وقود غزة يفجر أزمة بين نتنياهو وشركائه المتشددين
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى تهدئة التمرد بين القوميين الدينيين وقادة المستوطنين داخل ائتلافه المتوتر بشكل متزايد، مطالبين بإلغاء قرار السماح بدخول شاحنتي وقود يومياً إلى غزة، وهو تنازل قدمه نتانياهو وسط ضغط متصاعد أمريكي ودولي.
وكتب جيمي ديتمير في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن الشركاء المتمردين في الائتلاف يطالبون بأن يكون لهم دور أكبر في طريقة إدارة الحرب بعد القرار الذي أعلنه نتانياهو الجمعة.
ويصر وزير المال بتسلئيل سموتريتش، القائد الإستيطاني اليميني المتطرف، على توسيع حكومة الحرب من ثلاثة أحزاب، إلى السبعة التي تشارك في الإئتلاف. واعتبر سموتريتش السماح بإخال الوقود "خطأ فظيعاً".
Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu is scrambling to quell a revolt by the far right over Gaza fuel.https://t.co/55CvSwj8a4
— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) November 18, 2023
وفي الأسابيع الأخيرة، وبينما حاول الحلفاء الغربيون اقناع نتانياهو بلجم العمل العسكري الإسرائيلي- الذي أدى إلى مقتل نحو 11500 فلسطيني في 42 يوماً، استناداً إلى احصاءات منفصلة من قبل السلطة الفلسطينية وحكومة حماس التي تدير غزة، وهو رقم يشكك فيه بعض المسؤولين الإسرائيليين- تعين على نتنياهو أيضاً التعامل مع شركاء في الائتلاف ممن يعارضون أي تنازل.
كما أن القوميين المتدينيين وزعماء المستوطنين انتقدوا قراره الأسبوع الماضي، الذي اتخذه تحت ضغط من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقبول بوقفات قتالية لبضع ساعات في عمليات القصف الجوي والعملية البرية، من أجل السماح للفلسطينيين بالفرار جنوباً من مناطق شمال غزة التي تشهد قتالاً عنيفاً.
ورطة نتانياهو
ويعكس تفجّر الخلاف داخل الحكومة الإئتلافية حول التنازلات على صعيد الوقود، الورطة التي يواجهها نتانياهو في محاولته إقامة توازن بين الأحزاب القومية الدينية في حكومته وحلفاء إسرائيل الغربيين، الذين يضغطون عليه بشكل متزايد من أجل الحد من محنة المدنيين في غزة. وتعتمد غالبية الفلسطينيين في غزة، الخاضعة لحصار جوي وبحري من قبل إسرائيل منذ عام 2007-عندما استولت حماس على السلطة من فتح في القطاع- بشكل كبير على المساعدات الإنسانية حتى قبل الحرب، بما في ذلك الوقود والمياه النظيفة، وتشغيل أنظمة الصرف الصحي وخدمة الإتصالات.
ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن إدخال كمية من الوقود يومياً، وهو جزء صغير من الكمية التي كانت تدخل إلى غزة قبل الحرب، كان بمثابة إشارة إلى الحلفاء الغربيين ومن أجل تفادي انهيار نظامي الصرف الصحي والمياه، الذي يهدد بانتشار الأمراض والتأثير على المدنيين والجنود الإسرائيليين.
Netanyahu scrambles to quell revolt by far right over Gaza fuel https://t.co/gDxlKnbcaN
— Jamie Dettmer (@jamiewrit) November 18, 2023
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساهي هانغبي: "إذا انتشر وباء، فسيتعين علينا وقف الحرب".
لكن إيتامار بن غفير، الوزير الذي يشرف على الشرطة الإسرائيلية، رفض كلام هانغبي قائلاً إنه "طالما رهائننا لم يمنحوا زيارة من قبل الصليب الأحمر، فلا معنى لإعطاء العدو هدايا إنسانية"، مضيفاً أن "إن إبداء الضعف، يمنح الأوكسجين للإعداء ويسمح ليحيى السنوار (زعيم حماس في غزة) بالجلوس مرتاحاً في ظل المكيف في مخبئه، يشاهد الأخبار ويواصل استغلال المجتمع الإسرائيلي وعائلات المخطوفين".
ويكافح نتنياهو للحفاظ على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف منتظمين في الحكومة. والأسبوع الماضي، حض وزراءه على أن "يتوخوا الحذر في كلامهم" عندما يتحدثون عن الحرب على حماس.
وأتى التحذير بعدما اعتبر وزير الزراعة آفي ديختر أن تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة سيتحول إلى اقتلاع دائم. ووصف ذلك بـ"نكبة غزة 2023" في إشارة إلى طرد آلاف الفلسطينيين إبان الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1948، في ما بات يعرف بـ"النكبة". وقال في مقابلة تلفزيونية "هذا ما سينتهي إليه الأمر".
وقبل ذلك بأيام، تسبب وزير التراث عيمحاي إلياهو بغضب في إسرائيل والخارج، عندما قال إن أحد الخيارات المطروحة لإنهاء الحرب سيكون إلقاء قنبلة ذرية على غزة. وسارع نتانياهو إلى التنديد بتصريح إلياهو، ومن ثم أوقفه عن حضور اجتماعات الحكومة.
والخميس، قبل تنديد الائتلاف بتراجع نتانياهو عن تعهدات سابقة بالنسبة إلى عدم إدخال أية نقطة من الوقود إلى غزة، قال بن غفير إن الضفة الغربية يجب أن تسوى بالأرض مثل غزة عقب هجوم مسلحين على نقطة تفتيش جنوب القدس. وأضاف: "نحن في حاجة إلى التعامل مع حماس في الضفة الغربية ومع السلطة الفلسطينية التي لديها آراء مشابهة لحماس ورؤسائها المرتبطين بمذبحة حماس، تماماً مثلما نتعامل مع غزة".
ومن غير المرجح أن يترك شركاء نتانياهو في الإئتلاف الحكومة. ولا يريد أي من الأحزاب السبعة تهيئة الظروف لانتخابات مبكرة. وأظهر استطلاع الجمعة أن الائتلاف الذي يقوده نتانياهو، ستلحق به هزيمة ساحقة في حال أجريت انتخابات الكنيست اليوم.
وتبين أن نسبة 41 في المئة من المستطلعين تفضل تولي بيني غانتس الجنرال السابق الذي انضم إلى حكومة الحرب، رئاسة الحكومة في مقابل 25 في المئة لنتانياهو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
«مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
«مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
قصة التعليم بين جيلين
إيمان حمزة بلدو
.نحاول هنا رد الفضل الى أهله… والى الدور الذي قام ويقوم به المعلم الجليل والمربي الفاضل الاستاذ حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي.. معلم مادة الجغرافيا في مدرسة “جميلة” المتوسطة.. في مدينة الأبيض… إبان العهد الذي يبعد سنوات ضوئية عن سودان اليوم. كتب الاستاذ حمد النيل رداً على مقالي: “الثامن من مارس والجالسات على أرصفة العدالة في السودان” فاهاجت كتابته الذكرى واستدعت أحقيته في الوفاء والعرفان، ولو بالقليل مما يستحق. له أجزل الشكر والامتنان.
ما ينفك استاذنا يذكر الفضل للمعلمين والمدراء الذين عمل معهم ويحتفي بسيرتهم العطرة ويؤرخ لحقبة في التعليم قد يصعب التوثيق لها وتداركها بسبب الحرب وما خلفته من ضياع للوثائق وتهجير للمعلمين داخل البلاد وخارجها.. وربما تكون كتاباته النبراس الذي يهدي في الظلمات… يوقد جذوات الطريق كلما أنطفأ.. يقص علينا احسن القصص. فقد آنستنا كلماته في وحشة دنيانا بعد الحرب وردت الينا بعض الطمأنينة… فلا اهل العزم نادوا علينا… ولا نودوا… وكلما ذكر معلمي مدرسة جميلة “كساها حسناً وحببها.. حتى كانّ اسمها البشرى أو العيد”…
في كردفان.. وفي سالف العصر والأوان… كان للتعليم مدارس متميزة ورواد… وكانت المدارس الداخلية… لبنة الوحدة الوطنية… والوشائج المجتمعية… وكانت المدارس محصنة بالمعامل والمكتبات… وميزانيات للانشطة الطلابية.. وبعيداً عن مدى فاعلية الاستراتيجيات التعليمية ومدى الاستجابة لحاجة الارياف والاصقاع البعيدة.. أو في البادية.. وحيث العيشة الجافية… وليس بعيداً عن الكارثة الماحقة التي حلت بالبلاد قبل ثورة ديسمبر في كافة مجالات الحياة… وعلى التعليم بوجه خاص.. تعطلت لغة الكلام. ولغة الارقام.. ولغات الإشارة.. وعانى الطلاب من وعورة دروب الاستنارة… تكدست قاعات الدراسة وأصبح الفصل بين طبقات المجتمع في مجال التعليم اشبه بالابارتهايد.. للبعض قبلة عند الشروق… وللبعض قبلة ثانية.. لم تصطدم بهموم الحياة.. ولم تدر- لولا الحرب- ما هيه. استشرت مؤسسات التعليم الخاص في مراحل التعليم ما قبل الجامعي وعجزت المدارس الحكومية عن الإجلاس وعن دفع مرتبات المعلمين… فتضاعفت اعداد الاطفال خارج المنظومة التعليمية.. ولم تستوعب الحكومات أهمية التعليم التقني.. ولا عملت على تأهيل المدارس وبنيتها التحتية أو زيادة الميزانية للتعليم أو الصحة حتى يحصل الاطفال على رعاية صحية وعلى تعليم اساسي مجاني لا يفرق بين طبقات المجتمع في سبيل بناء امة يمكنها تحقيق ولو بعض اهداف التنمية المستدامة اسوة بالشعوب التي تعيش معنا نفس الالفية على كوكب الأرض. أما في المراحل الجامعية فقد وصلت الاوضاع الكارثية مداها جراء إلغاء العام الدراسي لاعوام حسوما ما أدى الى ضياع سنوات على الخريجين. وجاءت الحرب وانتشر الحريق.. فاذا الدنيا كما نعرفها واذا الطلاب كل في طريق.. وصدح العالم بالرقم الفلكي: اكثر من تسعة عشر مليون من السودانيين من الأطفال والشباب خارج النظام التعليمي… ومن لم يمت بالجهل مات بغيره.
هل من رؤية يا ترى حول كيف سيؤثر هذا الوضع على جيل باكمله وعلى شعب يأمل أن يكون في مصاف البشرية!
في مدرسة جميلة… بقيادة الاستاذ محمد طه الدقيل.. فريق من المعلمات والمعلمين- ومن بينهم الاستاذ حمد النيل- كان الفريق ينحت الصخر ويبنى من الاحجار قصورا.. آمنوا بادوارهم وبالطالبات.. ولم يهنوا.. وكانوا هم الأعلون… وما قلته في مقالك استاذنا سوى شيئاً شهدناه… عظيم في تجليه. رحيم حين تلقاه… بديع في معانيه اذا ادركت معناه.
كانت الحصص الصباحية.. وكانت المعامل مجهزة تحوى المحاليل والمركبات الكيميائية.. تنقلنا الى آفاق العلم والتجارب. وكانت الجمعيات الادبية واكتشاف المواهب وأهمها الشعر والقصة والرسم والتمثيل. وكانت حصة الجغرافيا نقلتنا فيها بين المدارات والصحارى والسهول وجبال الاطلس. والروكي والانديز وجبل التاكا وجبال الاماتونج.. تاخذنا عبر افلاك ومجرات. وتخوم.. ونسعد حين يحط بنا الخيال “فوق للقوس والسماك الأعزل”… بعيد في نجوم.
ثم كان الاستعداد لحفل نهاية العام الدراسي وكانت مسرحية “مجنون ليلى” اخرجها الاستاذ محمد طه الدقيل… بعد أن امضت الطالبات اسابيع للحفظ وتجويد الأداء وكانت البروفات تتم في الامسيات… والمواصلات توفرها المدرسة إذ أن مكتب التعليم بالابيض كان راعياً وكان مسؤولاً عن رعيته، آنذاك.
وصار اليوم الختامي في ذلك العام والمسرحية ذات المضامين الانسانية حديث المدينة… لزمن طويل.
لم تذكر دورك- استاذنا- في ذلك الألق والجمال… وآثرت ان تمشي في طريق الإيثار فلا يعرف الفضل الا ذووه… من قبلك كان هناك كثيرون منهم الاستاذ محمود- وكنت قد ذكرته في غير مقال في معرض الوفاء والإخلاص لرفقاء دربك الرسالي-.. الذي انتقل الى مدرسة جميلة بعد تحويلها.
كتب الاستاذ محمود قصيدة في وداع مدير كلية المعلمات بالابيض الاستاذ المربي الجليل عليه الرحمه بشير التجاني.. وكان بالكلية نهران للمستوى المتوسط.. حميراء وجميلة… كتب القصيدة ولحنها ودرّب الطالبات عليها لإلقائها في احتفالية الوداع:
“أختاه من لحن القصيد نهدي الى الجمع السعيد حلو النشيد… ومودعين ربيعنا و- ربيعنا-… ابقى لنا زرعاً حصيد… زرعاً سقاه بعلمه وبخلقه ورعاه بالرأي السديد… فشعاره العمل الجميل وقدوة للخير والفعل المجيد” الخ.
فصدق عليكم القول. ذلك الرعيل الذي يؤثر الغير ويرد الفضل الى أهله.. وما الزرع الذي تعهدتموه “بالعلم والخلق والراي السديد”… الا زرعاً أخرج شطأه.. فاستغلظ فاستوى على سوقه… وسيؤتى حقه يوم حصاده… باذن الله.
جميلة حياها الحيا وسقى الله حماها ورعى….. كانت حصنا.. وحمىً… وكانت مرتعا.. كم بنينا من حصاها اربعاً وانثنينا فمحونا الاربعا… وخططنا في نقى الرمل…. فحفظ الريح والرمل و.. وفضل المعلم المربي الجليل… أجمل السير…و … وعى…
لن ننسى أياماً مضت. في محرابها و ستظل مدرسة “جميلة… جميلة على متن الحياة… ما بقي في الأرض أمثال المعلم الجليل…” اذكر أيامها ثم انثنى على كبدي من خشية أن تصدعا”.
“قد يهون العمر إلا ساعة… وتهون الأرض… إلا موضعا”.
[email protected]
الوسومإدارة التعليم إيمان حمزة بلدو الأبيض الحرب السودان ثورة ديسمبر شمال كردفان مدرسة جميلة مسرحية مجنون ليلى