قال مرصد الأزهر في مقال له إنه لطالما تغنَّت كثير من دول الغرب وروجت على مدار عقود مضت بأنها واحة للمبادئ الإنسانية، ومنبعًا للقيم الأخلاقية، وراعية لحقوق الإنسان في كل مكان، وإمعانًا في هذا الادعاء والإيهام أنشأت لذلك مُنظمات وهيئات، وفَتَحت لها فروعًا هنا وهُناك حتى أوْهَمت القاصي والداني أن هذه البلاد لا يُظلم فيها أحد، ولا يُجار فيها على مكلوم، ومنصورٌ فيها كل مغبون، بل تخطت ذلك إلى ادعاء أن الحيوان مكفولٌ في قوانينها حقه، وممنوع لديهم إساءة معاملته.

بيد أن الادعاء لا بُد له من اختبار.

مرصد الأزهر: العدوان على غزة أسقط الأقنعة عن رعاة الصهيونية

وتابع المرصد أنه ليس هناك أفضل من وقوع الأزمات وتقاطع المصالح التي تُظهر جليًّا حقيقة هذه الادعاءات وواقع هذه الشعارات، وغزة اليوم أصبحت مرآة مصقولة يرى فيها النظام العالمي الجديد "وجهه" الحقيقي بغير "مساحيق" حقوق الإنسان المضللة، فسقط القناع عن وجه الكثير من الدول الغربيَّة التي حاولت تجميل هذا الوجه على مدار عقُود مَضَت لتوهم شعوب العالم أنها أرض الأحلام، وبلاد الأمان وحقوق الإنسان، بل والحيوان، سَقَط القناع فأظهر لنا ما كان يُخفيه من انحياز بغيض أعمى للمُغتصب، وحنين واضح للحُقبة الاستعمارية بكل أشكالها وصورها.

الأزهر مدينًا جريمة مدرستي الفاخورة وتل الزعتر: العالم الصامت والأمتان العربية والإسلامية لم يقدموا ما يبيض الوجوه عند الله في حق الفلسطينيين 40 شاحنة| انطلاق القافلة الثانية لبيت الزكاة بتوجيهات شيخ الأزهر إلى معبر رفح

وأكد المرصد أن غزة أظهرت جليًّا أنْ ليس هناك معايير ولامبادئ حاكمه، ففي الصراع الأوكراني الروسي يدينون ويستنكرون ويعطون الحق للشعب الأوكراني في المقاومة والنضال، في حين يجرِّمُون من يطالب بهذا الحق في فلسطين الأبيَّة، وينحازون صراحة للمُحتل رغم تعمده قتل الأطفال والنساء والشيوخ من الآمنين في بيوتهم، بل والمرضى في مستشفياتهم، ويعلنون أمام الدنيا تأييدهم المطلق له قولًا وفعلًا، فيُرسلون من أجْلِه البوارج وحاملات الطائرات والذخائر والعَتَاد، ويُخصصون له عشرات المليارات من الدولارات، ظنًّا منهم أنهم بذلك يُطيلون أمد الاحتلال، وما علموا أن المستضعفين في هذه الأرض المباركة -أرض فلسطين الأبية- متمسكون بوعد الله لهم بالنصر على عدوهم وتحرير كامل أراضيهم وتُرابهم عبر المقاومة، مُؤمنون بوعد الله لهم مُتمسكون به لا يضرهم من خذلهم ولا يثبط من عزيمتهم كثرة المتكالبين عليهم رغم قلة الحيلة وضعف المؤونة، لكنهم مُؤمنون بعدالة قضيتهم ومشروعية مطالبهم.

وأكد المرصد أن تبرير العدوان الهمجي من جيش جرار على شعب أعزل، والتواطؤ معه في معاقبة غزة جماعيًّا بقطع أساسيات الحياة عنها من مأكل ومشرب ودواء ووقود، وقصف للمُستشفيات والمدارس على رؤوس من لاذ بالفرار إليها، بحثًا عن أمان مفقود لهو نوع من أنواع التطهير العرقي والإبادة الجمعية وجريمة مروعة ضدَّ الإنسانية، تستوجب محاسبة مرتكبيها وفقًا للقانون الدولي، وتستدعي الضمير الإنساني لوضع حدٍّ لهذه الجرائم المُستمرة ضدَّ المدنيين العُزَّل في قطاع غزَّة؛ إذ إن هذا يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والمواثيق والأعراف الإنسانية كافة، فالتاريخ لن ينسى هذا السلوك الإجرامي بحق الأبرياء العُزَّل. كما أن محاولة تهجير أهل غزَّة إلى دول أخرى بحجة مواجهة المقاومين ليست سوى مخطط خبيث قديم، يهدف إلى تفريغ الأرض من أهلها والاستيلاء عليها، كما حدث من قبل عام ١٩٤٨م.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر مرصد الأزهر حقوق الإنسان غزة الصراع الأوكراني الروسي

إقرأ أيضاً:

بالأرقام والمناطق: حصيلة كبيرة لشهداء حزب الله وإيران في سوريا

أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن إسرائيل استهدفت مواقع لفصائل موالية لإيران شرقي سوريا.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان في تصريحات لـ "العربية" إلى أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش السوري تمكنت من إبعاد مسيّرات إسرائيلية كانت تحاول تنفيذ هجمات على مواقع في ريف دمشق، حيث سمع أصوات ناجمة عن الدفاعات الجوية في أجواء المطار الشراعي ومساكن الديماس العسكرية في ريف دمشق الشمالي الغربي، دون أن تتمكن المسيّرات من تنفيذ هجمات.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام 2024، 95 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 78 منها جوية و17 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 185 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

وتسببت تلك الضربات باغتيال 250 من العسكريين بالإضافة لإصابة 176 آخرين منهم بجراح متفاوتة، وهم:

– 24 من الجنسية الإيرانية من الحرس الثوري

– 43 من حزب الله

– 28 من الجنسية العراقية

– 75 من الجنسية السورية

– 24 من جنسية غير سورية

– 54 من قوات النظام السوري

– 2 مجهولي الهوية

بالإضافة الى استشهاد 30 من المدنيين بينهم طفلان و8 سيدات بالاستهدافات الإسرائيلية، بالإضافة لإصابة نحو 45 منهم، فضلاً عن اغتيال رجل الأعمال المقرب من إيران براء قاطرجي وابن عمه.

فيما توزعت الاستهدافات على الشكل التالي:

-41 دمشق وريفها

-17 درعا

-18 حمص

-8 القنيطرة

-3 طرطوس

-5 دير الزور

-2 حلب

-2 حماة

-1 السويداء

-1 اللاذقية

وبحسب المرصد السوري، فإن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة، وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.

ورأى رامي عبد الرحمن أن إسرائيل تحاول توسيع الجبهة، وتعلم أن سوريا هي الحلقة الأضعف في جبهة محيط إسرائيل، وأن سوريا غير قادرة على الصمود في وجه الغارات المكثفة على ريف دمشق الجنوبي الغربي، وريف درعا الغربي، والقنيطرة. (العربية)

مقالات مشابهة

  • مرصد لحقوق الإنسان يُطالب طرفي الحرب في السودان بحماية المدنيين في الخرطوم بحري
  • حرب لبنان تجدد مطامع تنظيمات مسلحة للقتال ضد النظام السوري في جبهات مستقرة
  • صلاح عبدالله يدعم لبنان برساله مؤثرة: "فيها أهلي وأحبابي.. لبنان يا الله"
  • بالأرقام والمناطق: حصيلة كبيرة لشهداء حزب الله وإيران في سوريا
  • حزب الله يتصدى لكل محاولات التقدم الصهيونية على أكثر من محور في جنوب لبنان
  • استشهاد صهر حسن نصر الله في الغارة الإسرائيلية على دمشق
  • الميادين: حزب الله أسقط 80 قتيلاً ومصابا إسرائيليا.. ودمّر (5) دبابات
  • المرصد: مقتل صهر حسن نصرالله في الغارة الإسرائيلية على دمشق
  • المرصد السوري: مقتل حسن جعفر قصير صهر حسن نصر الله جراء ضربة إسرائيلية في العاصمة دمشق
  • حزب الله يكشف حقيقة ما تعرضت له القوات الصهيونية على الحدود ويؤكد ’’ماحدث اليوم ليس سوى البداية’’ (تفاصيل خطيرة)