تقرير: الحرب تحوّل غزة إلى مقبرة للأطفال
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن الحرب "حوّلت غزة إلى مقبرة لآلاف الأطفال"، إذ قُتل آلاف منهم منذ اندلاعها، بحسب مسؤولين في غزة، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إنه "يتخذ جميع الاحتياطات الممكنة" لتجنب مقتل مدنيين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن "تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين قتلوا في غزة، في خضم حملة قصف شرسة، مع انهيار المستشفيات، وفقدان الأطفال، والجثث تحت الأنقاض والأحياء في حالة خراب، هي مهمة صعبة".
واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع.
في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن 5000 طفل فلسطيني قتلوا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، و"ربما مئات آخرين". ويقول العديد من المسؤولين والخبراء الدوليين المطلعين على الطريقة التي يتم بها تجميع أعداد القتلى في غزة، إن "الأرقام الإجمالية موثوقة بشكل عام"، وفق الصحيفة.
وترى "نيويورك تايمز" أنه "إذا كانت الأرقام قريبة من الدقة، فقد "قُتل أطفال في غزة في الأسابيع الستة الماضية، أكثر من 2,985 طفلا قتلوا في مناطق الصراع الرئيسية في العالم مجتمعة، عبر 20 دولة، خلال العام الماضي بأكمله، حتى مع الحرب في أوكرانيا"، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة للوفيات التي تم التحقق منها في النزاع المسلح.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه على عكس "الهجوم القاتل ضد النساء والأطفال والمسنين والمعاقين" من قبل حماس في 7 أكتوبر، تتخذ القوات الإسرائيلية "جميع الاحتياطات الممكنة لتخفيف الضرر" على المدنيين.
ويضيف الجيش الإسرائيلي، أنه يشن "حربا بقوة لتفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية".
ويشير تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن "القوات الإسرائيلية طلبت من السكان الفرار إلى جنوبي غزة"، وتقول إنها "تصدر تحذيرات قبل الغارات الجوية، عندما يكون ذلك ممكنا".
لكن وتيرة الضربات التي وصلت إلى أكثر من 15,000 حتى الآن، وفقا للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك في جنوب غزة أيضا، تجعل حملة القصف الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية "واحدة من أشد الحملات في القرن الـ21".
ويحدث ذلك في جيب صغير يقبع تحت الحصار، به كثافة سكانية عالية من المدنيين، وخاصة الأطفال، مما يثير قلقا عالميا متزايدا، حتى من بعض أقرب حلفاء إسرائيل.
ويتم إحضار الكثير من الأطفال إلى المشرحة في مستشفى الأقصى في دير البلح، لدرجة أن مدير المشرحة، ياسر أبو عمار، يقول إنه "اضطر إلى تقطيع الأكفان إلى أجزاء بحجم الأطفال، للتعامل مع تدفق الجثث".
ويضيف: "تأتي جثث الأطفال إلينا مكسورة وممزقة. إنه أمر تقشعر له الأبدان"، وفق نيويورك تايمز.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيفة، وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر، مما تسبب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزة، غالبيتهم مدنيون. وبين القتلى أكثر من 5000 طفل و3300 امرأة، وفق سلطات القطاع.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
أخصائية تغذية: الصيام للأطفال تجربة روحانية.. والتدرج هو الأساس للحفاظ على صحتهم
أكدت الدكتورة ميساء مراد، أخصائية التغذية العلاجية، أهمية التعامل بحكمة مع صيام الأطفال في شهر رمضان، مشددة على ضرورة تعويدهم تدريجياً وبشكل صحي وآمن، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين الأطفال ومدى جاهزيتهم الجسدية والنفسية للصيام.
وقالت مراد، خلال مداخلة في برنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الأطفال قبل سن البلوغ، أي قبل عمر العاشرة تقريباً، غير ملزمين طبياً بالصيام، لكن كثيراً منهم يرغبون في خوض هذه التجربة بدافع تقليد الأهل والمشاركة في الأجواء الروحانية والاجتماعية لشهر رمضان، وهنا يأتي دور الأهل في تقديم الدعم المناسب وتهيئة الطفل نفسياً وجسدياً لهذه العادة الدينية بطريقة تدريجية لا تشكل ضغطاً عليه.
وأوضحت أن أفضل أسلوب لتعويد الطفل على الصيام هو التدرج في عدد ساعات الامتناع عن الطعام والشراب. إذ يمكن البدء بساعتين أو ثلاث ساعات يومياً، ثم زيادة المدة بحسب قدرة الطفل ورغبته، مع ضرورة مراقبته عن قرب للتأكد من عدم تعرضه للإجهاد أو الجفاف. وفي حال شعر الطفل بالعطش الشديد أو الجوع المفرط أو التعب، فلا مانع من تزويده بالماء أو وجبة خفيفة، حتى يكتسب القدرة على الصيام الكامل مع مرور الوقت.
وفي ما يتعلق بالأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية، مثل داء السكري من النوع الأول أو غيره من الأمراض المزمنة التي تتطلب تناول أدوية في أوقات محددة، شددت مراد على أهمية المتابعة الدقيقة مع الطبيب المختص لتحديد مدى قدرتهم على الصيام، وكيفية التوفيق بين العلاج والصيام إن أمكن، دون الإضرار بصحتهم.
ودعت مراد الأهالي إلى مراقبة أي علامات تشير إلى عدم قدرة الطفل على استكمال الصيام، مثل الشعور بالإرهاق الشديد، أو الدوار، أو ضعف التركيز الذهني، أو انخفاض مستوى النشاط البدني، وفي هذه الحالات، أكدت ضرورة التخفيف عن الطفل وعدم الضغط عليه للاستمرار في الصيام، إذ إن الهدف هو تعويده بالتدريج من دون التأثير على صحته أو حالته النفسية.