"هذه ليست حرباً بين إسرائيل وحماس؛ بل هو استمرار للعنف الاستعماري الاستيطاني الذي يهدف إلى اقتلاع السكان الأصليين في فلسطين من أرضهم، بدعم غربي نابع من بنيته الاستعمارية المتغلغلة في النظام الدولي ورخصت عمليات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم منذ عام 1948".

بهذه الجملة المطولة اختصر الباحث في سياسات الشرق الأوسط والاستعمار والعلاقات الدولية، إميل بدارين، وجهة نظره حول ما يجري حاليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في غزة.

تصريحات مدعي عام الجنائية الدولية

وفي مقال نشره بموقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، سخر من تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، والتي تحدث فيها عن المأساة الحالية في غزة، ولكن بشكل ثانوي كما كان حديثه عن الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اقرأ أيضاً

فنزويلا: إبادة الشعب الفلسطيني أمر لا يُطاق والمجتمع الدولي لن يتسامح

ويقول  الكاتب إنه مهما حاول المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يكون مجتهداً في مخاطبة الإسرائيليين والفلسطينيين، فإن الأسس العنصرية والاستعمارية للقانون الدولي والمؤسسات الدولية طغت على جهوده، وبدت المعاناة الفلسطينية ذات أهمية ثانوية في أحسن الأحوال.

ولم يشر خان إلى "قضية الإبادة الجماعية النموذجية" التي أشار إليها كريج مخيبر، أحد كبار مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والذي استقال مؤخرًا احتجاجًا على فشل منظمته في اتخاذ إجراء.

مفارقة ساخرة

ويمضي بدراين متسائلا: لا يسع المرء إلا أن يتساءل كيف تمكنت المحكمة الجنائية الدولية من إدانة روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وإصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس فلاديمير بوتين في غضون عام واحد، ولكن بعد تسع سنوات، يبدو أنه لا توجد ضرورة ملحة لاستكمال التحقيق في الحرب المتكررة التي تخوضها إسرائيل، وتقديم مرتكبي تلك الجرائم إلى المحاكمة؟.

ويعتقد الكاتب أنه في الواقع شنت إسرائيل حربًا على الشعب الفلسطيني منذ عقود في حملة مستمرة لتهجيره من أرضه. مع أو بدون حماس (أو فتح والجهاد الإسلامي وحركات المقاومة الأخرى)، ظل الشعب الفلسطيني يقاوم استعمار أراضيه من قبل المستوطنين الأوروبيين الصهاينة منذ أواخر القرن التاسع عشر.

اقرأ أيضاً

شهر ثانٍ من حرب غزة.. إبادة إسرائيلية بغطاء أمريكي ومزاعم إنسانية

ولم يُظهر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ولا معظم الحكومات الغربية أي اهتمام بالتاريخ الاستعماري الذي يشكل الظروف العالمية الحالية، كما يقول الكاتب.

ويضف: لقد بذلت إسرائيل وحلفاؤها جهودًا كبيرة لإسكات وقمع هذا التاريخ، وذهبت إلى حد المطالبة باستقالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتسليطه الضوء على أن هجوم حماس "لم يحدث من فراغ".

الجذور الأساسية للصراع

ويعتبر الكاتب أن  أحداث 7 أكتوبر لم تسفر إلا عن تسليط الضوء على الجذور الأساسية للصراع - أي الاستعمار الاستيطاني الأوروبي الصهيوني، والعنصرية، والتحركات الرامية إلى القضاء على السكان الأصليين في فلسطين.

واليوم، تتداول إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى بشكل صريح حول التهجير المحتمل للفلسطينيين في غزة إلى سيناء المصرية، في حين أن المجتمعات في الضفة الغربية المحتلة والقدس تعاني من التطهير العرقي المستمر لعقود من الزمن - وهي القضية التي ناقشها المستوطنون اليهود.

اقرأ أيضاً

مؤرخ إسرائيلي: الغرب يدعم نتنياهو بارتكاب إبادة جماعية في غزة

وتسعى هذه الجهود إلى التسارع بينما يظل اهتمام العالم منصباً على غزة.

وعلى الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون أغلبية السكان من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، إلا أنهم محرومون من حقهم الأساسي في تقرير المصير، وهم محصورون في حوالي 15% من الأرض تحت أشكال مختلفة من الحكم الإسرائيلي، يقول الكاتب.

ويرى أنه في حين أن الدعوات لتسريع وتيرة التطهير العرقي تزايدت منذ 7 أكتوبر، إلا أنها كانت متداولة بالفعل داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، مع دعوات إلى نكبة ثانية و"محو" القرى الفلسطينية.

ويخلص الكاتب إلى أن التطهير العرقي في فلسطين لا يمكن فصله عن الهياكل العنصرية للصهيونية، التي تتلقى الدعم الجامح من أوروبا والولايات المتحدة.

المصدر | إميل بدارين / ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تطهير عرقي الفلسطينيين حماس غزة استعمار الجنائیة الدولیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وحماس تتوصلان لاتفاق أولي للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتفاق أولي للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية مع تنفيذ الأولى، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ إسرائيل وحماس ناقشتا إمكانية وقف إطلاق نار دائم لخلق الاستمرارية بين مراحل الاتفاق.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر، أن ثمة تفاؤل لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية بشأن احتمال التوصل إلى صفقة تبادل.

حماس لـ عون : نرفض مشاريع التوطين.. ونطالب بحياة كريمة للاجئينحماس: الاقتحامات المتكررة لطولكرم ومخيماتها لن تثني شعبنا عن مقاومتهرويترز: حماس تتمسك بمطلبها بأن تنهي إسرائيل حربها على غزة بالكامل بموجب أي اتفاقبنيامين نتنياهو

وأفادت الهيئة، بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد مشاورات هاتفية اليوم بعد ورود إشارات إيجابية بشأن صفقة التبادل.

وواصل الإعلام الإسرائيلي، أنّ جوهر مفاوضات الصفقة يركز على الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية مع وجود تفاهم بضرورة الربط بين المرحلتين.

مقالات مشابهة

  • قطر تسلم إسرائيل وحماس مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار
  • قطر تسلم مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • رويترز: إرسال المسودة النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة إلى إسرائيل وحماس
  • قطر تسلم إسرائيل وحماس مسودة "نهائية" لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • قطر تُسلّم إسرائيل وحماس مسودّة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار
  • النائب أيمن محسب: الضغوط الأمريكية على "الجنائية الدولية" يستهدف تقويض استقلالية المحكمة
  • تقدم ملموس في مفاوضات الصفقة بين إسرائيل وحماس
  • بوادر إيجابية نحو اتفاق بين إسرائيل وحماس.. تفاصيل
  • صفقة غزة: تفاصيل جديدة حول قُرب إعلان اتفاق بين إسرائيل وحماس
  • إسرائيل وحماس تتوصلان لاتفاق أولي للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية