لماذا لا ترسل أمريكا مستشفياتها العائمة إلى غزة؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
كتب القائد الأعلى الأسبق لقوات حلف شمال الأطلسي الأميرال المتقاعد جيمس ستافريديس أنه كُلف خلال مسيرته العسكرية بمهام متكررة على متن حاملات طائرات أمريكية ضخمة تعمل بالطاقة النووية.
سيكون إرسال السفينتين محفوفاً بالمخاطر
لقد انطلق على متن يو إس إس أبراهام لينكولن كعميد بحري في أواخر التسعينات وأبحر حول أمريكا الجنوبية على متن السفينة يو إس إس أيزنهاور بصفته أميرالاً بأربع نجوم على رأس القيادة الجنوبية للولايات المتحدة سنة 2009.
وفق توصيفه، هذه آلات حرب مخيفة ومفترسات بحرية على قمة السلسلة الغذائية وتتمتع بإمكانات كبيرة لشن هجوم بري أيضاً. محظوظ
لكن ستافريديس يشير في مقاله بشبكة "بلومبرغ" إلى أن المهمة الأكثر إرضاء الذي أُمر بتأديتها لم تكن على متن حاملة طائرات بل على متن السفينة الاستشفائية يو إس إن إس كومفورت التي تزن 60 ألف طن وتضم ما يقرب من ألف سرير وبطارية رئيسية لا تتكون من طائرات مقاتلة بل من أطباء وممرضات. تحتوي السفينة على ما يقرب من مئة سرير للعناية المركزة، مع إجمالي أماكن إقامة لأكثر من 1300 شخص إذا اقتضى الأمر.
How can the US show it truly wants to stop Palestinian suffering? Send the Navy's two massive hospital ships to the waters off Gaza https://t.co/t2owMdwBqE via @opinion
— Bloomberg (@business) November 18, 2023
يعتبر الكاتب أنه كان محظوظاً بقيادة سفينة كومفورت في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث أجرى طاقمها مئات الآلاف من العلاجات المغيّرة والمنقذة للحياة على مدار ستة أشهر. واليوم، يتعين على أمريكا التفكير جدياً في مهمة أكثر خطورة: إرسال السفينة كومفورت وشقيقتها السفينة ميرسي (الرحمة) إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في الحرب بين إسرائيل وحماس. إن نقل إحدى السفينتين الاستشفائيتين أو كلتيهما إلى البحر الأبيض المتوسط سيسمح لإدارة الرئيس جو بايدن بتحقيق العديد من الأهداف المهمة وفق ستافريديس.
النقطة الأولى، وهي الأكثر وضوحاً، ستقدم الولايات المتحدة مساعدات إنسانية وطبية كبيرة خلال صراع قاسٍ ورهيب. لقد رأى الكاتب بنفسه الدافع والتصميم والمهارة الطبية لطاقم كومفورت. يمكن تعزيز هؤلاء المهنيين الطبيين بموظفين مدنيين متطوعين، وهو ما يحدث بشكل روتيني على كلتا السفينتين أثناء توجههما إلى مناطق الأزمات. أثناء قيادته لكومفورت، عمل ستافريديس مع العديد من المنظمات غير الحكومية، ولكن بشكل أساسي مع رجال ونساء "مشروع أمل"، وهو متأكد من أن الكثيرين سيتطوعون في أزمة اليوم.
الفائدة الثانية للولايات المتحدة حسب الكاتب هي إظهار اهتمام أمريكا بالفلسطينيين. زار بايدن إسرائيل وقدم مساعدات استخبارية وعسكرية كبيرة لقواتها، ونشر حاملتي طائرات نوويتين في المنطقة لردع إيران. من خلال إرسال كومفورت وميرسي، ستظهر الولايات المتحدة أنها تتفهم أيضاً الصدمة التي يواجهها سكان غزة. عندما يتوقف إطلاق النار، من الممكن أن يساعد إظهار حسن النية الولايات المتحدة في إعادة إسرائيل والفلسطينيين إلى المسار المؤدي إلى حل الدولتين.
My latest in @Bloomberg @opinion "Send America’s Floating Hospitals to Gaza"https://t.co/CAJQMoookd
— Admiral James Stavridis, USN, Ret. (@stavridisj) November 18, 2023
ثالثاً، سيرسل هذا الانتشار إشارة قوية إلى الجنوب العالمي بشكل عام، حيث توجد شكوك كبيرة حيال تصرفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. إن حروب أمريكا في العراق وأفغانستان وليبيا، فضلاً عن المساعدات لإسرائيل، لم تحظَ بدعم واسع النطاق في دول مثل البرازيل ونيجيريا وباكستان وجنوب أفريقيا، على سبيل المثال.
ستواجه هاتان السفينتان مستوى معيناً من المخاطر. بينما يمكنهما الرسو على بعد أميال قبالة الساحل واستخدام القوارب والمروحيات لنقل المرضى، من المتصور وفق الكاتب أن ترعى حماس أو حزب الله أو حتى إيران هجوماً إرهابياً ضد السفينة. إن سيناريو السفينة يو إس إس كول مع قارب صغير محمّل بالمتفجرات وطاقم انتحاري، أو مركبة مسيرة عن بعد، هو احتمال مثير للقلق. تشكل ضربة صاروخية محتملة من حماس خطراً آخر. لكن يمكن للقوات البحرية الأمريكية والإسرائيلية توفير سفن حربية مقاتلة لحماية المستشفيين العائمين.
ويتمثل التحدي الأخير في إجراء فرز على الأرض وضمان عدم تدفق إرهابيين بين السكان المرضى. سيكون الفحص حسب الجنس والعمر ضرورياً، وقد يعطي القادة الأولوية ببساطة للضحايا الأصغر سناً حسب ستافريديس.
إذا تواصلت الخطة فبإمكان البحرية أيضاً إرسال العديد من القوارب السريعة من فئة يو إس إن إس سبيرهيد التي تتحرك بسرعة تصل إلى 45 عقدة (83 كيلومتراً)، للقيام بعمليات عبور من السفينة إلى الشاطئ. يمكن لكل واحد منها حمل مئات الركاب. ما ينقص أمريكا يشير الكاتب في الختام إلى أن أمريكا أرسلت حاملتي طائرات نوويتين، وهما تنجزان حتى الآن مهمتهما المتمثلة في ردع إيران عن القيام بمغامرات خطيرة. ولكن يتعين على أمريكا أيضاً إرسال قواتها من "القوة الناعمة" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في مهمة على المستوى نفسه من الأهمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة على متن
إقرأ أيضاً:
مسجون يختار طريقة إعدامه في الولايات المتحدة
الولايات المتحدة – اختار سجين محكوم عليه بالإعدام في ولاية كارولاينا الجنوبية الأمريكية، الإعدام رميا بالرصاص، بعد خمسة أسابيع فقط من تنفيذ الولاية أول عملية من هذا القبيل.
ومن المقرر إعدام ميكال مهدي، الذي أقرّ بذنبه في جريمة قتل ضابط شرطة عام 2004، في 11 أبريل.
وكان أمام مهدي، البالغ من العمر 41 عاما، خيار الإعدام رميا بالرصاص، أو الحقنة القاتلة، أو الكرسي الكهربائي.
وسيكون ثاني سجين يُعدم في الولاية بعد أن اختار براد سيغمون الإعدام رميا بالرصاص في 7 مارس، حيث أعلن طبيب وفاته بعد أقل من ثلاث دقائق من اختراق ثلاث رصاصات قلبه.
وصرح ديفيد فايس، أحد محاميه (ميكال مهدي)، في بيان: “أمام خيارات وحشية وغير إنسانية، اختار ميكال مهدي أهون الشرين”.
وأضاف: “اختار ميكال الإعدام رميا بالرصاص بدلا من الحرق والتشويه على الكرسي الكهربائي، أو المعاناة من موت محقق على نقالة إثر الحقنة القاتلة”.
وسيتم ربط مهدي إلى كرسي على بُعد 4.6 أمتار (15 قدمًا) من قبل ثلاثة موظفين في السجن تطوعوا للمشاركة في فرقة الإعدام. وسيُوضع هدف على صدره. وستكون بنادقهم جميعها محشوة برصاص حي يتحطم عند اصطدامه بقفصه الصدري.
وباستثناء سيغمون، لم يُقتل سوى ثلاثة سجناء أمريكيين آخرين – جميعهم في ولاية يوتا – على يد فرقة إعدام خلال الخمسين عاما الماضية. وكان سيغمون أول سجين يُقتل بالرصاص في الولايات المتحدة منذ عام 2010.
وعن جريمته، يذكر أن مهدي كان قد نصب كمينا لضابط السلامة العامة في أورانجبورغ، جيمس مايرز، في سقيفة الضابط بمقاطعة كالهون في يوليو 2004، إذ كان مايرز قد عاد لتوه من احتفال بعيد ميلاد زوجته وشقيقته وابنته خارج المدينة، وفقا لما ذكره المدعون العامون.
وذكرت السلطات أن زوجة مايرز عثرت على جثته المحترقة، مصابة بثماني طلقات نارية على الأقل، اثنتان منها في الرأس، في السقيفة.
المصدر: “نيويورك بوست”