والدة طفلتين خطفتهما حماس: خذوني إلى غزة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
"بين الأمل والرهبة"، تمضي مايان زين كل يومها بانتظار بنتيها اللتين اختطفتا إلى غزة خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، بحسب ما تقول في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
مايان التي تعيش في كريات أونو قرب تل أبيب في إسرائيل، ذكرت بقصة الحاخام سيمحا بونيم، الحكيم الحسيدي في القرن الثامن عشر، الذي كان معروفا بحمل قصاصة من الورق في كل جيب.
وأضافت في مقالها: "في السابع من أكتوبر، اختطفت حماس ابنتي دافنا، 15 عاما، وإيلا، 8 أعوام، ومنذ ذلك الحين وأنا أحمل نسختي الخاصة من قصاصات الورق التي كتبها الحاخام بونيم. في الأولى كتبت "من أجلهم خلق العالم"، بينما في الآخر كتبت "خذني إلى غزة".
هكذا تقضي مايان كل يوم في التبديل بين هذين الشعارين، "بين الأمل والرهبة"، على حد تعبيرها، فمن ناحية ترى أن العالم خلق من أجل ابنتيها، "حيث حشدت بلادنا بأكملها لإنقاذ دافنا وإيلا، ويعرف الزعماء الأجانب أسماءهم (الرهائن) ويحاولون تأمين حريتهم، وعلى بعد آلاف الأميال من هنا، يقيم الغرباء وقفات احتجاجية ويضعون ملصقات تظهر وجوههم".
ومن ناحية أخرى ترى أن "أيديولوجيا الكراهية" التي دفعت حماس إلى اختطاف ابنتيها، "لا تزال تزداد قوة في جميع أنحاء العالم".
وعبرت مايان عن شعورها بـ "القوة من خلال بطولة الآخرين ودعمهم" لها من أجل رفع آمالها بعودة ابنتيها للمنزل، حيث تشعر أن "كل ساعة تمر تبدو وكأنها ساعة أقرب إلى لم الشمل".
في المقابل، قالت إن الجنود الإسرائيليين يواجهون أشخاصًا "يفضلون الموت على إطلاق سراح بناتي".
وأضافت أنه وعلى بعد آلاف الأميال منها، "يصرخ الغرباء في السماء مطالبين بمزيد من العنف، وانتفاضة أخرى، وحرب أخرى لدفعنا إلى البحر، تم تمزيق ملصقات ابنتيّ، وتم إنكار كرامتهما كضحايا".
كل ساعة تمر تبدو لمايان وكأنها ساعة أقرب إلى المكالمة الهاتفية التي تخبرها أنهما لم تنجيان، وأن هذا العالم قاسٍ جدا بحيث لا يسمح لهما بالعيش.
وتابعت: "أنا مجرد تراب ورماد، وإذا كان لا بد من ذلك، فأنا أريد أن أقابل مصيري مع دفنة وإيلا".
لم يعد لمايان ما تطلبه من هذا العالم سوى هذا: "خذوني إلى فتياتي. خذوني إلى غزة"، على حد قولها.
وطلبت مايان في مقالها المساعدة من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وأي منظمة أخرى تحاول مساعدة الرهائن، لأنها ما عادت تستطيع الانتظار حتى تأتي وتذهب المزيد من الأخبار عن صفقات الرهائن.
وأضافت "لقد فشلتم في تحرير بناتي، لذا خذوني إلى غزة".
حقيبة مايان جاهزة، وفق قولها، وتريد أن تصطحبها معها إلى غزة تحوي "حليب الشوكولاتة الذي تحبه بناتي، والأحذية المناسبة للجري، وضمادة جديدة لإيلا، لأن آخر صورة لدينا لها في الأسر تظهر أنها مصابة".
وناشدت: "خذوني إلى غزة حتى أتمكن من تغيير ضمادتها".
وتابعت: "سأحمل في جيب بنطالي الجينز صورة والدهم، نعوم، الذي نعتقد أنه قُتل أمام عينيهما. خذوني إلى غزة في ذكراه".
وتخيلت مايان ما قد تفعله في حال وصولها إلى ابنتيها، مشيرة إلى أنه تريد فقط معانقتهما بشدة، "لدرجة أنهم قد ينسون للحظة أين هم. سأضع نفسي أمامهما، وتتمكنان أخيرا من النوم وأنا أحملهما".
وأضافت "سأطلب من دافنا أن ترفع صوتها الجميل وتغني أغنية قد تفتح قلب الحارس. سأشجع إيلا على أن تكون الفأرة الصغيرة كما هي وأن تجد أصغر مكان للاختباء لتحتمي به، حتى تكون آمنة عندما يأتي جيش الدفاع الإسرائيلي لإنقاذنا".
كذلك ستحمل مايان وفق مقالها، رسائل من آباء وأحباء الأطفال الـ 31 الآخرين الذين يُعتقد أنهم في الأسر. "بعض هؤلاء الأطفال لم يعد آباؤهم ينتظرونهم في المنزل".
وختمت: "خذوني إلى غزة، حتى أكون أمهم أيضاً. سأخبرهم أنه لم يتم نسيانهم، وأنهم محبوبون. وأنهم عزيزون، وأن العالم من أجلهم خلق".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
صحافة العالم.. مصر تضع خطة لإعادة إعمار غزة في مواجهة دعوة ترامب لإخلاء القطاع من سكانه
ولي العهد السعودي وروبيو يبحثان “ترتيبات”تطورات الأوضاع بالأراضي المحتلة حماس ترفض نزع السلاح وتتعهد بمواجهة "عملاء إسرائيل" تصريحات واضحة .. السعوديون يرفضون خطة واشنطن حول التهجير
قال تقرير لوكالة أسوشيتيد برس الأمريكية، إن مصر تعمل على تطوير خطة لإعادة بناء غزة دون إجبار الفلسطينيين على الخروج من القطاع وذلك ردا على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخلاء القطاع من السكان حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة عليه.
ذكر التقرير إن الاقتراح يدعو إلى إنشاء "مناطق آمنة" داخل غزة حيث يمكن للفلسطينيين العيش في البداية بينما تقوم شركات البناء المصرية والدولية بإزالة البنية التحتية المدمرة في القطاع وإعادة تأهيلها.
قال مسؤولان مصريان ودبلوماسيون عرب وغربيون إن مسؤولين مصريين ناقشوا الخطة مع دبلوماسيين أوروبيين وكذلك مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وقال أحد المسؤولين المصريين ودبلوماسي عربي إنهم يناقشون أيضا سبل تمويل إعادة الإعمار، بما في ذلك عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة.
ويأتي هذا الاقتراح بعد ضجة دولية بسبب دعوة ترامب إلى إخلاء سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني فلسطيني. وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وإعادة بنائه ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، رغم أنه لن يُسمح للفلسطينيين بالعودة.
وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية، إنه قد قال مسؤول كبير في حركة حماس إن الحركة لن تنزع سلاحها بل وربما تنمو بعد الحرب في غزة محذرا الدول الأخرى من التعاون مع إسرائيل في القطاع.
قال أسامة حمدان، المتحدث باسم حركة حماس وعضو المكتب السياسي :إن "من يأتي ليحل محل إسرائيل (في غزة) سيتم التعامل معه مثل إسرائيل".
وأضاف في المنتدى "من يريد أن يعمل عميلاً لإسرائيل سيتحمل عواقب كونه عميلاً لإسرائيل".
وأشارت سي إن إن الأمريكية إلى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد ردًا على التكهنات بشأن الخطة الخاصة بغزة يوم الاثنين على موقفه بأنه "في اليوم التالي للحرب في غزة لن تكون هناك حماس ولا سلطة فلسطينية"، مضيفا أنه "ملتزم بخطة الرئيس (دونالد) ترامب لإنشاء غزة مختلفة".
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تسارع فيه الدول العربية إلى إعداد مقترح ما بعد الحرب لغزة كبديل لخطة الرئيس الأمريكي ترامب "للسيطرة" على القطاع وإخلائه من السكان وتحويله إلى "ريفييرا" شرق أوسطية.
وقالت الإمارات العربية المتحدة إنها مستعدة للنظر في دور في غزة بعد الحرب بدعوة من السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها.
وقال حمدان أيضا إن فكرة نزع سلاح حماس ليست مطروحة للنقاش.
وأضاف أن الحركة "لم تمحى" بسبب الحرب، مضيفا أنها ستعيد تنظيم صفوفها وتستمر "وأنا أقول لكم إن لدينا فرصة للتوسع".
في حين قُتل العديد من مقاتلي حماس على يد إسرائيل في غزة، وجدت دراسة تمت مراجعتها من قبل النظراء أجراها باحثون من جامعة رائدة في مجال أبحاث الصحة أن 59٪ من سكان القطاع الذين لقوا حتفهم بسبب العنف بين 7 أكتوبر 2023 و30 يونيو 2024 كانوا من النساء والأطفال وكبار السن.
ويبدو أن تصريح حمدان يأتي مع تصريحات أخرى لحازم قاسم، بأن الحركة ليست "متمسكة بالسلطة" ولا يتعين عليها أن تكون جزءًا من الترتيبات "في المرحلة المقبلة".
وقال قاسم لقناة العربية الإخبارية الأحد "أظهرت حماس مرونة كبيرة في هذا الشأن. ونقول بوضوح إنه ليس من الضروري أن تكون حماس جزءا من الترتيبات السياسية أو الإدارية في المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بقطاع غزة إذا كان ذلك في مصلحة شعبنا الفلسطيني". وأضاف "حماس ليست متمسكة بالسلطة" وتعطي الأولوية للإغاثة وإعادة الإعمار لسكان غزة.
والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمدة ثلاث ساعات تقريبا يوم الاثنين في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى استيضاح –المعروف مسبقًا برفضه القاطع-موقف الرياض من خطة عربية شاملة لغزة بعد الحرب، وفق ما ذكرت شبكة إي بي سي الأمريكية.
انضم إلى روبيو مستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي وصل إلى الرياض قبل وقت قصير من الاجتماع.
ومن المقرر أن يجتمع الثلاثة مرة أخرى يوم الثلاثاء في محادثات تستضيفها السعودية مع روسيا بشأن إمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال الأمير بن سلمان في بداية الاجتماع: "نحن سعداء بالعمل معكم ومع الرئيس ترامب. لقد اتخذت إدارته قرارًا، ويمكننا العمل من أجل أشياء إيجابية للمملكة العربية السعودية وأميركا، وأيضًا للعديد من البلدان حول العالم".
ووفق ما ذكرت صحيفة فيرست بوست الهندية، اهتمت بأن مصر تعد خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين.
أدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى تدمير غزة فقد أدى القصف الإسرائيلي والمعارك البرية بين إسرائيل وحماس إلى تحويل مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وتدمير أحياء بأكملها.
وتهدف الخطة إلى "دحض منطق الرئيس الأمريكي ترامب" والتصدي "لأي رؤى أو خطط أخرى تهدف إلى تغيير التركيبة الجغرافية والديمجرافية لقطاع غزة".
كما قالت صحيفة داون الآسيوية، إنه قد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية ماركو روبيو ناقشا المستجدات حول غزة خلال اجتماع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في بيان عن اجتماع ولي العهد واستقباله لروبيو الذي يزور الشرق الأوسط: "أكد الوزير على أهمية التوصل إلى ترتيب بشأن غزة يساهم في الأمن الإقليمي".
ذكرت بروس إن ولي العهد والوزير الأمريكي أكدا أيضا التزامهما بوقف إطلاق النار المتفق عليه الشهر الماضي بين إسرائيل وحماس وناقشا الأوضاع في سوريا ولبنان والبحر الأحمر.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الجانبين ناقشا التطورات الإقليمية والعالمية والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار.