جبهة الجنوب تتمدّد وتهزّ الضماناتبعدم انفجارها واسرائيل تتمادى بالعمق اللبناني
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
يستمرّ التصعيد على الجبهة اللبنانية الجنوبية، مع تبادل الضربات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي على الحدود، حيث طبع المشهدَ أمس، إسقاطُ مسيّرة إسرائيلية قتالية متعدّدة المهام بصاروخ أرض جو أعلن "حزب الله" إطلاقه . وتقول مصادر مطلعة ل" الديار": ان لا مصلحة لحزب الله بتحويل المعركة من معركة فلسطينية-اسرائيلية ، بعد ان عاد الرأي العام الدولي يتحدث عن اقامة مبدأ الدولتين، اي اقامة الدولة الفلسطينية، الى معركة لبنانية-اسرائيلية تصرف النظر عن الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي الذي هو الاساس.
على أن أوساطاً مطلعة، مازالت تعتبر أن إبرازَ كل من اسرائيل و«حزب الله» المزيد من «الأنياب» في المواجهات على مقلبيْ الحدود لن يَخرج عن الحدود المرسومة لاعتباراتٍ ثابتة، تبدأ: - من قرار إيراني، جرى التعبير عن حيثياته بلسان أكثر من مسؤول وآخِرهم العضو البارز في مجمع تشخيص مصلحة النظام غلام علي حداد عادل، الذي قال «إن إيران رفضتْ المشاركة في حرب غزة لتجنُّب الحرب مع الولايات المتحدة». - واستطراداً امتناع «حزب الله» عن أي عمل يكون فيه المبادِر لكسْر الخطوط الحمر واكتفائه بمحاولة ترسيم قواعد الاشتباك على نحو يومي بما ينسجم مع وقائع الميدان وسلوك اسرائيل تجاهه بما في ذلك داخل سورية. - وصولاً إلى ثبات عدم الرغبة الأميركية في اتساع رقعة الحرب، وحرص واشنطن على ردع «حزب الله» وإيران، سواء بديبلوماسية الأساطيل وحاملات الطائرات أو «الهاتف الأحمر»، وهو ما جَعَلها قبل أيام تشكّل ما يشبه «خلية طوارئ» اندفعت لتواصل على عَجَل مع مسؤولين كبار في بيروت للاستفسار عن أبعاد الخشونة الزائدة من «حزب الله» تجاه اسرائيل غداة مقتل 7 من عناصره بغارة في سورية، وإذا كان ذلك في إطار معاودة تثبيت قواعد الاشتباك أو يعبّر عن نية حربية، وحين أتاه الجواب بأن لا قرار بدخول الحرب تولّت لجْم خياراتٍ اسرائيلية كانت وُضعت على الطاولة وأُبلغت بها واشنطن وانطوتْ على سيناريوهات عدوانية موسّعة. وكشف مرجع سياسي مسؤول لـ«الجمهورية»، انّ تسارع العمليات العسكرية على الحدود يعزّز المخاوف من اشتداد حدّة المواجهات وانحدار الامور الى حرب واسعة. والسيد حسن نصرالله كان واضحاً عندما قال «راقبوا الميدان». وفيما اشار المرجع عينه الى أنّ النية الإسرائيلية بالتصعيد على الجبهة الجنوبية قائمة وواضحة للعيان، والمستويات الاسرائيلية السياسية والعسكرية لا تخفي ذلك، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ما نقله ضابط دولي كبير «من أنّ اسرائيل، ولو كانت تظهر نفسها بجهوزية للدخول في حرب ضدّ لبنان، لا نعتقد انّ في مقدورها ذلك، ذلك انّها تسخّر كل إمكاناتها وقدرات جيشها للحرب القائمة في غزة، ومع ذلك ما زالت تجد صعوبة كبرى في حسمها وتحقيق الاهداف التي رسمتها». الاّ أنّ الضابط نفسه، وعلى الرغم ممّا اعلنه امين عام «حزب الله» في خطابه الاخير بأنّ التصعيد مرتبط بتطورات الميدان العسكري، عبّر عن خشية واضحة «من ان تكون لدى «حزب الله» خطط للتصعيد، يمهّد لها بتكثيف عملياته ضدّ الجيش الاسرائيلي». نفّذ حزب الله امس 8 عمليات ضدّ أهداف اسرائيلية عند الحدود مؤكدا أن قتاله للعدو الإسرائيلي في الجنوب هو تضامن عملي مع الفلسطينيين في قطاع غزة. وجدد الحزب، في بيان، تأكيد وقوفه ودعمه المطلق لـ«الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم بكل الوسائل لوقف العدوان، وحضورنا الجهادي وقتالنا للعدو الصهيوني في جبهة الجنوب واحد من تعبيرات التضامن العملي معه بالقول والفعل الميداني»، معرباً عن ثقته بأن «الشعب الفلسطيني بصبره وآلامه ومعاناته ومقاومته الباسلة سيخرج منتصراً». واعتبر الحزب أن «العار بقاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل صاحب ضمير أو قلب حي في هذا العالم متفرجاً على هذه الجرائم المروّعة والمجازر المهولة وجماجم الأطفال المسحوقة وأسرّة المرضى الملقاة في الطرقات والجثث المتحللة بين الأحياء». ودعا الحزب إلى «أوسع إدانة عالمية وأممية» لاستباحة المرافق الإنسانية في قطاع غزة، خصوصاً المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، إضافة إلى المجازر الجماعية المتنقلة واستهداف المدنيين العزل في الأماكن والمناطق التي ترعاها الأمم المتحدة والمنظات الدولية، مطالباً بـ«عمل حثيث وفوري لوقف إطلاق النار ووضع حدٍّ لطغيان العدو وإرهابه». وكانت عمليات الحزب اليوم قد شملت: إسقاط طائرة مسيرة قتالية بصاروخ أرض جو واستهداف مواقع حدب البستان والراهب وبياض بليدا وثكنة راميم ومقر القيادة العسكرية المستحدث في وادي سعسع وتجمعي جنود في حرج شتولا وخلة وردة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
رسالة من حزب الله إلى أهالي الجنوب.. إليكم ما جاء فيها
وجّه رئيس المجلس السياسي في حزب الله، السيد إبراهيم أمين السيد، رسالة إلى أهل الجنوب المقاوم، أكد فيها أن العدو لم يحقق أي انتصار رغم جرائمه، وأن سلاح الإرادة والعزيمة لدى أبناء المقاومة أقوى من كل أسلحته.
وأشار السيد إلى أن دماء الشهداء أصبحت وقودًا لإيمانٍ وشجاعةٍ لا مثيل لها، معتبرًا أن الزمن سيكشف انهيار الكيان الصهيوني، كما أن التلاحم بين لبنان وفلسطين بات أكثر وضوحًا في وجه الاحتلال.
وختم بالدعوة إلى وحدة وطنية حقيقية بعيدًا عن الخلافات المصطنعة، وفرض السيادة اللبنانية بكرامة وشرف، مؤكدًا أن الشعب اللبناني ليس للاستئجار أو الاستثمار، بل يستحق الحياة بجدارة. نص الرسالة: "بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد...
سلامٌ الى عقولكم وقلوبكم والى أرواحكم ودمائكم وجراحاتكم.
سلامٌ الى أقدامكم أينما وطئت تطّهر الأرض من رجس المجرمين والوحوش الصغار والكبار.
لقد اختبر عدوّكم في الميدان سلاح مقاومتكم وبالأمس واجه سلاح إرادتكم وعزيمتكم وتعرّف على كنهه وطبيعته، هذا السلاح لا يعرفه إلا الله والراسخون في العلم والمؤمنون المتّقون.
أنتم أيّها النساء والرجال والأطفال، أنتم يا أشرف وأطهر الناس، ليس فيكم الخائفون، الخانعون، الخاضعون، المستسلمون.
أنتم الصفوة وأنتم تاج الرؤوس. الفخر لمن ينتمي إليكم.
وللعدو أقول: هل علمت الآن أن جرائمك لم تصنع لك أيّ انتصار، وأن أسلحتك وقنابلك لم تكتب لك سوى تاريخ الهزائم، وأن دماء الشهداء الذين قتلتهم تحوّلت إلى إيمانٍ وشجاعةٍ وإرادةٍ وعزمٍ وقوّةٍ قلّ نظيرها في هذا العالم، وستكون إلهامًا ومحجةً لشعوب العالم ومزاراً، وسيأتي الزمن الذي تتهاوى فيه هياكلك في المنطقة، وستكون شعوب العالم على نفس صورة هذا الشعب العظيم في لبنان من جنوبه إلى كلّ جهات الأرض فيه؟
أمّا في فلسطين فيتلاحم المشهد والصورة والشعب والدم والنصر والعزّة والكرامة.
وأخيرًا أقول لكلّ إخوتنا في الوطن هذه فرصة نادرة وتاريخيّة للوحدة ولو لمرّة واحدة نرمي بها الأحقاد والصراعات والخلافات المصنّعة والمركّبة على مصالح الأعداء ونصنع سيادتنا ونفرضها على الأعداء والأصدقاء، ونُثبت للعالم أنّنا لسنا شعبًا للاستئجار والاستثمار، وأنّنا شعبٌ يستحقُّ الحياة بجدارة وكرامةٍ وشرف".
الثلاثاء 28 -01-2025
27 رجب 1446 هـ