الخليج الجديد:
2024-11-15@13:29:21 GMT

هل سيدفع الأردن الثمن؟

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

هل سيدفع الأردن الثمن؟

هل سيدفع الأردن الثمن؟

أيّ ثمنٍ أكبر سيدفعه الأردن نتيجة التوافق مع الأجندة الإسرائيلية اليمينية أو الوقوف بوجه أهدافها التي ترى الأردن فقط بوصفه وطناً بديلاً للفلسطينيين؟

تصعيد وتصاعد كبير في التوتر بين عمّان وتل أبيب، بل لا نبالغ، أو نبتعد عن الصواب، إن وصفناهما بالحرب الدبلوماسية الشرسة التي يخوضها الأردن في مواجهة إسرائيل.

أيّاً كانت خلافات الأردن السياسية مع حماس، وأياً كانت انعكاساتها الداخلية في العلاقة مع المعارضة الإسلامية، فإنّ هنالك خطراً وتهديداً أكبر اليوم هو المشروع الإسرائيلي.

إن كانت عمليات إسرائيل تجري في غزّة، فعينها على الضفة الغربية، كما في حرب 1967، عندما كانت تنظر لاحتلال القدس والضفة الغربية بوصفهما الجائزة الكبرى من الحرب.

مع انهيار معسكر السلام وتراجع نفوذ العلمانيين بصورة حادّة بالعقود الأخيرة، ينبغي التفكير في الثمن الذي سيدفعه الأردن، ويفترض أن يتجاوز فقط المخاوف التقليدية، وينظر للإطار العام للمشهد.

* * *

من الواضح أنّ هنالك تصعيداً وتصاعداً كبيراً في التوتر بين عمّان وتل أبيب، بل لا نبالغ، أو نبتعد عن الصواب، إن وصفناهما بالحرب الدبلوماسية الشرسة التي يخوضها الأردن في مواجهة إسرائيل على جبهات عدة، الأمم المتحدة، جامعة الدول العربية، الاتصالات والتأثير على مواقع الدول الأوروبية عموماً، وفي الضغوط المتبادلة بين الطرفين على أروقة القرار الأميركي.

هذا الموقف الأردني، وإنْ يحظى بتأييد شعبي جارف، وله في أوساط السياسيين والنخب المختلفة رصيد كبير، ويحظى بارتياح ملحوظ لدى الشارعين الأردني والفلسطيني، يثير قلق اتّجاه من السياسيين الأردنيين المحافظين، بدأ يهمس، أخيرا، بهواجسه من خطورة التصعيد والتحدّي الأردني لإسرائيل.

ويرون أنّ على الأردن الحذر والانتباه من الانزلاق إلى مواجهةٍ أكبر من إمكاناته مع إسرائيل والإدارة الأميركية وعدة دول عربية تحمل مواقف مبطّنة (على خلاف ما تعلنه).

وتستحضر هذه "النخبة" العزلة الأردنية بعد حرب الخليج 1991، عندما وجد الأردن نفسه منبوذاً من دول عربية، ودفع ثمن هزيمة صدّام حسين على أكثر من صعيد. بالتالي، من الخطأ، وفقاً لهذا الاتجاه، أن يضع الأردن أوراقه في سلّة الحرب على غزّة، ويكون خارج إطار حسابات "المنتصرين" (على أساس أن الانتصار محسوم للطرف الآخر)، فيدفع أثماناً أخرى عديدة!

عزّز من مخاوف هذه النخبة التصعيد في التصريحات المتبادلة، بداية من خطاب الملك عبد الله الثاني في القاهرة للسلام، ومقابلتي الملكة رانيا مع "سي أن أن"، وبخاصة الحرب الإعلامية - الدبلوماسية المعلنة، التي يقودها وزير الخارجية أيمن الصفدي في مواجهة الحرب الإسرائيلية، والردود التي أصبحت إسرائيل تعلنها ضد الأردن، وجديدها أخيرا ما قاله رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بنيت ردّاَ على الصفدي بخصوص عدم توقيع عمّان اتفاقية الماء والطاقة مع إسرائيل.

ويتخوّف التيار المحافظ من أنّ يتمادى الصفدي، الذي أصبح نجماً جماهيرياً في الأوساط الشعبية، في المواجهة مع الإسرائيليين، بالرغم من إقرارهم بأنّه لا يمكن أن يفعل ذلك إذا لم يكن هنالك "ضوءٌ أخضر" من الملك.

سألتُ مسؤولاً رفيعاً في مراكز القرار عن رأيه بهذه الهواجس والخوف من الأثمان المفترضة؛ وعما إذا كان الأردن بالفعل يخوض مغامرة سياسية كبيرة، ويجازف كثيراً بالتورّط في صراع مع إسرائيل، فاستبعد، بدايةً، التشبيه بما حدث في حرب 1991، لأنّ الظروف والشروط والسياقات مختلفة ومتباعدة، ولأنّ الحكومة اليمينية الإسرائيلية اليوم هي التي تواجه تصاعداً في الغضب العالمي، والمواقف الدولية منقسمة، كما أنّ مستقبل نتنياهو نفسه بات شبه محسوم، ولا يوجد موقف دولي- إقليمي شبيه لما حدث في تلك المرحلة.

الأهم من ذلك، وفقاً لمحدّثي، أنّ الموقف الأردن لا ينهض على معايير عاطفيةٍ أو حساباتٍ آنية، بل هو مرتبط بمؤشّرات خطيرة ومقلقة لأجندة إسرائيل تجاه الأردن والهيمنة المطلقة للصهيونية الدينية هناك، التي ترى في "الترانسفير" حلاً وحيداً للمأزق الاستراتيجي الإسرائيلي مع المعضلة السكّانية الفلسطينية، ولتنفيذ أوهامها الدينية المتعلقة بالسيطرة على كامل أرض فلسطين، فالأردن يتعامل مع معطياتٍ جديدةٍ خطيرة وتهديد بدأ يأخذ طابعاً جدّياً واستراتيجياً لأمنه القومي، وحتى للسلم الأهلي الداخلي، في ظل فراغ استراتيجي عربي سافر.

إذاً، أيّاً كانت الخلافات السياسية الأردنية مع حركة حماس، وأياً كانت انعكاساتها الداخلية في العلاقة مع المعارضة الإسلامية، فإنّ هنالك خطراً وتهديداً أكبر، اليوم، يتمثّلان في المشروع الإسرائيلي، الذي وإن كانت عملياته تجري في غزّة، فإنّ عينه على الضفة الغربية، كما كانت الحال في حرب 1967، عندما كانت إسرائيل تنظر إلى احتلال القدس والضفة الغربية بوصفهما الجائزة الكبرى من الحرب، لأنّهما في صلب الوعود التوراتية والاعتبارات القومية والدينية اليهودية، وبالتالي، عاجلاً أم آجلاً، مع انهيار معسكر السلام وتراجع نفوذ العلمانيين بصورة حادّة خلال العقود الأخيرة، التفكير في الثمن الذي سيدفعه الأردن، من المفترض أن يتجاوز فقط المخاوف التقليدية، وينظر إلى الإطار العام للمشهد.

والسؤال هو: أيّ ثمنٍ أكبر سندفعه؛ هل هو بالتوافق مع الأجندة الإسرائيلية اليمينية، أم الوقوف في وجه هذه الأهداف التي ترى الأردن فقط بوصفه وطناً بديلاً للفلسطينيين؟

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأردن إسرائيل فلسطين وطن بديل جامعة الدول العربية عبدالله الثاني الملكة رانيا أيمن الصفدي

إقرأ أيضاً:

كاساس مدرب العراق: مواجهة الأردن مهمة

13 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: قال الإسباني خيسوس كاساس، مدرب العراق، إن مواجهة الأردن، الخميس، في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثانية بالمرحلة الثالثة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 لكرة القدم، مهمة جداً، مؤكداً أن فريقه يفضل دائماً خوض المباريات الحاسمة على أرضه.

ويستضيف العراق منتخب الأردن على ملعب البصرة الدولي في المجموعة الثانية التي تتصدرها كوريا الجنوبية بعشر نقاط من أربع مباريات مقابل سبع نقاط لكل من الأردن والعراق، وثلاث لعُمان والكويت، ويتذيل منتخب فلسطين الترتيب بنقطتين.

وقال كاساس في مؤتمر صحافي، الأربعاء: يملك المنتخبان الرصيد نفسه من النقاط، والفوز في هذه المباراة لا يعني التأهل، لكن ستكون للفائز أفضلية. المنتخب جاهز، إذ توقف الدوري من أجل إتاحة الفرصة للاعبين للانضمام، كما انضم المحترفون. الجمهور العراقي يفهم الوضع تماماً ويتعين عليهم مساندتنا وتقديم الدعم في مختلف اللحظات سواء تلك التي نتفوق فيها أو الأوقات التي تكون صعبة.

وأضاف: الفريق استعد جيداً وبات أفضل من الجولات الماضية سواء في الجانب النفسي أو البدني، حيث لا أخفي عليكم أنه في الجولات الأولى كان الوضع البدني ليس على الشكل المطلوب. ستشهد المباراة ضغوطاً على الفريقين لكنني أُفضّل أن نخوض المباريات الصعبة على أرضنا.

وعن إصابة الحارس جلال حسن ومدى إمكانية مشاركته، قال كاساس: سيخضع لفحوصات أخيرة اليوم ستتحدد خلالها مدى إمكانية مشاركته من عدمها وبكل الأحوال حتى في حال عدم مشاركته فلدينا حراس جيدون.

ويدخل الإسباني كاساس المباراة بثقة كبيرة رغم الخسارة في الجولة الرابعة خارج الديار أمام كوريا الجنوبية.

ويعتمد المدرب على المهاجم أيمن حسين الذي نجح في التسجيل في ثلاث من أول أربع مباريات ضمن المجموعة.

وستكون هذه المواجهة الأولى بين الفريقين منذ مباراتهما في دور الـ16 لكأس آسيا الماضية في قطر، حين فاز المنتخب الأردني بنتيجة 3 – 2 قبل أن يصل إلى المباراة النهائية.

وسيحاول منتخب الأردن الخروج بنتيجة إيجابية في هذه المباراة خارج ملعبه خصوصاً بعد الدفعة المعنوية التي حصل عليها في الجولة الماضية بفوزه الكبير على عُمان.

ويبرز في صفوف الفريق المهاجم يزن النعيمات الذي سجل أربعة أهداف في الدور الثالث، كما تشهد تشكيلة الفريق عودة النجم موسى التعمري الذي غاب عن مباراتي الجولتين الثالثة والرابعة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • هآرتس:(إسرائيل) تعلن الحرب على الناشطين الأجانب بالضفة الغربية من خلال الاعتقالات ومصادرة جوازات السفر والترحيل
  • وزيرة الاستيطان الإسرائيلية: نستعد لإعلان السيادة على أكبر مساحة من الضفة الغربية
  • «شباب المتوسط للتنمية»: COP29 أكبر منصة تنسق جهود مواجهة التغيرات المناخية
  • الكشف عن تفاصيل الكمين الذي قُتل فيه ضابط وخمسة جنود (إسرائيليين) جنوبي لبنان .. صورة
  • هل يثأر أسود الرافدين من الأردن في مواجهة البصرة المصيرية؟
  • كاساس مدرب العراق: مواجهة الأردن مهمة
  • المنتخب العراقي بالطقم الأبيض في مواجهة الأردن
  • ما الذي تريده تركيا تحديدًا من ترامب؟
  • من هو ألتراس زاخو الذي سيحضر مباراة الأردن والعراق؟
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟