ستكون الجماهير العاشقة للرياضات الميكانيكية اليوم على موعد من الإثارة والتشويق في ختام السباق الرئيسي لجائزة قطر الكبرى للخطوط الجوية القطرية، الجولة التاسعة عشرة وقبل الأخيرة بطولة العالم للدراجات النارية /الموتو جي بي/ للموسم 2023، والتي تقام تحت الأضواء الكاشفة بحلبة لوسيل الدولية وسط مشاركة أبرز دراجي العالم.

وسيكون ماريني دراج فريق /دوكاتي/ أول المنطلقين في السباق الرئيسي اليوم بعدما سجل الزمن الأسرع في اللفة وقدره 1.51.762 دقيقة، محققا زمنا قياسيا جديدا في حلبة لوسيل خلال حصص التجارب التأهيلية.
وتختتم اليوم المنافسات، بإقامة السباقات الثلاثة الرئيسية للفئات الثلاث /الموتو 3/ و /الموتو 2/ والموتو جي بي على التوالي، حيث تستهل الفعاليات بفترات إحماء للمتسابقين في الفئات الثلاث بصورة متتالية.وتنطلق السباقات الثلاثة الرئيسية مساء اليوم تواليا، سباق فئة /الموتو 3/ المكون من 16 لفة في الساعة الخامسة مساء، ثم سباق فئة /الموتو 2/ المكون من 18 لفة في الساعة السادسة و15 دقيقة مساء، وأخيرا سباق فئة الموتو جي بي المكون من 22 لفة في الساعة الثامنة مساء.
هذا واحتل الدراج الإيطالي المركز الأول في التجارب التأهيلية الثانية التي جرت مساء امس متفوقا بفارق 0.076 ثانية خلال لفته الأخيرة عن أقرب منافسيه الإيطالي فابيو دي جيانانتونيو دراج فريق /جريسيني/، الذي حصد مركز الانطلاق الثاني بزمن قدره 1.51.829 دقيقة.
 وحجز الإسباني أليكس ماركيز دراج فريق / جريسيني / قطب الانطلاق الثالث بعدما سجل ثالث أسرع توقيت بزمن قدره 1.51.898 دقيقة، وذلك أمام الإيطالي فرانشيسكو بانايا دراج فريق «دوكاتي» متصدر الترتيب العام للبطولة برصيد 412 نقطة، الذي سجل زمنا قدره 1.52.036 دقيقة ليأتي بذلك في مركز الانطلاق الرابع.
وحصل والإسباني جورج مارتن دراج فريق /براماك/ صاحب المركز الثاني في الترتيب العام لبطولة العالم برصيد 398 نقطة، على مركز الانطلاق الخامس بعدما سجل زمنا قدره 1.52.058 دقيقة، فيما جاء الفرنسي يوهان زاركو دراج فريق /براماك/ في مركز الانطلاق السادس بعدما سجل زمنا قدره 1.52.101 دقيقة.
ونال الإسباني مارك ماركيز دراج فريق /هوندا/ بطل العالم ثماني مرات، مركز الانطلاق السابع بعدما سجل زمنا قدره 1.52.103 دقيقة، بينما حصل الإسباني مافيريك فينياليس دراج فريق /ابريليا/ على مركز الانطلاق الثامن بعدما سجل زمنا قدره 1.52.175 دقيقة.
وأكمل الإسباني راؤول فرنانديز دراج فريق /رنف أبريليا/ والإسباني أليكس إسبارجارو دراج فريق /أبريليا/ قائمة المراكز العشرة الأوائل بحصد مركزي الانطلاق التاسع والعاشر تواليا، بعدما سجل فرنانديز زمنا قدره 1.52.348 دقيقة، وإسبارجارو زمنا قدره 1.52.466 دقيقة.

عمرو الحمد: حدث فريد

أكد عمرو الحمد الرئيس التنفيذي لنادي حلبة لوسيل، المدير التنفيذي للاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية، أن إمكانية حسم لقب بطولة العالم في الدوحة يعتبر حدثا فريداً يحدث للمرة الأولى، وهي حسم بطولة العالم في الموتو جي بي والفورمولا1 في نفس البلد وعلى نفس الحلبة وفي نفس العام.
وأعرب الحمد عن سعادته بالإشادات المتعددة التي تلقاها على مدار اليومين الماضيين من قبل المشاركين في جائزة قطر الكبرى للموتو جي بي، سواء من المتسابقين أو ضيوف البطولة.
وقال: سعداء لما تلقيناه من إشادات من قبل الجميع بشأن جائزة قطر الكبرى والتنظيم المميز وكذلك حلبة لوسيل الدولية، سواء من المتسابقين أو مدراء الفرق المشاركة، وكذلك الإعلاميين الأجانب
و قال: الأجواء رائعة للغاية، ومنطقة المشجعين لفتت الأنظار بشدة، كما أن هطول الأمطار زاد من بهاء الحلبة.   

مارتن يحرز لقب سباق السرعة

حقق الإسباني خورخي مارتن لقب سباق «سبرينت» ضمن منافسات جائزة قطر الكبرى للخطوط الجوية القطرية، وجاء فوز مارتن بالسباق الذي يقام للمرة الأولى ضمن سباقات جائزة قطر الكبرى، بعدما قطع المسافة السباق «11 لفة» ولمسافة 59.18 كيلو متر في زمن قدره 20.52.634 دقيقة.
وتفوق الدراج الإسباني الذي ينافس على اللقب العالمي، بفارق 0.391 ثانية عن أقرب منافسيه الإيطالي فابيو دي جيانانتونيو دراج فريق /جريسيني/.
واحتل الدراجان الإيطالي لوكا ماريني دراج فريق /دوكاتي/ والإسباني أليكس ماركيز دراج فريق /جريسيني/ المركزين الثالث والرابع بفارق 2.875 ثانية و3.370 ثانية تواليا عن الصدارة.
وأكمل الدراج الإيطالي فرانشيسكو بانايا دراج فريق «دوكاتي» متصدر الترتيب العام للبطولة قائمة المراكز الخمسة الأولى، وبفارق 3.975 ثانية عن مارتن الفائز وصاحب المركز الثاني في الترتيب العام للبطولة.

منافسات فئة الموتو2

أحرز الأمريكي جو روبرتس مركز الانطلاق الأول في السباق الرئيسي الذي سيقام اليوم على صعيد منافسات فئة /الموتو 2/، بعدما سجل الزمن الأسرع في اللفة خلال التجارب التأهيلية وقدره 1.57.305 دقيقة، وبفارق 0.007 ثانية عن الإيطالي سيليستينو فييتي الذي حصد مركز الانطلاق الثاني بزمن قدره 1.57.312 دقيقة، بينما ذهب مركز الانطلاق الثالث إلى الإسباني آرون كانيه الذي جاء في المركز الثالث بزمن قدره 1.57.333 دقيقة وبفارق 0.028 عن المتصدر.

 الزمن الأسرع 

وفي منافسات فئة /‏الموتو 3/‏، نال الإسباني دانيال هولجادو مركز الانطلاق الأول في السباق الرئيسي  ، بعدما سجل الزمن الأسرع خلال التجارب التأهيلية وقدره 2.04.742 دقيقة، متفوقا بفارق 0.003 ثانية عن البرازيلي ديوغو موريرا صاحب مركز الانطلاق الثاني بزمن قدره 2.04.745 دقيقة، فيما كان مركز الانطلاق الثالث من نصيب التركي دينيز أونكو الذي جاء ثالثا بزمن قدره 2.04.894 دقيقة وبفارق 0.152 ثانية عن المتصدر.

الإندونيسي فيدا يتوج بسباق المواهب الآسيوية

توّج الدراج الإندونيسي فيدا براماتا بطلا للسباق الأول للجولة السادسة والأخيرة من كأس المواهب الآسيوية والتي تشرف عليها شركة الدورنا الرياضية، مسجلا زمناً وقدره ( 26 دقيقة و34 ثانية و697 جزءا من الثانية ) وحصل على (25) نقطة، ويتصدر البطولة برصيد ( 231 ) نقطة، وحل في المركز الثاني الدراج الياباني رويوتا أوجيوارا مسجلا زمنا وقدره ( 26 دقيقة و34 ثانية و791 جزءا من الثانية )، بينما حصل على المركز الثالث مواطنه الدراج شينيا إيزاوا مسجلا زمنا وقدره ( 26 دقيقة و40 ثانية و401 جزءا من الثانية )، وحصل الموهبة القطرية الدراج حمد السحوتي على المركز (11)، بينما حصل الدراج السعودي محمد بن لادن على المركز (10)، وسيقام اليوم السباق الثاني الساعة (14:35) ظهرا بتوقيت قطر.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جائزة الخطوط الجوية القطرية حلبة لوسيل

إقرأ أيضاً:

موت مزارع!

"قصة قصيرة"

كان عبد الستار رجلا طيبا مستور الحال، يعيش في بيت صغير يقع في أعلى بقعة في إحدى جزر نهر النيل، كان يفلح قطعة أرض صغيرة ورثها من أسلافه، ورغم إنتاجها القليل الا أنه كان كافيا ليستمر على قيد الحياة مع المساعدات القليلة التي كانت تصله من بعض أقاربه الذين يعملون في دول الخليج.
ورغم ان عبد الستار لم يشتهر بالورع، اذ لم يكن يعرف من الفروض الدينية الا ما يكفيه بالكاد لأداء الصلاة، إلا أنه كان يقف أحيانا بعد صلاة الجمعة ليتحدث في بعض المسائل الصغيرة، والتي كانت في طابعها العام أقرب الي الدنيا منها الي الدين، وفي الغالب فإن أحدا لم يكن يعر كلامه أدني اهتمام، وكان الناس يضطرون للجلوس للإستماع له بدافع المجاملة او الخوف فقد كان يتمتع بجسم ضخم وقبضة حديدية أتاحت له مرة اثناء استعراض للمهارات قتل ثور بضربة واحدة علي الرأس، وفهم الكثيرون محاولاته لتنصيب نفسه كواعظ متطوع بأنها مجرد رغبة من رجل طيب يحاول تذكير الناس بأنه موجود وأن الشيخوخة لن تجبره علي التسليم والإنخراط في إستعدادات إنتظار الموت بطريقة تقليدية.

كان عبد الستار يعيش وحيدا، لا يؤنس وحدته سوي جهاز راديو قديم، كان الراديو الوحيد في العالم الذي لا يحتاج لأي نوع من الطاقة من أجل تشغيله، بل مجرد ركلة قدم قوية تحرك طاقة منسية في أحشائه فيبدأ علي الفور في ترديد الشعارات الوطنية بصوت مرتجف، وكان يمكن لبرنامج حياته أن يمضي علي الوتيرة نفسها حتي لحظة تشييعه الي مثواه الأخير، لولا الانهيار الاقتصادي الرهيب الذي طال كل مستويات الحياة اليومية، منذ بدء ظهوره مع بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، وفجأة وجد عبد الستار نفسه وهو علي وشك ان يبدأ أول ايام الشيخوخة علي حافة الإفلاس، إنقطع الايراد القليل الذي كان يصله من أقربائه في الخارج بسبب تدهور أحوالهم، لم تنقطع غلة أرضه ولكن تكلفة الانتاج باتت عالية جدا وأسعار المحاصيل الزراعية لا تكفي للوفاء بالتكلفة المرتفعة للإنتاج، لم تكن هناك مشكلة في إيجاد التمويل اللازم للزراعة فقد فتحت عدة بنوك تجارية أبوابها علي مصراعيها وكانت علي أتم إستعداد لإقراض المزارعين أية مبالغ يطلبونها ودون تردد، الا ان عبد الستار أدرك مبكرا ان الطريق نفسه الذي يؤدي الي البنك كان ينتهي في السجن، لأنه وبمجرد أن يتم حصاد المحصولات الزراعية كانت أسعارها تنهار فجأة وكأن الامر يتم بفعل فاعل، وتقوم البنوك التجارية بتحصيل قروضها بالإستيلاء علي المحاصيل بأسعار زهيدة ولأن ذلك لا يكون في العادة كافيا للوفاء بالقروض يتم جرجرة المزارعين الي السجون، حتي أن الكثيرين كانوا يفهمون عبارة انا ذاهب الي البنك وفق معناها الحقيقي وهو : انا ذاهب الي السجن
لم يصدق عبد الستار الشعارات التي كان يرددها جهاز الراديو والتي تحث المزارعين علي زيادة المساحات المزروعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، شاعرا انه لن يحقق اذا ما انجر وراء تلك الشعارات سوي اكتفاء ذاتي من الهموم، وهو لم يكن في حاجة للمزيد منها فقد أصبح يضطر في الفترة الأخيرة لتغيير الطريق الذي يسلكه في وسط القرية ليتجنب المرور من أمام دكان السر ود الحاج، بسبب تراكم ديون حوائجه المنزلية، وطوال أيام إستغرقه قلق شديد حتي أنه كان يعبر أمام جيرانه الجالسين فوق كثبان الرمال في ضوء القمر في إنتظار حدوث فرج ما، كان يمر بهم دون أن يلقي السلام أو حتي يكترث للذين كانوا ينادونه بألقاب ساخرة من إستغراقه الفلسفي، فكر في مخرج آخر يضمن له البقاء علي قيد الحياة دون تنازلات جوهرية قد يدفع ثمنها من أوهامه المستقبلية، نظر حواليه فلم يجد شيئا، وإنتظر طوال عدة أيام على أمل ان يطرق باب بيته طارق متعجل يسلمه خطابا دسما من أحد اقربائه، ولكن مرت الأيام رتيبة، لا جديد فيها. تمضي ساعات النهار الطويلة ببطء، لم يعد يشعر فيها بطعم الحياة القديم في ساعات الضحى وغناء القمري فوق أشجار النخيل.

ركل جهاز الراديو ركلة اخيرة فانطلقت الشعارات والاغاني التي تؤكد بأنه يعيش في نعيم ارضي رغم مظاهر الجحيم التي كانت تخيم من حوله، اغلق جهاز الراديو وتركه يختفي خلف انسجة العنكبوت واتخذ قرارا مصيريا مهما: قرّر ركوب الموجة! أهمل حلاقة ذقنه عدة أيام كانت كافية لتنمو لحية صغيرة، قرر أن يتوكأ عليها لتحقيق مآرب اخري، وعن طريق بعض معارفه عرف ان هناك فرصا للتقدم لوظيفة داعية لم يكن أمامها من عقبات سوي دورة تدريب ضمن قوات الدفاع الشعبي ثم دورة تأهيلية بعد ذلك تؤهله لاعتلاء المنابر. إعتبر عبد الستار أن دورة الدفاع الشعبي ستكون مجرد رحلة قصيرة لن تخلو من تسلية ما دامت الحكومة ستتكفل نفقات إبقائه على قيد الحياة طوال تلك الفترة.
ولإضفاء صبغة عملية على توجهاته الحضارية الجديدة أصبح عبد الستار يقف ليتحدث بعد صلاة الجمعة بلسان جديد، أصبح يحث على الجهاد والتضحية بالنفس، وكان يدعو ببطن مترهل الي عدم مسايرة هوي النفس وقهرها بالصوم، وفي كل مرة كان يختتم حديثه بالقول المأثور: إخشوشنوا فان النعم لا تدوم.
في البداية اعتقد الجميع بأنه كان يمزح، أو يمر بفترة إكتئاب بسبب الفراغ او قلة المال، تجعله يتقمص دورا تبشيريا تقشفيا. ولم تخل تحولاته من مخاطر فقد طرق باب بيته السر ود الحاج مطالبا بديونه، قال له: ما دامت ذقنك قد طالت هكذا فلابد أنه سيكون معك ما يكفي لسداد ما عليك !، الا ان عبد الستار أكد له انه لم يتغير شيء حتى الآن سوي ظهور تلك الذقن ووعده بالسداد بمجرد أن تنفرج الاحوال قريبا، بعد الحصول على فوائد ما بعد الذقن!

بعد أيام اختفي عبد الستار وعرف أهل القرية بأنه اختير كداعية وأن الاختيار وقع عليه مع امرأة من نفس القرية وإنهما سافرا لتكملة دورة الدفاع الشعبي، نقل عبد الستار الي معسكر في منطقة القطينة وبسبب سمنته المفرطة فقد واجه عسف المدربين، وكان أحدهم يطعن عصاه كل يوم في بطن عبد الستار المترهلة ويقول له: هذا اللحم الحرام يجب أن يخرج! كان المدرب في كل يوم يكيل له الاتهامات منددا باللحم الذي يكتنزه والذي لم تفلح في زحزحته كل حفلات العقاب اليومي والجوع الاجباري والاكل الرديء.
في النهاية توصل عبد الستار الي قناعة ان المعسكر لم يكن للتدريب ، بل للحقد، وان كل رأسماله الذي تبقي له من الدنيا من صحة الجسم التي يدخرها لأيام المرض والشقاء، كان معرضا وبصورة متواصلة لحقد يومي معلن، فور توصله لتلك القناعة المتأخرة غادر المعسكر، كان يؤدي طقوس العقاب المسائي اليومي حيث يقف ويداه مرفوعتان طوال الليل حينما غادر المكان فجأة ودون مقدمات، لم يكترث للصافرة التي انطلقت تدعو المجندين لايقافه، ولا للمدرب الذي اتخذ وضع إستعداد إطلاق النار لايقافه، غادر المكان دون هوادة ولم يكلف نفسه ولا حتي بالبحث عن باب المعسكر فقد حطم أقرب جدار مواجه وغادر المكان .

في الخارج توقف أمام شارع الاسفلت المقفر علي أمل مرور عربة ما، كان المساء ينذر بعاصفة خريفية فقد كانت السماء ملبدة والبرق يضئ قفر اشجار الطلح والسيال من حوله، لم يكترث عبد الستار للعاصفة الوشيكة، كان مشغولا باسترجاع شريط الاهانات اليومية التي تعرض لها طوال ايام، فجأة توقفت بجانبه سيارة فارهة، فتح الباب الامامي ليصعد للسيارة ففوجئ بمنظر الرجل الجالس الي عجلة القيادة، وجده ملتحيا، فأثارت اللحية فيه كل مواجع احقاده، لم يصعد الي السيارة، صفق الباب بعنف وأصدر للرجل باشارة حادة من يده أمرا بالانصراف. قضي الليل كله ماشيا حتى لاحت تباشير أول مدينة، ومن حسن حظه فقد كان يحتفظ بمبلغ قليل من المال أتاح له ركوب المواصلات الي الخرطوم التي أمضي فيها بضعة أيام قبل أن يغادرها عائدا الي قريته.

لدي عودته لبيته استأنف فور وصوله تفاصيل حياته السابقة نفسها، نفض الغبار عن جهاز الراديو وركله بحقد، فوجده يردد الاكاذيب السابقة نفسها فأغلقه بركلة أخري، شعر رغم ضيق الحال بأنه بدأ يستعيد هدوءه السابق وان لم يستطع مكافحة شعور بالخجل بسبب عودته بخفي حنين دون أن يحرز لقب شيخ، وانه سيتعين عليه ان يحتفظ بسلوكه العلماني نفسه بسبب فشله في الحصول على ترخيص لهداية الناس!

الاّ أنه لم يستسلم، فبعد مرور عدة أيام شعر بأنه لا يمكن أن يعلن عودته الفاشلة من رحلة العذاب تلك، فإستهل دورة تدريبية عسكرية دعا لها تلاميذ المدرسة الأساسية وبعض الصغار الذين سحبهم آباؤهم من المدارس بعد أن عجزوا من سداد رسوم الدراسة الباهظة، أفرغ عبد الستار كل أحقاده في التلاميذ، زاعما أنه ينفذ توجهات الحكومة، حلق لهم رؤوسهم بقسوة، بالطريقة نفسها التي كان يحلق له بها، مستخدما أمواسا قديمة أو قطع زجاج، وطوال ايام العطلة أخضعهم لتدريب قاس حتى ضج أولياء أمورهم.
وذات يوم بعد أداء صلاة الجمعة وقف أحد آباء التلاميذ وتساءل ان كانت هناك بالفعل تعليمات حكومية تخول لهذا الرجل حلاقة رؤوس أبنائهم بتلك الطريقة المهينة وتعريضهم لذلك التدريب الشاق. لم يتلق الرجل ردا كان كل من يحمل صفة مسؤول في القرية وهم كثيرون، كان كل واحد منهم يتلفت حواليه بحثا عمن أصدر التكليف الرسمي، وحين بات واضحا أن عبد الستار كان متطوعا لإثارة المشاكل واصل الرجل كلامه قائلا: لقد ذهب عبد الستار من هنا ليتدرب في معسكر للدفاع الشعبي، وسافرت معه من هنا إمرأة، وهرب عبد الستار من معسكر الدفاع الشعبي عائدا، بينما لم ترجع المرأة حتى الآن!

شعر عبد الستار برأسه يكاد ينفجر من الغيظ، فقد تم إيقاف دورته التدريبية بقرار من مجلس آباء المدرسة الأساسية، عاد عبد الستار الي البيت محنقا، ركل جهاز الراديو فسمعه يردد الأغاني الحماسية دون حماسة بسبب ملل التكرار، أشعل عبد الستار سيجارة سحب منها نفسا واحدا واستلقي على عنقريبه جوار جهاز الراديو.. ومات!
2000

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الدوري الألماني يقرر فتح فترة انتقالات ثانية
  • دراجات نارية.. الإيطالي بانيايا يتوج بجائزة الأمريكتين الكبرى
  • يوم الجائزة الكبرى.. رسالة الملائكة للمسلمين في عيد الفطر
  • إغلاق باب التقديم الإلكتروني في المدرسة المصرية الدولية بالتجمع .. اليوم
  • أوكرانيا.. زيلينسكي يستعد للترشح على منصب الرئيس لولاية ثانية
  • موت مزارع!
  • أمريكا.. إسدال الستار على «وكالة التنمية الدولية» وقاضي يواجه «ترامب»!
  • رئيسة رابطة أمهات المختطفين تفوز بجائزة الشجاعة الدولية
  • البلطي الأسواني بكام؟.. أسعار السمك والجمبري بالأسواق اليوم السبت 29 مارس
  • «الإمارات للدراجات» يستعيد الصدارة في «فولتا إيه كاتالونيا»