خبير عسكري: اتساع رقعة القتال يؤكد فشل إسرائيل في السيطرة على شمال غزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
اتسعت خطوط الاشتباك بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال التي تحاول التوغل داخل قطاع غزة من 25 إلى نحو 30 كيلومترا خلال 3 ساعات تقريبا، مما يعني أن التقدم الإسرائيلي ما يزال بالأمتار بعد 16 يوما من الهجوم البري المتواصل، برأي الخبير العسكري اللواء فايز الدويري.
ومع فشله في تجاوز حاجز الـ1800 متر شمالي القطاع، طوال أسبوعين، بدأ الجيش الإسرائيلي التحرك باتجاه مناطق أكثر ضعفا مثل حي الزيتون وجباليا في الوسط لعله يجد ما يقدمه للرأي العام الداخلي، وفق ما قاله الدويري في تحليل للجزيرة.
ويوم السبت -يقول الخبير العسكري- كانت المعارك تدور صباح السبت في نطاق 25 كيلومترا بينها 6 كليومترات في الداخل، لكنها اتسعت مع نهاية اليوم ذاته إلى نحو 30 كيلومترا بينها 12 كيلومترا تقريبا في الداخل.
ويعود هذا التعثر الإسرائيلي -وفق الدويري- إلى ضراوة المقاومة وعنف المواجهات على الأرض واعتمادها على التعامل من مسافات صفرية.
إلى جانب ذلك، فإن توغل قوات الاحتلال في المناطق السكنية يعني تراجع دور سلاحي الجو والمدفعية في المعارك لأنهما يسطحان الأرض قبل التوغل، لكنهما لا يقصفان أي مكان خلال تواجد القوات فيه، كما يقول الخبير العسكري.
ويرى الدويري أن الصورة الحالية للمعارك تؤكد أن المباني التي دمرها الاحتلال تحولت إلى غطاء لمقاتلي المقاومة الذين يخرجون من تحت الركام، وهو ما دفع إسرائيل لإدخال قنابل تفجير يصل عمق تأثيرها إلى نحو 30 مترا، في مناطق مدمرة أصلا، وفق تعبيره.
وتتمثل معضلة الجيش الإسرائيلي -برأي الخبير العسكري- في أنه دخل بكافة قوته وعتاده لمواجهة مجموعات غير ظاهرة على الأرض لكنها تكمن تحتها بالساعات لكي تخرج في لحظة بعينها في حدود فردين أو 3 أفراد للإجهاز على الخصم أو الموت.
وفي بُعد آخر، تواجه إسرائيل أزمة تمويل بسبب الضغط الكبير الذي يفرضه استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط على اقتصادها، لأنها غير قادرة على تحمل هذه التكلفة لشهور مقبلة، كما يقول الدويري.
وطلبت إسرائيل -وفق المتداول من الأخبار- قروضا بنحو 6.5 مليارات دولار لتمويل الحرب فضلا عن 14.6 مليار دولار خصصتها الولايات المتحدة لدعمها.
وبالتالي -يضيف الخبير العسكري- فإن إسرائيل ليس أمامها إلا أن تسرح هذا الاحتياطي وبالتالي تضعف قدراتها القتالية وتدخل حرب استنزاف طويلة الأمد أو أن تحقق نصرا حاسما سريعا وهو أمر غير وارد بالنظر لإمكانياتها الحالية.
ومع تواصل القتال على وتيرته الحالية بما تحمله من خسائر عسكرية ومادية، فإنها ربما تتعرض لضغوط داخلية وخارجية لوقف القتال، حسب الدويري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخبیر العسکری
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: بيت لاهيا مستنقع يستنزف قوات الاحتلال وصواريخ حزب الله تطال أسدود
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة تحولت إلى مستنقع ومنطقة استنزاف كبيرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف الفلاحي -خلال فقرة التحليل العسكري- العمليات التي نفذتها المقاومة خلال الأيام الماضية بالنوعية، والتي شملت تدمير جرافة وتدمير دبابة ميركافا وضرب قوة متحصنة، بالإضافة إلى اشتباك مع قوة عسكرية.
وأوضح الفلاحي أن المقاومة وجهت رسالة واضحة لجيش الاحتلال مفادها أنها ستظهر في المكان غير المتوقع، مستشهدا بتدمير دبابة من طراز ميركافا في منطقة الصفطاوي الغربية، والاشتباك المباشر مع 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا.
وحول التطورات الميدانية للعمليات العسكرية للمقاومة في قطاع غزة لفت الخبير العسكري إلى أنها تتوزع على مناطق جغرافية متعددة في شمال القطاع، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي بشكل غير متوقع، مؤكدا أن العملية العسكرية بالمنطقة الشمالية لا تتناسب مع الأهداف المعلنة لها.
وأشار الخبير العسكري إلى وجود أصوات داخل إسرائيل باتت تؤكد أن العملية العسكرية استنفدت أغراضها بشكل كامل، وأن أي عمل عسكري جديد في قطاع غزة سيؤدي إلى خسائر في ملف الأسرى، مما يستدعي وقف القتال والتوجه نحو صفقة تبادل.
إصرار نتنياهو
غير أن الفلاحي اعتبر أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة العمل العسكري يرتبط بمستقبله السياسي ومستقبل حكومته، موضحا أن وقف القتال لا يصب في مصلحته الشخصية.
وفيما يتعلق بالعملية العسكرية في شمال القطاع، أوضح الفلاحي أن التصريحات الإسرائيلية تتحدث عن انتهائها وقرب الانسحاب من المنطقة، رغم عمليات التهجير الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال بحق المدنيين بحجة تحويلها إلى منطقة عسكرية خالصة.
وعلى الخريطة التفاعلية، أوضح صهيب العصا أن قصف حزب الله في العمق الإسرائيلي وصل إلى مسافة 150 كيلومترا، حيث استهدف قاعدة عسكرية شرق مدينة أسدود، فيما تتركز العمليات البرية بين الجانبين في القطاعين الشرقي والغربي من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأظهرت الخريطة أن العمليات العسكرية تجري على محورين رئيسيين، حيث يحاول جيش الاحتلال في القطاع الشرقي السيطرة على منطقة الخيام الإستراتيجية، التي تمنح من يسيطر عليها أفضلية للتحكم في المنطقة بأكملها، فيما أعلن حزب الله ضرب القوات الإسرائيلية 4 مرات شرق الخيام.
وفي القطاع الغربي، أشار العصا إلى تقدم إسرائيلي عبر طير حرفا والشمع، حيث وصلت القوات الإسرائيلية إلى أطراف البياضة بعمق يتراوح بين 8 و9 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، في توغل هو الأعمق منذ بدء المواجهات.
محاور ساخنة
وفي قراءته للوضع على الجبهة الشمالية، أشار الفلاحي إلى وجود 3 محاور ساخنة من أصل 4 أو 5 فرق إسرائيلية في المنطقة، موضحا أن الفرقة 146 تتقدم باتجاه طير حرفا والشمع والبياضة في المحور الغربي.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية توجد في المنطقة المحصورة بين شمع والبياضة، وسط عمليات قصف صاروخي كثيف على القوات المتقدمة، مشيرا إلى محاولات جيش الاحتلال السيطرة على الشمع لتأمين القاعدة الخلفية للقوات المتجهة نحو البياضة.
وفي المحور الشرقي، لفت الفلاحي إلى وجود 3 محاور فرعية: شرقي وجنوبي وشمالي يتجه نحو ابن السقي لتطويق المنطقة، مؤكدا عدم إحراز تقدم عسكري ملموس في السيطرة على الخيام.
أما في محور المنطقة الوسطي، فأوضح أن الفرقة 36 تتقدم ببطء شديد باتجاه بنت جبيل، مع عدم القدرة على السيطرة على المنطقة، مشيرا إلى محاولة القوات الإسرائيلية التقدم مع تجنب الخسائر، خاصة بعد الخسائر التي تكبدها لواء غولاني.