وصلت مسيرة عائلات الأسرى الإسرائيليين ومعها الآلاف من المتضامنين والمؤيدين، اليوم السبت إلى تل أبيب، بعد 5 أيام من انطلاقها من المكان نفسه، حيث جابت مناطق ومدن عدة في إسرائيل، بدعوة من منتدى أهالي الرهائن والمفقودين، على غرار كل أسبوع في ساحة تل أبيب التي أصبحت نقطة التقاء للتعريف بقضيتهم.

ونفذ المشاركون تظاهرة حاشدة شاركت فيها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تضم سياسيين عربا ويهود، طالبت بوقف فوري للحرب في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين من خلال إبرام صفقة للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في المقابل.

وبحسب مراسل "الحرة"، طالب المشاركون السلطات الاسرائيلية الكف عما وصفوه بـ "تكميم الأفواه وإعطاء مساحة للتعبير عن الرأي".

في الوقت ذاته، وصلت مجموعة من المعارضين للمظاهرة إلى الموقع وقاموا بتشغيل الموسيقى من خلال نظام الصوت، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وقد فصلت قوات الأمن بين المجموعتين بسياج. ولوحظت حالات من الاشتباكات اللفظية بينهما.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

ووفق الجيش الإسرائيلي، تم اختطاف حوالي 240 شخصا في 7 أكتوبر خلال الهجوم غير المسبوق لحركة حماس على الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة، وتطالب عائلاتهم بإطلاق سراحهم.

واستبق التظاهرة مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، واجتماع مجلس الوزراء للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن.

وأعلن منتدى أهالي الرهائن والمفقودين، مساء السبت، أن "جميع العائلات" ستلتقي مساء الاثنين "مجلس وزراء الحرب بأكمله"، وسيشارك في اللقاء نتانياهو ووزير الدفاع، يوآف غالانت، بحسب ما نقلت فرانس برس.

وارتدى عدد من المتظاهرين قمصانا سوداء عليها صور المخطوفين وعبارة "أعيدوهم إلى البيت"، كما حملوا لافتات عليها صور أبنائهم وهتفوا "سنعيدهم".

وتحدثت مصادر عدة، خلال الأسبوع الماضي، عن وساطات برعاية قطر لمحاولة إطلاق سراح محتجزين مقابل هدنة، وفقا لفرانس برس.

وقال نتانياهو في مؤتمره الصحفي مساء السبت أن هناك "العديد من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة" و"التلاعب".

وأضاف "رأيت مسيرة عائلات الأسرى وأقول لهم إنني أسير معكم، وحتى اللحظة ليست هناك صفقة، وحينما يكون هناك صفقة سنبلغ عائلات الأسرى والمحتجزين بغزة".

وأضاف نتانياهو: "طلبت أن أجمع عائلات الأسرى مع مجلس الحرب لأريهم ما نقوم به في غزة".

ويخشى العديد من أقارب وأصدقاء المفقودين أن يتعرضوا للأذى في الهجمات الإسرائيلية على غزة التي تهدف إلى تدمير حماس، بينما تقول الحكومة إن الهجوم يحسن فرص استعادة الرهائن.

وبالتزامن مع يوم الطفل العالمي الذي يوافق يوم الاثنين، كان معظم المتحدثين في التظاهرة هم أقارب الأطفال الذين تحتجزهم حماس.

وقد التقى ممثلو العائلات مع وزير مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس ومراقب مجلس الوزراء الحربي غادي آيزنكوت، وكلاهما رئيسا أركان سابقان للجيش الإسرائيلي.

ونُقل عن آيزنكوت قوله لهم إن "عودة الرهائن هي الأولوية القصوى للحرب، قبل تدمير حماس"، وأضاف أن الاتفاق المحتمل بشأن الرهائن يجري مناقشته "ليلا ونهارا".

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وبحسب ما ورد، قال غانتس للعائلات إن "الحكومة بأكملها مقتنعة بأن الضغط العسكري يساهم في جهود عودة الرهائن".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.

وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن قرابة 240 شخصا بينهم أجانب، أخذوا رهائن في هجوم حماس ونقلوا إلى غزة.

وتوعدت الدولة العبرية حركة حماس بـ"القضاء" عليها، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليات بربة اعتبارا من 27 أكتوبر، ما تسبّب بمقتل 12300 شخص وفق آخر حصيلة لحكومة حماس، السبت. وبين القتلى أكثر من خمسة آلاف طفل.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: عائلات الأسرى

إقرأ أيضاً:

ماذا لو نجحت "صفقة الممر الآمن" وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟

مر أكثر من عام كامل على الحرب التي دمرت قطاع غزة، ولم تتوقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن قتل المدنيين وترويع الصغير والكبير، واعتقال الشباب، وتحويل القطاع إلى كومة ركام، ومكان غير صالح للعيش، ونعلم جميعا مدى تغير المشهد في غزة بعد اغتيال إسرائيل ليحيى السنوار زعيم حركة حماس، وكذلك استهداف عناصر ومقرات الحركة في رفح وجميع ربوع غزة، وفي خضم هذه الأحداث عادت من جديد جهود الوساطة المصرية والقطرية برعاية الولايات المتحدة الأميركية من أجل التهدئة في غزة ووقف الحرب، ولكن تصر إسرائيل على شروطا غير قابلة للنقاش لوقف هذه الحرب الشعواء.
ومن بين شروط إسرائيل، هو إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس تشمل الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، ومنح قادة حماس ممراً آمناً للخروج من غزة إذا ألقوا أسلحتهم، وفي المقابل يتم الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ولكن بشرط تسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
وفي الحقيقة، فإن هذا الشرط هو الأنسب والأفضل لأهالي غزة، لأنه يمكن أن يوقف الحرب التي زادت عن العام، هذا إضافة إلى أن السلطة الفلسطينية هي سلطة حكيمة وراشدة وتستطيع أن تتعامل بدبلوماسية مع إسرائيل، حتى تحصل على حقوق أهالي غزة في العودة لبيوتهم مع وقف الحرب، واستمرار التهدئة، لتقوم بعد ذلك بتنفيذ خطة إعمار غزة بشكل تدريجي، كما تستطيع الحصول على الدعم المادي من جميع بلدان العالم والمنظمات الدولية من أجل دعم وتعزيز إعادة إعمار القطاع مجددا وحق أهله في العودة إلى بيوت آمنة.
وأعلنت بعض قيادات الحركة أن حماس منفتحة على أي اتفاق أو أفكار تُنهي معاناة شعب غزة، وتوقف إطلاق النار بشكل نهائي، وتؤدي إلى انسحاب الاحتلال من كامل القطاع ورفع الحصار وتقديم الإغاثة والدعم والإيواء لأهالي القطاع، وأيضا قد تدرس الخروج الآمن لها ولجميع مقاتليها من غزة إلى السودان، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ووقف الحرب تماما، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، خاصة وأن فرص حماس في حكم قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها باتت شبه مستحيلة.
وهنا قد تحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية، خاصة مع إبداء الجيش السوداني موافقته على استضافة جميع قادة حماس، ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية، وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم، إبان حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
 أما عن وسطاء الصفقة، فهم يعملون الآن على إقناع حماس وإسرائيل بمقترح لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة وتبادل محدود للأسرى، والتي تعتبر هي الصفقة الجزئية كعلامة على حسن النية من الطرفين، على أن تبدأ المفاوضات الفورية لوقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة في ظل عدم وجود اشتباكات جارية، وقد تثمر هذه الصفقة عن شيوع الهدوء في المنطقة سواء على صعيد فلسطين ولبنان وتحسين الظروف الاقتصادية لباقي دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أن تسببت الاضطرابات الجيوسياسية في أزمات اقتصادية متتالية.
وإذا تمت الصفقة بالفعل، فهنا يبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون، وتنسحب قوات جيش الاحتلال من غزة، وتخرج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان، بعد أن تتولّى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، والتي يجب عليها من الآن أن تفتح باب الحوار والمشاركة أمام نخبة غزة المهاجرة ومنظمات المجتمع المدني من أجل الإعداد للمرحلة المستقبلية لما بعد الحرب، وهي الورقة الكفيلة بقطع الطريق أمام مخطط عودة السلطة العسكرية الإسرائيلية ومن هنا يأتي الخير للبلاد والعباد.
لكننا لا نعرف حتى الآن النية الإسرائيلية الحقيقية لهذه الصفقة، فدائما ما يراودني سؤال وهو، هل نية إسرائيل في الإنسحاب من غزة حقيقية، وفي حالة إذا انسحبت حماس فهل تنسحب إسرائيل بشكل كامل هي الأخرى، ويتركا الشعب الفلسطيني في حاله؟ وتنتهي الخطة الإسرائيلية لتدمير البيوت ومراكز الإيواء والمستشفيات وغيرها، ويعود الأهالي إلى العيش بدون حرب وتحت مظلة السلطة الفلسطينية، أم أنها مجرد أحلام، ويظل نتانياهو مستمرًا في نهج الهروب إلى الأمام، وإلقاء الكرة في ملعب حماس، ويُرحِل حسم وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

مقالات مشابهة

  • باحث في الشئون الإسرائيلية: نتنياهو بنفسه يعمل على إفشال صفقة إطلاق سراح الرهائن
  • مسؤول أمني إسرائيلي: موقف حماس لن يتغير.. "يجب إنهاء الحرب بغزة"
  • رئيس الموساد يُطلع عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة على مستجدات المفاوضات
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تعارض اتفاقا جزئيا وتطالب بهم جميعا دفعة واحدة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: هدف التسريبات من مكتب نتنياهو هو نسف صفقة تبادل الرهائن
  • مطالبات نصراوية بالتعاقد مع رونالدو الجديد
  • من أجل عودة الرهائن ووقف الحرب..إسرائيليون يواصلون التظاهر في تل أبيب
  • ماذا لو نجحت "صفقة الممر الآمن" وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟
  • مظاهرات تجتاح تل أبيب وسط مطالبات بعودة المحتجزين ووقف الحرب
  • مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف الحرب وعودة الأسرى