كاسبرسكي تقدم معلومات حول أدوات التزييف الصوتي العميق
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
فاجأت فرقة The Beatles الموسيقية الشهيرة ملايين المعجبين عندما أصدرت أغنية جديدة لها حتى بعد وفاة عدد من أعضائها، وذلك بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي، الذي استخدمته الفرقة لتحسين جودة مقاطع صوتية قديمة للأعضاء الراحلين ودمجها في الأغنية الجديدة. وبينما تسببت قدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق بعض الفرح في هذه الحالة، لا يزال هناك جانب مظلم وخطر التزييف الصوتي العميق والصور.
لحسن الحظ، لا يتمتع مثل هذا المحتوى المزيف (والأدوات المستخدمة في صنعه) بمستوى تطور أو انتشار كبير حالياً. ومع ذلك، تبقى إمكانية استخدامه في مخططات الاحتيال عالية للغاية. فتقنية التزييف العميق دائمة التطور، ولا تكف عن التقدم.
ما هي قدرات التزييف العميق للصوت؟
عرضت شركة OpenAI مؤخراً نموذج واجهة برمجة تطبيقات للصوت يمكنه توليد أصوات حديث وقراءة بشرية للنصوص المُدخلة. وحتى الآن، يعد هذا النموذج الذي طورته OpenAI هو الأقرب للكلام البشري الحقيقي.
وفي المستقبل، قد تصبح مثل هذه النماذج أداة جديدة في أيدي المخترقين. إذ تقدم واجهة برمجة التطبيقات الجديدة من OpenAI للمستخدمين خيارات عدّة للأصوات المقترح استخدامها عند قراءة النصوص المدخلة. ومع أن الإصدار الحالي للواجهة غير قادر على التزييف الصوتي العميق ، إلا أنه دليل على وتيرة التطور السريعة لتقنيات توليد الأصوات.
من ناحية عملية، لا يستطيع أي جهاز حالي توليد صوت مزيف عالي الجودة وغير قابل للتمييز عن كلام البشر الحقيقي. لكن وبالعودة إلى الأشهر القليلة الماضية، يبدو من الواضح أن العديد من أدوات توليد الأصوات البشرية الجديدة تظهر بشكل مستمر. كما بات استخدام هذه الأدوات أسهل عما كان في السابق، إذ كان المستخدمون يحتاجون إلى مهارات برمجية أساسية لاستخدام مثل هذه الأدوات. وفي المستقبل القريب، يمكننا أن نتوقع رؤية نماذج تزييف عميق سهلة الاستخدام وتقدم نتائج عالية الجودة أيضاً.
لا يعد الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي شائعاً كثيراً، لكن هناك أمثلة على حالات احتيال «ناجحة» منذ الآن. ففي منتصف شهر أكتوبر 2023، حذّر مستثمر رأس المال المخاطر الأمريكي «تيم دريبر» متابعيه على منصة تويتر من مخططات الاحتيال التي تستغل صوته المولّد بالتزييف العميق. وهو ما يدل على ارتفاع مستوى تطوّر التقنية.
كيف تحمي نفسك من الاحتيال بالتزييف العميق للصوت؟
حتى الآن، قد لا يتعامل معظم الناس مع التزييف الصوتي العميق على أنه تهديد سيبراني محتمل. إذ لا تزال حالات استخدامه لغايات خبيثة قليلة جداً، وهو ما يجعل التقنيات التي تحمي منه بطيئة الظهور.
مبدئياً، أفضل طريقة لحماية نفسك من الاحتيال الذي يستخدم التزييف الصوتي العميق هي الاستماع بعناية لما يقوله المتصل بك عبر الهاتف. فإذا لاحظت أن جودة صوت المكالمة رديئة، وسمعت فيها ضوضاء غريبة، وظننت أن الصوت يبدو آلياً، فذلك سبب وجيه لئلا تثق بالمعلومات التي تسمعها.
هناك طريقة أخرى جيدة لمعرفة ما إذا كان المتصل بك بشرياً، وهي طرح أسئلة غير متوقعة. فإذا كان المتصل روبوت ذكاء اصطناعي، يمكن أن يتركه السؤال عن لونه المفضل في حيرة من أمره، لأن هذا السؤال نادر الطرح من ضحايا الاحتيال المحتملين عادة. وحتى إذا كان المتصل بشرياً يقوم بتشغيل إجابات الروبوت الصوتية في هذه الحالة، سيكون هامش الانتظار الطويل للإجابة على سؤالك دليلاً واضحاً على أنك تتعرض للاحتيال.
يمكنك أيضاً تثبيت حل أمني موثوق وشامل لتعزيز حمايتك من هذا النوع من الاحتيال. فمع أن الحلول الأمنية لا تمتلك قدرات كاملة على رصد الأصوات المزيفة، إلا أنها تحمي متصفحات الويب وتتحقق من جميع الملفات الموجودة على الحاسوب، مما قد يساعد المستخدمين على تجنب ما هو مشبوه من مواقع الويب، وعمليات الدفع وعمليات تحميل البرمجيات الخبيثة.
وعلّق «ديمتري أنيكين»، كبير علماء البيانات في شركة كاسبرسكي، على هذا الموضوع قائلاً: «النصيحة الأهم الآن هي عدم المغالاة في التهديد أو محاولة اكتشاف التزييف العميق في غير أماكن وجوده. ففي الوقت الحالي، من غير المرجح أن تكون التقنية المتاحة قوية بما يكفي لإنشاء صوت مزيف لن يتمكن الأشخاص من تمييزه. وعلى جميع الأحوال، عليك أن تكون على دراية بالتهديدات المحتملة وأن تكون متحضراً لكون الاحتيال المتقدم باستخدام التزييف العميق سيصبح واقعاً في المستقبل القريب.»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التزییف العمیق
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة من المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما سر ثبات الأمة في أقسى الأزمات
ألقى فضيلة الشيخ عبدالبارئ الثبيتي خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله تعالى، تقوى من يرجو دار النعيم.
وبيّن فضيلته أن الحياة وتقلباتها وتحدياتها يجد الإنسان خلالها حاجته إلى الشعور بما يبدد القلق، ويمنحه الطمأنينة، ويبعد عنه الخوف والشك.. وأن حسن الظن بالله يمضي بمسيرة حياة الإنسان بثقة اطمئنان، وإذا أيقن الإنسان بأن الله يعده لمستقبل مشرق عاش بالأمل برحمة الله، فتحركه قوة الإيمان إلى السعي والإبداع.
وقال: “إن من سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصبر، ويزيد اليقين بحسن الظن بالله في تحول المحنة إلى منحة، فالتوكل على الله غذاء حسن الظن بالله، ومصدر للقوة المعنوية التي تحمي من اليأس في مواجهة الهموم، وأن من توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأن الله لن يخذله، ويرى في الفتن طريقًا للنجاح وسلمًا للارتقاء وصقلاً للذات.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى قصة مريم وهي في أشد لحظات الضيق حين لجأت وقت المخاض إلى جذع النخلة، وكان حسن ظنها بالله راسخًا، قال تعالى: {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا}.
وتابع الثبيتي بأن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى حسن الظن بالله، ففي الهجرة مع أبي بكر وقد حاصرهم الخطر قال أبو بكر للنَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-: “لو أنَّ أحَدَهم نَظَر تحْتَ قدَمَيْه لَأبْصَرَنا”، فقال له -صلَّى الله عليه وسلَّمَ-: “ما ظنُّكَ يا أبا بَكرٍ باثْنَينِ الله ثالثُهما”.
وأوضح أن جل الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة في أقسى الأزمات، مبينًا أن الأمة مرت على مر العصور بأزمات خرجت منها أكثر قوة.
وبيّن فضيلته أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل وترك العمل، بل هو محفز على الجد والاجتهاد، وأن من مقتضيات حسن الظن بالله بذل الجهد وخدمة الدين والأمة وبناء الوطن.. ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها”. وقال جل من قائل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّه يَجْعَل لَّه مَخْرَجًا وَيَرْزُقْه مِنْ حيث لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه فَهُو حَسْبُه إِنَّ اللَّه بَالِغُ أَمْرِه قَدْ جَعَلَ اللَّه لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.