شبابية «منتدى الدوحة»: الفلسطينيون قادرون على الصمود
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
انطلقت أعمال اليوم الثاني من منتدى الدوحة: النسخة الشبابية 2023، بالتعاون من مركز مناظرات قطر، بنقاشات معمّقة في جامعة جورجتاون في قطر، وتطرّق فيها المشاركون إلى عددٍ من القضايا البارزة منها القضية الفلسطينية، وبناء عالم مستدام لأجيال الغد.
وألقى الدكتور نورمان فينكلشتاين، الذي تم اختياره في عام 2020 كخامس عالم سياسي مؤثر في العالم، كلمة افتتاحية قبل انطلاق الجلسة النقاشية الأولى للخبراء، قال فيها: «لقد شهدنا هذا الحصار الوحشي القاسي وغير القانوني على غزة يستمر لأكثر من 20 عامًا».
وأضاف في حديثه أمام جمهور يضم أكثر من 80 مشاركًا قدمه من بيته في بروكلين بالولايات المتحدة: «إنها جريمة ضد الإنسانية استمرت 20 عاماً، والعالم بأسره يدرك ذلك ولكنه يسمح باستمرارها. وهذا نصف المشهد فقط، فالنصف الآخر يتمثل في قيام إسرائيل بـ «جز العشب» في غزّة كل بضع سنوات. والمقصود بجز العشب في غزة هنا أن إسرائيل ترتكب كل بضع سنوات – 2008، 2012، 2014 – مذبحة باستخدام تكنولوجيا فائقة في غزة.»
وأدارت الفلسطينية أ. صفاء جابر الجلسة النقاشية الأولى بعنوان «مد الجسور في عالم منقسم: سياسة السلام» وشارك في الحوار كل من الدكتور نورمان فينكلشتاين، ومعين رباني، باحث ومحلل متخصص في الشؤون الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والشرق الأوسط المعاصر، وتغريد الخضري، مراسلة سابقة لصحيفة نيويورك تايمز في غزة.
وناقش المشاركون تاريخ وجذور الصراع الذي امتد لعقود، واستمع حضور من أكثر من 75 دولة إلى المحاضرة التفاعلية التي سلطت الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والأطراف الرئيسية والجهات المعنية بالصراع، ومختلف الآراء القانونية العالمية، والدور الحاسم لوسائل الإعلام والقوى الأجنبية رسم صورة القضية الفلسطينية.
أقر معين رباني بأن إسرائيل قامت بمحاولة تاريخية لتهجير سكان غزة من منازلهم، وقال» إن «إسرائيل كانت دائما تطمح إلى إبعاد سكان غزة». وحول ما إذا كان هذا المخطط سينجح، أشار رباني إلى أنه «من المهم عدم الاستهانة بسعة الحيلة لدى الفلسطينيين وقدرتهم على الصمود».
وفي حديثها عن طبيعة تغطية وسائل الإعلام الغربية للوضع في غزة، قالت تغريد الخضري: «تتبنى وسائل الإعلام الدولية السردية الإسرائيلية، إذ يعيش ممثلوها ويعملون من الأراضي المحتلة ولكنهم ينقلون تقاريرهم الإعلامية بناء على السرديات التي يستلمونها من تل أبيب أو من القدس. لأنهم يعتبرون بأن التقارير القادمة من الجانب الإسرائيلي غنية ومؤثرة لما تتضمنه من قصص حياة الناس. وفي الوقت نفسه، يتم الاكتفاء بتغطية ما يجري في غزة باعتبارها خبرًا هامشيًا.»
وأضافت:»بفضل صحفيين مثل وائل دحدوح، والشباب الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدينا فكرة شاملة عما يحدث في غزة، وبدونهم، لم نكن لنعرف شيئا».
نقاشات اقتصادية وأخرى للمهارات
وأدارت أرينا نجوى من ماليزيا النقاشات في الجلسة الثانية بعنوان «الاستدامة والسياسة الاقتصادية»، وشارك فيها المتحدثون الخبراء دنيا عبد الواحد، مسؤولة البرامج في قطاع العلوم في اليونسكو، والدكتور إدواردو بيريرا، وهو باحث مرموق عالميًا متخصص في قانون الموارد الطبيعية والطاقة، والدكتور داميلولا اس. أولاوي، أستاذ في كلية القانون في نيجيريا، ويشغل أيضا منصبا فخريا في منظمة اليونسكو في القانون البيئي والتنمية المستدامة.
وناقشت الجلسة الاتجاهات التي تشكل الطلب العالمي على الطاقة والجهود المبذولة للحفاظ على أمنها وعدالتها وتنوع تدفقاتها، فضلاً عن قدرة القطاع على معالجة ظاهرة التلوث البيئي وتقليل بصمتها الكربونية من خلال تنويع مصادر الطاقة.
وقالت دنيا عبد الواحد: «يجب أن نستمر في رفع وعي أفراد المجتمع من خلال الشباب. إنهم واعون بالفعل، وأعتقد أنهم يعلمون أكثر بكثير من الأجيال السابقة.»
وأضافت: «هناك حاجة إلى توطين ما يحدث في العالم على مستوى مجتمعهم المحلي، وذلك من أجل اتخاذ التدابير انطلاقًا من مجتمعهم ومحاولة إيجاد حلولٍ تتماشى مع مجتمعهم المحلي».
ومن خلال معالجة معضلة الموازنة بين الاستدامة البيئية وتأمين الطاقة لدعم النمو الاقتصادي، قدمت الجلسة النقاشية رؤى ووجهات نظر معمّقة حول كيفية المساهمة في بناء مستقبل مستدام وأهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة في المناطق الجغرافية الرئيسية. وفي معرض حديثه عن المجال الديناميكي للجغرافيا السياسية، أشار الدكتور بيريرا إلى أنه: «من المهم للشباب أن يفهموا تشعبات هذا المجال حتى يتمكنوا من التوصل إلى حلول ناجحة. ربما ليس للوقت الراهن فقط، بل للخمسين سنة المقبلة».
وشدد الدكتور أولاوي على أهمية دور القانون البيئي في ضمان تجنّب مواجهة الأجيال القادمة لمواقف صعبة في ظل تفاقم الظروف البيئية العالمية.
وأضاف أن «السبيل نحو التقدّم يكمن في دعم المبتكرين، وتنمية قدراتهم، ومنح الجيل الجديد الفرصة في قطاع الطاقة لاكتشاف عالم أنظف وأكثر صداقة للبيئة».
كما شهد اليوم الثاني من المنتدى جلسة تنمية مهارات لفائدة مجموعة متنوعة من قادة المستقبل الطموحين، والتي ركزت على مهارات التفاوض الفعال وحل النزاعات، بإدارة بو سيو، بطل العالم مرتين في المناظرة ومدرب سابق لفريق المناظرات الوطني الأسترالي واتحاد مناظرات كلية هارفارد.
وعلى هامش المنتدى، أتيحت للمشاركين فرصة زيارة عددٍ من الوجهات الطبيعة والسياحية والمعالم الثقافية في قطر منها صحراء سيلين، وسوق واقف، ومتاحف مشيرب، ومعرض إكسبو 2023 الدوحة، ومبنى ذات المنارتين في المدينة التعليمية. وسيختتم منتدى الدوحة: النسخة الشبابية أعماله يوم 19 نوفمبر، حيث سيشمل كلمات رئيسية وحلقة نقاشية حول الأمن السيبراني وخصوصية البيانات والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى جلسة تنمية المهارات ومائدة مستديرة حول صياغة السياسات والمقترحات.
وكانت النسخة الأولى لمنتدى الدوحة: النسخة الشبابية قد انطلقت في عام 2018، وأصبحت بمثابة احد المنابر الرئيسية لمركز مناظرات قطر، التي تجمع من خلالها الشباب معًا للنقاش وطرح مختلف الحلول على صناع القرار والجهات المعنية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر منتدى الدوحة مركز مناظرات قطر جامعة جورجتاون القضية الفلسطينية فی غزة
إقرأ أيضاً:
خليل الحيّة: شعبنا قدم نموذجًا فريدًا من الصمود وأفشل مخططات تهجيره
الثورة نت/..
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، خليل الحية، إن الشعب الفلسطيني قدم نموذجا فريداً من الصبر والصمود، مشيراً إلى أن المعركة لم تنتهِ بعد، وسنواصل مع شعبنا الطريق حتى تحرير الأرض والمقدسات.
وأكد “الحية”، خلال حفل تكريم الأسرى المحررين في القاهرة، تابعه المركز الفلسطيني للإعلام، على أن المرحلة القادمة تتطلب وحدة الصف الفلسطيني، والاستمرار في المقاومة حتى تحقيق النصر الكامل.
وفي معرض كلامه، أشاد بتضحيات الشعب الفلسطيني في غزة، بالقول “أيها الأسرى المحررون، حق لكم أن تفخروا بشعبكم الذي أخرجكم أحرارًا أبطالًا”.
وشدد “الحية” على أن الشعب الفلسطيني لم تهن له عزيمة في مواجهة الاحتلال حتى يصل إلى قلب فلسطين محررة بالكامل.
وأوضح أن الفلسطينيين يخوضون اليوم معركة واحدة، يقارعون فيها الاحتلال المجرم بيد، ويكسرون قيد السجان عن أبطالهم باليد الأخرى، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية وفّت بوعدها، وأضاف “لقد أوفى لكم الأخ أبو إبراهيم (يحيى السنوار) قسمه ووعده، وكل قادة عملنا الوطني”.
وأشار “الحية”، إلى أن الاحتلال فشل في فرض معادلاته، بالتهجير القسري لأهل غزة، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيعود إلى أرضه ومدنه وقراه كما عاد إلى شمال القطاع.
وأشاد بالمواقف الداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني، مؤكدًا اعتزازه بموقف مصر والأردن الرافض لمخططات التهجير، مشيرًا إلى ثقته بقدرة الدول العربية، وعلى رأسها مصر، لإفشال هذه المخططات الخبيثة.
وثمن رئيس حركة “حماس” في غزة، جهود المقاومة على اختلاف فصائلها، سواء في غزة أو الضفة الغربية، في التصدي للعدوان الإسرائيلي و”قلب الصراع الحقيقي”، وأكد أن المقاومة ستواصل السعي لتحرير الأسرى.
وأوضح “الحية” أن المفاوض الفلسطيني يكتسب قوته من شعبه ومقاومته، وختم قائلاً “عندما يكون من خلفه شعب جدير بأن يبذل الدم من أجله، ومن خلفه مقاومة باسلة قوية، فإنه يشعر بالعزة والكرامة في كل لحظة”