في ذكري وفاتها.. تعرف على القديسة ماتيلدا من هاكيبورن
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى وفاة القديسة ماتيلدا من هاكيبورن.
ووُلدت ماتيلدا عام 1240 م في قصر هيلفتا، في ساكسونيا ، من واحدة من أكثر العائلات نبلًا وقوة في تورينغن وهي الابنة الثالثة لاب غني (بارون).
وفي السابعة من عمرها قامت برفقة والدتها بزيارة لأختها جرترود في دير روديرسدورف. كانت مسحورةً بذاك الجوّ ورغبت من كلّ قلبها أن تنضّم إليها.
فدخلت كَمبتدئة تريد النذور وأصبحت في عام 1258 راهبة في الدير الذي انتقل في هذه الأثناء إلى هيلفتا، في عهدة عائلة هاكيبورن.
تميّزت بالتواضع والاتّّقاد والودّ والنقاء وبراءة الحياة والإلفة وشدّة علاقتها بالله وبالعذراء والقدّيسين.
كان لها الكثير من المواهب الطبيعيّة والروحيّة، مثل “العلم والذكاء ومعرفة في الآداب الإنسانيّة، وكان صوتها عذبًا رائعًا:
كان كلّ شيء يجعلها مُناسِبة لتكون كنز الدير الحقيقيّ من جميع الجوانب” وهكذا أصبح “بلبل الله” – كما كانوا يسمّونها - وهي لا تزال شابّة جدًّا، مديرة مدرسة الدير ومديرة الجوقة ومعلّمة المبتدئات، وهي خدمات كانت تؤدّيها بموهبة واتّقاد لا يعرف الكلل، ليس فقط لصالح الراهبات، بل لكل مَن يرغب في أن يستقي من حكمتها وطيبة قلبها.
رأت القديسة ماتيلدا الرب يحمل في يديه إكليلاً من الخشب الجاف، وقد علّق عليه وروداً جميلة جداً، ويقول: «مهما كان للخاطئ قلب جاف، يمكنه أن يخضرّ لوقته إذا تاب. سوف ينعطف عليه قلبي بكل وداعته ورحمته، كأنه لم يخطأ أبداً
"الثقة هي المفتاح الذي، من خلاله، تنفتح لك كنوز رحمتي اللامتناهية، إن خطيئة الشكّ تؤلمني أكثر من غيرها من الخطايا، وتجرح قلبي في الصميم. كم أحبّ البشر! أكتبي يا ابنتي أني أشعر في النفس بثقة لا توصف".
"إن رحمتي تتأثّر بصلوات البشر وبؤسهم؛ كل اختلاج منهم مسموع مني. سأرّد عليهم أمام الله أبي. وسوف أقدّم حياتي الأرضية الفائقة القداسة والكمال، وكل ثمار آلامي المريرة، من أجل جميع خطاياهم. ذلك أنه، من خلالي، كل ما هو إنساني سيلحق به الكمال. ألستُ قادراً على دفع جميع الديون، والتشفّع لأجل كل بؤس؟".
"من هو مقيّد لا يتمتّع بالقدرة ويمكن أن يُنزع منه كل ما يملكه. لقد كنتُ، عند نزاعي، مقيّداً على الصليب، دون أن تكون لي القدرة على الحراك، وذلك علامة على أنني قد تركت للإنسان كل الخير الذي أمتلكه كإله وإنسان؛ كل شيء قد قدّمته: آلامي، أعمالي، إستحقاقاتي؛ والإنسان يمكنه أن يأخذ بكل ثقة كل ما يخصّني. رغبتي هي أن يتمتّع بكل ما عندي من خيرات. إذا طلب رحمتي، سأنسى الى الأبد ذنوبه".
قال المسيح للقديسة ماتيلدا: «الحقّ أقول لكِ، يرضيني كثيراً ثقة البشر التي تجعلهم يرجون مني أموراً كبيرة؛ وإذا آمن أحد بأني بعد حياته، سأغمره بخيرات تفوق استحقاقاته، ويشكرني عليها مسبقاً فهو يرضيني بشكل أنه، على قدر ما يؤمن ويتوقّع مني سأكافئه، وأكثر مما يستحقّه. لذلك إنه من المفيد للإنسان أن يرجو كثيراً بي، وأن يسلّم لي نفسه".
قادها المسيح بنعم فريدة منها ظهورات مريم العذراء لها التي اوحت لها تلاوة السلام الملائكي 3 مرات من أجل تكريم الثالوث الأقدس الي ان رحلت في مثل هذا اليوم يوم 19 نوفمبر 1299م .
في دير هيلفتا في ساكسونيا بألمانيا. كانت القديسة ماتيلدا ، وهي امرأة ذات عقيدة رائعة وتواضع ، مستنيرة بالموهبة الإلهية للتأمل الصوفي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
أترك مسافة كافية بينك وبين البشر
عند وصولي لعمر العشرين، قررت إكتشاف العالم من حولي، كنت أخوض مغامرات جديدة نابضة بالحياة، وشعرت وكأني مسكتشف يخوض العالم من جديد، كانت رحلتي فردية، لكنها مليئة بالإختيارات، كنت أضع تحدّيات وأقرر هل الإمكانيات لدي تسمح بخوض تلك التجارب أم لا؟ بدأت أستدير لكل ركن في الحياة لأحاول إكتشافه، كل تجربة وكل اكتشاف وكل تفاعل خضته بالحياة، إعتقدت أنه انتصار، وشهادة علي نسيج نجاحي الغني بالثقافة في الحياة، قررت الخروج من منطقة راحتي، والإبحار أكثر في متاهات الدنيا، والتقرُّب من البشر، لأنني ببساطة، كنت أعتقد أنني اكتشفت كل شيئ فيها، لكن بالرغم من كل ما ظننت أنني وصلت إليه، لم أكن أمتلك أي خبرة كافية في الحياة، بمجرد نزولي إلي أرض الواقع، صدمني البشر عن قرب، فلطالما كانت صورة الناس أجمل، كلما كانوا بعيدين، ولكن القُرب، أظهر لي تفاصيل كنت لا أراها من بعيد!
عندما توفي والدي، تعرَّضت لمعارك وحشية مع الحياة، لقد تغيرت حياتي بشكل كامل، عندما تلقيت ذلك الخبر المدمِّر لوفاته، كنت حينها في منتصف العشرينات من عمري، دون سابق إنذار،خضت معارك بلا رحمة، وعشت في صراعات لا حصر لها داخلية وخارجية، فقط لأواجه ما هو أبعد من ركني الدافئ في غرفتي، كلما كبرت عاماً، تعمقت أكثر في النسيج الغامض للصراع البشري، كانت الصدمات يتردّد صداها بداخلي، كلما تذكرت الضريبة النفسية العميقة التي فرضها الآلم عليّ، الحزن والصدمات في البشر، هي تأثير خام على تعقيدات النفس البشرية، إنه سرد يتجاوز كل التعريفات، وينسج مساعٍ دائمة إمّا للانتقام، أو الهروب لمعالجة الجروح العميقة التي أحدثتها ويلات القُرب من البشر، في تلك المرحلة، تغيرت حياتي بشكل كبير، فقد كانت هذه الخسارة بمثابة انتكاسة كبيرة، ولكن بدلاً من الاستسلام لليأس للحزن، قررت أن استمد القوة من ذكرى والدي، لقد كان يريدني أن أثابر، وأسعى لتحقيق أحلامي بعزيمة، وأن لا أتزعزع، بالرغم من أن وفاته كانت تجربة مؤلمة، إلا أنها شكَّلتني كشخص أكثر مرونة وصلابة، غذَّت عزيمتي على النجاح في مواجهة كل الصعاب ، بحثت عن فرص لتحّسين نفسي، وتوسيع آفاقي، التقيت بأفراد يشتركون في صراعات، وتطلعات مماثلة لتطلعاتي، ساعدتني تلك الصراعات اليومية المرهقة التي أخوضها، علي فهم العالم بشكل واقعي بعيدًا عن أحلامي، بالرغم من الألم الذي يسبّبه القُرب من البشر، إلا أنني واجهت العديد من التحدّيات، وتعلّمت دروسًا قيّمة على طول الطريق بالحياة، والآن إذا واجهت أزمة، فأنا على ثقة من أنني لن أتعثر بل سأنجح، بغضّ النظر عن العقبات التي قد تنشأ بسببها، فلقد زودتني تجارب حياتي، بالمرونة والعزيمة اللازمتين لتحقيق أهدافي، وتحقيق تطلعاتي، ومن خلال هذه الرحلة، لا أسعي لأهداف فقط لتحقيق أحلامي، ولكن أيضًا لإلهام الآخرين للقيام بنفس الشيء، ممّا يثبت أنه بالمثابرة والتفاني، كل شيء ممكن.
NevenAbbass@