أكبر منظمة يهودية في أمريكا: نسعى لإنهاء دعم بايدن للإبادة الجماعية بغزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
تسعى منظمة "صوت يهودي من أجل السلام" الأمريكية، إلى إنهاء دعم الولايات المتحدة الثابت لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، والضغط على الكونجرس والرئيس جو بايدن، للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتوقف عن إرسال الأسلحة والأموال الإضافية إلى الحكومة الإسرائيلية.
كشف ذلك، المديرة التنفيذية للمنظمة ستيفاني فوكس، في حوارها مع "الجزيرة نت"، أننا ندعم أعضاءنا في الكونغرس الذين يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار -بمن فيهم رشيدة طليب- النائبة الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس.
وأضافت: "نركز حاليا على تنظيم أكبر عدد ممكن من اليهود الأميركيين لدعم وقف إطلاق النار، ونعلم أن العمل لا يمكن أن ينتهي عند هذا الحد".
وتابعت: "لقد قمنا على مدى عقود بإدانة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ومع نمو حركتنا نواصل تثقيف الأعضاء الجدد بشأن حقيقة هذا الاحتلال الظالم، حتى يستمروا في اتخاذ إجراءات معنا بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق النار ليس سوى الخطوة الأولى نحو تحقيق العدالة للفلسطينيين".
ووصفت فوكس، سياسة بايدن تجاه الأزمة الحالية بـ"الكارثية"، على الرغم من الإرادة الواضحة للشعب الأميركي (68% منهم يريدون وقف إطلاق النار فورا).
وزادت: "إدارة بايدن شريكة كاملة في تمكين هجوم الإبادة الجماعية الذي شنه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على الفلسطينيين في غزة، وإعطاء الضوء الأخضر لمساعدات إضافية بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل دون شروط".
اقرأ أيضاً
يو إس إيه توداي: حرب غزة أوجدت أرضية مشتركة لليهود والمسلمين بأمريكا
وقبل أسبوعين، قاطعت الحاخامة جيسيكا روزنبرغ، وهي أحد أعضاء المنظمة، بايدن في حدث خاص لجمع التبرعات، قائلة: "بصفتي حاخامة، أريدك أن تدعو إلى وقف إطلاق النار الآن"، فتم اصطحابها فورا خارج الحدث من قبل الأمن.
وفي اليوم التالي، بدأ بايدن بالحث على هدنة إنسانية، وهو انحراف كامل، لكنه يكشف أن الضغط المستمر يمكن أن يجبر الإدارة على تغيير موقفها، وفق فوكس.
كما اتهمت البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، بتجاهل أصواتهم، و"لأنهما لن يجتمعا معنا نذهب إليهما، نحن نحتج في مكاتب الكونغرس ونغلق مبنى الكابيتول، ونجعل أصواتنا مسموعة حتى لا يستمر قادة الولايات المتحدة في تجاهلنا".
وأضافت: "سيكرم التاريخ أعضاء الكونغرس الشجعان القلائل الذين يقفون معنا -مثل عضوة الكونغرس كوري بوش وعضوة الكونغرس رشيدة طليب- والذين شاركوا في رعاية القرار الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وتابعت: "كما ينضم عدد غير مسبوق من اليهود إلى دعوتنا لوقف إطلاق النار وكفاحنا من أجل مستقبل طويل الأجل من السلام المتجذر في العدالة والمساواة والحرية".
وحول استراتيجية المنظمة لتغيير سياسة بايدن تجاه الحرب على غزة، قالت فوكس، إنهم يسعون إلى "تنظيم تعبئة جماهيرية لليهود الأمريكيين الذين يتضامنون مع الفلسطينيين ويعارضون الحرب ويحلمون بمستقبل عادل".
اقرأ أيضاً
تشهير وتهديدات بالقتل ورفض توظيف.. اللوبي اليهودي في أمريكا يحارب الداعمين لغزة
وزادت: "لقد نظمنا عصيانا مدنيا كبيرا تاريخيا في مبنى الكابيتول بواشنطن، واعتصمنا في محطات القطار بجميع أنحاء البلاد وفي مكاتب الكونغرس وعند تمثال الحرية".
ودعت جميع الأمريكيين ذوي الضمائر الحية إلى الانضمام إلى حركتنا، واستدعاء ممثليهم وتنظيم الاحتجاجات التي تجبر منتخبينا على رؤية إرادة الشعب، وتابعت: "لقد حشدنا حتى الآن عشرات الآلاف من الناس في الشوارع".
وحول طريقة التعامل مع المنظمات المؤيدة لإسرائيل مثل "أيباك"، قالت فوكس، إن "لجان العمل السياسي المعادية للفلسطينيين مثل (أيباك) ومشروع (الديمقراطية المتحدة) التابع لها و(الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل) لديها هدف واحد واضح هو مواصلة التمويل العسكري الأمريكي والتواطؤ مع سياسة الفصل العنصري الإسرائيلي".
ونددت بمساعي هذه المنظمات، لوقف المد المتزايد للدعم الشعبي للحقوق الفلسطينية في الولايات المتحدة، من التحول إلى قوة سياسية في الكونجرس.
وتابعت: "إنها جماعات متشددة وعنصرية وداعية للحرب تنكر وتهاجم أيضا وجود اليهود المعادين للصهيونية مثل أولئك الذين هم جزء من حركتنا".
وزادت: "نحن نشرك بانتظام أعضاء الجاليات اليهودية الذين يختلفون معنا في القضايا السياسية، إنه جزء كبير من عملنا كمنظمين، لكن هناك مجموعات مهمة مثل أيباك تتعارض بشكل مباشر مع عملنا، ونحن لا نتعامل معها".
اقرأ أيضاً
أمريكا.. أكاديميون وكتاب وفنانون يهود يدعون بايدن لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة
وكشفت فوكس، أن أعضاء المنظمة تحت الكثير من التدقيق، وقالت: "لقد تم طرد أعضاء منظمة (الصوت اليهودي من أجل السلام) من وظائفهم واعتقالهم مرات عدة، وللأسف نتلقى تهديدات لفظية مروعة".
وأضافت: "ومع ذلك، فإننا لا نزال غير مرتدعين، وحركتنا تنمو فقط، نظمنا دعوة إلى الأعضاء الجدد، وسجل أكثر من ألف شخص للحضور، يبذل الكثير من الناس جهودا كبيرة للتحدث علانية لأننا نعلم أن الوقت قد حان الآن للدفاع عن العدالة".
وتابعت: "بقدر ما يمكن أن يكون هذا العمل صعبا فإننا نعلم أن ما نتحمله يتضاءل مقارنة بالمنظمين الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وبالطبع، الفظائع التي يتحملها الفلسطينيون الذين يسعون إلى الحرية كل دقيقة في غزة، ونعتقد أن من واجبنا الأخلاقي أن نتكلم علنا، تقاليدنا اليهودية تدعونا إلى الدفاع عن العدالة".
ومنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، تأسست في عام 1996 بمدينة سان فرانسيسك، وتعرف نفسها بأنها "أكبر منظمة يهودية تقدمية مناهضة للصهيونية في العالم".
وتقول: "نحن ننظم حركة شعبية متعددة الأعراق عابرة للطبقات بين الأجيال من يهود الولايات المتحدة تضامنا مع النضال الفلسطيني من أجل الحرية، مسترشدين برؤية العدالة والمساواة والكرامة لجميع الناس".
ويشير موقع المنظمة على الإنترنت إلى وجود أكثر من 300 ألف مؤيد وأكثر من مليون متابع على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحتفظ بنفوذ ووجود ضخم في العديد من الجامعات الأميركية.
وتؤكد المنظمة أنها تسعى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، في وقت يعتبر منتقدو المنظمة أنها تعمل على تقويض الدعم الشعبي الأميركي لإسرائيل، ومن أعضاء المجلس الاستشاري للمنظمة المفكر الشهير نعوم تشومسكي.
اقرأ أيضاً
250 يهودي أمريكي يهددون نتنياهو بوقف استثماراتهم في إسرائيل
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليهود أمريكا بايدن إسرائيل غزة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار لإطلاق النار اقرأ أیضا إلى وقف من أجل
إقرأ أيضاً:
الغارديان: دعوة البابا للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزة تعكس تصاعد التدقيق العالمي
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن دعوة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة تعكس تزايد التدقيق العالمي على الصراع المستمر، لكنها أشارت إلى أن المحاسبة الحقيقية لا تزال بعيدة المنال.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحية جديدة، أن دعوة البابا جاءت بعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مجمعا سكنيا في شمال غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصا.
وأوضحت أن البابا دعا، للمرة الأولى، إلى النظر في احتمال وقوع "إبادة جماعية" خلال هذا النزاع الذي اشتعل في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، مشيرة إلى أن "عدد القتلى المذهل في غزة يشدد على الحاجة للتحقيق".
وأشارت "الغارديان" إلى أن "عدد القتلى الفلسطينيين في غزة، والذي يقدر بـ 44,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يبرز مدى إلحاح الدعوة إلى المحاسبة". ولفتت إلى أن التدقيق القانوني يتطلب الوصول إلى غزة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بسبب إغلاق القطاع لأكثر من 13 شهرا، رغم دعوات محكمة العدل الدولية للسماح بدخول فرق تحقيق.
وأوضحت الصحيفة أن البابا لم يصدر حكما قانونيا بشأن تصنيف ما يحدث كإبادة جماعية، لكن جهات أخرى كانت أقل تحفظا. فقد ذكرت لجنة أممية الأسبوع الماضي أن الإجراءات الإسرائيلية في غزة تتماشى مع تعريف الإبادة الجماعية، مشيرة إلى القتل الواسع للمدنيين وفرض ظروف قاسية بشكل متعمد على الفلسطينيين.
ومع ذلك، شددت الغارديان على أن مثل هذه التصريحات قد تزيد من توتر العلاقات الدولية وتثير غضب دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أن "العديد من الإسرائيليين يرفضون وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية"، مشيرة إلى أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفقا للأمم المتحدة، قللت من عدد القتلى المدنيين في غزة، حيث ذكرت أن العدد لا يتجاوز 1000، منهم أقل من 50 طفلا، وهو ما يحجب الصورة الأوسع لحجم المأساة".
وفي السياق، ذكرت "الغارديان" أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى التهجير العنيف والمنظم للفلسطينيين، محذرة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تطهير عرقي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" عن خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لتحويل قطاع غزة إلى مناطق محتلة تخضع لإدارة عسكرية، وسط تقارير عن مجاعة متعمدة تفاقم الوضع الإنساني الكارثي.
وبحسب "الغارديان"، فإن تصعيد الحرب الإسرائيلية "عزز مواقف العرب وإيران حول القضية الفلسطينية، وهو ما كان مستحيلا في ظل إدارة ترامب الأولى".
كما شددت على أن "فشل الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل، في فرض وقف لإطلاق النار أو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، يعكس ضعف تأثير إدارة بايدن".
وأوضحت الصحيفة أن "التوجهات اليمينية في الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بتسلئيل سموتريتش، تسعى لاستغلال الوضع لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وسط دعوات أوروبية لفرض عقوبات على المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية".
حذرت الصحيفة من أن "عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة قد تعقد الأمور بشكل أكبر للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء"، مشيرة إلى أن "تعييناته المبكرة تعكس عدم وجود أفق لدعم القضية الفلسطينية، بينما يواجه الإسرائيليون الذين يعارضون احتلال الأراضي الفلسطينية مستقبلا غامضا".
واختتمت "الغارديان" افتتاحيتها، بالتأكيد على أن "إرث الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط قد يُذكر باعتباره فشلا في دعم المبادئ الأساسية للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة"، لافتة إلى أن "استمرار الحروب الإسرائيلية المتواصلة يقوض هذه المبادئ، ما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة".