صحيفة: روسيا تفرج عن قتلة في سجونها ليشاركوا في غزو أوكرانيا
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أدين الروسي، فلاديسلاف كانيوس، بقتل صديقته بشكل وحشي، وقضت محكمة في يوليو عام 2022 بسجنه لمدة 17 عاما، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منحه "عفوا" من أجل الالتحاق بالقوات الروسية في حربها على أوكرانيا، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وسلط التقرير الضوء على "كيفية تحوّل مساجين مدانين بالقتل في روسيا، إلى محاربين لصالح الكرملين في أوكرانيا".
وقالت والدة الضحية، أوكسانا بيختيليفا، للصحيفة، إنها "وجدت صورة لكانيوس لكنه ليس كسجين وإنما في زي عسكري كامل وحوله جنود روس آخرون".
وأضافت معبرة عن الصدمة التي عانتها الأسرة: "كاد الجنون ينتابني، كنت أقرّب الصورة وأركز على وجهه وأنا في حالة من عدم التصديق".
ونقلت "واشنطن بوست" عن نشطاء حقوقيين، أن "وزارة الدفاع الروسية جندت نحو 100 ألف شخص خلال هذا العام من السجون، وعرضت عليهم تخفيف سنوات السجن المدانين بها بسبب مجموعة من أخطر الجرائم".
وبعد أيام من ظهور الأنباء عن "عفو بوتين عن كانيوس"، جاء الدور على "العفو الرئاسي عن ضابط شرطة متورط في قتل الصحفية البارزة، آنا بوليتكوفسكايا، عام 2006، وذلك بعد قضائه 6 أشهر فقط وهو يحارب في أوكرانيا".
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن الضابط السابق سيرغي خادجيكوربانوف، كان قد صدر حكما ضده عام 2014 بالسجن لمدة 20 عاما، باعتباره أحد أفراد مجموعة مكونة من 5 أشخاص خططت لقتل بوليتكوفسكايا.
وكشفت بوليتكوفسكايا عبر عملها الصحفي الانتهاكات الروسية خلال حروب الشيشان، مما عرضها لتهديدات وهجمات قبل إطلاق النار عليها وقتلها داخل مصعد مبنى سكني في موسكو، بحسب واشنطن بوست.
وقال محامي خادجيكوربانوف، لوسائل إعلام روسية، إن موكله "وقّع مؤخرا على عقد يبقيه في صفوف الجيش".
وأضاف تقرير الصحيفة أنه "بالنسبة لكانيوس، فإن العفو عنه جاء بشكل سري في أبريل الماضي، ولم يتم إبلاغ أسرة الضحية فيرا بيختيليفا، لكن العائلة شكّت في أنه كان خارج السجن حينما انتشرت صورته وهو يحمل سلاحا".
وبحلول الخريف، كان كانيوس ينشر صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي خلال حفلات شواء.
وأبلغ المدعي العام المحلي، قبل أسبوع، والد فيرا، بأن "كانيوس صدر بحقه قرار عفو، وتم إرساله إلى الخطوط الأمامية في جبهة الحرب مع أوكرانيا".
ولم يكشف الكرملين عن أي مشاعر ندم لدى سؤاله عن قرار الإفراج عن المدانين بالقتل من أجل تعزيز صفوف قواته في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بوقت سابق للصحفيين: "لقد كفّر المدانون بجرائم خطيرة عن جرائمهم بالدماء في ساحة المعركة، تحت الرصاص والقذائف".
ونقلت واشنطن بوست عن الناشطة في مجال حقوق الإنسان، ألينا بابوفا، التي تمثل عائلة بيختليفا، قولها إنها "تشعر بالقلق من إقدام السجناء الذين تم العفو عنهم، على ارتكاب موجات من العنف لدى عودتهم إلى بلادهم".
كما أضافت أنها وفريقها "يتلقون سيلا من الرسائل والمكالمات من أشخاص اشتكوا من تعرضهم للتهديد أو الابتزاز من قتلة ذويهم الذين تم الإفراج عنهم".
وحسب الصحيفة، فإن العائلات المتضررة من تلك القرارات، تخشى من تداعيات الاعتراض، لأن من مارسوا الانتهاكات ضد ذويهم يحاربون فيما وصفها بوتين بأنها "حرب من أجل مستقبل روسيا"، وبالتالي فإن أي انتقادات لمن يشاركون في الحرب، ستتعامل السلطات معها كانتقاد للحرب أو للجيش نفسه، وهو أمر غير قانوني في روسيا وقت الحرب.
وتوصلت لجنة أممية، الشهر الماضي، إلى "أدلة جديدة تثبت أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا"، بما في ذلك "القتل المتعمد والاغتصاب وإبعاد الأطفال الأوكرانيين"، وفقا لتقرير جديد نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وذكر التقرير أن "شهادات الضحايا أكدت أيضا الاستخدام المنهجي واسع النطاق للتعذيب، في العديد من مرافق الاحتجاز الروسية".
وبالاعتماد على أكثر من 450 مقابلة مع الضحايا وشهود عيان في المناطق التي حررتها القوات الأوكرانية، أو الأشخاص الذين فروا من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، يوثق التقرير "استخدام الصدمات الكهربائية ضد السجناء المتهمين بدعم القوات الأوكرانية، واغتصاب النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و83 عاما، ونقل أطفال أوكرانيين غير مصحوبين بذويهم للأراضي الروسية".
وفي مارس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتهمة الضلوع في "ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني إلى روسيا"، وذلك خلال الحرب التي تشنها روسيا منذ فبراير من العام الماضي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: واشنطن بوست فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: توتر بين القوميين المتطرفين الروسييين في ظل التقارب المفاجئ مع الولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في أعقاب التحول الكبير في سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا، يسعى القوميون المتطرفون المؤثرون في روسيا لفهم التغير المفاجئ في العلاقات مع أكبر أعداء روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الهجوم الروسي الكامل على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، كان العديد من أفراد المجتمع الروسي، وخاصة أولئك الذين يشاركون بنشاط في الحرب، قد تم تغذيتهم بالأيديولوجيا التي يروج لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقوميون الروس، والتي تعتبر أن روسيا تخوض حربًا وجودية ضد "الغرب الجماعي" بقيادة الولايات المتحدة.
وأعطت الحرب انكشافًا كبيرًا لما يُعرف بمجتمع "Z" الروسي - المتطوعين المؤيدين للحرب، والمدونين العسكريين، والقوميين المتطرفين الذين يرغبون في رؤية إخضاع أوكرانيا تمامًا.
وقال العديد ممن تمت مقابلتهم من قبل واشنطن بوست إنهم لن يقبلوا بتسوية سلام إلا إذا تضمنت إقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتغيير السلطة في كييف.
ومع تقدم المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة ببطء، سيضطر بوتين إلى مراقبة هذه الفئة الصاخبة (والمسلحة جيدًا) من المجتمع، التي أصبحت أقوى خلال الحرب وفي مرحلة ما انفجرت في تمرد مفتوح مع تمرد قائد المرتزقة يفجيني بريجوجين.
وذكرت الصحيفة أن القوميين المتطرفين لعبوا دورًا مهمًا طوال الصراع، فالعديد منهم قاتلوا في الصفوف الأمامية وتم مكافأتهم بزيادة في مكانتهم الاجتماعية في المجتمع الروسي خلال الحرب، ولعقود من الزمن، كان هؤلاء الشخصيات القومية يُنظر إليهم من قبل الرئاسة الروسية "الكرملين" كمصدر غير مستقر للمعارضة المحتملة، ولكن تم استخدامهم لدعم الرسالة الحكومية حول ضرورة هذه الحرب الدموية والمستمرة.
ومع ذلك، ظهرت هذه الفئة أيضًا كمصدر نادر للنقد تجاه بوتين وقرارات حكومته، وتم التعامل مع بعضهم عندما تجاوزوا الحدود، فلقد تم تهديد الكرملين داخليًا عندما حدث تمرد بريجوجين ومجموعة فاجنر في 2023، والذي كان يمثل أكبر تهديد داخلي في الذاكرة الحديثة. وتم احتواء تمرده، ولقي بريجوجين وقادته مصرعهم في حادث تحطم طائرة غامض.
وفي العام الماضي، تم سجن إيجور جيركين، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الفيدرالي وقائد انفصاليين، لمدة أربع سنوات بتهم التطرف.
وأشارت الصحيفة إلى هناك حالة قلق أخرى من المجتمع الأرثوذكسي الروسي، الذي كان قد دعم بسرعة رواية الكرملين بأن الغزو جزء من "حرب حضارية" و"روحية" ضد الغرب الفاسد والشيطاني، وبعد البداية الحماسية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بدأ القلق في الظهور.
وكتب بوريس كورشيفنيكوف، مقدم برنامج على قناة "سباس" الدينية التابعة للدولة الروسية، على تليجرام الأسبوع الماضي أن الأمريكيين يرونها "صفقة" بينما هي بالنسبة لهم "حرب وتضحية من أجل مستقبل روسيا".
وأضاف أن "كلمة صفقة" مثيرة للاشمئزاز لأنها تتغاضى عن التضحية الروسية وشرف الجيش الروسي.
ومن جهة أخرى، يشعر العديد من الجنود الروس في الخطوط الأمامية أن الحرب هي أكثر من مجرد قتال ضد الأوكرانيين، حيث يعتقدون أنهم يخوضون حربًا ضد الناتو والولايات المتحدة، بعدما شهدوا بشكل مباشر الأثر المدمر للأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا.
وقال قائد وحدة استطلاع في تشاسيف يار إن معظم الجنود الروس "لا يهتمون" بتقارير وسائل الإعلام التي وصفوها بأنها "هراء عاطفي" كانت موجهة للاستهلاك الغربي، وقال إنه هو وزملاؤه يركزون فقط على تنفيذ الأوامر.
وأضاف "نحن نعمل، ليس لدينا وقت، ولسنا مهتمين بالأمر. كل شيء يتعلق بالنصر، النصر، النصر بالنسبة لنا".
ويعتقد بعض القوميين المتطرفين أن أي تسوية سلام ستضر بمصالحهم الوطنية. وعلى الرغم من وجود فرصة ضئيلة لقيام هؤلاء الراديكاليين في وقت لاحق بالاعتراض على صفقة سلام محتملة، إلا أنهم لا يزالون يمثلون أقلية في المجتمع الروسي، حيث يظل غالبية الروس غير مهتمين ومستعدين لدعم أي قرار يتخذه بوتين - على حد تفسير الصحيفة الأمريكية.
وقال أليكسي فيديديكتوف، رئيس تحرير محطة "إيكو موسكفي" الإذاعية، إن "السؤال دائمًا هو، ماذا نحن نقاتل من أجله؟ ومن ضد من؟ الآن أصبح الأمر مكشوفًا مجددًا أننا لا نقاتل ضد أحد، بل نحن نقاتل من أجل مكاننا تحت الشمس، والقمر، والسماء".