ليبيا – نبه الخبير المالي خالد الزنتوتي إلى أن كل مواطن ليبي مدين بـ 30 ألف دينار على الأقل،موضحا أن الدين العام هو دين على الحكومة لصالح أفراد أو مؤسسات وعادةً ما ينشأ نتيجة لعجز في الميزانية ويمكن إنفاقه لمواجهة نفقات ذات طابع استهلاكي أو خدمي، وكثيرًا من الدول المنضبطة تحصل على الدين العام بغرض تنفيذ مشاريع بنية تحتية أو إنتاجية لها صبغة اقتصادية إيجابية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدين العام يقنن غالبا من السلطة التشريعية، وعادةً يتم عن طريق إصدار سندات أو صكوك من جانب وزارة المالية أو البنك المركزي.

الزنتوتي وفي تصريحات خاصة لصحيفة “صدى” الاقتصادية، أضاف:” كمؤشر اقتصادي يقاس الدين العام بنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي يبلغ المتوسط العالمي للدين العام حوالي 92% من الناتج المحلي العالمي وبمبلغ حوالي 93 تريليون دولار استنادًا لبعض الإحصاءات المنشورة بنهاية 2022، وتختلف نسبة الدول من الدين العام إلى ناتجها المحلي الإجمالي ومنها من يتجاوز ال 250% ، كما أنه يختلف طبقًا لمصدره دين محلي أو خارجي”.

وأردف:” وتعريجاً على حالتنا الليبية، وما تم التصريح به أخيراً عن ديننا العام ووصوله إلى 200 مليار دينار فإنني أشك كثيرًا في هذا الرقم لأنه ببساطة لا توجد لدينا سجلات موثوقة، ونحن في حالة انقسام سياسي كبير وربما كان الرقم أكبر من ذلك، ثم هل نعرف تحديدًا مصادر هذا الدين العام، يقولون المصارف التجارية أي مصارف هذه !،وما هو السند والشكل القانوني للحصول على هذا الدين سواء من جانب الدائن أو المدين، أيضًا ما هي تكلفة هذا الدين أي ( خدمة الدين ) وهل يتم تسديدها أم لا ؟”.

وتابع الزنتوتي حديثه:” كذلك ماذا عن ديون الخزانة العامة لصالح الأفراد والشركات المحلية، وهناك الكثير منها ذات أحكام قضائية على حسب علمي، وهي بالتأكيد تمثل أرقاما كبيرة، وخاصة في ظل الفساد وسوء الإدارة والانقسام السائد، كل تلك الأسئلة وربما غيرها كثير يحتاج إلى إجابات مرقمة وواضحة، وأنا متأكد بأن لا أحد لا مؤسسة ولا مسؤول مختص يستطيع الإجابة بدقة، فكل هذه الإجابات المطلوبة يجب أن تكون في جعبة وزارة المالية والبنك المركزي وحدهما، ولكن هيهات فاقد الشيء لا يعطيه، وخاصة أننا نعيش مهزلة انقسام إداري مفجعة”.

وفي ذات السياق ، أكمل الزنتوتي:” السؤال الآخر المهم أين تم انفاق الدين العام المقدر بما يتجاوز الـ 200 مليار دينار، والذي يتجاوز ال 130% تقريباً من الناتج المحلي الاجمالي ( وربما أكثر بكثير )؟،وأين تم انفاقه هل مثلًا تم إنشاء طريق عملاق أو سكة حديدية تربط مناطق الوطن؟،حاشا وكلا ربما معظمه تم انفاقه في سيارات ومكاتب وفي حروب ورشى وفساد، ومن ناحية اقتصادية”.

ورأى أن الدين العام ليس عيبا، طالما تم انفاقه بشكل رشيد وانعكس إيجابيًا على اقتصاد الوطن ومواطنيه، ولكن في الحالة الليبية الآمر غير ذلك اطلاقا، لو أننا قبلنا برقم 200 مليار، متوقعا أكثر من ذلك وهذا من دون تكلفة خدمته لسنوات طوال وهو ما يوازي حوالي 30 ألف دينار نصيب المواطن الواحد من هذا الدين العام أي ما يوازي حوالي 5600 دولار، وهو مؤشر اقتصادي مهم يتم استخدامه اقتصاديًا وماليًا ومدى تأثيره على التنمية المستدامة في البلد، يعني أن كل أسرة مكونة من خمسة أشخاص عليها دين بقيمة 150 ألف دينار.

وواصل حديثه:” بالمقابل نصيب المواطن المصري من الدين العام هو 1396 دولار الفرق بيننا وبينهم أن معظم دينهم خارجي وبالدولار وأما نحن فديننا محلي وبالدينار والحمد لله، وديننا ( فوضوي ) لا نعرف رقمه تحديدًا ولا مصدره ولا أين تم انفاقه ولا قيمة خدمته بالفعل أنها دولة إلا دولة وكُل ( يجبد على جرارته )”.

واختتم الزنتوتي قائلًا:”ولذا فربما نحتاج إلى استخدام كل أو معظم احتياطيات المصرف المركزي لتسديد هذا الدين العام أو نحتاج إلى حجر دخلنا الاجمالي النفطي لمدة ثلاث سنوات على الأقل لتسديده وعلى أساس أسعار النفط العالية السائدة الآن، وعندها للأسف سوف نضطر أن نلجأ للاقتراض الدولي وزيادة الاقتراض المحلي لندخل في دائرة مغلقة من الاستدانة لا يعلم نتائجها إلا الله، أقل انخفاض الدينار لمستويات قياسية وما يترتب على ذلك من آثار مادية واجتماعية”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الدین العام ألف دینار هذا الدین

إقرأ أيضاً:

النقد الدولي: رسوم ترامب الجمركية تدفع الدين العالمي للارتفاع

حذر صندوق النقد الدولي، من أن الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة، ستؤدي إلى ارتفاع الدين العام العالمي حذر صندوق النقد الدولي، من أن الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة؛ ستؤدي إلى ارتفاع الدين العام العالمي إلى مستويات تفوق تلك التي سجلت خلال جائحة "كوفيد-19"، ليبلغ نحو 100 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول نهاية العقد الجاري.

وأوضح الصندوق، في تقرير له، أن تباطؤ النمو الاقتصادي والتجارة العالمية؛ يفاقم من الضغوط على موازناتالدول، ويسهم في زيادة مستويات الدين العام حول العالم.

صندوق النقد الدولي يطلق توقعات اقتصادية قاتمة للعالمصندوق النقد الدولي: نتوقع انخفاضا في أسعار النفط بنسبة 15%

نمو الدين العالمي

توقع التقرير نمو الدين العام العالمي 2.8 نقطة مئوية ليصل إلى 95.1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2025، لافتا إلى أن الاتجاه التصاعدي سيستمر على الأرجح ليصل إلى 99.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030.

وأضاف: "إعلان الولايات المتحدة عن رسوم جمركية كبيرة والتدابير المضادة التي اتخذتها دول أخرى ووصول عدم اليقين السياسي لمستويات مرتفعة بشكل استثنائي تساهم في تدهور الآفاق وزيادة المخاطر".

وذكر التقرير، أن متوسط العجز المالي السنوي للدول من المتوقع أن يبلغ 5.1%من الناتج المحلي الإجمالي في 2025، مقارنة مع خمسة بالمئة في 2024، و 3.7%في 2022، و9.5% في 2020.

وكان الدين العام العالمي بلغ ذروته في عام 2020 عند 98.9%من الناتج المحلي الإجمالي مع لجوء الدول إلى اقتراض مبالغ طائلة لمواجهة تداعيات كوفيد-19 ومع انكماش الإنتاج، وانخفض الدين 10 نقاط مئوية خلال عامين، لكنه بدأ يرتفع من جديد وتشير أحدث التوقعات إلى أنه يتسارع.

مقالات مشابهة

  • الإطفاء: إغلاق إداري لمنشآت غير ملتزمة باشتراطات الوقاية من الحريق
  • النقد الدولي: رسوم ترامب الجمركية تدفع الدين العالمي للارتفاع
  • صندوق النقد يتوقع ارتفاع الدين العالمي لما يزيد عن 95% من الناتج المحلي الإجمالي
  • النائب العام ينعى محمد صلاح الدين الألفي وكيل النيابة
  • النائب العام ينعي محمد صلاح الدين نجيب الألفي وكيل النائب العام
  • الصبيحي يحذر .. فاتورة تقاعد الضمان ستصل إلى (2) مليار دينار للعام 2025
  • صندوق النقد يتوقع تجاوز الناتج المحلي الإجمالي لـ مصر حاجز 500 مليار دولار في 2029
  • صرمان.. حبس مدير مصرفي و8 موظفين في قضية فساد بـ12 مليون دينار
  • مناخ معتدل وجودة الصوامع.. تفاؤل بارتفاع إنتاجية مصر من القمح المحلي
  • السعودية.. ضبط مواطن لتحرشه بحدث والأمن العام يُشهر باسمه