الصلاة بالوشم القديم المُتعذّر إزالته.. هل تقبل وما صحة أنه يحرمني من الجنة؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
حكم الصلاة بالوشم القديم الذي تتعذر إزالته، سؤال يشغل ذهن البعض ممن يجد صعوبة في إزالة وشم طبعه قديمًا على جسده قبل التوبة، فهل تقبل الصلاة بالوشم القديم الذي تتعذر إزالته؟
هل تقبل الصلاة بالوشم القديم الذي تتعذر إزالته؟قالت دار الإفتاء في بيانها مفهوم الوشم القديم وحكمه، إن الوشم القديم (التاتو الثابت): هو الذي يتم عن طريق إحداثِ ثُقْب في الجلد باستخدام إبرة معينة، فيخرج الدم ليصنع فجوة، ثم تُملَأ هذه الفجوة بمادة صِبغية، فتُحدِث أشكالًا ورسوماتٍ على الجلد.
وقد اتفق الفقهاء على نجاسته ومن ثَم حكموا بحرمته؛ لما رواه الشيخانِ في "صحيحيهما" عَنْ علقمةَ عن عبد اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَال: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ». ففي هذا الحديث دليل على حرمة الوشم بالصورة السابقة؛ لأنَّ اللعن الوارد في الحديث لا يكون إلا على فعل يستوجب فاعلُه الذَّمَّ شرعًا.
قال العلامة ابن عابدين في "الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار)" (1/ 330، ط. دار الفكر): [يُستفاد مما مرَّ حكمُ الوشم في نحو اليد، وهو أنه كالاختضاب أو الصبغ بالمتنجِّس؛ لأنه إذا غُرزت اليد أو الشفة مثلًا بإبرة ثم حُشي محلها بكحل أو نيلة ليخضرَّ تنجَّسَ الكحل بالدم، فإذا جمُدَ الدم والْتَأَم الجرح بقي محله أخضرَ، فإذا غُسِل طهُر؛ لأنه أثرٌ يشق زواله؛ لأنه لا يزول إلا بسلخ الجلد أو جرحه] اهـ.
وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (1/ 70، ط. مكتبة القاهرة) بعد ذكر حديث النهي: [فهذه الخصال محرمة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن فاعلها، ولا يجوز لعن فاعل المباح] اهـ.
قد اتفق الفقهاء على أنَّه لا يجب إزالة الوشم القديم إذا كان في إزالته ضرر على صاحبه، كخوف فوات عضو أو منفعته، وتصحُّ صلاته وإمامته حينئذٍ.
جاء في "رد المحتار" (1/ 330) في بيان حكم الوشم والصلاة به: [وفي "الفتاوى الخيرية" من كتاب الصلاة: سئل في رجل على يده وشم، هل تصح صلاته وإمامته معه أم لا؟ أجاب: نعم، تصح صلاته وإمامته بلا شبهة] اهـ.
وقال العلامة النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني" (2/ 314، ط. دار الفكر): [الوشم إذا وقع على الوجه الممنوع لا يكلف صاحبه بإزالته بالنار، بل هو من النجس المعفو عنه، فتصح الصلاة به، هذا هو المفهوم من كلام أهل مذهبنا] اهـ.
وقال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 406، ط. دار الكتب العلمية) -بعد ذكر تعريف الوشم وحكمه-: [فتجب إزالته ما لم يخف ضررًا يبيح التيمم، فإن خاف لم تجب إزالته، ولا إثم عليه بعد التوبة، وهذا إذا فعله برضاه كما قال الزركشي: أي: بعد بلوغه، وإلا فلا تلزمه إزالته كما صرح به الماوردي، أي: وتصح صلاته وإمامته، ولا ينجس ما وضع فيه يده مثلًا إذا كان عليها وشم] اهـ.
حكم عمل التاتو للنساء والرجالما حكم عمل الوشم غير الثابت (التاتو) الذي تستخدمه بعضُ النساء للزينة: كتحديد العين بدل الكحل أو رسم الحواجب، أو عمل بعض الرسومات الظاهرية على الجلد باستخدام الصبغات التي تزول بعد فترة قصيرة من الوقت ولا يأخذ الشكل الدائم؟
أكدت الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من التزيين بما يعرف حديثًا بالتاتو (Tattoo)؛ لأنه من قبيل النَّقْش والرَّسْم الظاهري على الطبقة الخارجية للجلد ولا يصل إلى الدم ويزول بعد مدة يسيرة، فهو أشْبَهُ بالاختضاب بالحناء المباح شرعًا، وليس فيه علة من علل الوشم المحرَّم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة
إقرأ أيضاً:
سوق الحمزات القديم… شريان تجاري وسط السويداء
السويداء-سانا
يمثل سوق الحمزات وسط مدينة السويداء شرياناً تجارياً ارتبط بذاكرة الناس منذ القدم، وما زال مقصداً لهم للتسوق من محلاته التي تحتفظ بهيئتها القديمة، من حيث البناء وتصنيف البضاعة ونوعيتها.
السوق الواقع قرب ما يعرف بساحة الفخار، يعد من أقدم أسواق المحافظة، ويتفرد بالمحلات التي تبيع البهارات، والعطارة والأعشاب الطبية، والبذور الزراعية، ولوازم الخياطة، والحياكة، والأقمشة والتطريز، وزينة الأعراس وغيرها.
حكاية السوق، كما ذكر صاحب أحد المحال فيه وليد حمزة لمراسل سانا بدأت قبل أكثر من تسعين عاماً، عندما أسس أجداده محلين لبيع البهارات، والعطورات، والبذور الزراعية، والقطن، والصوف، والخرداوات، ثم مع الوقت توسعت المحال إلى أن تجاوزت عشرين محلاً.
ويروي حمزة صعوبة الحصول على البضاعة عند تأسيس السوق، ويستذكر كيف كان كان والده يشرح له آلية جلب البضاعة قديما من دمشق أو حلب أو لبنان عبر الجمال، ونقلها بجهود مضنية لتصل للزبائن الذين ينتظرونها.
أما عدنان حمزة فيقول: إنه ورث محلاً عن أبيه ضمن السوق وكان من أول محال التوابل والعطارة على مستوى المحافظة، مشيراً إلى أنه ما زال يعمل فيه منذ أربعين عاما، ويحرص على تلبية أذواق الزبائن.
فيما يشير إبراهيم جمول إلى أنه بعد وفاة والده واصل تأمين احتياجات المواطنين من مختلف الألبسة الشعبية القديمة كالفراء، وما يرتديه الرجال على رؤوسهم مما يعرف “بالعقال والحطة” وغيرها ضمن محله الذي تم إنشاؤه مع تأسيس السوق.
وخلال لقاءات مراسل سانا مع مرتادي السوق، ذكر حمزة غزلان 86 عاماً من قرية عرى أنه يقصد السوق منذ أكثر من ستين عاماً عندما كان طالباً يقطن مدينة السويداء، حيث يجد فيه تنوعاً بالبضاعة، واستقامة بالبيع، وأدباً في التعامل، إضافة إلى توافر بعض الأنواع النادرة من العطارة فيه، وهي غير متوافرة في الأسواق العادية.
ويشير وهيب عبود 66 عاماً إلى اعتياده القدوم إلى السوق، نظراً لجودة المواد المتوافرة فيه، والتعامل اللائق من أصحاب المحال، بينما يذكر طلال أبو بكر أن محال سوق الحمزات تتميز بخلطات البهارات، لافتاً إلى أن النساء الحوامل يقصدن السوق لشراء ما يسمى بـ “التحويجة”، وهي أنواع متنوعة من البهارات يصنع منها ما يعرف بمغلي النفاس عقب الولادة.