كشف الدكتور مروان السلطان المدير الطبي في مستشفى الأندونيسي بقطاع غزة لـ«البوابة نيوز» آخر التطورات والأوضاع على أرض الواقع بعد مرور 44 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وخروج أكثر من 26 مستشفى من أصل 35 عن العمل جراء العدوان الإسرائيلي ونقص الوقود والمستلزمات الطبية. 

وقال "السلطان" إن الوضع داخل المستشفى الأندونيسي كارثي جدًا؛ بعد التوقف عن تقديم الخدمة والخروج عن العمل جراء الاستهداف المتكرر ومحاصرة قوات الاحتلال للمستشفى لأكثر من أسبوع ونقص الوقود وندرة المستلزمات الطبية؛ مُؤكدًا أن الآن تُجرى العمليات الجراحية الكبرى على أسطوانات أكسجين فى وقت مُعين وليس غرف العمليات؛ في ظل نقص الأدوية وعدم وصول أي إمدادات طبية للمستشفى.

 

 الدكتور مروان السلطان المدير الطبي في مستشفى  الأندونيسي بقطاع غزة 

وأضاف؛ الأوضاع داخل مستشفى الإندونيسي لا تقل سوءً وتأزمًا عن باقي المستشفيات في القطاع؛ فقد خرجت عن تقديم الخدمة الطبية؛ إلا الخدمات الأولية المُنقذه للحياة؛ فالأن مستشفى الإندونيسي فقط هو الذي يخدم غزة بعد سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى الشفاء. 

وأوضح أن مستشفى الإندونيسي هو الوحيد الذي يعمل الآن مُحاولًا تقديم الخدمات المنقذة للحياة لضحايا العدوان الإسرائيلي على محافظتي غزة وشمال غزة؛ فالآن كل الإصابات تأتي للمستشفى الإندونيسي في ظل الحصار ونفاد الوقود وشح الأدوية والمستهلكات الطبية. 

اقرأ أيضًا: 

خاص| مدير بمستشفى الإندونيسي في غزة: شلالات المصابين والجرحى أجبرتنا على مُضاعفة الأسرة لـ 320.. نُجري العمليات على الأرض تحت كشافات الطوارئ.. ومرضى السرطانات والكلى فقدوا أدويتهم

وحول الأوضاع داخل المستشفى؛ أكد الطبيب المسؤول بمستشفى الإندونيسي في تسجيل صوتي لـ«البوابة نيوز» أن كل جزء في المستشفى مليء بالإصابات؛ فالمرضى يموتون في انتظار في انتظار العمليات وتقديم الخدمة الطبية"؛ مُؤكدًا على وصول مئات المصابين إلى المستشفى في القصف الواحد.

واختتم قائلًا: «كم هي حسرة في قلب كل طبيب عندما يأتي أهل المصابين يتوددون للحصول على مكان في طرقات المستشفى؟ كم هي حسرة عندما لا تستطيع أن تقدم الخدمة الطبية البسيطة للمريض؟ حتى أحيانا إنقاذ الحياة لا تستطيع أن تقدمه من كثرة المُصابين أمامك؛ لا شيء الآن في غزة بعيدًا عن القصف.. نعيش إبادة جماعية الآن.. لا وقود لا كهرباء لا ماء ولا غذاء لا دواء.. نحن ننتظر الموت البطيء للذين لم يستهدفهم القصف.. حسبنا الله ونعم الوكيل».  

قصف محيط مستشفى الإندونيسي 

وحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة مساء السبت؛ فإن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي بلغ أكثر من 12 ألف شهيدًا بينهم أكثر من 5 آلاف طفل ما يزيد عن 3300 امرأة؛ فيما بلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 200 شخصًا واستشهاد 22 من رجال الدفاع المدني؛ جراء ارتكاب الاحتلال أكثر من 1،300 مجزرة. 

وأوضح البيان أن عدد المفقودين تحت الأنقاض أوجثامينهم بالشوارع ويمنع الاحتلال الوصول إليهم بلغ أكثر من 6 آلاف مفقود بينهم أكثر من 4000 طفلٍ وامرأة؛ بالإضافة إلى ارتفاع عدد الإصابات لأكثر من 30 ألف بينهم 75% من الأطفال والنساء. 

ودقت وزيرة الصحة الفلسطينية الدكتورة مي الكيلة جرس الإنذار بشأن دخول غزة على كارثة صحية مُحققة، نتيجة الازدحام الشديد في مراكز اللجوء، ونقص مياه الشرب، وانعدام النظافة، والأمن الغذائي، ووقف برنامج التطعيم الوطني الذي أدى إلى انتشار العديد من الأمراض الوبائية، وتسجيل أكثر من 50 ألف إسهال معظمهم من الأطفال، والتهابات في الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية، مثل: جدري الماء، والجرب وغيرها من الأمراض". 

منددة بالإرهاب الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي وتحويله لثكنة عسكرية جراء اقتحامه وإجبار طواقمه الطبية والمرضى والنازحين على الإخلاء القسري تحت تهديد السلاح ليواجهوا مصيرهم المجهول؛ مشيرة إلى أن مجمع الشفاء الطبي لم يتبقى فيه سوى 126 مريضًا و5 أطباء بالإضافة إلى 34 من الأطفال الخدج في الأقسام المُختلفة.

وأفاد تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» نقلًا عن مصادر طبية في المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، فإن ساحة ملعب كرة قدم رملي مُجاور للمستشفى تحول لمقبرة جماعية لدفن عشرات الشهداء الذين تكدست جثثهم في المستشفى، ولم يتمكن ذويهم من التعرف عليهم نظرًا لقوة الأسلحة المستخدمة في القصف، ما أجبر الطواقم الطبية على دفن تلك الجثث مجهولة الهوية. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مستشفى الأندونيسي طوفان الأقصى غزة فلسطين إسرائيل القصف فتح حماس غزة فلسطين معبر رفح طوفان الاقصى 2023 دولة فلسطين الضفة الغربية حرب غزة 2023 الصحة في غزة قصف غزة حرب غزة القدس الأقصى أمريكا تل أبيب القدس فلسطين مستشفى القدس في غزة مستشفى القدس مستشفى الشفاء حكومة غزة الهلال الأحمر المساعدات غزة تحت القصف العدوان الإسرائیلی مستشفى الإندونیسی الإندونیسی فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

طبيب بريطاني عمل في غزة يدين موقف بريطانيا إزاء العدوان.. ما رأيته كان جحيما

أعرب الجراح البريطاني نظام محمود، الذي تطوع للعمل في قطاع غزة ضمن فريق طبي تابع لمؤسسة المساعدة الطبية للفلسطينيين (MAP)، عن خجله وإدانته الشديدة لدور بريطانيا في العدوان الإسرائيلي الذي استمر 15 شهرا على قطاع غزة.

وانتقد الطبيب في مقال نشرته صحيفة "الغارديان"، موقف حكومة بلاده التي رفضت إدانة دولة الاحتلال رغم جرائم الحرب التي ارتكبت بحق المدنيين في غزة، مضيفا "أشعر بالخزي لأن المملكة المتحدة لعبت دورا في هذه المأساة، وحكومة حزب العمال التي كنت أدعمها رفضت إدانة إسرائيل رغم انتهاكاتها الصارخة".

وقال إن أكثر من 30 طبيبا وممرضا بريطانيا ممن عملوا في غزة العام الماضي بعثوا رسالة إلى زعيم حزب العمال كير ستارمر تفيد بأنهم رأوا "أدلة منتظمة على الاستهداف المتعمد للأطفال"، وهو ما أكده أيضا 99 عاملا صحيا أمريكيا في رسالة إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

وكشف محمود، الذي عمل سابقا أستاذا لجراحة زرع الأعضاء في بريطانيا، عن مشاهد مروعة عاشها خلال عمله في القطاع، واصفًا الأوضاع هناك بأنها "جحيم نزل بالأطفال".


وقال إنه لم يكن يتخيل أن يجد نفسه يوما يجري عملية جراحية لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات ينزف حتى الموت، في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية. وأضاف "شعرت بموجة ساحقة من الغثيان وأنا أحاول استخراج الدم بيدي. كنت قلقًا من أن الطفل لن ينجو، لحسن الحظ، نجا، لكن الكثيرين لم يكونوا محظوظين".

وأشار الطبيب البريطاني إلى أن الوضع في مستشفى ناصر كان أشبه بـ"فوضى لا يمكن تصورها"، حيث كانت العنابر مكتظة، والأسرة تتكدس في الغرف والممرات، وحتى على الشرفات. وأوضح أن النظافة كانت معدومة، وأنه "في عدة مناسبات، قمت بفحص إصابات الجروح ووجدت ديدانًا زاحفة. اضطر زميلي في العناية المركزة إلى إزالة الديدان من حلق طفل عندما وجدها تسد جهاز التنفس الصناعي".

وأضاف أن الإمدادات الطبية كانت محدودة للغاية، حيث "كثيرا ما كان الصابون والشامبو وجل التنظيف ممنوعين من الدخول إلى غزة، وكانت المستلزمات الطبية تخضع لقيود استيراد مشددة".

وتحدث محمود عن المخاطر التي تعرض لها العاملون في المجال الطبي، مشيرا إلى أن "غزة أصبحت المكان الأكثر خطورة للعمل في العالم، حيث قُتل أكثر من 300 عامل إغاثة و1000 من العاملين في المجال الصحي منذ بداية الحرب".

وأكد الطبيب البريطاني أن معظم الحالات التي عالجها كانت من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن استهداف الأطفال كان ممنهجا، حيث قال "كان من المزعج بشكل خاص رؤية أطفال مصابين بإصابة واحدة، رصاصة في الرأس، والتي كانت بوضوح نتيجة لنيران قناصة متعمدة".

كما وصف كيف أصيب طفل يبلغ من العمر سبع سنوات برصاص طائرة مسيرة إسرائيلية أثناء محاولته الفرار من القصف، قائلا: “أصيب بجروح في الكبد والطحال والأمعاء، وكان جزء من معدته بارزا من صدره. كنت سعيدا جدا برؤيته على قيد الحياة، لكن معظم الحالات لم تكن محظوظة".

وأوضح أن المستشفى كان يستقبل يوميا "حادثتين أو ثلاثًا من الحوادث التي تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، ما يحول قسم الطوارئ إلى دوامة من الجثث والدماء والأنسجة والأطفال الصارخين، وكثير منهم فقد أطرافه"، مضيفا أن مثل هذه الحوادث كانت تؤدي عادة إلى سقوط 10 إلى 15 شهيدا، و20 إلى 40 مصابًا بجروح خطيرة.

وأشار محمود إلى أن الأطباء والموظفين المحليين في المستشفى كانوا يعملون تحت ضغط هائل، وقال إنه "بالإضافة إلى الظروف السائدة في المستشفى، كان عليهم أيضًا أن يتعاملوا مع العيش في ‘خيام’، وهي عبارة عن قطع من السجاد مثبتة على أعمدة خشبية، دون مياه أو صرف صحي".


وأضاف أن المستشفى كان يرتعد بانتظام من القنابل القريبة، موضحا أنه "مثل معظم المستشفيات الأخرى، تعرض ناصر للهجوم في فبراير/شباط الماضي، ما أسفر عن مقتل العديد من الموظفين والمرضى". ولفت إلى أنهم كانوا يعملون أحيانا "لمدة 24 ساعة متواصلة، وسط قلق دائم من أن القصف المنتظم بالقرب من المستشفى قد يستهدفنا يومًا ما".

وشدد على أنه "لم يرَ أي دليل على وجود حماس داخل المستشفى أو خارجه، ولم تكن هناك قيود على حركتنا"، ما يناقض الادعاءات الإسرائيلية المتكررة حول استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية.

وأشار الطبيب البريطاني إلى أن الفلسطينيين "يشعرون بأنهم يتعرضون لإبادة جماعية"، مضيفًا أن "خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية والعديد من المنظمات الأخرى خلصوا إلى أن تصرفات إسرائيل قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية".

وقال محمود "حتى لو صمد وقف إطلاق النار، وهو ما يبدو مشكوكا فيه بشكل متزايد، فسوف يستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء غزة، سواء جسديا أو كمجتمع".

وختم مقاله بمطالبة المجتمع الدولي بالمحاسبة، مؤكدًا أن "القصف ربما توقف الآن، لكن ضرورة محاسبة أولئك الذين ارتكبوا الجرائم ليست أقل إلحاحا".

مقالات مشابهة

  • شاهد | وصول 60 طبيب سعودي إلى دمشق لإجراء العمليات الطبية
  • شاهد | صور من وصول 60 طبيب سعودي إلى دمشق لإجراء العمليات الطبية
  • مدير مستشفى جنين الحكومي: لدينا مخزون كافٍ من المستلزمات الطبية بالمستشفى
  • الاحتلال يجبر 10 آلاف فلسطيني على النزوح من مخيم طولكرم
  • الاحتلال الإسرائيلي يجبر 10 آلاف فلسطيني على النزوح من مخيم طولكرم
  • العدوان الإسرائيلي يدفع 15 ألف فلسطيني إلى النزوح من جنين
  • طبيب بريطاني عمل في غزة يدين موقف بريطانيا إزاء العدوان.. ما رأيته كان جحيما
  • جيش الاحتلال: مقتل أكثر من 50 فلسطينيًا في غارات جوية
  • الصحة الفلسطينية: القطاع الصحي يواجه انهيارًا بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية
  • استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية