موقع 24:
2024-10-06@04:03:35 GMT

لبنان ينزلق تدريجياً إلى حرب أوسع

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

لبنان ينزلق تدريجياً إلى حرب أوسع

بات الصراع الثانوي على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالتزامن مع حرب غزة نوعاً من الروتين. في كل يوم على مدى الأسابيع الستة الماضية، تهاجم إسرائيل لبنان ويرد عليها "حزب الله"، وهو النمط الذي بدأ كأسلوب ثأري ثم تحول إلى تبادل مستمر لإطلاق النار.

لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال


في أغلب الأحيان، تكون الضربات ضمن نطاق 4 إلى 5 أميال من الحدود على كلا الجانبين، وهي معايير متعمدة مصممة لاحتواء العنف وتجنب حرب أكثر تدميراً بكثير.


لكن صحيفة "واشنطن بوست" تلفت إلى نطاق وشدة القتال يتزايدان تدريجيا. وقصفت أمس طائرات إسرائيلية مصنعاً للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود، وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولاً.
كذلك، بدأ الجانبان باستخدام أسلحة أكثر فتكا. وتقوم إسرائيل الآن بإرسال طائرات مقاتلة بشكل منتظم لضرب أهداف حزب الله. وينشر الحزب طائرات بدون طيار وصواريخ من العيار الثقيل. وأعلن يوم السبت أنه أسقط طائرة إسرائيلية بدون طيار، وهو ما نفته إسرائيل. وردت إسرائيل في وقت لاحق باستهداف ما وصفته بنظام صاروخي أرض-جو متطور.
كذلك، صعّد المسؤولون الإسرائيليون من لهجتهم: "سيتحمل المواطنون اللبنانيون كلفة هذا التهور وقرار حزب الله أن يكون المدافع عن حماس وداعش".

 

Creeping escalation along Israel-Lebanon border brings risk of bigger warhttps://t.co/6PpNxeEkWy

— Hubert (@HvanderHeij1) November 19, 2023


وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الأسبوع الماضي: "لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال”.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن هذا التصعيد المتفرق لم يشعل بعد الحريق الذي يخشاه الكثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل يجعلهم أقرب إلى حافة الهاوية.
وأسفرت الحرب الأخيرة، في عام 2006، عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إسرائيل، وتركت مساحات واسعة من هذا البلد المحاصر في حالة خراب. وقد حذر الجانبان من أن أي صراع واسع النطاق الآن سيكون أكثر تدميراً بكثير، وإن يكن كلاهما يشير إلى أنه لا يرغب في خوض مثل هذه الحرب.

اليونيفيل


وقال أندريا تينينتي، المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، وهي قوة حفظ السلام التي تراقب النشاط على الجانب اللبناني من الحدود، إنه مع مرور الأسابيع وتطاير الصواريخ، يتزايد خطر أن يخطئ أي من الجانبين في الحسابات أو يتجاوز الحدود.
وحذر من أن "أي شيء يمكن أن يفعله أحد الطرفين، يمكن للآخر أن يقرر أنه تم تجاوز" الحدود ويطلق العنان لمعركة أكبر.
وفي مدينة صور القديمة، وهي مدينة ساحلية جذابة مليئة بالصيادين وشوارعها وأسواقها مرصوفة بالحصى، تتزايد المخاوف من انتشار العنف قريباً إلى بقية أنحاء لبنان. وفي السنوات السبعة عشر الماضية سادت في الجنوب أطول فترة سلام منذ خمسة عقود، وقد ازدهرت هذه المدينة، مما جذب السياح إلى شواطئها وباراتها وفنادقها الفاخرة.
ولكن الحانات والفنادق فارغة الآن وهناك عدد قليل من العملاء في المطاعم. وقال سامي رزق، وهو صياد تراجع الطلب على صيده اليومي إلى النصف: "نريد السلام ونريد الطعام على طاولتنا...لا نريد الحرب".

هل يمكن تجنب الحرب؟


ولكن السؤال الأبرز بحسب الصحيفة هو ما إذا كان ممكناً تجنب الحرب. بدأ تبادل القصف في غضون ساعات من الغارات الجوية الإسرائيلية الأولى على غزة في 7 أكتوبر ( تشرين الأول) عندما أطلق حزب الله حفنة من القذائف على قطعة من الأراضي الزراعية اللبنانية التي تحتلها إسرائيل كبادرة تضامن مع حماس، مما أثار نيرانًا انتقامية إسرائيلية.
ولفت تينينتي إلى أنه من الصعب الآن تحديد الضربات التي تمثل ردًا وتلك التي تهدف إلى الاستفزاز.

وقالت ريتا الدرويش، التي فرت من قريتها الحدودية تحت النيران قبل ستة أسابيع، وهي من بين أكثر من 14,000 نازح لجأوا إلى صور: "الأمر خطير للغاية". وإجمالاً، فر أكثر من 46 ألف لبناني من المنطقة الحدودية إلى مناطق أكثر أماناً في البلاد، ويتزايد العدد يوماً بعد يوم، وفقاً للأرقام التي قدمتها المنظمة الدولية للهجرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع إسرائيل إلحاق هزيمة ساحقة بحزب الله؟

عقب اجتماعه مع رؤسائه العسكريين بالقرب من الجبهة الشمالية لإسرائيل مع حزب الله أواخر العام الماضي، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحذيراً صارخاً إلى الحزب، متوعداً بأنه إذا بدأت حرباً شاملة، فإن إسرائيل ستحول بيروت وجنوب لبنان إلى غزة.

نحن في حرب من أجل وجودنا. سنتحد


ويُعتبر نتانياهو هو الذي صعّد الصراع مع حزب الله، حيث شنت إسرائيل ما سمته "غارات برية محدودة ومحلية ومستهدفة" ضد الحزب في أول هجوم بري لها في جنوب لبنان منذ 18 عاماً.
ويعدما توعد نتانياهو في السابق بدفع حزب الله بعيداً عن الحدود، وتمكين العودة الآمنة إلى شمال إسرائيل لستين ألف شخص نزحوا بسبب إطلاق الصواريخ، تحدث منذ ذلك الحين عن هدف أكثر طموحا "لهزيمة" الجماعة المسلحة المدعومة من إيران تماماً.
وكان نتانياهو صرح يوم الإثنين: "نحن في حرب من أجل وجودنا. سنتحد، ونسير جنباً إلى جنب ونهزم أعداءنا".

هجوم بري أعمق


ولكن ليس من الواضح كيف ستحقق إسرائيل هذا الهدف الواسع النطاق، من دون هجوم بري أعمق كثيراً.. ورغم أنها دمرت أهدافاً لحزب الله من الجو، فإن كثيرين يخشون أن تتوغل  في نهاية المطاف في لبنان أكثر مما فعلت أثناء غزوها عام 2006، عندما قاتلتها الجماعة المسلحة حتى وصلت إلى طريق مسدود.

 

Military briefing: can Israel’s land offensive ‘defeat’ Hizbollah? https://t.co/pSvP24CkYH

— FT Data (@ftdata) October 3, 2024

 وتنقل صحيفة "فايننشال تايمز" عن إميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قوله: "سوف تكون العملية أعمق وأصعب وأطول مما كانت عليه في عام 2006. وسوف تكون قبيحة، لا شك في ذلك".
كما يعني ذلك مخاطر أكبر للقوات الإسرائيلية مع انخراطها في معارك برية. فقد قُتل 8 جنود إسرائيليين يقاتلون في جنوب لبنان، وأصيب العديد منهم، بحلول يوم الأربعاء.
كما يهدد الهجوم بإشعال حرب شاملة أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. فقد أطلقت إيران، التي تعتبر حزب الله وكيلها الأكثر أهمية، يوم الثلاثاء نحو 180 صاروخاً على إسرائيل فيما قالت إنه رد على اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وتوعد نتانياهو بأن طهران "ستدفع الثمن".
ولم تحدد السلطات الإسرائيلية بعد أهدافها الإقليمية النهائية. وفي لبنان، هناك مخاوف من أن الهجوم البري قد يتطلب احتلالاً إسرائيلياً مفتوحاً لمنطقة الحدود - وإلى أي مدى ستذهب إسرائيل في سعيها لتدمير ترسانة حزب الله من الصواريخ بعيداً عن الحدود.
ويقول السير جون ساورز، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني السابق إم آي 6: "من الصعب (إضعاف حزب الله) من الجو فقط، والكثير من صواريخ حزب الله المتطورة وأسلحته الدقيقة موجودة في الشمال، في وادي البقاع، وهي مسافة طويلة بالنسبة للقوات البرية".

 

Military briefing: can Israel’s land offensive ‘defeat’ Hizbollah? https://t.co/lKlacKgsJV via @ft

— Xavier Delcourt (@x_delcourt) October 3, 2024


هناك بالفعل اختلافات كبيرة عن الحرب التي استمرت 34 يومًا في عام 2006، والتي انزلق إليها الأعداء بعد أن شن حزب الله غارة عبر الحدود وأسر جنديين إسرائيليين.

وهذه المرة، أمضت إسرائيل ما يقرب من عام في قصف أهداف حزب الله في جنوب لبنان بضربات جوية ومدفعية، بدأت بعد وقت قصير من بدء الجماعة المسلحة في إطلاق النار على إسرائيل غداة هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
أجبرت الضربات الإسرائيلية 110 آلاف شخص على الفرار وتسببت بأضرار جسيمة في المنطقة، حتى قبل أن تصعد إسرائيل هجومها.
ومنذ منتصف سبتمبر (أيلول)، وجهت إسرائيل ضربات مدمرة لهيكل القيادة والسيطرة لحزب الله، واغتالت نصر الله ومسؤولين كباراً آخرين، وخرب شبكة اتصالاته.
كما شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص وتشريد ما يصل إلى مليون شخص آخرين على مدى الأسبوعين الماضيين.
ولكن الغزو البري أياً كان نطاقه  يضع القوات الإسرائيلية في معركة مباشرة مع مقاتلي حزب الله على أرضهم، وهو ما من شأنه أن يقوض بعض التفوق الجوي لإسرائيل.
وقال حكيم: "ربما يريد حزب الله أن تدخل إسرائيل لأن هذا هو المكان الذي يتمتع فيه بميزة نوعية، واستعدادات متقدمة، وبنية مرنة ومعرفة بالتضاريس. أما ما إذا كان لا يزال لديه القدرات وبنية القيادة في الجنوب لتحقيق انتصارات كبيرة، فهذا هو السؤال".

 

 

مقالات مشابهة

  • تداعيات الحرب.. نزوح أكثر من نصف مليون شخص في لبنان
  • من الرقص والاحتفالات إلى مأوى للهاربين من الحرب.. "سكاي بار" يحتضن النازحين في بيروت
  • من لبنان المنهك إلى سوريا التي تخنقها الأزمات.. مئات الآلاف يهربون بحثا عن الأمان
  • نازحون يعبرون الحدود سيرًا على الأقدام بعد غارة إسرائيلية قطعت الطريق الدولية بين لبنان وسوريا
  • في اليوم 364 للحرب: إسرائيل تصعد هجماتها الجوية في غزة والضفة ولبنان وتستهدف خليفة نصرالله المحتمل
  • لبنان - أكثر من 40 شهيدا خلال 3 أيام
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • وسم الحرب بدأت الآن يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
  • هل تستطيع إسرائيل إلحاق هزيمة ساحقة بحزب الله؟
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تشعل الحرائق في محيطها وستمتد إلى جبهات أوسع