يتمسكون بالأمل رغم الآلام، يتشبثون بالصبر والمثابرة رغم فقدان أحبتهم، يرفضون ترك منازلهم حتى بعدما دمرتها قذائف قوات الاحتلال الإسرائيلي، يعيشون على أنقاض ما تبقى من بيوتهم، عازفين موسيقى الـ«شبابة أو الناي»، كما يسميها الفلسطينييون، هؤلاء هم أبناء غزة ورفح، الذين صمموا على ألا يتركوا ديارهم رغم ما طالها من قصف.

على أنقاض بيته في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، جلس عماد الربايعة، ممسكا بـ«آلة مصنوعة من الخيزران» المتبقية من تدمير منزله، يعزف موسيقى الـ«شبابة أو الناي»، على أنقاض منزله، مؤكدا أنه لن يتركه، مرددا كلمات أغنية «وعهد الله ما نرحل»: «بيتي قصفته طائرات قوات الاحتلال، واستشهد إخواتي وأمي وجزء من ولاد إخواتي، لكن صممت على عدم ترك منزلي ولو كلفني ذلك حياتي، إحنا شعب بنحب الحياة».

«وعهد الله نجوع نموت ولا نرحل، عهد الثورة والثوار، والجماهير ما نرحل، وإحنا قطعة من هالأرض»ـ كانت جزءا من كلمات الأغنية الثورية الفلسطينية، لكنها تعبر عن حال عشرات الأسر الرافضة لترك منازلها والمتمسكة بالعيش فوق أنقاضها، من بينها أسرة «الربايعة»، إذ صممت أمل طعيمة زوجته العيش على أنقاض منزلها: «مش هنرحل، هنعيش ونموت في بيوتنا وحتى لو مات كل أفراد عيلتنا».

View this post on Instagram

A post shared by Hani Alshaer هاني الشاعر (@hani.alshaer)

تتخد «أمل»، من حجارة أنقاض منزلها، منشرا لما تبقى من ملابس أسرتها، وتستخدم الأخشاب في طهي الطعام على أنقاض المنزل، وفقا لها: «هنعيش بأقل الإمكانيات، لكن مش هنغادر بيتنا اللي كان شاهد على استشهاد أسرتي، الحياة حلوة ولازم نستمر فيها رغم الآلام اللي بتحاصرنا، عاهدت حماتي قبل وفاتها إني مش هخرج من البيت اللي إتجوزت فيه إلا على القبر اللي هروح ليه، علشان كدة جمعت أولادي وولاد سلايفي وبربيهم مع بعض».

قبل أيام قليلة، قصفت قوات الاحتلال منزل «الربايعة»، لتقرر العيش فوق ركامه رغم التهديدات التي تحيط بيهم، وفق عارف الربايعة الذي تخطى عمره الـ80 عاما: «عايشين وراضين رغم الخوف، ولادي استشهدوا وزوجتي، لكن باقيلي ولدي عماد وزوجته وولاده الـ3 واتنين من ولاد ولدي محمد اللي استشهد هو وزوجته، أنا ما بعرف مكان غير بيتي وحتى لو مدمر هعيش فوقه، لكن خايف على هاي الأطفال من البرودة ما بقى لينا لا ملابس ولا بطاطين ولا شيء فقط الركام».

لم تكن أسرة «الربايعة»، وحدها التي تمسكت بالعيش فوق ركام منزلها، بل صممت أسرة محمد الكفارنة، التمسك بالدار رغم تهدمها وفق «محمد»: «أنا بقولهم كلمات الأغنية هدمتوا البيت بنينا فوقه عليِّة، منعتوا الزاد زرعنا الأرض حرية، قطعتوا النور والمية، بس وعهد الله ما نرحل، مش هنسيب بيوتنا حتى لو بقت هي والأرض مستو واحد، إحنا صامدين حتى الرمق الأخير رغم استشهاد عددا من أفراد أسرتي».

فقدت أفراد أسرتها، إلا أنها صممت على عدم ترك منزلها رغم الدمار الهائل الذي حل به من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، هي السيدة حليمة طعيمة التي أكدت أنها لن تستطيع مغادرة منزلها الذي تحطم أمام أعينها: «كنت برة في السوق وفجأة رجعت لقيت طواقم الإنقاذ بيطلعوا جثث زوجي وابني من تحت الأنقاض، مشيوا وسابوني فقلت مش هرحل وأسيب بيتي اللي كان شاهد على الحياة الحلوة والمعاناة».

أمام غرفة نومه المتهدمة، جلس الشاب شريف أبوجراد، باحثا عن ذكرياته في منزله الذي تهدم إثر قصفه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، رافضا مغادرته متمسكا بالعيش على ركامه وفقه له: «وين نروح؟.. حالفين ما نرحل، عايشين على ذكرى الألم والمعاناة، على الأقل نحن بجانب أحبابنا اللي فقدناهم، قريبين من قبورهم، بنروح نحكي معهم هربا من القصف، ما بنسيب بيوتنا الموت في دارنا أشرف لينا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرئيلي المنازل في غزة قوات الاحتلال قوات الاحتلال على أنقاض ما نرحل

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدن الضفة الغربية

مدينة دورا جنوب الخليل، وبلدة بيت أمر شمال المدينة، شهدتا اقتحامًا عنيفًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قامت بإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين.

حيث تم اعتقال فتاتين خلال الاقتحام، وسط تدمير ممتلكات وترويع للمواطنين.

عاجل - غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة تودي بحياة 24 شهيدًا عاجل - المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود الاحتلال شرقي حي التفاح بمدينة غزة الاحتلال يداهم موقع استقبال الأسير المحرر

خلال عملية الاقتحام، داهمت قوات الاحتلال موقع استقبال الأسير المحرر عبد الله عمايرة في مدينة دورا، حيث دمرت محتوياته واعتدت على أفراد أسرته. 

كما فرقت جموع المستقبلين باستخدام الرصاص الحي وقنابل الصوت والإنارة، مما أدى إلى حالة من الفوضى والهلع بين المواطنين.

إغلاق المحال التجارية وفرض الحواجز العسكرية

قوات الاحتلال أغلقت المحال التجارية في المدينة تحت تهديد السلاح، ثم نصبت الحواجز العسكرية في أنحاء متفرقة، حيث أجبرت أصحاب المحال على إغلاق أبوابها قبل أن تنسحب من المنطقة.

مواجهات في مدينة البيرة

في مدينة البيرة، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص الحي بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابة فلسطيني بالرصاص واعتقال آخر.

اقتحمت قوات الاحتلال حي أم الشرايط وانتشرت في أزقته، حيث دهمت عددًا من المحال التجارية وقاعة أفراح، بالإضافة إلى منازل فلسطينية، مما أدى إلى مزيد من التوتر في المنطقة.

الاحتلال يواصل عدوانه في نابلس

في مخيم العين غرب مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم وأجبرت عددًا من الفلسطينيين على الخروج من منازلهم، حيث حولت مبنى سكني إلى ثكنة عسكرية. 

وسط تحليق مسيرات استطلاع في الأجواء، استمر الاحتلال في استهداف المدنيين.

الاعتداء على الصحفيين

اعتدت قوات الاحتلال على صحفيين فلسطينيين وأجانب أثناء تغطيتهم للاقتحام، حيث منعتهم من التواجد في محيط المخيم أو تصوير الأحداث، في محاولة لطمس الحقيقة ومنع نشر الانتهاكات.

بناء سياج أمني في رام الله

وفي بلدة سنجل شمال مدينة رام الله، بدأت سلطات الاحتلال في بناء سياج أمني بطول كيلومترين على الأراضي الفلسطينية. 

يأتي هذا المشروع في إطار سياسة مواصلة مصادرة الأراضي الفلسطينية، حيث كانت سلطات الاحتلال قد أصدرت أمرًا عسكريًا في أغسطس الماضي بمصادرة أراض جديدة من سنجل وترمسعيا لتعديل مسار السياج، وهو ما أدى إلى جرف 29 دونمًا من الأراضي الفلسطينية، مما سيحرم المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم.

التصعيد العسكري في الضفة الغربية وغزة

في وقت تتصاعد فيه عمليات العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، تتزامن هذه الانتهاكات مع تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية. 

وفقًا للمعطيات الفلسطينية، أسفرت هذه العمليات عن استشهاد أكثر من 958 فلسطينيًا، بالإضافة إلى إصابة قرابة 7 آلاف، فيما سجلت 16 ألفًا و400 حالة اعتقال، مما يعكس حجم التصعيد العسكري والإجرامي في الأراضي الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • يحبون اللساتك أكثر من منازلهم. لم يظهروا عندما نُهبت ممتلكاتهم، وعندما شُردت أسرهم
  • الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
  • العائلات بمشروع بيت لاهيا يعيشون في خيام ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة
  • قوات الاحتلال تستهدف شارعا مكتظا بالمارة وسط مدينة غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم في رام الله والخليل
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدن الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية عوريف جنوب نابلس
  • الاحتلال يقتحم مناطق بالخليل ونابلس ويبني سياجا شمال رام الله
  • عودة النازحين السودانيين-مناورة سياسية فوق أنقاض وطن ممزق
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة رام الله وبلدة زعترة ومخيم شعفاط