خبيران لـ العرب: أبحاث جديدة لأفضل وقاية من السكري
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
د. محمود زرعي:السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى وجلطات القلب والدماغ والفشل الكلوي
البروفيسور أبو سمرة: الإستراتيجية الوطنية تركز على التوعية والتمكين
كشف خبيران طبيان عن العمل على عدد من الأبحاث المرتبطة بمرضى السكري في قطر، وأكدا في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن مؤسسة حمد الطبية تعمل على بحث الوقاية من مرض السكري لمن لديهم عوامل خطورة، وبحث آخر حول تقليل خطورة الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد الولادة لدى الحوامل المصابات بسكري الحمل، ودراسة بحثية تتناول كيفية تجنيب السيدات الإصابة بسكري الحمل قبل الحمل.
وقال الخبيران «على هامش المؤتمر الطبي للسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، الذي نظمته الجمعية القطرية للسكري على مدار يومين، واختتم أعماله أمس، «إن دولة قطر توفر رعاية طبية متكاملة ولا ينقصها شيء، وحريصة على إضافة الأدوية الحديثة المرتبطة بعلاج السكري، وأوضحا أن إصابة الشباب والمراهقين بالسكري من النوع الثاني في ازدياد».
وكشفا عن أن الاستراتيجية الوطنية للسكري سوف يتم تحديثها هذا العام، وأن التحديث الجديد يضم جزءا خاصا بالأطفال والمراهقين.
وقال الدكتور محمود علي زرعي – استشاري ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري ومدير المركز الوطني للسكري بمؤسسة حمد الطبية، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر في تصريحات «العرب» على هامش المؤتمر: هذه المؤتمرات يتم تنظيمها بشكل دوري، وهذا المؤتمر يركز على السكري فقط، وتخصيص مؤتمر لهذا المرض نتيجة إلى أنه واسع الانتشار في الخليج والشرق الأوسط، فنسبة الإصابة به تتراوح بين 15 % إلى 20 %.
وأشار إلى أن مرض السكري يترتب عليه التأثير على الأعضاء الحيوية المهمة في الجسم، مثل القلب والكلى والعين ويصل إلى بتر الأطراف، وأن معظم أجهزة الجسم تتأثر بمرض السكري، لذا جاء الاهتمام بمرض السكري، فهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر، وأحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بالفشل الكلوي والحاجة إلى غسيل الكلى والحاجة إلى زراعة الكلى، وغيرها من المشكلات الصحية.
ولفت إلى أن الدراسات تشير إلى أن الاهتمام بمرض السكري والسيطرة عليه كما يجب يؤدي إلى نقص المضاعفات على الجسم بنسبة قد تفوق 60 %.
وأضاف د. زرعي: المؤتمر ناقش الكثير من المعلومات التي يجب أن تتوفر للفريق الطبي وللجمهور بصورة عامة، ودولة قطر توفر رعاية طبية متكاملة ولا ينقصها شيء، سواء من ناحية الكادر الطبي أو اختصاصيي التغذية أو اختصاصيي التثقيف أو اختصاصيي العناية بالقدم، أو الأطباء، أو الأدوية، أو الأجهزة، فكلها أمور تتوفر في دولة قطر.
وأردف: أن دولة قطر حريصة على إضافة الأدوية الحديثة المرتبطة بعلاج السكري، حيث يتم تشكيل لجنة تقييم لأي دواء جديد، ليتم تناول مدى فعاليته ومدى أمان الدواء، ليتم اضافته لقائمة الأدوية في الدولة، وقد تم إضافة بعض الأدوية مؤخراً ومنها حقن تخفيف الوزن ونسبة السكر في الدم.
وأوضح أن إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري من النوع الثاني يرتبط بصورة وثيقة بزيادة الوزن، وكلما زاد الوزن كانت القابلية للإصابة بالسكري أكبر، حيث يشكل الوزن نحو 50 % من عوامل الخطورة للإصابة بالسكري من النوع الثاني، نتيجة كثرة تناول الوجبات السريعة وقلة ممارسة الرياضة، الأمر الذي يزيد من احتمالات الإصابة بالسكري، ونوه إلى أن إصابة الشباب والمراهقين بالسكري من النوع الثاني في ازدياد.
ونصح د. زرعي بأن يكون المريض على دراية بالخطة العلاجية، فهو الجزء الأساسي والفاعل في هذه الخطة، سواء لمرض السكري أو غيره من الأمراض، والخطة العلاجية يطبقها المريض بوعيه، وهو هدف المختصين بنشر الوعي بين المصابين وغير المصابين بالمرض.
وأضاف: نسبة انتشار السكري تقارب 20 % في دول الخليج والشرق الأوسط، وأن النوع الأول يشكل 5 % إلى 10 % من إجمالي الإصابات، في حين أن النوع الثاني يمثل البقية الباقية أي يتجاوز 90 %.
وتابع: نركز على الوقاية من السمنة ومرض السكري، لأن الوقاية خبر من العلاج، والوقاية ترتكز على مراحل، فهي لا تقتصر على المستشفيات والمراكز الصحية، ولكن تبدأ من الأسرة، والوقاية من السمنة والسكري في متناول الجميع بتغيير نمط الحياة، بتناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة، وأن يكون وزنه حول المعقول.
وكشف د. زرعي عن العمل على العديد من الأبحاث التي تدور حول مرض السكري، وأن هناك أبحاث تبدأ قريباً في مؤسسة حمد الطبية، أحدها يتعلق بالوقاية من مرض السكري لمن لديهم عوامل خطورة للإصابة بالمرض، إضافة إلى حديثي الإصابة بالسكري، حيث سيتم العمل على شفائهم من المرض.
ونوه إلى أنه يجري البحث في تقليل خطورة الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد الولادة لدى الحوامل المصابات بسكري الحمل، كما يجري العمل على بحث التقليل من الإصابة بسكري الحمل، وأن هناك دراسة بحثية تتناول كيفية تجنيب السيدات الإصابة بسكري الحمل قبل الحمل، وإن أصيبت فهناك برنامج لمنع اصابتها بالمرض بعد الولادة.
وقال د. زرعي: أهم عضو بالجسم يتأثر بالإصابة بالسكري هو القلب والأوعية الدموية، وهو ما قد يؤدي إلى الوفاة، فحوالي 60 % من الوفيات لدى مرضى السكري ناتجة عن إصابة القلب والأوعية الدموية، كما أن السكري قد يؤدي إلى الفشل الكلوي والحاجة إلى الغسيل الكلوي، كما قد يؤدي إلى مشكلات بالعيون.
وأشار إلى أن مؤسسة حمد الطبية تستقبل حالات السكري المتقدمة، محولة من المراكز الصحية، وأن نسبة الإصابة بأمراض القلب بين إجمالي مراجعي حمد الطبية من المصابين بالسكري تبلغ 20 %، بينما تبلغ نسبة الإصابة بأمراض العيون 20 %، فيما قد تصل الإصابة بمشكلات الكلى إلى حوالي 30 %.
محوران للوقاية
وقال البروفيسور عبد البديع أبو سمرة-رئيس إدارة الطب الباطني ومدير قطاع الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية- في تصريحات خاصة لـ «العرب» إن كل مؤتمر طبي سواء كان في قطر أو خارجها، ينطوي على فائدة توعوية كبيرة، فالوقاية من السكري تعتمد على محورين أساسيين، الأول وهو وعي الناس بالمرض، وتمكين الإنسان من الوقاية.
وأضاف البروفيسور أبو سمرة على هامش المؤتمر الطبي للسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، أن المؤتمر تناول دور التوعية بالمرض، كما تطرق إلى سبل العلاج، فراجع أبرز الأدوية الحديثة والطرق الحديثة في معالجة السكري ومضاعفاته.
وأشار إلى أن الجمعية القطرية للسكري، وهي منظم المؤتمر، تعمل على بث التوعية بالمشاركة مع مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة العامة، ودعت إلى المؤتمر عدد من المختصين من الدول العربية المحيطة، ويرفع وعي الناس بالسكري ويساعد الأطباء في التعرف على أبرز طرق علاج السكري.
ونوه إلى أن الاستراتيجية الوطنية للسكري، والتي وضعتها وزارة الصحة العامة، تركز على التوعية والتمكين، إضافة إلى إنشاء بيئة تساعد الناس على اختيار نمط حياة صحي.
وكشف البروفيسور أبو سمرة عن برنامج الوقاية من السكري، وهو برنامج بحثي تدعمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومؤسسة حمد الطبية، ويبدأ خلال الشهور القادمة، بهدف معرفة أفضل الطرق للوقاية من السكري في قطر، ويتابع الأشخاص ممن لديهم عوامل الخطورة للإصابة بالسكري، ليكونوا ضمن تجارب بحثية لدراسة كيف يمكن الوقاية وعكس مسار السكري.
وأكد أن الاستراتيجية الوطنية للسكري سيتم تحديثها هذا العام، وضمن التحديث أنها ستضم جزءا خاصا بالأطفال والمراهقين، حيث ركزت في المرحلة السابقة على البالغين، وستشمل في المرحلة القادمة الأطفال والمراهقين، وتتناول السكري والسمنة على حد سواء.
وأشار إلى أن السمنة وزيادة الوزن عامل أساسي في زيادة الإصابة بالسكري في قطر، حيث تشير الدراسات إلى أن ثلثي الإصابة بالسكري ناتج عن السمنة، والثلث الباقي له عدة عوامل مختلفة.
ونوه إلى أن دولة قطر حريصة على توفير كافة الأدوية الحديثة، والتي يتم اعتمادها في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا، حيث تم إضافة أدوية، مؤخراً، لإنقاص الوزن وعلاج السمنة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر أبحاث السكري مؤسسة حمد الطبية مرض السكري الوقاية من السكري بالسکری من النوع الثانی الأسباب الرئیسیة مؤسسة حمد الطبیة الإصابة بالسکری وأشار إلى أن مرض السکری الوقایة من العمل على من السکری یؤدی إلى أبو سمرة دولة قطر
إقرأ أيضاً:
فعالية توعوية تبحث أهمية العناية بمرضى السكري وتعزيز رفاهيتهم
نظم المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالتعاون مع الجمعية العمانية للسكري اليوم فعالية توعوية تحت شعار "السكري والرفاهية"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسكري، الذي يوافق 14 نوفمبر من كل عام.
ركزت الفعالية التي صاحبها معرض تثقيفي على أهمية العناية بمرضى السكري وتعزيز رفاهيتهم، إذ هدفت إلى تمكين المرضى من السيطرة على مستويات السكر في الدم ومساعدتهم على التكيف مع تحديات المرض اليومية.
وأكدت الدكتورة نور بنت بدر البوسعيدية، مديرة المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء رئيسة الجمعية العُمانية للسكري، أن الجمعية تعمل على تثقيف المرضى وذويهم حول مرض السكري وطرق الوقاية والعلاج، مشيرة إلى أن الفعالية تضمنت عدة محطات توعوية أبرزت جوانب مهمة في التعامل مع المرض، مثل التشخيص، والوقاية من مضاعفاته مثل القدم السكري ومشاكل العيون، بالإضافة إلى محطات مختصة بالتغذية والصيدلة التي تناولت سبل الحفاظ على صحة المريض من خلال العناية بالعادات الغذائية واستخدام الأدوية بشكل صحيح.
وأعربت الدكتورة نور عن تفاؤلها بالتوسع المستمر في دعم مرضى السكري في سلطنة عمان، مشيرة إلى أن الجمعية عملت مؤخرًا على توسيع نطاق الدعم ليشمل المرضى فوق 18 عامًا من ذوي الدخل المحدود وتسعى لجمع التبرعات من أجل مساعدة هذه الفئة على التعايش مع المرض بشكل أفضل، رغم التحديات التي تواجهها في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالمسح الوطني للإصابات بمرض السكري، أوضحت أنه من المقرر إجراء مسح شامل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية العام المقبل لتحديد نسب الإصابة بالسكري، وكذلك تقييم معدلات السمنة وضغط الدم وأمراض القلب في المجتمع العماني.
من جانبها تحدثت الدكتورة مريم بنت خميس البادية، استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال، عن السكري من النوع الأول الذي يصيب الأطفال بشكل خاص، وذكرت أن الجهاز المناعي في هذه الحالات يهاجم خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، ما يؤدي إلى نقص إفرازه، وأوضحت الدكتورة البادية أن أعراض المرض تشمل العطش الشديد وكثرة التبول والإرهاق، محذرةً من خطورة التأخر في التشخيص، والذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الحماض الكيتوني، ولفتت إلى أهمية التنسيق بين الأهل والطبيب في متابعة العلاج باستخدام الأنسولين وفق جدول دقيق لضمان تنظيم مستويات السكر لدى الأطفال المصابين.
وتناولت الدكتورة أميرة بنت ناصر الخروصية، استشارية طب السمنة بالمركز الوطني لعلاج السكري والغدد الصماء، تفاصيل مهمة تتعلق بأنواع السكري، موضحة أن هناك نوعين رئيسيين: السكري من النوع الأول والنوع الثاني، وغالبًا ما يظهر النوع الأول في الأطفال والشباب، بين سن الخامسة والعاشرة، وقد يظهر أحيانًا بعد مرحلة البلوغ، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي لهذا النوع من السكري يعود إلى خلل مناعي في الجسم، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، مما يعيق إنتاجه. ونوهت إلى أن هذا النوع من السكري يتسم بظهور الأعراض فجأة، مثل العطش الشديد، وكثرة التبول، والخمول، وقد يصل الأمر إلى الحمى في بعض الحالات.
أما السكري من النوع الثاني، فيرتبط ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة غير الصحي، لا سيما زيادة الوزن وقلة النشاط البدني وأن هذا النوع من السكري يؤدي إلى مقاومة الجسم للأنسولين في البداية، وهو ما يختلف عن النوع الأول الذي يتعلق بعجز في إفراز الأنسولين. وأوضحت أن السكري من النوع الثاني يُشخّص بشكل تدريجي، بدءًا من مرحلة "ما قبل السكري" أو الخلل البسيط في مستويات السكر، ليصل إلى مرحلة متقدمة من المرض في حال عدم اتخاذ التدابير العلاجية والوقائية اللازمة.
وفيما يتعلق بالعلاج، أوضحت أن السكري من النوع الأول يتطلب العلاج باستخدام الأنسولين مدى الحياة، حيث لا يوجد علاج شافٍ لهذا النوع حتى الآن، بينما السكري من النوع الثاني قد يشهد تحسنًا أو حتى شفاء إذا تم التدارك مبكرًا، خاصة من خلال تعديل نمط الحياة وفقدان الوزن، وأوضحت أنه في حال فقدان المريض حوالي 15% من وزنه خلال مرحلة التشخيص، قد يتوقف عن تناول الأدوية أو يقلل الجرعات بشكل ملحوظ.
وأشارت الدكتورة أميرة إلى أن هناك أبحاثًا علمية جارية في مجال الطب الحديث قد تسهم في تأخير أو حتى الوقاية من السكري من النوع الأول، ولكن هذه العلاجات لا تزال في مراحل التجربة ولم تصل بعد إلى التطبيق السريري.
وأوضحت ابتهال السليمانية، عضوة جمعية السكري ومسؤولة الفعاليات بالمركز والجمعية أن الهدف من الفعالية هو توعية مرضى السكري بأهمية التحكم بمستويات السكر في الدم للحفاظ على صحتهم، حيث تتضمن سبعة أركان توعوية تشمل قسم التغذية، والصيدلة، والتثقيف الدوائي، والتثقيف السكري للكبار والأطفال، وصحة القدم، والنشاط البدني، وفحص النظر، كما أن الفعالية تستهدف جميع أفراد المجتمع وليس فقط المرضى، وذلك لتعزيز وعي المجتمع حول مرض السكري وأهمية الوقاية منه.