هل يستفيد حفتر من إقامة قواعد روسية عسكرية في شرق ليبيا؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أثارت الأنباء الواردة حول تعاون جاد بين روسيا واللواء الليبي، خليفة حفتر بخصوص إنشاء قواعد عسكرية في شرق البلاد مزيدا من الأسئلة عن واقعية وحقيقة الخطوة، ومكاسب حفتر منها على الصعيد السياسي والعسكري.
وكشفت وكالة "نوفا" الإيطالية أن "السلطات الروسية تتعاون مع جهات في ليبيا لإنشاء فيلق عسكري روسي في أفريقيا، وأن هذا التعاون جاء نتيجة زيارة نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك إيفكوروف إلى شرق ليبيا ولقاء الجنرال، خليفة حفتر".
"مواجهة أمريكا وغرب ليبيا"
وأكدت الوكالة أن "الفيلق العسكري الروسي في إفريقيا سيسعى إلى مواجهة النفوذ الغربي في القارة السمراء، وأن الخطوة جادة بين حفتر وموسكو كون مهمة "إيفكوروف" الرئيسية هي التنفيذ العملي للاتفاقيات الروسية الليبية التي تم التوصل إليها في إطار مؤتمر موسكو الدولي الحادي عشر الذي انعقد في رسويا أغسطس الماضي".
في حين، أكدت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن "موسكو تسعى لإبرام اتفاق دفاعي في ضوء لقاء بوتين وحفتر، في موسكو أواخر سبتمبر الماضي كون الأخير يبحث عن أنظمة دفاع جوي لحمايته من القوات المنافسة في طرابلس، والتي تدعمها تركيا، بالإضافة إلى تدريب طياري القوات الجوية والقوات الخاصة، مقابل ترقية بعض القواعد الجوية التي تحتلها حاليا مرتزقة "فاغنر" لاستضافة القوات الروسية الرسمية".
في المقابل، نفى مصدر عسكري في قوات "حفتر" اتجاه الأخير لإبرام اتفاق رسمي مع روسيا لمنحها قاعدة عسكرية شرق البلاد، مؤكدا أن اتفاقيات التعاون العسكرية مع روسيا لا تشمل منحها أي تسهيلات لإقامة قواعد عسكرية"، وفق تصريحه لصحيفة "الشرق الأوسط".
"مكاسب سياسية وعسكرية"
من جهتها، أكدت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص أنه "ربما يكون لحفتر نية فعلا في تعميق التواجد الروسي داخل الأراضي الليبية وخاصة في ظل الصراع الثانوي بين حفتر والتشكيلات المسلحة حيث يتولى فيه المقاتلون الروس والأتراك زمام القيادة الخلفية للمعارك داخل أراضي ليبيا".
وأوضحت في تصريحها لـ"عربي21" أن "حفتر بهذه الخطوات يحقق عدة مكاسب سياسية وعسكرية أهمها: أنه، بمساعدة روسيا، سيكون طرفا رئيسيا في القارة الأفريقية وهذا قد يمكنه من الحكم خارج إطار الديموقراطية والدستور"، وفق كلامها.
وأشارت النائبة الليبية أنه "من الأولى أن تبقى مصلحة الدولة الليبية هي الأولوية في كل الأحوال سواء قادها حفتر أو غيره وهذا ما نتمنى أن يضعوه القادة الليبيين نصب أعينهم، فروسيا في صراعها مع أميركا وأوروبا لا يهمها كيف سيكون وضع الضحية ولكن يهمها ما سيكون عليه العالم ومن لديهم حق "الفيتو" في رسم السياسات الاقتصادية العالمية".
"تواجد عسكري روسي فعلي"
في حين قال الضابط السابق وعضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إبراهيم صهد إن "الحديث عن الوجود العسكري الروسي في ليبيا بصيغة المستقبل يعد من قبيل إنكار الواقع، فمعروف أن حفتر فتح البلاد للمرتزقة الأجانب من دول الجوار وكذلك فتحها لقوات "فاغنر" الروسية التي شاركت في الحروب التي شنها حفتر خاصة حربه ضد العاصمة طرابلس، حيث مكنها من احتلال قواعد رئيسية في منطقة الجفرة وفي الجنوب الليبي".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "حفتر مكن هؤلاء المرتزقة أيضا من التمركز بالقرب من عدد من حقول النفط بما يجعل في قدرتها السيطرة عليها متى أرادت أو حتى العمل على تخريبها، وحتى لو كانت "فاغنر" مجرد ميليشيات تتقاضى رواتب أفرادها ومصاريفها من إحدى الدول العربية عن طريق حفتر، إلا أنها تعمل من خلال الدولة الروسية"، وفق تأكيده.
"مواجهة الناتو"
وأضاف الضابط الليبي السابق أن "الوجود العسكري الروسي كان ولا يزال موجودا في وسط البلاد وجنوبها، وما حدث من خلاف بين قيادة فاغنر والقيادة الروسية قد أدى بالأخيرة إلى البحث عن تغيير لطبيعة هذا التواجد واستغلال الظروف التي تمر بها ليبيا وبحث حفتر عن حليف يؤازره في سعيه للاستيلاء على السلطة بأي ثمن حتى وإن كان ذلك من خلال رهن البلاد للاحتلال".
وتابع لـ"عربي21": "ليس خافيا رغبة روسيا التاريخية بالإطلال عسكريا على مياه المتوسط الدافئة، وحققت ذلك في ميناء "طرطوس" السوري وتسعى إلى الحصول على قاعدة تواجه سواحل دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبالاضافة إلى القواعد الجوية التي تحتلها فاغنر فإن روسيا تسعى للحصول على قاعدة بحرية بالقرب من طبرق في خليج "البمبا"، وفق معلوماته العسكرية.
"أمر مستبعد"
لكن عضو اللجنة السياسية بمجلس الدولة الليبي، أحمد همومة رأى من جانبه أن "قيام روسيا ببناء قواعد عسكرية في شرق ليبيا أمر مستبعد ولن يحدث كون موسكو تعلم جيدا أنها تتعامل مع شخص يملك السلاح ولكن لايملك شرعية اتخاذ القرار بمنح روسيا أو غيرها أي امتياز في ليبيا".
وأوضح أن "أزمة الانقسام السياسي في ليبيا جعل من الكل لا شرعية له، وهذا يكفي حتى لايثق الدول الكبرى في وعود المتصدرين للمشهد السياسي أو العسكري وعلى رأسهم "خليفة حفتر"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية روسيا حفتر ليبيا طرابلس فاغنر ليبيا روسيا طرابلس حفتر فاغنر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
مأدبة إفطار تجمع المشير حفتر وقادة القوات المسلحة في الرجمة
????️ ليبيا – المشير حفتر يشارك في مأدبة إفطار جماعي بمقر القيادة العامة في الرجمة
???? إفطار بحضور القيادات العسكرية ????️
شارك القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، في مأدبة إفطار جماعي نظمتها القيادة العامة للقوات المسلحة بمقرها في الرجمة.
???? حضور رفيع المستوى من القيادات العسكرية ⚔️
شهدت المأدبة حضور آمرِي الوحدات، ومدراء الإدارات بالقيادة العامة، وعدد من ضباط القوات المسلحة، في لقاء يعكس روح التآخي والتلاحم بين القيادة العسكرية وأفراد القوات المسلحة خلال شهر رمضان المبارك.
ليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results