في غزة الموت والولادة مأساة.. قصص من قلب القطاع المحاصر
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
وُلدت الطفلة نايا خلال الحرب الدائرة حاليا في غزة بعملية قيصرية في الساعة الواحدة ظهر يوم 11 نوفمبر في جنوب القطاع.
احتضنت سماح قشطة (29 عاما) مولودتها الجديدة وتفحصت وجهها الصغير وعينيها السوداوين، ثم ما لبثت أن أجهشت بالبكاء قائلة: "الظروف أجبرتني، ولدت في وقت غير قادرة على تأمين شيء لطفلتي".
وعلى الرغم من أنها تعمل قابلة، تعاني سماح من النقص الحاد في احتياجاتها مثل معظم الأمهات الأخريات في غزة.
وجاءت إلى المستشفى ومعها عدد قليل من الحفاضات وعلبة من حليب الأطفال وزجاجة من المياه لإعداد الحليب.
وبعد وقت قصير من ولادتها، كانت سماح ترقد على سرير بجانب النافذة مع طفلتها نايا عندما تعرض منزل مجاور للقصف في غارة جوية.
إنهاك في المشرحة
يدير سعيد الشوربجي (50 عاما) مشرحة مستشفى ناصر، ويعتمد على متطوعين يعملون بواقع ثمانية في كل نوبة عمل.
وتبعد المشرحة 30 مترا فقط عن قسم الولادة.
ويصل قبل السادسة صباحا، أي قبل ساعة من وصول أي شخص للتعرف على الجثث.
ويعاني الشوربجي، وهو أب لست بنات وولدين، من الحرمان من النوم، فقد يستيقظ خلال ست ساعات 40 مرة مع كل مرة يدوي فيها القصف.
وتدير منظمة خيرية المشرحة وتمولها تبرعات محلية أخرى، وتقدم المشرحة خدماتها بالمجان.
ويحدد الشوربجي وطاقمه هوية القتلى ويكفنونهم ويرسلونهم إلى المسجد لتُصلى عليهم صلاة الجنازة ثم إلى قبورهم.
ويُسمح لأفراد الأسرة الأقربين بدخول المشرحة لتلاوة القرآن وترديد الأدعية وتقبيل جثث أحبائهم.
وصُممت ثلاجات حفظ الموتى في المشرحة لاستيعاب 50 جثة، لكن فيبعض الأيام تعج بمثلي ذلك الرقم وتُوضع الجثث على أرضية المستشفى.
ولا يتمثل التحدي في التعامل مع عدد الجثث التي تصل فحسب، فالمشرحة تعاني من نقص الوقود في غزة وتطلق نداءات من أجل المساعدة في حمل القتلى إلى المسجد وإلى المقابر.
وإيجاد مكان في المدافن أمر عسير وخطير، فقد قُصف المدفن الرئيسي في البلدة كثيرا إلى حد دفع كثيرين إلى حفر قبور بأنفسهم في المدينة وفي مخيم اللاجئين.
تحت الحصار في خان يونس
يُسمع دوي انفجارات ليلا في المدينة بعضها بعيد والبعض الآخر قريب.
ويوجد نقص خطير في الإمدادات جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ومنعها توريد الوقود والكهرباء ومعظم المواد الغذائية إليه.
وعادة ما يعيش في مدينة خان يونس نحو 440 ألف شخص، لكن هذا العدد يُعتقد أنه زاد للمثلين الآن.
وفي 13 أكتوبر طلبت إسرائيل من أكثر من مليون شخص ممن يعيشون في شمال القطاع الانتقال إلى الجنوب.
وقال مسؤولون أميركيون إن الجميع استجابللتحذير باستثناء نحو 300 ألف شخص، وإن كثيرين منهم جاءوا إلى خان يونس.
ومن بين النازحين عبلة عوض، وهي امرأة مسنة سبق وأن عاشت معاناة التهجير تحديدا في عام 1948 عند قيام إسرائيل.
كانت عبلة في الخامسة من عمرها عندما غادرت عائلتها قرية حليقات التي أعلنت إسرائيل ضمها لأراضيها لاحقا.
وانتقلت عبلة إلى خان يونس قادمة من مخيم جباليا للاجئين الواقع شمال قطاع غزة.
ويستمر العمل في سوق الخضار في خان يونس لكن الأسعار زادت للمثلين.
وعند المخابز يصطف المئات في طوابير من الفجر حتى غروب الشمس.
وتنتشر أكوام من القمامة وأسراب من الذباب في كل مكان، وتسببت ندرة المياه ونقص مرافق الصرف الصحي في تفشي أمراض جلدية.
ويملك عدد قليل من السكان المحظوظين ألواحا شمسية فوق منازلهم تساعدهم على سحب المياه الجوفية من المضخات وشحن هواتفهم المحمولة.
ويضطر كثيرون آخرون إلى الوقوف في طوابير منذ الصباح الباكر لملء حاويات صغيرة بالمياه من الآبار القريبة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات غزة الولادة المشرحة الجثث مخيم اللاجئين قطاع غزة إسرائيل خان يونس الآبار فلسطين غزة قطاع غزة غزة الولادة المشرحة الجثث مخيم اللاجئين قطاع غزة إسرائيل خان يونس الآبار شرق أوسط خان یونس فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد صعق وتعذيب مسن لنجله حتى الموت.. خبراء يكشون الدوافع الكامنة وراء تلك الجرائم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتعدد الدوافع وتتباين الأسباب الا ان جرائم قتل الآباء لأبنائهم تعد الابشع والأخطر على الاطلاق في تفتيت الأسرة، من الداخل فاالاب قاتل والابن قتيل ومن ثم تدمير المجتمع كلكل إذا ما تفشت فيه هذه الجرائم، وتكمن خطورتها بالبشاعة التي ترتكب بها، والحنق الزائد والغضب العارم التي تدفع الأب بالتمثيل بجثة ولده بعد قتله وأحياناً بعد وصلة تعذيب، ثم يخر بعد ذلك منهارا من البكاء على فعلته، مثلما فعل مسن أطفيح بنجله المدمن، وإن كانت هذه الجرائم نادر حدوثها نسبيًا، إلا أنها تترك أثرًا عميقًا في النسيج الاجتماعي وتطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الأفعال الوحشية من ثلة من الآباء يريقون دماء أبنائهم ويبكون عليهم، وما الذي يدفع الأب لقتل ابنه ومن ثم الندم على فعلته.
طرده من منزله فعذبه حتى الموت
بعد شجار عنيف دار بين مسن و نجله، داخل منزله بمنطقة أطفيح، وبعد أن اصبح الإبن مدمنا على تعاطي المخدرات،حول سرعان ما تطور الشجار بينهم ليقوم الابن بالاعتداء على ابيه ولم يكتفي بذلك وحسب بل قام بالقاءه خارج منزله بالشارع، ليقوم الأب المسن بالذهاب إلى أحد أصدقائه، وهناك خطط للانتقام من الابن العاق.
خطة شيطانية
وبعد ثلاث ايام تفتق ذهنه عن خطة شيطانية، حيث تسلل إلى منزله بعد علمه بتواجد الابن بمفرده داخل المنزل، واحضر قضيب حديدي" ماسورة" وانقض على نجله وهو نائم في فراشه ضربا، فقام بشل حركته بكسير قدميه ويديه، وتناوب على ضربة حتى فقد وعيه، ثم قام بتوثيق اطرافه، ولم يكتفي بذلك وحسب بل احضر وصلتي كهرباء وأخذ بنشر الكهرباء بجسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
كسور متعدده واحتراق صعقا حتى الموت
كشف التقرير المبدئي للكشف الظاهري لجسد المجني عليه، وجود كسور متعددة بالاقدام وتمزق في الاوتار جراء الضرب بآلة حديدية، وتوقف في عضلة القلب نتيجة الصعق بالكهرباء.
انهيار المتهم
وادعى المتهم في أقواله أمام جهات التحقيق أنه لم يكن يريد قتله، وانما أراد تأديبه على تعاطيه للمخدرات، وانتقاما لما فعله من الاعتداء عليه وطرده خارج المنزل، بعد رفض المتهم بيع المنزل واعطاء امواله إلى نجله.
وأمرت جهات التحقيق بالتحفظ على الأسلحة والأدوات المستخدمة في، وحبس المتهم ٤ ايام على ذمه التحقيقات
السجن المشدد أو الإعدام
يري خبراء القانون أنه في حالة ثبوت أن الجريمة المرتكبة من قبل الأب المسن في حق ابنه بالقتل في إطار ضرب أفضى إلى موت وليس قتل عمد، فإن المشرع في هذه الحالة يراعي ظروف إرتكاب الجريمة إذا خلت من الإصرار والترصد المفضي للعقوبة الإعدام، فأوضح في المادة 236 من قانون العقوبات ان كل من جرح أو ضرب أحداً عمداً أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلاً ولكنه أفضى إلى الموت يعاقب بالسجن المشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع. وأما إذا سبق ذلك إصرار أو ترصد فتكون العقوبة السجن المشدد أو السجن.
وتكون العقوبة السجن المشدد أو السجن إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي, فإذا كانت مسبوقة بإصرار أو ترصد تكون العقوبة السجن المؤبد أو المشدد.
التأديب قد يؤدي للجريمة
يري الدكتور فتحي قناوي استاذ علم كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن كثير من الجناة يعانون من أمراض نفسية غير مشخصة أو غير معالجة، مثل هذا الأب المسن في قتله للابن المدمن مثل الذهان او الفصام، حيث يظن أن قتله هو افضل علاج له لحياته البائسة، وتطهيرا وخلاصا له من الادمان على المخدرات، لافتاً إلى أنه عادة ما يصاحب جرائم القتل من هذا النوع ضرب وتعذيب، وهو يعكس وبشكل مباشر دافع الانتقام والتعنيف، حيث يعتري الأب غضب عارم يقوده قصرا إلى ارتكاب الجريمة إذا ما استمر في فعله ولم يتوقف.