خبير مصري يتحدث عن “معجزة كبرى” حققتها روسيا رغم آلاف العقوبات
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
مصر – تحدث مستشار المركز العربي للدراسات في مصر والخبير في الشؤون الاقتصادية والعلاقات الدولية، أبوبكر الديب، عن “معجزة كبرى” حققتها روسيا رغم تعرضها لأكثر من 14 ألف عقوبة غربية.
وقال الديب في تصريحات لـRT إن الاقتصاد الروسي ما زال صلبا للغاية وحقق معجزة في معدلات النمو رغم فرض الدول الغربية، أمريكا وحلفاؤها أكثر من 14 ألف عقوبة على روسيا، حيث استطاع تحدي التوقعات الخاصة بانهياره، مشيرا إلى أن دائرة الإحصاء الروسية أكدت أن النمو السنوي في البلاد تسارع إلى 5.
وأشار الخبير المصري إلى أنه وبحسب فاليري بيفن، العضو المنتدب لوكالة التصنيف الروسية ACRA قد تصل أرباح البنوك إلى أكثر من 3 تريليونات روبل (حوالي 33 مليار دولار) في عام 2023، كما حافظت مبيعات الطاقة على جعل الميزانية في وضع أفضل على الرغم من ارتفاع تكاليف الحرب.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نجح في منع انهيار اقتصاد بلاده رغم تعدد العقوبات الغربية رغم أن التصريحات الغربية كانت تشير إلى أن الاقتصاد الروسي سينهار، بعد فرض العقوبات الغربية المشددة عليه لكن الحادث أن الاقتصاد الروسي نجح في تحقيق أداء أفضل من التوقعات ومازالت الصادرات الروسية من النفط والغاز، إلى الدول الأوروبية وغيرها من الدول، مثل الهند وتركيا قائمة، بل وزادت كما أنه استفاد من زيادة أسعار النفط حيث يحقق مليار دولار على الأقل يوميا من عائدات بيع النفط والغاز، وسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى تعزيز العلاقات مع دول مثل الصين والهند في الوقت الذي خفض فيه الاتحاد الأوروبي الروابط التجارية مع روسيا، بما في ذلك واردات النفط والغاز، في جولات متكررة من العقوبات.
وأكد أبو بكر الديب أن البنك المركزي الروسي بنهاية أكتوبر الماضي أعلن ارتفاع احتياطيات روسيا الدولية لتبلغ في 20 أكتوبر الجاري 573.2 مليار دولار.
وأشار الديب بأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أعلن مؤخرا أن هيكل الاقتصاد الروسى يتغير بشكل إيجابى وللأفضل، مشيرا إلى أن هذا غير مسبوق فى تاريخ روسيا الحديث، وأضاف الرئيس الروسي: لقد نما قطاع الطاقة لدينا بنسبة تزيد عن 3 %، وبلغ النمو الإجمالى للصناعات التحويلية 43 %”، وهذا غير مسبوق في تاريخ روسيا الحديث.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحليل: العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني "مآلها الفشل"
يرى المحلل الأمريكي الدكتور أرييل كوهين، أنه في الوقت الذي تنفق فيه إيران مليارات الدولارات لتمويل حزب الله في لبنان والميليشيات الحوثية في اليمن وحماس وحركة الجهاد في قطاع غزة، وكتائب حزب الله في العراق، يبرز التقرير الذي أصدرته مؤخراً إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بشأن صادرات البترول الإيراني، كتذكير صادم بأن العقوبات المتقطعة من جانب إدارتي الرئيس السابق باراك أوباما، والرئيس الحالي جو بايدن على طهران، كان مآلها الفشل.
وقال كوهين، المدير الإداري لبرنامج الطاقة والنمو والأمن في مركز الضرائب والاستثمار الدولي، وزميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إنه في الواقع وكما تشير العقوبات ضد الكرملين بسبب غزوه لأوكرانيا، فإن العقوبات وحدها ليست وسيلة ناجعة ضد الدول المعتدية.
Read @Dr_Ariel_Cohen's latest in @TheNatlInterest covering Iran's funding of proxies through its oil sales allowed by lax Obama and Biden era sanctions. https://t.co/rTqOMvUuGi
— Energy, Growth & Security Program @ITIC (@IticEgs) November 2, 2024وتفشل سياسة الولايات المتحدة التجارية مراراً وتكراراً في وقف الانتهاكات الصارخة للعقوبات. ومنذ عام 2020، زادت عائدات إيران من الصادرات النفطية قرابة 4 أضعاف من 16 مليار دولار إلى 53 مليار في عام 2023، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة.
وأضاف كوهين أن "هناك 3 عوامل تفسر هذا التغيير الدراماتيكي: وهي التطبيق المتراخي للعقوبات من جانب إدارة بايدن، وارتفاع أسعار النفط العالمية، وتعطش الصين للنفط، الذي نتج عنه شراكة أوثق مع إيران".
ومع تدفق الأموال على إيران، أصبح لدى طهران الموارد التي كانت تحتاج إليها على مدار السنوات القليلة الماضية، لكي تمول كل من جماعاتها الإرهابية بالوكالة هجمات ضد إسرائيل، ودفع تكاليف حملة الحوثي لدفع التجارة العالمية عبر البحر الأحمر إلى التوقف تقريباً، ما تسبب في تكبد مصر خسارة عائدات ضخمة.
ولم يلغ الرئيس بايدن رسمياً أي عقوبات نفطية ضد إيران، ولكن من جهة أخرى، لم تصدر إيران رسمياً أي نفط إلى الصين أيضاً. وتستغل طهران مجموعة كبيرة من الشركات للتمويه وناقلات النفط المتخفية لإخفاء المنشأ الوطني لشحناتها من النفط. وقام العديد من شركات التأمين واللوجستيات الأمريكية بالفعل بتسهيل نقل النفط الإيراني إلى الصين.
وأخفقت إدارة بايدن في أن تقاضي على نحو فعال الحشد من المنتهكين للعقوبات. ويشكل هذا التسامح مع الممارسات التجارية الخادعة من جانب إيران عودة فعلية إلى النهج التصالحي الذي اتخذه الرئيس الأسبق أوباما تجاه إيران. وفي نفس الوقت، تحركت إيران أقرب وأقرب صوب الحصول على قدرات تصنيع الأسلحة النووية.
ووضع مؤيدو الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 (خطة العمل المشتركة الشاملة)، إطار مقايضة خضعت بموجبه إيران لعمليات التفتيش على الأسلحة النووية مقابل تخفيف العقوبات.
وفي عام 2018، أعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب إنذاك فرض العقوبات، مما تسبب في انهيار صادرات النفط الخام الإيراني من 2033 برميل في اليوم في عام 2018، إلى 675 برميل في عام 2019، ومن خلال غض الطرف عن انتهاك طهران للعقوبات منذ توليها السلطة، تقدم إدارة بايدن بالفعل حوافز دون فرض أي تحذيرات.
ومحت الأعمال العدائية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران أي أرضية مشتركة باقية بين الولايات المتحدة والحكومة الإيرانية. ولم نعد نعيش في عالم عام 2015، ولكن بعض صناع السياسة الأمريكيين يدعون غير ذلك. وبالتالي، سوف تظل العقوبات الحالية عديمة التأثير حتى تعطي واشنطن الأولوية لتطبيق العقوبات وتخصيص موارد كبيرة لذلك.
وتابع كوهين أنه "بالطبع لا يمكن إلقاء اللوم بالكامل غلى السياسة الأمريكية، فيما يتعلق بارتفاع عائدات إيران من النفط". وقد عادت توجهات الاقتصاد الكلي أيضاً بالنفع على النظام الإيراني على مدار السنوات القليلة الماضية.
ووثق تقرير إدارة معلومات الطاقة زيادة حادة في متوسط السعر السنوي للنفط الخام الإيراني، من 29 دولار للبرميل في عام 2020 بسبب وباء كوفيد 19 إلى 84 دولار في عام 2022. وتفسر الصدمات الاقصادية الخارجية بشكل كبير هذا التغيير.
وأدى تخفيف القيود الخاصة بمكافحة وباء كوفيد 19-، إلى زيادة الطلب على الطاقة، وخفضت الحرب بين روسيا وأوكرانيا إمدادات الطاقة. ورغم أن الولايات المتحدة لها نفوذ محدود على سعر النفط، فإن زيادة الأسعار تكون بمثابة مضاعف للقوة بالنسبة لإيران مما يسمح لها بالحصول حتى على أرباح أكثر من النفط الذي تبيعه، في مواجهة فشل إدارة الرئيس بايدن في تطبيق العقوبات.
وتاريخياً، صدرت إيران الكثير من نفطها إلى سوريا وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية. غير أن الصين ظهرت كعميل لاغني عنه لصناعة البترول الإيرانية خلال السنوات الـ 5 الماضية.
وتضاعفت صادرات إيران النفطية إلى الصين 4 مرات منذ عام 2019، من 308 آلاف برميل في اليوم إلى 1.2 مليون برميل في عام 2023. وانخفضت الصادرات الإيرانية إلى وجهات غير الصين من 1.4 مليون برميل في اليوم عام 2018، إلى 148 ألف برميل فقط في عام 2023.
وتعكس هذه الإحصائيات توجهاً أوسع نطاقاً لرغبة الصين المتزايدة للإفلات من العقوبات، التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتنسيق مع إيران للقيام بذلك. وتشتري الصين ما يصل إلى 89% من الصادرات النفطية الإيرانية، وهذا يتوقف على الشهر (وهذا يمثل تقريباً 12-10% من إجمالي وارداتهم في عام 2023). ولم يعد بإلإمكان فصل مصالح الصين الجيوسياسية عن نظيرتها الإيرانية.
وتساعد عائدات إيران النفطية المتزايدة في تمويل وتنظيم محورها للمقاومة ضد الغرب، حيث توضح وابلات الهجمات المتواصلة من جانب الوكلاء ضد إسرائيل قدرتها على دعم الصراعات المستمرة. غير أن لوجستيات توزيع النفط الإيراني تكشف عن تطور عالمي مخيف بنفس القدر.
ويوضح تعطش الصين ولهفتها لشراء كميات ضخمة من النفط من كل من إيران وروسيا استقطاباً جوسياسياً، يتعمق ربما يؤدى إلى حريق عالمي واسع النطاق. وخلال معظم القرن الـ 20، كانت هذه الدول القوية الثلاث تعتبر كل منها الأخرى أعداء، والآن هي متحدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
واختتم كوهين تقريره بالقول إن "قطاع النفط الإيراني يظل عاملاً حيوياً في تمويل حملة طهران ضد إسرائيل والقوى الغربية، وعنصراً مهماً للغاية في علاقات طهران مع بكين. ويتعين أن يشمل أي تحرك للتصدي لمحور المقاومة حرمان إيران من قدراتها على تمويل الإرهاب وبرنامجها النووي، والتطبيق الصارم للعقوبات ، والاستعداد لضربات مضادة من جانب الصين".