وزير خارجية تركيا: موقفنا تغير من التطبيع بعد طوفان الأقصى.. وهذا ما سنفعله
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الموقف التركي تغير تماما فيما يتعلق بمسألة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال فيدان في مقابلة مع قناة الجزيرة، بثت مساء السبت، إن "الدول الإسلامية فضلت حاليا حل المشكلة بشأن غزة باستخدام كافة الأدوات الدبلوماسية والإنسانية المتاحة لديها"، موضحا أن "أنقرة ترفض الحديث عن وضع قطاع غزة ما بعد الحرب قبل وقف إطلاق النار".
وقال الوزير التركي إن "نظرتنا الاستراتيجية للمنطقة ما زالت ثابتة، والمنطقة بحاجة للاستقرار والتنمية الاقتصادية، والطريق إلى هذا يمر بإيجاد حل للقضية الفلسطينية وبالتحديد حل الدولتين وإنهاء هذه المشكلة تماما".
وحول ما تشهده غزة حاليا أكد أن "السياسة التركية قائمة على مبدأين هما وقف عاجل لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا".
وأشار إلى أنّ تركيا في حرب غزة الأولى والثانية لعبت دورا في الوساطة، وأردف: "الآن في الحرب الثالثة رأينا إن لم نكثف جهودنا لحل الدولتين بالتوازي مع وقف إطلاق النار فإننا سنشهد حربا رابعة وخامسة وسادسة".
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 19, 2023
وعن قمة الرياض العربية والإسلامية، أكد فيدان "قطع تركيا مع الدول الإسلامية مسافات هامة واتخاذ قرارات مهمة هناك"، معتبرا قمة الرياض "انعطافة فيما يتعلق بإظهار روح التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية".
وقال وزير الخارجية التركي إن "إخوتنا في المنطقة يسألوننا ـ وهم على حق في سؤالهم- اجتمعتم وتحدثتم ماذا سيحدث؟ ومتى سيتوقف نزيف دم الشعب الفلسطيني؟ المساعدة متى ستأتي؟ وهذه أسئلة مهمة. وهنا نقطة أخرى مهمة، هي اجتماع الدول الإسلامية، واكتشاف القدرات في تعاونها وتركيزها على نقطة واحدة، وأنا أرى إمكانات كبيرة هنا".
وأكد أنّ "الدول الإسلامية اختارت استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والإنسانية التي بيدها من أجل إيجاد حل للمشكلة".
وشدد على "ضرورة التواصل مع الدول خارج المنطقة من أمريكا الجنوبية وإفريقيا وأوروبا والمحيط الهادئ من أجل إيقاف القتل عبر الأمم المتحدة وغيرها من المنابر الدولية".
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 19, 2023
وأوضح فيدان: "تناولنا مع الدول الإسلامية قطع العلاقات مع إسرائيل، وهم يهدفون لاتخاذ قرارات جماعية من أجل إيقاع تأثير أكبر للعقوبات".
وأكد "ضرورة تحقيق الوحدة بين الدول الإسلامية والتركيز على إمكانياتها في التعاون"، مشددا على أن "أنقرة لا تتفق مع واشنطن في دعمها المطلق لإسرائيل ورفضها وقفا دائما لإطلاق النار".
وتطرق وزير الخارجية إلى مجموعة العمل للدول الإسلامية المكونة من 7 دول وهي تركيا وإندونيسيا ونيجيريا والأردن ومصر وقطر والسعودية. وبين أن "ممثلي ووزراء خارجية هذه الدول سيعقدون قريبا اتصالات في العديد من عواصم الدول".
وعن طبيعة عمل اللجنة السباعية أوضح فيدان أنها "تمثل 57 دولة، ستتابع تطبيق القرارات التي اتخذت من قبل القمة العربية والإسلامية إلى جانب عملها كـ "لوبي" على الساحة الدولية، لمشاركة رؤية الدول العربية والإسلامية مع الدول المعنية".
وأكد الوزير التركي أنّ "مصر تفعل ما بوسعها، وتبذل جهودا كبيرة من أجل إيصال المساعدات القادمة إلى ميناء رفح لداخل غزة".
وأوضح "وجود توقف وبطء في دخول المساعدات إلى غزة بالمسائل التي تحتاج فيها مصر التنسيق مع إسرائيل".
وشدد على ضرورة العمل الإسلامي المشترك في اتخاذ الخطوات حيال ما تتعرض له غزة، وذلك من أجل خلق تأثير أقوى وأجدى من التحرك الدول الإسلامية منفردة.
وفي رده على سؤال حول المعوقات التي تقف أمام تركيا في تشكيل تكتل يضم الدول التي تقاطع إسرائيل كدول أمريكا اللاتينية وفي مقدمتها البرازيل وأيضا جنوب إفريقيا والنرويج وإيران والدول العربية كالجزائر وقطر والكويت وعُمان والأردن والعراق وغيرها قال الوزير التركي: "لا يوجد أي عائق، وهذا موجود على أجنداتنا".
وبين أن بحث تطبيق هذا المقترح "تم في الاجتماع الذي استضافت فيه عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان زوجات قادة دول وحكومات من كافة أنحاء العالم بإسطنبول".
واستدرك بأن "الأولوية هنا تبدأ من تشكيل منبر من الدول العربية والإسلامية الجارة لفلسطين ثم تمتد لتشمل دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا وبقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 19, 2023
وأكد فيدان أن "لقاءه مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن كان صريحا وأبلغه طلبات تركيا بوقف الظلم الحاصل بغزة وإيصال المساعدات دون انقطاع ورفض تركيا القاطع لتهجير أهالي غزة".
وعن علاقة تركيا بحركة حماس أكد فيدان أنه "ليس شرطا أن يتوافق الموقف التركي مع الدول الغربية، وتركيا لا ترى حماس حركة إرهابية بل تراها حركة تحرر".
وعن ملف الرهائن والتنسيق مع قطر بهذا الخصوص، أوضح الوزير التركي "وجود تنسيق متقدم المستوى بهذا الخصوص".
ووصف فيدان السلاح النووي الإسرائيلي بأنه "سر واضح" للجميع وأنّ إسرائيل طورت من قدراتها في ظل عدم توقيعها لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النوية وبدعم من الدول الغربية.
والمشكلة الأكبر بهذا الخصوص بحسب فيدان، "التهديدات التي يطلقها بعض الساسة المجانين في إسرائيل باستخدام هذه الأسلحة".
وحل مشكلة الأسلحة النووية بحسب فيدان "يتلخص بإزالة كافة الأسلحة النووية من المنطقة أو امتلاك دول لها من أجل أن تحمي نفسها".
وفي نهاية اللقاء ترحم الوزير التركي على الشهداء في غزة وأكد وقوف تركيا إلى جانب أهالي غزة، ومواصلتها علاج الجرحى.
ومنذ 44 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 12 ألفا و300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، وأكثر من 30 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فيدان الاحتلال غزة تركيا قمة الرياض تركيا غزة الاحتلال فيدان قمة الرياض سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربیة والإسلامیة الدول الإسلامیة الوزیر الترکی قناة الجزیرة مع الدول من أجل
إقرأ أيضاً:
محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
جعلت قدرته على المراوغة وقيادته لكتائب القسام من محمد الضيف رمزًا للكفاح المسلح الفلسطيني حتى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣.
وعلى مدى العقود، تمكنت إسرائيل من اغتيال العشرات من قادة المقاومة الفلسطينيين، بمن فيهم العديد من قادة كتائب القسام مثل صلاح شحادة وعماد عقل ويحيى عياش، إلا أن الضيف نجا من محاولات الاغتيال وواصل القتال.
تحت قيادته، تحولت الجناح العسكري لحركة حماس من مجموعات صغيرة من المقاتلين ضعيفي التسليح إلى قوة شبه عسكرية. ورغم أن الضيف كان متمركزًا في غزة، إلا أن الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية كانوا يهتفون باسمه في السنوات الأخيرة طلبًا للمساعدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأصبحت هتافات عربية مقفاة بدأت في القدس المحتلة شائعة بشكل خاص خلال الحرب على غزة: "حُط السيف جنب السيف، إحنا رجال محمد الضيف".
يُعرف بلقب "الشبح" نظرًا لقدرته الفائقة على التواري عن الأنظار والنجاة من محاولات الاغتيال المتكررة التي استهدفته على مدار عقود. ورغم السرية التي تحيط بشخصيته، إلا أن تأثيره لا يمكن إنكاره.
وُلد محمد الضيف، واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري، في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة عام 1965 لعائلة فلسطينية هجّرت من قريتها الأصلية خلال نكبة 1948. نشأ في بيئة تعاني من الفقر والقمع الإسرائيلي، مما عزز لديه الوعي السياسي والميل إلى الكفاح المسلح.
درس الضيف العلوم في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث بدأ نشاطه في صفوف الجماعة الإسلامية التي شكلت لاحقًا النواة الأولى لحركة حماس. في أواخر الثمانينيات، انضم إلى كتائب القسام، وأثبت قدراته العسكرية والتنظيمية، ليصعد سريعًا في صفوف المقاومة.
بعد اغتيال القائد صلاح شحادة عام 2002، تولى الضيف قيادة كتائب القسام، ومنذ ذلك الحين، شهدت الكتائب تطورًا نوعيًا في قدراتها العسكرية. كان له دور محوري في تطوير الأنفاق الهجومية، الصواريخ بعيدة المدى، والطائرات المسيرة، مما عزز قدرة المقاومة على مواجهة إسرائيل.
ورغم خسارته أفرادًا من عائلته في إحدى الغارات، بما في ذلك زوجته وابنه عام 2014، ظل الضيف متمسكًا بخياره العسكري، موقنًا بأن النصر لن يتحقق إلا عبر المقاومة.