215 شهيدا في الضفة منذ طوفان الأقصى.. إسرائيل تواصل اقتحام البلدات والمخيمات الفلسطينية
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام قوات الاحتلال لعدة بلدات ومخيمات فلسطينية، ما رفع عدد من ارتقى في الضفة منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى 215 شهيدا.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان الأحد، إن طواقمها استلمت جثة الشهيد عمر اللحام (20 عاما) في مخيم الدهيشة من قبل قوات الاحتلال، وتم نقل الجثة إلى مستشفى الحسين في بيت جالا.
وكانت قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى المصاب وأطلقت طلقات تحذيرية من أجل عدم الاقتراب منع، قبل إعلان استشهاده وتسليم الجثة.
جاء ذلك، بعدما اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم الدهيشة قرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وشرعت في عملية تفتيش واعتقال مواطنين، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع عشرات المواطنين.
وفي جنين، استشهد عصام الفايد (46 عاما)، وهو من ذوي الإعاقة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب دوار الحصان على مدخل مخيم جنين، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال المدينة، وانتشرت في عدد من أحيائها ونشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل والبنايات.
اقرأ أيضاً
الشهيد السادس منذ طوفان الأقصى.. الاحتلال يغتال أسيرا فلسطينيا في سجن النقب الصحراوي
كما استشهد فلسطيني آخر برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم عايدة شمال بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
وفجرت القوات الإسرائيلية كذلك أبواب منازل عدة، وطالبت عائلة عويس عبر مكبرات الصوت بإخلاء منزلها في منطقة خلة الصوحة بالمدينة.
وشرعت جرافات الاحتلال في تدمير البنية التحتية وتجريف الشوارع بحي الزهراء في المدينة وألحقت أضرارا بعدد من سيارات المواطنين.
في غضون ذلك، داهم جيش الاحتلال أحياء متفرقة في مدينة نابلس، ونصب حاجزا عسكريا، كما احتجز سيارة إسعاف في المدينة وأجبر من فيها على النزول.
وكثفت قوات الاحتلال وجودها أمام مستشفى جنين الحكومي، وأمام مستشفى ابن سينا، وأعاقت عمل سيارات الإسعاف.
وأكد شهود عيان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أحكمت حصارها على مخيم جنين، وأن آليات الاحتلال تحاول الوصول إلى وسط المخيم في ظل اشتباكات عنيفة.
اقرأ أيضاً
الضفة الغربية.. 6 شهداء فلسطينيين في قصف لمخيم بلاطة واقتحام طوباس
وواصلت قوات الجيش الإسرائيلي المداهمات والاشتباكات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، حيث أصيب 6 فلسطينيين برصاص الاحتلال فجر الأحد في بلدة طمون قرب طوباس، ومخيم بلاطة قرب نابلس، ومخيم قلنديا ومدينة قلقيلية، حسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي غضون ذلك، ذكرت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي أنها استهدفت جنود وآليات الاحتلال بالعبوات الناسفة في بلدة قباطية جنوب غربي جنين.
وبذلك، ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 215 إضافة إلى نحو 2800 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تصاعد التوترات والمواجهات تزامنا مع القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد الضفة موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي تزداد خلال اقتحام المناطق الفلسطينية، وأخذت منحى تصاعديا بالتزامن مع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية المكثفة على غزة عن استشهاد أكثر من 12 ألف فلسطيني -معظمهم نساء وأطفال- فضلا عن إصابة ما يزيد على 30 ألفا آخرين.
اقرأ أيضاً
بعد لبنان.. أمريكا تحذر إسرائيل من خطر اشتعال جبهة جديدة في الضفة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الضفة فلسطين مخيم جنين غزة شهداء طوفان الأقصى اشتباكات الضفة الغربیة قوات الاحتلال فی الضفة عدد من
إقرأ أيضاً:
اختبار حاسم للعودة لغزة.. السلطة الفلسطينية تكافح لطرد المسلحين من مخيم جنين
(CNN)-- على مدى أكثر من أسبوع، كان مخيم جنين للاجئين المترامي الأطراف في الضفة الغربية المحتلة يُسمع منه صدى إطلاق نار كثيف- حيث كان القناصة الملثمون يقفون على أسطح المنازل وسط انفجارات داخل أزقته الضيقة.
ولكن الجيش الإسرائيلي لم يشارك في القتال، بينما كان شن مداهمات لا حصر لها في السنوات الأخيرة ضد ما يسميه "الإرهابيين" في المخيم، معقل المقاومة للجيش الإسرائيلي.
هذه المعركة بين الفلسطينيين: قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والجماعات المسلحة المتحالفة مع حماس التي تقول إن السلطة الفلسطينية تنفذ سياسة إسرائيل.
وشنت السلطة الفلسطينية، التي يدعمها الغرب، أكبر عملية أمنية لها منذ سنوات لإبعاد الجماعات المسلحة في محاولة لإظهار قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني في الضفة الغربية، بينما تتطلع إلى السيطرة على غزة بعد الحرب.
ولكن يبدو أن العملية لم تؤد إلا إلى تقوية المقاومة وإبعاد العديد من الآلاف من المدنيين الذين يعيشون هناك. ولم تسيطر السلطة سوى على القليل من الأرض، فيما لا يزال المسلحون يسيطرون على معظم المخيم.
وحاولت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقال العشرات من الرجال ووصفتهم بأنهم خارجون عن القانون يحاولون "اختطاف" المخيم، الذي أُقيم للفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم بعد قيام إسرائيل في عام 1948، وهو الآن منطقة مبنية يقطنه حوالي 25 ألف شخص.
وتصف حماس المقاتلين في المخيم بأنهم "مقاومة"- وهي تحالف من الجماعات المسلحة التي ترى أن السلطة وقواتها الأمنية تعمل بناء على أوامر إسرائيل.
وتشمل الفصائل المسلحة كلا من كتائب شهداء الأقصى، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وكتائب القسام، التي تقاتل تحت راية كتيبة جنين.
وتقول السلطة الفلسطينية إن قواتها "تقدمت على طرقات مهمة للغاية" في المخيم. لكنها لديها القليل من التكنولوجيا والأسلحة التي لدى الجيش الإسرائيلي، وقُتل أحد أفراد الحرس الرئاسي الفلسطيني بنيران مسلحين، الأحد.
كما قُتل أحد قادة المسلحين، وثلاثة مراهقين، أصغرهم 14 عاما. وألقى كل جانب باللوم على الآخر في وفاتهم.
ويختتم اندلاع العنف عاما مميتا في المخيم. حيث نفذت إسرائيل مداهمات استمرت لأيام في جنين وطولكرم وطوباس، بشمال الضفة الغربية، في سبتمبر/أيلول الماضي، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا على الأقل، وخلفت دمارا واسعا، بحسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة. وكان من بين القتلى تسعة مسلحين على الأقل، وفقما لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
اختبار حاسم لغزة
السلطة الفلسطينية مسؤولة اسميا عن الأمن في معظم أنحاء الضفة الغربية بموجب اتفاقيات أوسلو، التي تم توقيعها في تسعينيات القرن العشرين بهدف إقامة دولة فلسطينية. ولكن في السنوات التي تلت ذلك، وسعت إسرائيل سيطرتها على الأراضي المحتلة، ووسعت المستوطنات، ونفذت مداهمات متكررة ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة.
وما يحدث في جنين يشكل اختبارا حقيقيا للسلطة الفلسطينية. فإذا كانت السلطة تريد القيام بدور أوسع في إدارة المناطق الفلسطينية، أو تسعى إلى العودة إلى غزة ـ وهو أمر أصرت الحكومة الإسرائيلية على استبعاده- فإن جنين اختبار حقيقي.
وقال قيس السعدي أحد قادة المسلحين، لشبكة CNN في مقابلة معه من داخل المخيم: "إسرائيل تمنح السلطة فرصة في جنين، وهي تقول في الأساس: إذا تمكنتم من إثبات قدرتكم على السيطرة على جنين، وهي مدينة صغيرة، فإننا سنفكر في تسليمكم غزة".
كما أن الأحداث في جنين تشكل أيضا مؤشرا على النفوذ الإيراني بين المسلحين. فقد اعترف السعدي بأن المساعدة تأتي من إيران، وهو ما يشكل مصدر قلق متزايد لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأضاف: "نتلقى الدعم من إيران ومن أي جهة مستعدة لمساعدتنا، ولكننا لا ننتمي إلى إيران أو إلى أي كيان خارجي خارج المناطق الفلسطينية".
ومن الصعب تقييم مدى ونوع الدعم الإيراني للمسلحين. ولكن قوات الأمن الإسرائيلية قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة التي زودتها بها إيران قرب جنين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في زيارة مؤخرا إلى الضفة الغربية، إن "إيران لن تنجح في إنشاء ذراع (أخطبوط) لإيران في مخيمات اللاجئين"، وإن السياج الجديد على الحدود مع الأردن من شأنه أن "يمنع الخطط الإيرانية لتهريب الأسلحة إلى إسرائيل عبر الأردن".
وقال المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية، العميد أنور رجب، لشبكة CNN إنه من خلال تمويل المسلحين تسعى إيران إلى نشر "الفوضى والفساد" وإضعاف السلطة الفلسطينية، وهو ما يخدم مصالح مشاريعها في المنطقة.
وتتحصن كتيبة جنين في المخيم، المركز العصبي لموجة جديدة من المواجهات الفلسطينية المسلحة في الأراضي المحتلة.
وقد أدى الاستخدام المتزايد من جانب الجماعة المسلحة للعبوات الناسفة البدائية إلى إضافة طبقة من التعقيد لجهود إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمكافحتها.
وقال قيس السعدي لشبكة CNN إن العبوات الناسفة ألحقت أضراراً بالغة بالمركبات العسكرية الإسرائيلية، وحذر قوات الأمن: "إذا دخلتم منطقتنا، فسوف تواجهون نفس المصير". وأضاف: "الحرب في المناطق الحضرية من تخصصنا، وهي تغير قواعد اللعبة". وتؤكد قوات الأمن أن المسلحين يعرضون حياة الأبرياء للخطر عبر زرع الألغام المتفجرة في الشوارع وفي المساكن.
وقد أسفرت المواجهة في جنين عن استقطاب بالرأي العام الفلسطيني. وقال أسعد عقل، وهو مقاتل يبلغ من العمر 27 عاما أُصيب بجروح خطيرة في هجوم بطائرة بدون طيار إسرائيلية العام الماضي، لشبكة CNN إن سكان المخيم بحاجة إلى حماية من الجيش الإسرائيلي- وهو ما لم تقدمه السلطة الفلسطينية.
وقال عقل وسكان آخرون في جنين إن العملية الأمنية التي نفذتها السلطة جعلت الحياة أكثر صعوبة - وخطورة في المخيم، حيث أشار بعضهم إلى أنها ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي. وبنهاية الأسبوع الماضي، كان جزء كبير من المخيم بدون ماء وكهرباء. وتراكمت القمامة ولم يتمكن الأطفال من الذهاب لمدارسهم.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأسبوع الماضي إنها أوقفت خدماتها في المخيم، وتشمل التعليم والرعاية الصحية، وسط القتال. وأدانت الوكالة قيام "مسلحين فلسطينيين" باحتلال مركزها الصحي في مخيم جنين الأسبوع الماضي.
وألقى سكان المخيم الذين تحدثوا إلى شبكة CNN باللوم على قوات الأمن في أعمال العنف الأخيرة.
فيما حث إيهاب سعدي أحد السكان المحليين على حوار جديد بين السلطة الفلسطينية والمسلحين.
وقال رجب، المتحدث باسم قوات الأمن، إن السلطة الفلسطينية حاولت التفاوض مع الفصائل - لكن جهودها قوبلت بالتجاهل. وقال إن ما يقوم به المسلحون "ينشر الفوضى في الضفة الغربية ويساعد الاحتلال الإسرائيلي"، على حد قوله.
وفي خضم القتال وإغلاق مخارج المخيم، أصبح المزاج بين السكان أكثر يأسا.
وقال محمود الغول إن منزله لم يصله الماء لمدة ثلاثة أسابيع وكان واحدًا من العديد من السكان الذين زعموا أن قوات الأمن أطلقت النار على خزانات المياه. وقد تواصلت شبكة CNN مع السلطة الفلسطينية بشأن هذا الادعاء.
وقال: "نحن لا نشعر بالأمان هنا، لا يمكننا المشي في الشارع، ولا يمكننا الصعود إلى سطح المنزل. الحياة مشلولة تقريبًا".
وقال أحمد طوباسي لشبكة CNN إن أطفاله كانوا في حالة يرثى لها.