باحثة بجامعة حمد توثّق معاناة الفلسطينيين
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
تنتمي بيان خالد، وهي خريجة مؤسسة قطر، وزميل باحث في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، إلى عائلة من أصول فلسطينية، رُحِّل أجدادها من وطنهم وأجبروا على مغادرة فلسطين عام 1948. في ذلك الوقت، لم يكن بحوزتهم سوى وثائق سفر، ولم يتم منحهم جوازات سفر، لكنهم تمكنوا من الهجرة إلى كندا ومعهم الحرية وفرصة العودة إلى الوطن.
وتقول بيان خالد لـ «العرب»: «أتيحت لنا فرصة لزيارة فلسطين لأول مرة في عام 2018 مع عائلتي، لأننا نحمل جوازات سفر كندية، إنه لأمر مؤسف أنه بإمكاننا دخول وطننا فقط لأنه بحوزتنا جواز سفر دولة أخرى».
وأكدت أنه بالنسبة لها، لم تكن زيارتها لفلسطين كأي رحلة عادية أخرى، لذلك قررت تصوير رحلتها في فيلم وثائقي قصير، بعنوان «سياح في وطننا» على شكل سلسلة مصغرة، تحتوي على خمس حلقات، وتغطي موضوعات مثل تاريخ فلسطين، الوضع الحالي فيها، معلومات عن الفلسطينيين حول العالم، بما في ذلك من يعيشون في فلسطين.
وأضافت: قررت أن أصنع فيلمًا وثائقيًا، لكنني كنت أيضًا أعد نفسي نفسيًا لأن هذه قد تكون المرة الأولى والأخيرة التي أزور فيها فلسطين، لأنني أشعر بأنه إذا انتشر هذا الفيلم الوثائقي، فهناك احتمال كبير أنهم لن يسمحوا لي بدخولها مرة أخرى».
تابعت: «بالرغم من أن التفكير بهذه الطريقة أمر محزن، إلا أنه زادني إصراراً على توثيق الرحلة، لأنني كنت ذاهبة لغرض، وهو زيارة وطني الأصلي، وأبناء شعبي، لرؤية الحقيقة، وتوثيقها ليراها بقية العالم أيضًا»، وفي فيلمي الوثائقي، قدمت للجمهور جولة في فلسطين، على الجانبين المحتل وغير المحتل، وشرحت الوضع الحالي للفلسطينيين في كلا المنطقتين، وكيف يعاملهم الإسرائيليون».
ولاحظت بيان خالد في رحلتها أن الجنود الإسرائيليين دائمًا يشعرون الفلسطينيين بأن هذه الأرض ليست ملكًا للشعب الفلسطيني، وأنهم بحاجة إلى توخي الحذر وعدم الشعور بالراحة بتواجد الفلسطينيين هناك، قائلةً: «بصراحة، عندما كنت هناك، كان الأمر أصعب بكثير مما كنت أتوقع، فقد كان من الصعب رؤية الجنود الإسرائيليين ببنادقهم الآلية، يسيرون ذهابًا وإيابًا بحرية، ويراقبون جميع المناطق المحيطة، ويحدقون بنا ويحاولون إخبارنا أننا لا ننتمي إلى هنا، هذه هي الرسالة التي كانوا يحاولون إيصالها إلينا بمظهرهم وسلوكهم تجاهنا».
أمضت بيان بضعة أيام في الجانب المحتل، ولاحظت أنه لا يوجد جنود يتجولون لأن الجميع هناك إما فلسطيني يحمل جواز سفر إسرائيلي، أو جندي إسرائيلي، موضحةً: «هناك، لا يُسمح للشعب الفلسطيني أن يقول أي شيء أو يفعل أي شيء. على الجانب الفلسطيني، يمكنهم رفع العلم الفلسطيني على منازلهم وتعليم أطفالهم الحقيقة، لكن على الجانب المحتل، كل ما يدعم فلسطين يحدث في الخفاء». أشارت إلى أن النساء يتعرضن للتمييز لأنهن يرتدين الحجاب قائلةً: «يتم استجوابهم وهم في طريقهم إلى العمل، لكن على الرغم من كل ذلك، فهم مستمرون في تأكيد موقفهم بأننا هنا ولن نغادر».
تابعت: «أحترم قدرتهم على الصمود، عندما مكثت هناك ليومين فقط، كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لي. لا أستطيع أن أتخيل كيف يمكن العيش بهذه الطريقة، بالرغم من أنه من الرائع زيارة وطني لأول مرة، لكن لم يكن الأمر سهلًا على الإطلاق».
بيان خالد، كندية من أصول فلسطينية، ولدت ونشأت في قطر، حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وخلال فترة دراستها بالجامعة اكتشفت أن لديها اهتمامًا كبيرًا بالصحافة.
قالت: «لدي شغف كبير تجاه القضية الفلسطينية، لطالما أردت أن أصبح صحفية، لذلك، حصلت على درجة الماجستير في الصحافة، هذه الطريقة التي أريد أن أسرد فيها قصصي وقصص الآخرين».
كما قامت بيان بكتابة قصة للأطفال في جميع أنحاء العالم حول اللاجئين، بعنوان «صندوق واحد، وقلوب كثيرة»، صدر عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، مسلطة الضوء على مدى أهمية أن يُعاملوا بلطافة لأنهم غالبًا سيكونون في أماكن جديدة وغير مألوفة بالنسبة لهم، وقد تكون لديهم صعوبة في التكيف مع حياتهم الجديدة.
وقالت: من النادر أن يكون هناك كتاب يتحدث عن شيء يتعلق بالمجتمع العربي، خاصة تلك المكتوبة باللغة الإنجليزية لأنها موجهة أكثر للجمهور الغربي»، وتابعت: «كان والدي لاجئًا، ولذلك أشعر باهتمام كبير تجاه الموضوعات المتعلقة باللاجئين والقضية الفلسطينية، إن تعريف اللاجئ أو شرح القضية الفلسطينية ليس من واجبي كفلسطينية فحسب، بل من واجبي كإنسانة».
كان مديرها في جامعة حمد بن خليفة يتابع رحلتها في فلسطين، وأحب الطريقة التي وثقت فيها رحلتها، مضيفة: «كان لدى مديري قائمة بعدة مشاريع، وكان أحدها تأليف كتاب للأطفال حول موضوع معين، وهنا، خطرت في بالي فكرة الكتابة عن اللاجئين».
وتابعت: عندما يحدث شكل من أشكال الظلم في العالم، لا يمكنها الجلوس وعدم قول أو فعل أي شيء، موضحةً: «على مدى الأسابيع القليلة الماضية، والاهتمام الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد الحديث عما يحدث في فلسطين من الأمور التي يمنع التحدث عنها، أصبح الناس أكثر انفتاحًا وشجاعة للحديث عن ذلك، خاصة في العالم الغربي، فالغالبية يرون بأنها قضية إنسانية أكثر من أنها سياسية».
واختتمت بيان خالد قائلة: «لقد سرق منا شيء ثمين للغاية، حتى لو لم يُسرق منا شخصيًا، فقد سُرق من أجدادنا وآبائنا، ولذلك نحن نشعر باندفاع كبير حيال ذلك، فكلما حاولوا تجريدنا من فلسطين، كلما قاتلنا أكثر من أجلها، وكلما زاد شعورنا بالارتباط بها، الفلسطينيون صامدون، فخورون، وطنيون، سيواصلون القتال ولن يتوقفوا حتى تتحرر فلسطين».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة حمد بن خليفة بيان خالد معاناة الفلسطينيين فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
الأمطار تزيد من معاناة النازحين في قطاع غزة.. خيام تفتقر لمقومات الحياة (شاهد)
يعاني الفلسطينيون النازحون من شمال قطاع غزة من أوضاع مأساوية مع دخول فصل الشتاء، حيث زادت الأمطار الغزيرة من معاناتهم بعدما اضطرهم الاحتلال للعيش في خيام بدائية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية، ما يزيد من التحديات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل للعام الثاني على التوالي.
رامز عواد، 48 عاما، واحد من آلاف الفلسطينيين الذين اضطروا للنزوح من مخيم جباليا إثر القصف الإسرائيلي الذي استهدف شمال القطاع في بداية شهر تشرين الأول /أكتوبر 2024.
يروي عواد معاناته مع أسرته المكونة من سبعة أفراد، الذين وجدوا أنفسهم في "ملعب اليرموك" بمدينة غزة، حيث أقاموا في خيمة ضيقة على الرغم من المحاولات العديدة لتوفير مكان آمن لهم، قائلا "هناك مئات الخيام التي تؤوي آلاف النازحين من مخيم جباليا ومحيطه، والجميع يعيش ظروفًا كارثية، خاصة مع أجواء البرد والمطر".
هذا حال أهلنا في #غزة بعد هطول الامطار...
اللهم لطفك بهم#غزة_تستغيث pic.twitter.com/TqVumnzMZA — د.شمس بغداد 20 (@tMahaMahasana64) November 20, 2024
وأوضح عواد في حديثه لوكالة الأناضول، أن محاولاته وأسرته لحماية خيمتهم من الأمطار كانت دون جدوى بسبب غزارة الأمطار، التي أغرقت خيمتهم وتحولت الأرضية إلى وحل، مما جعل من المستحيل التحرك داخل المخيم.
وأضاف "عندما سمعنا بتوقعات الأمطار، حاولنا حماية خيامنا وتجنب الخطر، لكن كل محاولاتنا فشلت بسبب غزارة المطر. الأرضية الطينية تحولت إلى وحل، وجعلت من المستحيل التحرك فيها".
وأكد أن الحياة داخل الخيمة كانت قاسية، لا سيما أن أطفاله الصغار يعانون من البرد في ظل غياب الأغطية الكافية بسبب نزوحهم القسري.
وأشار عواد إلى أن نزوحه كان بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة تحت مزاعم "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
وأضاف عواد في حديثه للأناضول "في السابق، كانت مواسم الأمطار تذكرنا باللحظات الجميلة، حيث كنا نجتمع مع عائلتي في المنزل الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي، نتناول الطعام حول موقد النار ونقضي أوقاتا دافئة. أما اليوم، فقد أصبح الوضع مختلفا تماما، وأصبحت مواسم الأمطار ثقيلة علينا، خاصة ونحن نعيش في خيام قماشية".
حتى الخيام ليست متاحة للجميع في غزة
الأمطار أغرقت النازحين الذين يفترشون الشوارع pic.twitter.com/8ofgisx9I4 — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) November 19, 2024
وفي ذات السياق، لم يكن حال صابرين المدهون (26 عاما)، النازحة من مشروع بيت لاهيا، أفضل حالا. تقول المدهون: "لأول مرة نجرب حياة الخيمة بعد نزوحنا القسري من بيت لاهيا، وكانت التجربة أقسى مما نتخيل".
وأوضحت أن عائلتها، التي تضم والدها ووالدتها وثلاثة من إخوتها، كانت قد لجأت إلى "ملعب اليرموك" حيث وجدوا مأوى في خيمة صغيرة وسط الآلاف من النازحين، حسب الأناضول.
وأضافت: "كل شيء غرق فجأة ولم نعد نحتمل. سلمنا أنفسنا للأمطار، والكل كان يدعو الله أن يوقف المطر وينقذ أرواحنا".
وقالت المدهون إن الأوضاع الصعبة في الخيمة جعلتها تبكي طوال الوقت بسبب حالة عجزها وعجز أسرتها عن مواجهة الظروف القاسية، خصوصا مع وجود والديها المسنين في هذه الظروف الصعبة.
وتابعت: "أنا أنظر إلى أبي وأمي المسنين، يعيشان هذه المأساة، بينما العالم يواصل دعمه للاحتلال". كما ناشدت المدهون "كل إنسان حر في العالم للتحرك من أجل النازحين الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب المجنونة".
وعانت معظم الأسر النازحة في قطاع غزة من نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية، حيث تفتقر الخيام إلى الخدمات الضرورية مثل المياه والغذاء، وتنتشر الأمراض نتيجة تدهور الوضع الصحي.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل نحو مليوني شخص من أصل 2.3 مليون فلسطيني في القطاع.
وتحدث المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، عن خطورة الأوضاع التي يعيشها النازحون في الخيام، قائلا "أصدرنا تعليمات للنازحين قبل بدء موسم الأمطار، خاصة لأولئك الذين يعيشون في الخيام، لأن المأساة المتوقعة في ظل اهتراء الخيام ستكون كبيرة".
وأشار بصل في حديثه للأناضول، إلى أن "المناطق التي نزح إليها الفلسطينيون أصبحت بؤرا للأمراض والأوبئة، ولا توفر أي مقومات للحياة، مما يعرض الناس لمخاطر شديدة جراء البرد والمطر".
وأضاف أن الأوضاع زادت سوءا نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية في غزة، خاصة قنوات تصريف المياه التي كانت تتعامل مع الأمطار.
حسبنا الله ونعم الوكيل
الأوضاع تتفاقم سوءاً.. غزة تغرق في فصل الشتاء جرّاء تساقط الأمطار وتهالك البنية التحتية بفعل العدوان المستمر وعار الصمت العربي #غزة_تغرق pic.twitter.com/j1x0WYLODf — heba.????????/ 7 October ???????? (@haboooshte) November 19, 2024
وقال "ما يزيد من خطورة الأوضاع هو تدمير الاحتلال للبنية التحتية وقنوات تصريف المياه التي كانت تستوعب الأمطار"، داعيا "الأمم المتحدة ومؤسساتها لحقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لتوفير أماكن إيواء تحمي النازحين من مخاطر مياه الأمطار".
ولليوم الـ411 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ43 ألف شهيد، وأكثر من 103 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.