لبنان ينزلق تدريجياً إلى حرب أوسع
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
بات الصراع الثانوي على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالتزامن مع حرب غزة نوعاً من الروتين. في كل يوم على مدى الأسابيع الستة الماضية، تهاجم إسرائيل لبنان ويرد عليها "حزب الله"، وهو النمط الذي بدأ كأسلوب ثأري ثم تحول إلى تبادل مستمر لإطلاق النار.
لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال
في أغلب الأحيان، تكون الضربات ضمن نطاق 4 إلى 5 أميال من الحدود على كلا الجانبين، وهي معايير متعمدة مصممة لاحتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميراً بكثير.
لكن صحيفة "واشنطن بوست" تلفت إلى نطاق وشدة القتال يتزايدان تدريجيا. وقصفت أمس طائرات إسرائيلية مصنعاً للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود، وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولاً.
كذلك، بدأ الجانبان باستخدام أسلحة أكثر فتكا. وتقوم إسرائيل الآن بإرسال طائرات مقاتلة بشكل منتظم لضرب أهداف حزب الله. وينشر الحزب طائرات بدون طيار وصواريخ من العيار الثقيل. وأعلن يوم السبت أنه أسقط طائرة إسرائيلية بدون طيار، وهو ما نفته إسرائيل. وردت إسرائيل في وقت لاحق باستهداف ما وصفته بنظام صاروخي أرض-جو متطور.
كذلك، صعّد المسؤولون الإسرائيليون من لهجتهم: "سيتحمل المواطنون اللبنانيون كلفة هذا التهور وقرار حزب الله أن يكون المدافع عن حماس وداعش".
Creeping escalation along Israel-Lebanon border brings risk of bigger warhttps://t.co/6PpNxeEkWy
— Hubert (@HvanderHeij1) November 19, 2023
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الأسبوع الماضي: "لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال”.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن هذا التصعيد المتفرق لم يشعل بعد الحريق الذي يخشاه الكثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل يجعلهم أقرب إلى حافة الهاوية.
وأسفرت الحرب الأخيرة، في عام 2006، عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إسرائيل، وتركت مساحات واسعة من هذا البلد المحاصر في حالة خراب. وقد حذر الجانبان من أن أي صراع واسع النطاق الآن سيكون أكثر تدميراً بكثير، وإن يكن كلاهما يشير إلى أنه لا يرغب في خوض مثل هذه الحرب.
وقال أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، وهي قوة حفظ السلام التي تراقب النشاط على الجانب اللبناني من الحدود، إنه مع مرور الأسابيع وتطاير الصواريخ، يتزايد خطر أن يخطئ أي من الجانبين في الحسابات أو يتجاوز الحدود.
وحذر من أن "أي شيء يمكن أن يفعله أحد الطرفين، يمكن للآخر أن يقرر أنه تم تجاوز" الحدود ويطلق العنان لمعركة أكبر.
وفي مدينة صور القديمة، وهي مدينة ساحلية جذابة مليئة بالصيادين وشوارعها وأسواقها مرصوفة بالحصى، تتزايد المخاوف من انتشار العنف قريباً إلى بقية أنحاء لبنان. وفي السنوات السبعة عشر الماضية سادت في الجنوب أطول فترة سلام منذ خمسة عقود، وقد ازدهرت هذه المدينة، مما جذب السياح إلى شواطئها وباراتها وفنادقها الفاخرة.
ولكن الحانات والفنادق فارغة الآن وهناك عدد قليل من العملاء في المطاعم. وقال سامي رزق، وهو صياد تراجع الطلب على صيده اليومي إلى النصف: "نريد السلام ونريد الطعام على طاولتنا...لا نريد الحرب".
ولكن السؤال الأبرز بحسب الصحيفة هو ما إذا كان ممكناً تجنب الحرب. بدأ تبادل القصف في غضون ساعات من الغارات الجوية الإسرائيلية الأولى على غزة في 7 أكتوبر ( تشرين الأول) عندما أطلق حزب الله حفنة من القذائف على قطعة من الأراضي الزراعية اللبنانية التي تحتلها إسرائيل كبادرة تضامن مع حماس، مما أثار نيرانًا انتقامية إسرائيلية.
ولفت تينينتي إلى أنه من الصعب الآن تحديد الضربات التي تمثل ردًا وتلك التي تهدف إلى الاستفزاز.
وقالت ريتا الدرويش، التي فرت من قريتها الحدودية تحت النيران قبل ستة أسابيع، وهي من بين أكثر من 14,000 نازح لجأوا إلى صور: "الأمر خطير للغاية". وإجمالاً، فر أكثر من 46 ألف لبناني من المنطقة الحدودية إلى مناطق أكثر أماناً في البلاد، ويتزايد العدد يوماً بعد يوم، وفقاً للأرقام التي قدمتها المنظمة الدولية للهجرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: نزوح 540 ألف شخص من لبنان إلى سوريا.. واستشهاد أكثر من 200 طفل لبناني
ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام نقلًا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في لبنان، اليوم الأربعاء، نزوح 540 ألف شخص من لبنان وعبروا الحدود إلى سوريا منذ بدء الحرب الإسرائيلية.
وأكد جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، استشهاد أكثر من 200 طفل لبناني داخل بلادهم قبل شهرين وتحديدًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي ببيروت، مشيرًا إلى أن 35 ألف لبناني إلى العراق.
يذكر أن، الاحتلال الإسرائيلي المحتل شن عمليات اختراق أمنية كبيرة داخل الأراضي اللبنانية لأجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يحملها عناصر حزب الله، مما تسبب في انفجار تلك الأجهزة من نوعي «بيجر» و «آي كوم»، يوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر، والأربعاء الموافق 18 سبتمبر 2024، وأدى إلى سقوط العشرات بل المئات من القتلى والجرحى.
ولم تنته انتهاكات الكيان الصهيوني المستمرة منذ 7 أكتوبر 2024 في غزة، بل اتجهت نحو الجهة الشمالية، وشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت مباني سكنية لاغتيال قادة حزب الله و13 عنصر آخرين، مما أسفر عن استشهاد القائدين إبراهيم عقيل، وأحمد وهبي، والأمين العام للحزب حسن نصرالله.
ومنذ عمليات الاختراق والاغتيالات، لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن تصعيد الأزمة داخل لبنان، وبسبب تعند الكيان الصهيوني المحتل يرتفع عدد الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى تدمير المباني المكتظة بالسكان واستخدام أسلحة محرمة دوليًا.
اقرأ أيضاًبصواريخ موجّهة.. حزب الله يستهدف جنودًا إسرائيليين في جنوب لبنان
جيش الاحتلال يعلن مقتل أحد جنوده من لواء جولاني في جنوب لبنان
المبعوث الأمريكي: قرار وقف النار في نهاية الأمر يعود إلى لبنان وإسرائيل