موقع 24:
2025-03-12@11:36:03 GMT

حروب العالم اليوم... صدام مصالح يستغل الحضارات!

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

حروب العالم اليوم... صدام مصالح يستغل الحضارات!

الحضارات لم يهدأ استعمالها في الحروب يوماً واحداً منذ ذاقت البشرية طعم الحرب

عاد كتاب "صدام الحضارات" الذي صدر لصاموئيل هنتنغتون، في العام 1996، الى الواجهة مجددًا. كثير من "الفلاسفة" جمعوا ما يحصل في الشرق الأوسط حاليًا مع ما يحصل في نقاط ساخنة أخرى ليتوصلوا الى أنّ العالم دخل فعلًا في "صدام الحضارات".

فهل نحن هنا فعلًا؟

من الصعب الدخول في جدال مع " الفلاسفة" خصوصًا في هذا العصر، إلّا أنّ الإجابة بنعم عن هذا السؤال تنطلق من قراءة تبسيطية للأحداث وتلاحقها، وهي تأخذ بظاهر الحال من دون أن تُعير أهميّة الى معطيات كثيرة أخرى باتت واضحة في العلم السياسي ، إذ إنّ جولة أكثر عمقًا على أسباب ما يحصل في الشرق الأوسط والعالم يُظهر أنّنا في حرب المصالح التي تستغل بين ما تستغل لتحقيق أهدافها الحضارات والهويات والأهواء!


إنّ التنافس الصيني- الأميركي المحتدم حاليًا والذي يحاول البلدان احتواء انحرافاته كما حصل، قبل يومين خلال القمة الأميركية- الصينية في سان فرانسيسكو، لا يجد منطلقاته في اختلاف ثقافي بين الشيوعي والرأسمالي، أو بين "الملحد" و"المؤمن"، أو بين "الأصفر" و"الأبيض" أو بين "الشمولي" والديموقراطي، بل بين قوة تحاول أن تتصدر العالم وقوة ثانية تحاول أن تحافظ على مركزها القيادي، نظرًا للكم الهائل من المكتسبات التي يحظى بها "المتسيّد"!

وفي هذا التنافس على الريادة لا يتردد الصيني والأميركي من استعمال كل العدّة الدعائية التي تناسبهما، بما فيها العدّة الحضاريّة التي يُجيد الطرفان استعمالها، فالصيني الذي اعتنق قواعد التجارة العالمية وأخذ من الرأسماليّة أسوأ ما تحاول علاجه، أي استغلال اليد العاملة، يتحدث عن "القيم الشرقية" وحاجة العالم إليها فيما الأميركي الذي يدعم أعنف الحروب ويقف الى جانب الديكتاتوريّات العسكريّة والدينيّة في أكثر من مكان في العالم فلا ينفك يتحدث عن فضائل نشر الديموقراطيّة.

والدول الإسلاميّة التي تعتبر الصين ملاذها الآمن من أعباء "الغطرسة الأميركية" تقفز وراء كل أنواع صراع الحضارات أو تلاقيها، بحيث تجد نفسها تناصر دولة يشكو مسلموها من اضطهاد إلغائي، ولا يجدون من يهتم بملفاتهم سوى الولايات المتحدة الأميركية ومعها حلفاء مثل الإتحاد الأوروبي.

والحرب التي شنّتها روسيا ضد أوكرانيا ليست بين شرقي وغربي، ولا بين ديموقراطي ونازي، ولا بين مسيحي أكثر ارثوذكسية وأرثوذكسي أكثر كاثوليكيّة، إنّما بين دولة قوية وغنية تريد أن تتسيّد على أوروبا التي تعاني من مشاكل بنيويّة كثيرة، بهدف أن تعيد لنفسها مجدًا قضى عليه الغرب المتفوّق ثقافيًّا وصناعيًّا وماليًّا واقتصاديًّا.

ومن أجل هذه الأهداف لم يتوان المهاجم التوسعي والمدافع التحفظي عن استعمال مفاهيم كثيرة لتسخيرها في الحرب.

وفي هذا السياق لم ينجح فولوديمير زيلينسكي في جذب إسرائيل الى تزويده بما يحتاج اليه جيشه من أسلحة، على الرغم من استعماله يهوديّته في مخاطبة الكيان اليهودي، تمامًا كحال الميول الجمهوريّة الإسلاميّة في ايران لمصلحة أرمينيا المسيحيّة ضد أدربيجان الشيعية.

وفي الشرق الأوسط، تغاضى جميع هؤلاء الفلاسفة عن أنّ الربيع العربي وتداعياته، لم تكن بين مختلفين حضاريًّا لا في تونس ولا في مصر ولا في اليمن ولا في سوريا ولا في السودان، بل كان بين من ضاقت بهم الحياة تحت نير حكّام حوّلوا كراسي الجمهوريّات الى عروش أبديّة وبين مجموعة من الديكتاتوريّين الذين يبذلون الغالي والنفيس للإستمرار في مناصبهم.

وعلى مستوى التداعيات الثقافية للحرب التي نشبت، في السابع من تشرين الأوّل( اكتوبر) الماضي بين إسرائيل وقطاع غزة، مع ما جرّ ذلك من تدخلات غربية وازنت مع تدخلات إيرانية عبر محورها في المنطقة، فلا يمكن للمراقب أن يُلاحظ أي شيء جديد تحت الشمس، فغالبية المسلمين يتعاطفون دائمًا مع الدماء الفلسطينية المهدورة فيما تتحرّك شرائح واسعة في العالم ضد آلة الدمار الإسرائيليّة الهائلة، ويكرر المراقبون العبارات نفسها عن الإخلال بمبدأ وحدة المعايير وعن معاداة السامية وعن التحامل المسيحي العالمي ضد المسلمين، وخلاف ذلك من التعابير.

ولا يغيب عن بال المراقبين أنّ الفلسطينيين وغالبية من يثابرون على تأييدهم سبق أن فعلوا أكثر ممّا يفعلونه اليوم دفاعًا عن نظام الرئيس صدام حسين أو ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وبالأخص بريطانيا.

وهذا يعني أنّ المتصارعين في الشرق الأوسط، ومن أجل تحقيق أهدافهم، يستغلون هم أيضًا، الإختلافات الحضارية، وهنا هي دينيّة بحت، من أجل تحقيق أهدافهم!

في هذه الجولة السريعة على بعض النقاط الحامية في العالم، يظهر أنّ فلاسفة هذا العصر الذين يريدون استخراج نظريات من كل تطور يقع تحت عيونهم، يستسهلون اللجوء الى عبارة سبق أن جهّزها لهم صاموئيل هنتغتون، يوم بحث عن أسباب لحرب جديدة لا بدّ منها في عالم يستحيل أن يركن الى قوة أحادية بعد انهيار "الإتحاد السوفياتي"، فوجدها في الحضارات التي، في واقع الحال، لم يهدأ استعمالها في الحروب يومًا واحدًا، منذ ذاقت البشرية طعم الحرب من أجل الماء والكلأ، أي الثروة والمصلحة!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة فی الشرق الأوسط من أجل ولا فی

إقرأ أيضاً:

حروب التعريفات الجمركية قصيرة لكن تأثيراتها تدوم أطول   

يخشى الخبراء الاقتصاديون من أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تترك آثاراً غير متوقعة تمتد لفترة طويلة حتى بعد مغادرته منصبه.

شبه ترامب نهجه بنموذج القرن التاسع عش

وكتب ديفيد أوبرتي في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن التعريفات التي فرضها الرئيس جورج دبليو بوش عام 2002 على الفولاذ، استمر سريانها لمدة سنتين، لكن تأثيرها على الاقتصاد بقي لمدة أطول.   
وكان الهدف تلك التعريفات حماية صناعة الصلب الأمريكية المتضررة، وأدت إلى زيادة التكاليف على الشركات التي تستخدم الصلب في قطاع غيار السيارات والأختام المعدنية وغير ذلك،  وعلى رغم إلغاء هذه التعريفات في العام التالي، باتت الشركات المتضررة أقل قدرة على المنافسة، حيث حاولت بيع منتجاتها في الخارج، كما تقول أستاذة الاقتصاد في جامعة ويسكونسن- ماديسون ليديا كوكس.
وتحدثت كوكس عن معاناة الشركات وعن فقدان الوظائف. وقالت إن "التأثيرات كانت واسعة النطاق". واستمرت لمدة نصف عقد بعد إلغاء بوش للتعريفات.  

تعريفات غير مسبوقة

وفقاً للصحيفة، لا يوجد في التاريخ الحديث مثال مشابه للتوسّع المتقطع الذي انتهجه ترامب في فرض الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين الرئيسيين.

ومع ذلك، يظل التاريخ مرجعاً مفيداً، إذ استمرت النزاعات التجارية السابقة – من أشباه الموصلات إلى الأخشاب وحتى الدجاج – لعقود، مما أدى إلى اضطراب الأسواق الدولية وارتفاع أسعار المستهلكين. 

Tariffs are not short-term pain for long-term gain, they're short-term pain for long-term losses in output and incomes. https://t.co/tHBNGaPIX6

— Erica York (@ericadyork) March 6, 2025

ولم يعمد أي من الرؤساء الذين انتهجوا هذه السياسات إلى ربط أجندته بالحمائية، بالقدر الذي فعله ترامب.

وتغطي تدابيره مجموعة منتجات من البيرة المكسيكية، والألعاب المصنوعة في الصين، والطائرات الكندية.

ويخشى خبراء الاقتصاد، من أن يؤدي نهج ترامب إلى إطلاق العنان لعواقب غير مقصودة، تمتد بعد فترة ولايته.

ولاحظت كوكس أن "هذا هو أكبر تغيير في سياسة التعريفات الجمركية شهدناه في التاريخ الحديث".

إلى ذلك، رأى أستاذ الاقتصاد في كلية دارتموث دوغلاس إروين، إن واشنطن كانت لديها تاريخياً أهداف محددة في ما يتعلق بالضرائب على الواردات. وكانت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس رونالد ريغان على أشباه الموصلات اليابانية، ترمي إلى حماية قطاع التكنولوجيا الأمريكي من منافس هائل. وأنهى الرئيس ريتشارد نيكسون الرسوم الجمركية الشاملة قصيرة الأجل في عام 1971 بُعيد موافقة عملاقي التصدير في ألمانيا الغربية واليابان، على تعزيز قيمة عملتيهما.

مبررات متضاربة

وبخلاف العديد من النزاعات التجارية في العقود الماضية، قدم البيت الأبيض في عهد ترامب مبررات متضاربة لفرض الضرائب على السلع الأجنبية الآن، وهي علامة على أن الحروب التجارية المقبلة قد تكون مفتوحة.

وقال إروين إن "المشكلة اليوم، هي أنه ليس من الواضح ما هو المطلوب من الدول الأخرى. إنه تصعيد دراماتيكي". 

That this man is commerce secretary just befuddles me.

In the history of ANY country, tariffs have never created generational wealth. Over the long-term, they shrink economies, reduce competition, slow innovation and reduce quality. https://t.co/Tlh7lQ192I

— Stafford Jones (@staffordjones) March 9, 2025

وأدى عدم اليقين فعلاً إلى إضعاف ثقة المستهلك وتعزيز توقعات التضخم، حيث قدر باحثو الاحتياطي الفيديرالي في بوسطن، أن مقترحات ترامب المبكرة في شأن التعريفات الجمركية، قد تضيف 0.5 إلى 0.8 نقطة مئوية إلى التضخم الأساسي وفقاً لاستجابة المستوردين الأمريكيين.
وفي وول ستريت، يواجه المستثمرون الذين اعتبروا في السابق خطاب ترامب التجاري تكتيكاً تفاوضياً، احتمال وجود طرق محدودة للخروج. فقد تعرضت سوق الأسهم لضربة شديدة على مدى الشهر الماضي، ولم ينجح الإعفاء الذي منحه البيت الأبيض لمدة شهر واحد للعديد من الواردات الكندية والمكسيكية الخميس في وقف النزيف.
وأحياناً، روج ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على معظم السلع من تلك البلدان، فضلاً عن رسوم جمركية إضافية بنسبة 20 في المائة على الصين، كجزء من حملة لوقف تدفق الفنتانيل والمهاجرين إلى الولايات المتحدة. وفي نقاط أخرى، صوّر مسؤولو الإدارة الضرائب على الواردات، كتدابير لتعزيز التصنيع المحلي وإيرادات الحكومة، وهي أهداف يقول خبراء الاقتصاد، إنها متعارضة مع بعضها البعض.
وشبه ترامب نهجه بنموذج القرن التاسع عشر، الذي كان موجوداً قبل تضخم سلاسل التوريد الدولية والاستثمار الأجنبي. وفي خطاب أمام الكونغرس الثلاثاء الماضي، وصف الرئيس الأمريكي التعريفات الجمركية، بأنها وسيلة لحماية الوظائف الأمريكية و"حماية روح بلدنا".
ويعتقد الخبراء عموماً أن سياسة ترامب التجارية كانت أكثر صرامة في المرة الأولى. ومع ذلك، أدت الرسوم الجمركية على السلع الأساسية والسلع الاستهلاكية إلى عصر جديد من الحماية التجارية الأمريكية، التي وسعتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى حد كبير.
ولفتت الباحثة البارزة في مركز ميركاتوس بجامعة جورج ماسون كريستين ماكدانييل، إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون أكبر اقتصاد في العالم، لكنها ليست كبيرة إلى الحد الذي يسمح لها بإجبار الموردين الأجانب على تحمل تكلفة ضرائب الاستيراد.

مقالات مشابهة

  • المسجد الأموي.. صرح يحكي قصة حضارات متعاقبة
  • الكرملين: روسيا اكتسبت مهارات عديدة في حروب المعلومات على مدار 3 سنوات
  • أوكرانيا والسودان حروب الثروات
  • هذا هو ثمن عدم تحييد لبنان نفسه عن حروب الآخرين على حدوده وعلى أرضه
  • داعش والفوضى| كيف يستغل التنظيم هشاشة الأوضاع لإعادة فرض نفوذه في سوريا
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • هل يستغل ترامب ضعف إيران؟
  • حروب التعريفات الجمركية قصيرة لكن تأثيراتها تدوم أطول   
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • 6 وفيات في الحوادث خلال يوم!