"الأخلاق والإنسانية والرفاه"..ذرائع إسرائيل الجديدة لتهجير غزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
بعد 44 يوماً من الحرب الإسرائيلية على غزة، لا يزال الإعلام الرسمي في الدولة العبرية يبحث ويفكر بكيفية طرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأصبحت القضية شأناً مهماً على شاشات قنوات بارزة في طليعتها القناة 13، التي باتت تروج بقوة لفكرة أن ظاهرة اللاجئين تصاحب كل حرب، في محاولة يائسة لتطبيق الفكرة على غزة، وعدم بقائها استثناء بالمقارنة مع الحرب الأوكرانية في 2022، والأزمة السورية في 2011.
وسلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بدورها الضوء على الخطاب التحريضي في عدد من القنوات العبرية الداعي لتسهيل استصاغة وهضم فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، ضاربة مثالاً على ذلك من تصريحات المذيع في القناة 13 غاي ليرير، المنشغل في التغريد أكثر على منصة إكس حول عمليات التهجير، بالقول مراراً وتكراراً، "هناك سؤال جدي: لماذا ذهب ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا وذهب ملايين الأوكرانيين إلى جميع أنحاء أوروبا – لماذا توجد في كل حرب ظاهرة اللاجئين باستثناء الحرب في قطاع غزة؟ و"بالطبع مع الافتراض أن إسرائيل ستسمح بذلك، إذا كانت هناك دول مستعدة لاستيعابهم".
"اللجوء في كندا..أفضل"وتشير هآرتس إلى مثال آخر، ضرب هذه المرة عبر شاشات القناة 12، الأكثر مشاهدة في إسرائيل في حوار بين المذيع المخضرم رافي رشيف وعضو الكنيست عن حزب "ييش عتيد" رام بن باراك، الذي طرح فكرة مماثلة ووسيلة مناسبة لتنفيذها بالقول، "إذا كان كل سكان غزة لاجئين في الأصل، فلنشتتهم حول العالم. هناك 2.5 مليون شخص. يمكن لكل دولة أن تستوعب 20 ألف شخص. إنه أمر إنساني ومنطقي، فهم لاجئون على أي حال، وأن تكون لاجئاً في كندا أفضل من أن تكون لاجئاً في غزة، إذا كان العالم يريد حقاً أن يحل هذه المشكلة، فإنه يستطيع ذلك".
The idea of expelling Arabs to other countries was once linked to far-right radicals, and thus considered anathema by most Israelis.
Now, to the delight of extremists, the idea is gaining traction as a "moral" solution to the warhttps://t.co/nGNzcY2cnA
ولقيت أقوال باراك تأييداً فورياً من مراسل الشؤون الفلسطينية أوهاد حمو، الذي عقب على طرحه بالقول، "بالمناسبة يا رام، أنت تعلم أن حلم كل شاب غزة هو الهجرة".
ليبرالية بصبغة يمينيةوتؤكد الصحيفة، أن الواقع السياسي في إسرائيل خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، دفع أحد أعضاء الكنيست من حزب "يش عتيد" الليبرالي الوسطي ظاهرياً إلى اقتراح حل كان من شأنه أن يرتبط قبل أسابيع فقط بالجناح اليميني المتطرف.
وبعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عاد الحديث في الوسط السياسي والإعلامي في إسرائيل عن إعادة بناء مستوطنات في غزة، ووصل الخطاب إلى مستوى تحريضي غير مسبوق، باللجوء إلى حل القنبلة النووية، والذي اقترحه وزير التراث الإسرائيلي عمحياي إلياهو، وتقول هآرتس، هذا الخطاب الكاهاني القديم بات يتجدد الآن ويكتسب زخماً كبيراً بين الجمهور الإسرائيلي، من اليمين واليسار على حد سواء، وعلى الرغم من إدراك التيار الإسرائيلي الرئيسي، أن الترحيل يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ويمكن أن يعني نهاية الدعم الدولي للبلاد، لكن المنظمات اليمينية الرائدة تبنت الخطاب مجدداً، في محاولة لتقديم مبررات جديدة للتهجير، وصياغة الأفكار الكاهانية القديمة مثل "العرب لا يفهمون إلا لغة القوة، ووعدت بأرض إسرائيل" بلغة أكثر ودية للغرب.
"خلق وضع لا يطاق"ومع مرور الوقت، أصبحت الدعوات لتهجير الفلسطينيين أكثر وأقوى، وبعد 10 أيام فقط من هجوم 7 أكتوبر، كتب الدكتور رافائيل بن ليفي، رئيس برنامج تشرشل للحنكة السياسية والدراسات الدفاعية، أن "الطريقة الوحيدة الممكنة لتحقيق الاستقرار في جنوب إسرائيل هي: حث سكان غزة على النزوح إلى شبه جزيرة سيناء، وإنشاء مبادرة دولية لاستيعاب اللاجئين في الدول الأجنبية، وفيما يخص المعارضة الدولية المتوقعة، فيجب على إسرائيل أن تعمل بتصميم على خلق وضع لا يطاق في غزة، حتى تضطر الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة للمساعدة في تسهيل عمليات التهجير".
"خطط أخلاقية"أطراف أخرى في إسرائيل بدأت تصيغ مع مرور الوقت خططاً أخرى، أكثر خداعاً في محاولة لإضفاء صبغة أخلاقية على عمليات التهجير، ويقود ذلك الطرح المحرر يوآف سوريك الذي نشر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مقالاً بعنوان "تهجير سكان غزة..ضروري وأخلاقي وممكن"، يقدم فيه سلسلة من الحجج المنطقية جيدة التنظيم وقائمة على الأخلاق لتبرير التهجير.
وتؤكد هآرتس أن مقالة سوريك جديرة بالملاحظة لأن النخبة المحافظة في إسرائيل أعجبت بها وتعيد نشرها باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تقوم على ثلاثة مبادئ، "أولها أن السماح بوجود سكان ومنظمة قتلة في بلدنا، أو بالقرب من حدودنا، هو سياسة غير أخلاقية. وثانيها أنه لا حق في الوجود لمن لا يقبل وجودنا، وثالثها أن نقل السكان غير المقاتلين لمواصلة حياتهم في مكان مختلف، من خلال تشجيع الهجرة ومنع العودة إلى غزة، هو عمل أخلاقي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
«تربية الأجيال على الأخلاق وحب الوطن» في ندوة توعوية بالبحيرة
نظمت العلاقات العامة ووحدة السكان بالمحمودية، في البحيرة، ندوة توعوية بعنوان:«تربية الأجيال على الأخلاق والقيم الحميدة وحب الوطن»، وذلك بمدرسة فزارة الابتدائية.
تاتي الندوة في إطار المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان المصري التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي ضوء حرص الدولة على تعزيز الخدمات الصحية والاجتماعية للأسرة المصرية بهدف خلق جيل واع ومتماسك للنهوض بالمجتمع في كافة المجالات.
جاءت الندوة برعاية الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، بإشراف اللواء محسن الجندي، رئيس مركز ومدينة المحمودية، وبمتابعة عبد الوهاب خلاف، مدير إدارة العلاقات العامة والسكان بالمركز، وحضور كل من: الشيخ محمد المزين، واعظ أول بالأزهر الشريف، شامة النحال، وكيل مدرسة فزارة الابتدائية.
تناولت الندوة الحديث عن تربية الأجيال على الأخلاق والقيم الأساسية* مثل الاحترام، الأمانة، والعدالة، والتأكيد على أهمية تلك القيم في تعزيز التعاون والتفاهم بين الأفراد، مما يقلل النزاعات ويعزز التماسك الاجتماعي، وأوضحوا أن الالتزام بالأخلاق يساهم في بناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام، مما يؤدي إلى خلق بيئة مستقرة ومنظمة تسهم في رفاهية الجميع.
كما تناولت الحديث عن حب الوطن كواجب شرعي وديني وأخلاقي، كما تمت الإشارة إلى أن الوطن ليس مجرد حدود جغرافية، بل هو جزء من وجدان الإنسان وشعور فطري يلازمه أينما ذهب.
شهدت الندوة حضورًا مكثفًا من طالبات وطلاب المدرسة، في ختام الندوة فتح باب المناقشة والحوار حول الموضوعات المطروحة، مما لاقى استحسان الحضور نظرًا لأهمية الموضوعات التي تم تسليط الضوء عليها.