الخليج الجديد:
2024-12-26@15:01:34 GMT

على الغرب استيعاب هجرة الإسرائيليين

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

على الغرب استيعاب هجرة الإسرائيليين

على الغرب استيعاب هجرة الإسرائيليين

إذا كان ثلث الإسرائيليين قد فكّروا في الهجرة قبل شنّ الحرب على غزّة، فكم تبلغ النسبة بعد وقوع الحرب؟

لأبناء قطاع غزة أمكنة قريبة منهم ينتسبون إليها، وقد أُخرج آباؤهم وأجدادهم قسراً منها قبل 75 عاماً، وما زالوا على ارتباط روحيٍّ وثيق بها.

تتكبّد إسرائيل خسائر يومية في الأرواح ونزفاً اقتصادياً، وهو لا يُقارن، بطبيعة الحال، بحرب الإبادة التي يتعرّض لها أكثر من مليونين من أبناء غزّة.

من الواجب أن لا تتلكأ دول الغرب وبقية الدول في استيعاب مزيد من الهجرة الطوعية المتنامية للمهاجرين الإسرائيليين، وحتى التشجيع عليها من منظور إنساني.

دعوات الاحتياطي للالتحاق بالجيش الإسرائيلي، والتي تشمل من هم في سن الخمسين من أجل خوض حرب طويلة، فليست من التطوّرات التي تثير الطمأنينة.

تتوفر البلاد على ملاذ لأكثرية أبناء قطاع غزّة، وعودتهم الواجبة الى البلدات التي تم تهجيرهم منها في 1948، وبعضها يقع في لواء اللد، وأكثرها في "غلاف غزّة "، أو بئر السبع.

بدل مخاوف اندلاع حرب أهلية إسرائيلية على خلفية الانقسام بشأن التعديلات القضائية، هناك حرب حقيقية ناشبة، وصافرات الإنذار تنطلق في أي وقت وأي مكان.

* * *

تتساءل الإسرائيلية ساعر شموئيل: "إلى أين يمكن الهجرة من دون تأشيرة وإلى مكان قريب، ليس لدي مشكلة مع الدخل، لديّ مشكلة مع التأشيرة، هل من توصيات؟".

وتكتب كريمن روسو "أريد مغادرة البلاد، وكنت أفكّر في الهجرة إلى السويد أو النرويج، ولا أحمل الجنسية الأوروبية، ماذا عليّ أن أفعل؟". وفي الاتجاه نفسه، كتبت آيه رعايا "نمتلك جوازات سفر إسرائيلية فقط، ومدّخرات قدرها 300 ألف، وطفلتي تبلغ ثلاث سنوات، وزوجي في قلق حقيقي، يقول إنها ستتحول إلى حرب عالمية، وعلينا الهروب أطول فترة ممكنة".

تتوجه التساؤلات السابقة إلى حملة "لنغادر معاً"، كما ورد في تقرير لمحمد وتد على موقع الجزيرة نت. وتضم مجموعة الحملة في تطبيق "واتساب" 676 مشاركاً، غالبيّتهم العظمى من الإسرائيليين، وبعضهم من اليهود المقيمين في دول مختلفة، وبخاصة في أوروبا وكندا وأميركا. ويرد في التقرير أن أكثر من 230 ألف إسرائيلي غادروا منذ عملية طوفان الأقصى حتى 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

ومنذ "7 أكتوبر"، تأتي الأخبار شبه اليومية عن تدافع حشود من الإسرائيليين للمغادرة، لكن الحرص على عدم تكرار نشر الأخبار نفسها يؤدّي إلى تقطع المتابعة الإعلامية لهذا الحدث. وقد أدّى خروج مطار بن غوريون عن الخدمة مؤقتاً إلى تحفيز إسرائيليين على المسارعة في المغادرة ما إن أُعيد افتتاح المطار.

وبالنظر إلى امتلاك إسرائيليين كثيرين جوازات سفر أجنبية فقد سهّل لهم هذا فرصة المغادرة، بيد أن كثيرين لا يمتلكون مثل هذه الوثائق، وهم ممن يتلقّون العون والإرشاد من حمْلة "لنغادر معاً". وبينما يقصد إسرائيليون كثر بلدين قريبين؛ اليونان وقبرص، فإن آخرين يسعون إلى الهجرة إلى البرتغال وفيتنام وغيرهما.

ترتبط موجة الهجرة الحالية بعملية اقتحام مستوطنات غلاف غزّة، غير أن الهجرة بدأت قبل ذلك، في حمى التوتّرات الاجتماعية التي رافقت التعديلات القضائية التي أطلقتها حكومة بنيامين نتنياهو، واشتداد وتيرة التظاهرات الاحتجاجية على تلك التعديلات.

ولو لم يتم فرض حالة الطوارئ التي تحِدّ من مظاهر الحياة الطبيعية، لكانت التظاهرات قد تواصلت بعد أن أوقفتها حالة الطوارئ عند أسبوعها الأربعين.

وفي استطلاع للرأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية، في يوليو/ تموز الماضي، تبين أنّ نحو ثلث الإسرائيليين يفكّرون في مغادرة البلاد، مع إصرار حكومة نتنياهو على تمرير التعديلات القضائية، غير أن الوضع حالياً بات أسوأ، فإضافة إلى شبح الديكتاتورية، وشبح تراجع الوضع الاقتصادي، هناك واقع اضطراب حبل الأمن بصورة شديدة.

وبدلاً من المخاوف من اندلاع حرب أهلية على خلفية الانقسام بشأن التعديلات القضائية، هناك حالياً حرب حقيقية ناشبة، وصافرات الإنذار تنطلق في أي وقت وأي مكان.

أما دعوات الاحتياطي للالتحاق بالجيش، والتي تشمل من هم في سن الخمسين من أجل خوض حرب طويلة، فليست من التطوّرات التي تثير الطمأنينة. وإذا كان ثلث الإسرائيليين قد فكّروا في الهجرة قبل شنّ الحرب على غزّة، فكم تبلغ النسبة بعد وقوع الحرب؟

لا يُقارَن وضع الإسرائيليين بما يعانيه الفلسطينيون الذين يتعرّضون لحرب وحشية مباشرة على بيوتهم وعائلاتهم وأجسادهم، ومع ذلك يشعر الإسرائيليون بأن دولتهم لم تعد مكاناً آمناً للعيش، وبأن من حقّهم تغيير مكان إقامتهم. وقد توقع تقرير في صحيفة ذي ماركر الإسرائيلية ارتفاع أعداد المغادرين مع استمرار الحرب وتصاعد التوترات على الجبهة الشمالية مع لبنان، والمواجهات المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة.

ورغم أن أرقاماً محدثة لم ترشح عن أعداد المهاجرين الإسرائيليين، إلا أن هناك أرقاماً تتعلق بفئة أخرى أضرت بها التطورات ضرراً شديداً، فقد أفاد مركز دراسات إسرائيلي يوم 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي بأن أكثر من ربع مليون إسرائيلي نزحوا من منازلهم في جنوبي البلاد وشماليها، منذ بداية الحرب على قطاع غزّة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأفاد مركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب على موقعه الإلكتروني أنه "منذ بداية الحرب تم إخلاء 64 بلدة إسرائيلية في شمالي البلاد وجنوبيها". وهذه ظاهرة لا سابق لها في تاريخ المواجهات.

وبما أن الحرب على غزّة وأبنائها مرشّحة لأن تمتدّ شهوراً، كما بشّر وزير الحرب يوآف غالانت، سوف يبقى النازحون الإسرائيليون على نزوحهم، ومن الطبيعي، في هذه الظروف، أن تسعى نسبة من هؤلاء إلى اللجوء والهجرة إلى الخارج.

ليست موجة الهجرة الحالية الوحيدة والأولى من "أرض اللبن والعسل"، فقد شهدت الدولة الإسرائيلية موجاتٍ من الهجرة على إيقاع التصعيد الأمني (التعبير الملطف عن التنكيل الجماعي بالفلسطينيين) منذ عام 1987، غير أن الوضع هذه المرّة يختلف.

إذ تتكبّد الدولة خسائر يومية في الأرواح ونزفاً اقتصادياً، وهو لا يُقارن، بطبيعة الحال، بحرب الإبادة التي يتعرّض لها أكثر من مليونين من أبناء غزّة، غير أن الإسرائيليين لم ينذروا أنفسهم للمعاناة وبذل التضحيات كما هو حال الفلسطينيين الذين يدركون أن اقتلاعهم من أرضهم التاريخية هو في قلب المشروع الصهيوني، وهو هدف رئيس لهذه الحرب الوحشية.

وبما أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين هم من ذوي الجذور الأوروبية والغربية عموماً، بما يشمل أميركا وكندا وأستراليا، وبما أن نسبة أخرى فشلت في الاندماج، كما هو حال يهود روس ظل انتماؤهم معلقاً ما بين روسيا وإسرائيل، فإن من الواجب أن لا تتلكأ دول الغرب وبقية الدول في استيعاب مزيد من الهجرة الطوعية المتنامية للمهاجرين الإسرائيليين، وحتى التشجيع عليها من منظور إنساني، فسوف يكون لذلك انعكاسات إيجابية على بؤرة التوتر والصراع.

فالمنحدرون من أبناء الجيل الثالث أو الرابع أو الخامس لقدامى المهاجرين اليهود لن يسوءهم ولن يصادفوا صعوبة في العودة إلى مواطن أجدادهم في بولندا وفرنسا وألمانيا وجمهوريات البلطيق ورومانيا وبلغاريا على سبيل المثال.

فيما تتوفر البلاد على ملاذ لأكثرية أبناء قطاع غزّة، وذلك بعودة هؤلاء الواجبة الى البلدات التي تم تهجيرهم منها في 1948، وبعضها يقع في لواء اللد، وأكثرها في "غلاف غزّة "، أو غير بعيد عنه في قضاء بئر السبع، فلهؤلاء أمكنة قريبة منهم ينتسبون إليها، وقد أُخرج آباؤهم وأجدادهم قسراً منها قبل 75 عاماً، وما زالوا على ارتباط روحيٍّ وثيق بها.

*محمود الريماوي كاتب صحفي وروائي من الأردن

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة الغرب حماس طوفان الأقصى الهجرة الطوعية التصعيد الأمني التعدیلات القضائیة الحرب على أکثر من قطاع غز غیر أن

إقرأ أيضاً:

موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم

قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.

 

وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.

 

وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.

 

وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.

 

"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.

 

وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.

 

وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.

 

وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".

 

وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.

 

وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.

 

وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.

 


مقالات مشابهة

  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تهدد نتنياهو باللجوء للمحكمة العليا
  • المجاعة تتمدد بسبب تطاول ليل الحرب العبثية
  • مأزق الحرب والإسلاميين
  • صورة يحيى السنوار تفسد احتفالات الإسرائيليين بعيد الأنوار
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق
  • سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق - عاجل
  • وهبي يكشف عن أهم التعديلات التي جاءت بها مراجعة قانون الأسرة
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم