لبنان ٢٤:
2024-11-24@13:51:18 GMT
4 نقاطٍ مهمة تكشف أداء حزب الله في الجنوب.. هل تفوّق على إسرائيل ميدانياً؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
وسط الأحداث القائمة في جنوب لبنان، يُمكن القول إنَّ ميدان المواجهة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ يعدّ أكبر ساحة إختبارٍ لكل طرف على مستوياتٍ أربعة: الأول وهو عسكريّ بطبيعة الحال، فيما الثاني نفسيّ، أما الثالث فهو بشريّ، في حين أنّ الرابع إعلاميّ.
على الصعيد الأول، يتبيّن أنّ الحزب بات يُدير معركة تحت سقف الحرب، ولهذا الأمر حيثياته الخاصة.
في ما خصّ جبهة إسرائيل، فإنّ المحاذير التي تردعها من التمادي على الجبهة كثيرة، والسبب هو أن هناك خيطاً رفيعاً بين الوضع الحالي والحرب التي تخشى تل أبيب الإنزلاق إليها رغم التهديد بها. لهذا السبب، يتبين من الأداء الإسرائيلي أن هناك مخاوف من أن تتطور أي ضربةٍ ضد لبنان لتُصبح معركة مفتوحة، وقد تكون "الشطحات" التي يمارسها جيش العدو دليلاً على تخبّط نابعٍ من أمرين: الأول وهو محاولة إسرائيل إيهام جبهتها الداخلية أنها تتمكن من تحقيق بعض الأهداف العسكرية داخل لبنان، فيما الأمر الثاني يرتبطُ بمحاولة تل أبيب إستدراج الحزب إلى مرحلة جديدة من الردود العسكرية من أجل الوصول إلى لحظةٍ حاسمة تتمكن فيها من إرهاق قدرته العسكريّة عبر مواجهة أكبر من القائمة الآن، وهو الأمر الذي ينتبه الحزب إليه بشدة.
على الصعيد الثاني، يُمارس الحزب حرباً نفسية كبيرة ضد إسرائيل، بدءاً من يوم إنخراطه بمعركة "طوفان الأقصى" في الثامن من تشرين الأول الماضي. منذ ذلك الحين، يلعبُ الحزب على وتر العمليّات العسكريّة نفسياً وميدانياً، ومن خلال ذلك يستطيع أن يُؤثر على الإسرائيليين من خلال زيادة التكهنات حيال ما قد يجري من دون أي يقدم أي معلومة تفيدهم أو تجعلم يكشفون ما يدور في ذهن الحزب.
المُفارقة هنا هي أنَّ الأخير ولخدمة حربه النفسية، بات يزيد تباعاً من الفيديوهات التي توثق العمليات التي يقومُ بها، والهدف من ذلك هو إبراز أنّه بكامل قوته ولديه معدات عسكرية وتحركات حُرة ضمن أرض الجنوب. كلّ ذلك يعني تماماً أن الحزب يريد إيصال رسالة نفسية إلى العدو مفادها: "نحنُ هنا والكلمة الفصل للميدان الذي نُمسك بزمام مبادرته".
النقطة الأكثر تأثيراً هنا ترتبطُ بما فعله الحزب يوم أمس حينما تمكّن من إسقاط طائرة إستطلاع إسرائيلية من طراز "هيرمز 450". صحيحٌ أن المسألة هنا عسكرية، لكنها نفسية أيضاً، فالإسرائيليون باتوا الآن قلقين من تدهور القدرات الجوية لديهم ضد حزب الله في لبنان. ففي حال تمكّن الأخير من إسقاط الطائرات، عندها ستُصبح إسرائيل غير قادرة على شنّ عدوانٍ وفق قواعدها السابقة، فالتهديدات ستلاحق سلاح الجو الخاص بها، في حين أن قدراتها الميدانية في حرب البر ستكون عرضة لإنتكاسة كبرى مثلما حصل عام 2006.
وبشأن الصعيد الثالث المُرتبط بالعنصر البشري، أصبح الحزبُ مُصمماً بشكلٍ أكبر على منع إسرائيل من إيقاع شهداء في صفوفه، والدليل على ذلك يتبين من خلال تراجع عددهم خلال الآونة الأخيرة. كذلك، يسعى الحزب ومن خلال تصعيد عملياته إلى إيقاع أكبر عدد من الجرحى والضحايا في صفوفهم كي يُبلغهم بأمر واحد وهو أن الوضع القائم حالياً والمحكوم بالمعيار الحساسة، يُعتبر خطراً عليهم.. فكيف إذا اندلعت حرب ستسقط فيها كل الإعتبارات؟ حكماً ستشهد أعداد الضحايا إرتفاعاً كبيراً، وهذا الأمر تسعى الجبهة الإسرائيلية لإخفائه قدر الإمكان في كل الأحوال، سواء في مواجهة محدودة أو مفتوحة.
على الصعيد الإعلامي، فإنَّ حزب الله بات يهتمّ كثيراً به. منذ إنخراطه بالمعركة، لم يكن الحزب مُمسكاً بشدة بهذا الجانب كونه كان يسعى لتحضير الأرضية العسكرية قبل أي شيء، وبعد إكتمال العناصر الميدانية وفهم طبيعة المواجهة بشكلٍ سريع، تم الإنطلاق نحو حرب إعلامية أساسية للتأثير على الجانب الإسرائيلي. فمن الخرائط التي ينشرها الحزب للعمليات مروراً بالبيانات المتتالية وصولاً إلى الفيديوهات المختلفة، يسعى الحزب لإدارة اللعبة الإعلامية بشدّة ضد الإسرائيليين. أما الأمر الأكثر تأثيراً فيرتبط برصد الحزب ما يدور في الداخل الإسرائيلي من تقارير عن الإصابات والأرقام المرتبطة بخسائر الجبهة الإسرائيلية مع لبنان بشرياً وإقتصادياً. كل ذلك يُعد أساسياً في صلب الحرب، وبالتالي يمكن القول إن المعركة تمتد إلى أكثر من جانب أساسيّ.
في خلاصة القول، يمكن الوصول إلى استنتاجٍ مفادهُ إن المعركة القائمة في الجنوب تُؤسس لمفاهيم جديدة من المواجهة سواء بالنسبة لـ"حزب الله" أو حتى للجيش الإسرائيلي. وبكل بساطة، فإن أنماط القتال مختلفة حالياً، وبالتالي هذا الأمر سيُعزز من خبرة الحزب في إدارة المعارك المشابهة خلال المرحلة المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله من خلال
إقرأ أيضاً:
لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": هناك أفخاخ عدة زرعها بنيامين نتنياهو في صلب الورقة التي يعمل هوكشتاين على تسويقها، وأبرزها على الإطلاق شرط احتفاظ إسرائيل ب »حقّها » فيرصد أجواء لبنان بالطيران الحربي والمسيّرات، وبأن تكون لها صلاحية تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في أي لحظة، إذا اكتشفت أنّ«حزب الله » أو أي طرف آخر يقوم مجدداً بالتسلح أو الانتظام عسكرياً.طبعاً،المفاوض اللبناني هرب من هذا البند باعتماد صيغة «حق كل من الطرفين في الدفاع عن النفس »، إذا اكتشف أنّ الطرف الآخر يخرق الاتفاق. ووفق الصيغة المتداولة، يتقدّم الطرف المشتكي باعتراضه إلى الهيئة المعنية بمراقبة الاتفاق،التي يرئسها جنرال أميركي، وهي تتولّى المعالجة. ولكن السؤال هو: ماذا لواعتبر الطرف الشاكي أنّ المعالجة لم تتمّ كما يجب؟ هل سيحصّل حقه بيده؟ أيهل يلجأ إلى القوة في التعاطي مع الطرف الآخر؟ هذه الصيغة التي طرحها لبنان، كبديل من النص القاسي الذي كان قد صاغه الإسرائيليون، تبقى أيضاً قاسية، وهي عملياً تخدم المصلحة الإسرائيلية في التنفيذ. فإسرائيل لا تحتاج إلى خرق القرار 1701 لتحافظ على قوة ردعها. وأما «حزب الله » فمضطر للحصول على السلاح من الخارج وتخزينه من أجل البقاء كقوة عسكرية، وإّ لّافإنّه سيصبح حزباً سياسياً لا أكثر. وكذلك، الإسرائيليون مؤهلون أكثر من«الحزب » لإقناع أركان الهيئة بوجهة نظرهم. فهي برئاسة أميركي وتضمّ دولاً أطلسية، بعضها يعتبر الجناح العسكري ل »الحزب » منظمة إرهابية، ما يعني أنّ احتمال تحرّك الهيئة ضدّ«الحزب » يفوق بكثير احتمال تحركها ضدّ إسرائيل. وللتذكير أيضاً، إسرائيل تمتلك قدرة عملانية كبيرة على ضرب أهداف لـ «الحزب » في لبنان، إذا قرّرت ذلك، فيما قدراته على القيام بالمثل ضدّها هي اليوم محدودة، وستكون محدودة أكثر بعد تنفيذ الاتفاق وتوقفه عن التزود بالسلاح.
في أي حال، ربما تكون صيغة «الدفاع عن النفس » هي أفضل ما استطاع المفاوض اللبناني تحقيقه، كبديل من الطرح الإسرائيلي القاضي بالتدخّل العسكري، في أي لحظة، علماً أنّ إيراده ضمن ملحق خاص بينهم وبين الأميركيين يشكّل إلزاماً إضافياً لواشنطن. والتدقيق في هذا الشرط يكشف أبعاداً بالغة الخطورة حاول المفاوض اللبناني تجنّبها .
في أي حال، قرار لبنان الرسمي ليس عنده. والمفاوض الفعلي هو إيران. فهل ستترك لإسرائيل أن تهزم «الحزب » نهائياً؟ وهل تعتبر أنّ «الحزب » في موقع ضعف في لبنان يفرض عليها الاستسلام؟ المطلعون على أجواء «الحزب » يقولون إنّ إيران لن توافق في أي شكل على انكسار «الحزب » أمام إسرائيل في لبنان، كما لم توافق على انكسار «حماس » في غزة، وستقاتل حتى النهاية سعياً إلى تدارك الخسارة. وهي تراهن على أنّ إسرائيل قد تتعب وتدفعها الظروف الدولية إلى تسوية أكثر توازناً تسمح ل «الحزب » بأن يحتفظ بقوته، وأن يبقى لها نفوذ من خلاله على حدود إسرائيل وشاطئ المتوسط. ففي الواقع،لن توافق طهران بأي ثمن على نهاية «حزب الله ». وفي الموازاة، لن توافق إسرائيل على نهاية الحرب الدائرة حالياً. ولذلك، سيراوح هوكشتاين طويلاً في الدوامة باحثاً عن تسوية. وسيناور بنيامين نتنياهو وشركاؤه في حكومة اليمين واليمين المتطرف ويرفضون أي تسوية حتى يبلغوا أهدافهم المرسومة، في المراحل المقبلة من الحرب. وهذه الأهداف ستؤدي على الأرجح إلى إحداث تحولات جديدة في لبنان والمنطقة كلها.