الجزيرة:
2025-01-23@07:05:24 GMT

من يقف وراء الارتفاع الكبير في سعر السكر بمصر؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

من يقف وراء الارتفاع الكبير في سعر السكر بمصر؟

القاهرة- بينما أعلنت الحكومة المصرية إجراءات مواجهة القفزات الكبيرة في أسعار سلعة السكر، كان السائق الخمسيني عبد الله محمود يحتج على الحكومة، وهو يقلب آخر ما تبقى من السكر في كوب الشاي الصباحي الذي يفضله.

يقول السائق الخمسيني للجزيرة نت إنه تذكر نصيحة زوجته ببدء الاقتصاد في تناول السكر الذي وصل سعره في السوق إلى 50 جنيها (الدولار = 30.

90 رسميا و50 جنيها في السوق السوداء) وسط ندرة في هذه السلعة الإستراتيجية.

ودفع هذا الوضع البعض إلى السخرية، معتبرين أن سعر السكر بات شبيها بتغيرات سعر صرف الدولار.

ويأتي هذا الغلاء رغم أن إحصائيات صادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (جهة حكومية) مايو/أيار الماضي تتحدث عن أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من السكر بنسبة 100.1% خلال العام الماضي، إذ بلغ إجمالي إنتاج البلاد من المحاصيل السكرية ما يقرب من 30 مليون و6 آلاف طن عام 2022 مقابل 25 مليون و62 ألف طن عام 2021 بنسبة زيادة قدرها 17.3%.

وألقى وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي -في تصريحات تلفزيونية- باللائمة على بعض المواطنين الذين يلجؤون إلى تخزين السكر بكميات كبيرة، في حين يرى مراقبون تحدثوا للجزيرة نت أنه يقف وراء الأزمة تجار محتكرون بجانب غياب للرقابة الحكومية، وفق تعبيرهم.

رحلة البحث عن كيس سكر

في جولة ميدانية، قام بها في الساعات الأخيرة مراسل الجزيرة نت بمدينة 6 أكتوبر الشهيرة، ضمت 5 سلاسل تجارية شهيرة ومنافذ بيع محلية، أحدها حكومي، كشفت رحلة البحث عن كيس سكر عن أزمة حقيقة، وفق تأكيدات عاملين في التجارة.

ففي 3 منافذ لسلاسل تجارية شهيرة وسط المدنية، كانت الأرفف وممرات المنافذ تمتلئ بكل السلع الغذائية الأساسية، ما عدا السكر، وبسؤال الباعة، أكدوا للجزيرة نت أنه لا يوجد موعد لوصول هذه السلعة الإستراتيجية، كما أنه فور وصولها تنفد الكمية.

في المقابل، كانت الأرفف تمتلئ بعروض جذابة لأكياس السكر المحلى دون سعرات حرارية (سكر الرجيم) بأسعار مرتفعة، إذ وصل سعر العبوة 400 غرام إلى 260 جنيها، في حين عرضت سلسلة تجارية عبوات صنعتها خصيصا باسمها لسكر المكعبات ذي اللون البني، وزن 500 غرام ، بسعر 39 جنيها، بجوار أظرف شركات محلية أخرى بأسعار تراوحت بين 81 جنيها و163 جنيها.

على الجانب الآخر، تقف سيارتان لبيع السلع الغذائية بسعر مخفض، خلف مسجد الحصري الشهير، وتعرض عددا محدودا من أكياس السكر، أحدها وزن 600 غرام لشركة مغمورة بسعر 33 جنيها، وآخر بوزن 900 غرام للنوعية نفسها من إنتاج شركات غير معروفة بسعر يصل إلى 42 جنيها.

وفي منفذ حكومي يقع بالقرب من مسجد الحصري، يباع كيلو السكر الفاخر بسعر 45 جنيها. وبسؤال البائع، عن السكر المدعم الذي أعلنته الحكومة بسعر27 جنيها، قال للجزيرة نت: "لم يصل، وأي سعر منخفض عن سعرنا يكون وزنه وجودته أقل".

منفذ بيع يعرض كيس سكر من وزن كيلو غرام بمبلغ 45 جنيها (الجزيرة)

وفي نهاية الجولة، استطعنا الحصول على كيس سكر واحد من سلسلة تجارية شهيرة أخرى بالقرب من ميدان الحصري، تقدم -حسب البائع- عرضين‘ إذ تقدم نوعا مدعما بسعر 27 جنيها بعد خصم 9 جنيهات من سعره الأصلي لوجوده في مبادرة تخفيض الأسعار الرئاسية، ويحق للمستهلك الحصول على كيس واحد منه فقط، ونوعا فاخرا -حسب وصف البائع- بسعر40 جنيها، ويحق للمستهلك الحصول على كيسين منه.

هذه الأسعار وصل صداها إلى سائق الميكروباص الشاب أحمد مصطفى، الذي قال للجزيرة نت إنه كان يشرب كوب شاي بمبلغ 8 جنيهات في أحد المقاهي الشعبية قبل ارتفاع سعر السكر، بينما بات يدفع 10 جنيهات حاليا، في حين ارتفع سعر فنجان القهوة لدى الباعة على الطريق من 10 جنيهات إلى 12 جنيها، وفق المتحدث ذاته.

محتكرون

يقول رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء محمود العسقلاني للجزيرة نت "يقف عدد من المحتكرين وراء تلك الأزمة"، مؤكدا أن بعض التجار حصلوا على إنتاج عدد من مصانع السكر، بجانب استيرادهم كميات كبيرة منه، بهدف احتكار السوق، مما أدى إلى قفزات كبيرة في سعره من 20 جنيها "كسعر عادل" إلى 50 جنيها.

ويشير رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء إلى أنه تقدم ببلاغ رسمي إلى جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية لفتح تحقيق فوري، فيما يحدث، وإحالة المتورطين إلى المحاكمة، موضحا أن هناك "اتفاقات أفقية مسبقة بين عدد من التجار يحظرها قانون حماية المنافسة رقم 3 لسنة 2005، حيث يحددون الزيادة ويجرى تنفيذها بالتنسيق عبر مجموعة على تطبيق واتساب، ضمن تنظيم عنقودي من التجار الوسطاء في جميع المحافظات"، حسب نص بلاغه.

عروض كثيرة في السلاسل التجارية عن السكر المحلي الذي من دون سعرات حرارية ولكن بأسعار مرتفعة (الجزيرة)

ويرى رئيس النقابة العامة لصغار المزارعين الفلاح هاشم فرج أن المفترض -في ضوء الاكتفاء الذاتي لمصر من المحاصيل السكرية- أن يصل سعر بيع كيلو السكر إلى 10 جنيهات فقط.

ويشير في حديث للجزيرة نت إلى أن وزارة التموين تبيعه في منافذها بسعر 13 جنيها، لكن ما يحدث في الأسواق -والكلام لفرج- جشع تجار بدون رقابة حكومية.

وكان حسن الفندي، رجل الأعمال ورئيس شعبة السكر في غرفة الصناعات الغذائية المصرية، أكد في تصريحات صحفية أن ارتفاع سعر السكر خلال الفترة الحالية غير مبرر، ويقف وراءه تلاعب بعض التجار.

قرارات حكومية

وفي محاولة لمواجهة أزمة غلاء السكر، اتخذت الحكومة المصرية بعض الخطوات:

التعاقد على 100 ألف طن سكر أبيض لتعزيز المخزون ‏الإستراتيجي منه، ومن المفترض أن يكفي حتى أبريل/ نيسان 2024، حسب الحكومة. ضخ ما بين 2000 إلى 3000 ‏طن سكر في منافذ صرف السلع التموينية، حيث يتم طرحه على بطاقات التموين بسعر 12.60 جنيها للكيلوغرام الواحد. الاتفاق الحكومي مع السلاسل التجارية الخاصة على عدم السماح ببيع أكثر من 3 كيلوغرامات سكر للشخص الواحد. ضخ كميات كبيرة من السكر بمنافذ المجمعات الاستهلاكية (حكومية) لطرحه ضمن مبادرة تخفيض الأسعار الرئاسية الحالية، بسعر27 جنيها للكيلوغرام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للجزیرة نت سعر السکر سکر فی

إقرأ أيضاً:

خالدة جرار تتحدث للجزيرة نت عن معاناتها في العزل الانفرادي

رام الله- "لن تعرفي سبب ولا مدة العزل"، بهذه الكلمات ردت ضابطة المخابرات الإسرائيلية على الأسيرة خالدة جرار عندما سألتها عن سبب عزلها انفراديا في سجن الرملة "نفي تيرتسيا".

العزل، الذي استمر 6 أشهر وانتهى بالإفراج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأقصى لتحرير الأسرى، وصفته جرار خلال حديث خاص للجزيرة نت بأنه "أصعب ما عشته في السجون" خلال فترات اعتقالها الحالي والسابق.

صعوبة العزل والاعتقال كان واضحا على ملامح جرار حين الإفراج عنها وحتى بعد يوم من ذلك، عندما التقيناها خلال وجودها في قاعة الاستقبال في مدينة رام الله، وقالت عنه "كنت معزولة في قبر".

تغير ملامح الأسيرة المحررة خالدة جرار بعد أن أمضت شهورا في العزل الانفرادي #فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/N6qZqeS7Zv

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 20, 2025

نُقلت جرار للعزل بعد 8 أشهر من اعتقالها في 26 ديسمبر/كانون الأول 2023، وتحديدا في أغسطس/آب حين كانت درجات الحرارة مرتفعة وزادها ارتفاعا وضع الزنزانة، التي لا تزيد مساحتها على مترين طولا، و1.5 متر عرضا فقط، وكانت مقفلة بالكامل بلا أي منفذ تهوية، حتى نافذة الباب الصغيرة كانت مقفلة.

إعلان

تصف جرار "كانت درجة الحرارة تصل إلى 45، مترافقة مع قطع المياه عن الزنزانة معظم الوقت". وتتابع في حديث مع الجزيرة نت، أنه لم يكن يسمح لها بالخروج من الزنزانة ولا دقيقة، ويتم تأخير تقديم وجبات الطعام، خلال الأيام الأولى من العزل، وتضيف أن هذه الفترة "كانت الأصعب".

بقيت جرار 8 أيام في عزل كامل لم يكن يسمح لها بالخروج من الزنزانة، مع تعمد تأخير وجبات الطعام، وكانت تقضي الوقت طوال اليوم من دون أن ترى أحدا، بعدها بدأ يُسمح لها بالخروج 45 دقيقة كل يوم للساحة. كل ذلك كان مقترنا بمعاملة سيئة جدا من السجانين، تصفها خالدة بالمتعمدة بدافع من الحقد والرغبة في الانتقام.

خالدة جرار خلال استقبالها في رام الله (الجزيرة) داخل فرن

هذا العزل كانت قد وصفته جرار بالتفصيل في رسالة سابقة لها نقلها محاميها، تقول "في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، تم إغلاقه لاحقا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى (الأشناف) في باب الزنزانة تم إغلاقها". وتضيف في السياق ذاته "هناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة".

وتابعت في رسالتها التي جاءت بعد 16 يوما فقط من عزلها "ما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية".

"لم يكتفوا بعزلي في هذه الظروف، فقد تعمدوا قطع الماء في الزنزانة، وحتى عندما أطلب تعبئة (قنينة) الماء لأشرب، يحضرونها بعد 4 ساعات على الأقل" تضيف جرار في رسالتها.

وبالنسبة لجرار وباقي الأسيرات لم يكن هناك سبب واضح للعزل، ففي العادة يتم عزل الأسيرة أو الأسير بحجج عقابية. توضح جرار للجزيرة نت أنه عندما سألت ضابطة المخابرات عن سبب عزلها، أخبرتها بأنها لن تعرف سبب العزل أو المدة التي ستقضيها فيه أبدا.

إعلان

وقالت جرار "أعتقد أنه قرار سياسي وخطوة انتقامية، فقد حُولت إلى العزل بعد أيام قليلة من زيارة بن غفير إلى سجن الدامون".

انتقام متواصل

التعامل الانتقامي مع جرار لم يكن الأول من نوعه في السجون وإن اختلفت الظروف، فخلال اعتقالها السابق عام 2019 حكم عليها بالسجن عامين وغرامة مالية، وفي جلسات المحاكم كانت نيابة الاحتلال تصر على اعتقالها رغم عدم وجود تهمة ضدها بحجة "أنها خطيرة على أمن إسرائيل" بسبب الشعبية التي تحظى بها في الشارع الفلسطيني.

واعتقلت جرار قبل ذلك 3 مرات الأولى عام 1988 والمرة الثانية عام 2015 وأمضت 15 شهرا. وفي سنة 2017 حُوّلت إلى الاعتقال الإداري المتجدد مدة 20 شهرا، كما تم إبعادها من مسكنها في رام الله إلى مدينة أريحا عام 2014.

وتتمتع جرار بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني وبين الأسيرات وتحديدا خلال وجودها في الأسر حيث عملت معلمة ومرشدة لهن في سجن الدامون، وكانت تحتجز هناك قبل نقلها إلى العزل.

و لم تكن ظروف اعتقالها في سجن الدامون أفضل كما تقول "كنا مقطوعات عن العالم بالكامل، تعمدوا فرض سياسة عزل جماعية على كل الأسيرات".

وعن مقارنتها الأوضاع التي تعيشها الأسيرات بفترات اعتقالها السابقة، ترى جرار أن الأوضاع في السجون بعد الحرب أصعب ما تعيشه الأسيرات والأسرى منذ عام 1967.

ورغم ما عاشته جرار في العزل وقبل ذلك في سجن الدامون، فإنها استمرت بمقاومة هذه الظروف، وقالت إن مقاومة العزل أمر صعب للغاية، والإصرار على البقاء بشكل متوازن هو ما جعلني أصمد في هذه الظروف الصعبة.

مقالات مشابهة

  • 10 جنيهات ارتفاعًا في أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء
  • استقرار سعر الذهب في مصر وسط ارتفاع عالمي مدعوم بانخفاض الدولار
  • أسعار خام البصرة تعاود الارتفاع مع استقرار النفط عالميا
  • أسعار البن في العالم تتجه نحو الارتفاع .. بعد حرائق البرازيل
  • طفلان غزّيان يرويان للجزيرة تفاصيل مكوثهما تحت الأنقاض
  • خالدة جرار تتحدث للجزيرة نت عن معاناتها في العزل الانفرادي
  • البلطي الكبير بـ 70 جنيها.. أسعار الأسماك والجمبري اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025
  • عودة ترامب تدفع توقعات التضخم لدى الاقتصاديين إلى الارتفاع
  • البزري: للاستفادة من الدعم الكبير نيابيا وشعبيا من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة
  • 7 جنيهات دفعة واحدة| أسعار الدواجن اليوم الإثنين.. الكيلو بكام؟