية.



نشطت خلال الفترة المذكورة عمليات التجارة على طرفي الحدود، وخلقت هذه الأنفاق رغم عدم قانونيتها، فرصا للعمل بالتجارة وقطاع النقل بين مصر وقطاع غزة.



كيف انقسمت رفح إلى شقين فلسطيني ومصري؟
عقب توقيع مصر معاهدة كامب ديفيد للسلام مع الاحتلال الإسرائيلي، تم رسم الحدود بين غزة ومصر عبر مدينة رفح، وذلك عندما انسحب الاحتلال من سيناء عام 1982، حيث قسمت رفح إلى قسمين مصري وفلسطيني، مما أدى إلى تقسيم العائلات، وفصلها عن بعضها البعض بحواجز من الأسلاك الشائكة.

واجه أهالي رفح في السنوات التي تلت إتفاقية كامب ديفيد، صعوبة شديدة في التواصل بين بعضهم البعض، فضلاً عن انعزالهم عن مملتكاتهم وأراضيهم الواقعة في الجانب الآخر لمحل إقامتهم.

كان التواصل بينهم يتم من خلال الأسوار التي وضعت على الحدود، يتشاركون عبرها الفرح والعزاء من خلال النظر من بعيد. أما العبور فكان صعب المنال إلا في حالات نادرة ذلك أن رفح الفلسطينية أصبحت خاضعة للاحتلال الإسرائيلي الذي سيطر أيضا على المعبر الوحيد باتجاه مصر، وتحكم في حركة المرور منه.

ما موقف مصر من احتلال محور فيلادلفيا؟
كررت مصر رفضها المطلق لسيطرة "إسرائيل" على معبر رفح ومحور فيلادلفيا، واتهمتها بالسعي لتغيير الواقع على الأرض ومنع التوصل إلى هدنة في غزة، مما قد يؤدي لتوسع الحرب وينذر بعواقب كارثية.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مصري رفيع قوله مؤخرا أن: "مصر تجدد تأكيدها على ثوابت ومحددات أي اتفاق للسلام، وفي مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بشكل قاطع"، مشددا على أن استمرار الحرب على غزة واحتمال توسعها إقليميا "ينذر بعواقب وخيمة على المستويات كافة".



لماذا يتمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا؟
أظهر نتنياهو تشددا متصاعدا إزاء البقاء في محور فيلادلفيا، متحديا بذلك الموقف الأمريكي والإقليمي خاصة مصر التي رفضت الوجود الإسرائيلي هناك، فضلا عن معارضة الموقف الداخلي الذي يرى أن التمسك بهذا الشرط يأتي على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" في غزة.

ووفق مراقبين، يشير موقف نتنياهو إلى وجود قناعة راسخة لديه بأهمية التواجد في هذه المنطقة، حيث عارض عام 2005 خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بما فيها "فيلادلفيا".

ويعتبر "فيلادلفيا" أحد أبرز نقاط الخلاف الراهنة في المفاوضات المتعثرة لوقف إطلاق النار في غزة، حيث يتمسك نتنياهو ببقاء جيش الاحتلال فيه، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل من قطاع غزة.

ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

وفي المقابل، يهدد وزراء اليمين المتطرف، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: تسرع نتنياهو قد يدفعه لاستهداف منشآت نووية إيرانية
  • نتنياهو: سننهي الحرب بعد تحقيق جميع أهدافنا والتأكد من عدم تكرار أحداث 7 أكتوبر
  • بالفيديو.. باحث سياسي: تسرع إدارة نتنياهو ربما تدفعها لاستهداف حقول نفط أو منشآت نووية إيرانية
  • باحث سياسي: تسرع إدارة نتنياهو ربما تدفعها لاستهداف منشآت نووية إيرانية
  • باحث سياسي: ما تمارسه إسرائيل بلبنان نوع من انعكاس جنون وتخبط نتنياهو
  • باحث سياسي: ممارسات إسرائيل في لبنان انعكاس لجنون وتخبط نتنياهو
  • باحث سياسي: ما تمارسه إسرائيل في لبنان انعكاس لجنون وتخبط نتنياهو وحكومته
  • عام على الحرب: شهداء بالعشرات وجيش العدو يجتاح جباليا مجددا
  • عقدة محور فيلادلفيا التي ابتدعها نتنياهو.. نخبرك القصة الكاملة
  • باحث سياسي يكشف أهداف نتنياهو الحقيقية من ضرب لبنان