د. محمود زرعي:السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى وجلطات القلب والدماغ والفشل الكلوي
البروفيسور أبو سمرة: الإستراتيجية الوطنية تركز على التوعية والتمكين
 

كشف خبيران طبيان عن العمل على عدد من الأبحاث المرتبطة بمرضى السكري في قطر، وأكدا في تصريحات خاصة لـ «العرب» أن مؤسسة حمد الطبية تعمل على بحث الوقاية من مرض السكري لمن لديهم عوامل خطورة، وبحث آخر حول تقليل خطورة الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد الولادة لدى الحوامل المصابات بسكري الحمل، ودراسة بحثية تتناول كيفية تجنيب السيدات الإصابة بسكري الحمل قبل الحمل.

ولفتا إلى وجود برنامج بحثي للوقاية من السكري تدعمه مؤسسة قطر وحمد الطبية يبدأ خلال الشهور القادمة، بهدف معرفة أفضل الطرق للوقاية من السكري في قطر، وتجارب بحثية لدراسة كيف يمكن الوقاية وعكس مسار السكري.
وقال الخبيران «على هامش المؤتمر الطبي للسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، الذي نظمته الجمعية القطرية للسكري على مدار يومين، واختتم أعماله أمس، «إن دولة قطر توفر رعاية طبية متكاملة ولا ينقصها شيء، وحريصة على إضافة الأدوية الحديثة المرتبطة بعلاج السكري، وأوضحا أن إصابة الشباب والمراهقين بالسكري من النوع الثاني في ازدياد».
وكشفا عن أن الاستراتيجية الوطنية للسكري سوف يتم تحديثها هذا العام، وأن التحديث الجديد يضم جزءا خاصا بالأطفال والمراهقين.


وقال الدكتور محمود علي زرعي – استشاري ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري ومدير المركز الوطني للسكري بمؤسسة حمد الطبية، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر في تصريحات «العرب» على هامش المؤتمر: هذه المؤتمرات يتم تنظيمها بشكل دوري، وهذا المؤتمر يركز على السكري فقط، وتخصيص مؤتمر لهذا المرض نتيجة إلى أنه واسع الانتشار في الخليج والشرق الأوسط، فنسبة الإصابة به تتراوح بين 15 % إلى 20 %.
وأشار إلى أن مرض السكري يترتب عليه التأثير على الأعضاء الحيوية المهمة في الجسم، مثل القلب والكلى والعين ويصل إلى بتر الأطراف، وأن معظم أجهزة الجسم تتأثر بمرض السكري، لذا جاء الاهتمام بمرض السكري، فهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر، وأحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بالفشل الكلوي والحاجة إلى غسيل الكلى والحاجة إلى زراعة الكلى، وغيرها من المشكلات الصحية.
ولفت إلى أن الدراسات تشير إلى أن الاهتمام بمرض السكري والسيطرة عليه كما يجب يؤدي إلى نقص المضاعفات على الجسم بنسبة قد تفوق 60 %.
وأضاف د. زرعي: المؤتمر ناقش الكثير من المعلومات التي يجب أن تتوفر للفريق الطبي وللجمهور بصورة عامة، ودولة قطر توفر رعاية طبية متكاملة ولا ينقصها شيء، سواء من ناحية الكادر الطبي أو اختصاصيي التغذية أو اختصاصيي التثقيف أو اختصاصيي العناية بالقدم، أو الأطباء، أو الأدوية، أو الأجهزة، فكلها أمور تتوفر في دولة قطر.
وأردف: أن دولة قطر حريصة على إضافة الأدوية الحديثة المرتبطة بعلاج السكري، حيث يتم تشكيل لجنة تقييم لأي دواء جديد، ليتم تناول مدى فعاليته ومدى أمان الدواء، ليتم اضافته لقائمة الأدوية في الدولة، وقد تم إضافة بعض الأدوية مؤخراً ومنها حقن تخفيف الوزن ونسبة السكر في الدم.
وأوضح أن إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري من النوع الثاني يرتبط بصورة وثيقة بزيادة الوزن، وكلما زاد الوزن كانت القابلية للإصابة بالسكري أكبر، حيث يشكل الوزن نحو 50 % من عوامل الخطورة للإصابة بالسكري من النوع الثاني، نتيجة كثرة تناول الوجبات السريعة وقلة ممارسة الرياضة، الأمر الذي يزيد من احتمالات الإصابة بالسكري، ونوه إلى أن إصابة الشباب والمراهقين بالسكري من النوع الثاني في ازدياد.
ونصح د. زرعي بأن يكون المريض على دراية بالخطة العلاجية، فهو الجزء الأساسي والفاعل في هذه الخطة، سواء لمرض السكري أو غيره من الأمراض، والخطة العلاجية يطبقها المريض بوعيه، وهو هدف المختصين بنشر الوعي بين المصابين وغير المصابين بالمرض.
وأضاف: نسبة انتشار السكري تقارب 20 % في دول الخليج والشرق الأوسط، وأن النوع الأول يشكل 5 % إلى 10 % من إجمالي الإصابات، في حين أن النوع الثاني يمثل البقية الباقية أي يتجاوز 90 %.
وتابع: نركز على الوقاية من السمنة ومرض السكري، لأن الوقاية خبر من العلاج، والوقاية ترتكز على مراحل، فهي لا تقتصر على المستشفيات والمراكز الصحية، ولكن تبدأ من الأسرة، والوقاية من السمنة والسكري في متناول الجميع بتغيير نمط الحياة، بتناول الأكل الصحي وممارسة الرياضة، وأن يكون وزنه حول المعقول.
وكشف د. زرعي عن العمل على العديد من الأبحاث التي تدور حول مرض السكري، وأن هناك أبحاث تبدأ قريباً في مؤسسة حمد الطبية، أحدها يتعلق بالوقاية من مرض السكري لمن لديهم عوامل خطورة للإصابة بالمرض، إضافة إلى حديثي الإصابة بالسكري، حيث سيتم العمل على شفائهم من المرض.
ونوه إلى أنه يجري البحث في تقليل خطورة الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد الولادة لدى الحوامل المصابات بسكري الحمل، كما يجري العمل على بحث التقليل من الإصابة بسكري الحمل، وأن هناك دراسة بحثية تتناول كيفية تجنيب السيدات الإصابة بسكري الحمل قبل الحمل، وإن أصيبت فهناك برنامج لمنع اصابتها بالمرض بعد الولادة.
وقال د. زرعي: أهم عضو بالجسم يتأثر بالإصابة بالسكري هو القلب والأوعية الدموية، وهو ما قد يؤدي إلى الوفاة، فحوالي 60 % من الوفيات لدى مرضى السكري ناتجة عن إصابة القلب والأوعية الدموية، كما أن السكري قد يؤدي إلى الفشل الكلوي والحاجة إلى الغسيل الكلوي، كما قد يؤدي إلى مشكلات بالعيون.
وأشار إلى أن مؤسسة حمد الطبية تستقبل حالات السكري المتقدمة، محولة من المراكز الصحية، وأن نسبة الإصابة بأمراض القلب بين إجمالي مراجعي حمد الطبية من المصابين بالسكري تبلغ 20 %، بينما تبلغ نسبة الإصابة بأمراض العيون 20 %، فيما قد تصل الإصابة بمشكلات الكلى إلى حوالي 30 %. 


محوران للوقاية 
وقال البروفيسور عبد البديع أبو سمرة-رئيس إدارة الطب الباطني ومدير قطاع الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية- في تصريحات خاصة لـ «العرب» إن كل مؤتمر طبي سواء كان في قطر أو خارجها، ينطوي على فائدة توعوية كبيرة، فالوقاية من السكري تعتمد على محورين أساسيين، الأول وهو وعي الناس بالمرض، وتمكين الإنسان من الوقاية. 
وأضاف البروفيسور أبو سمرة على هامش المؤتمر الطبي للسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، أن المؤتمر تناول دور التوعية بالمرض، كما تطرق إلى سبل العلاج، فراجع أبرز الأدوية الحديثة والطرق الحديثة في معالجة السكري ومضاعفاته.
وأشار إلى أن الجمعية القطرية للسكري، وهي منظم المؤتمر، تعمل على بث التوعية بالمشاركة مع مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة العامة، ودعت إلى المؤتمر عدد من المختصين من الدول العربية المحيطة، ويرفع وعي الناس بالسكري ويساعد الأطباء في التعرف على أبرز طرق علاج السكري.
ونوه إلى أن الاستراتيجية الوطنية للسكري، والتي وضعتها وزارة الصحة العامة، تركز على التوعية والتمكين، إضافة إلى إنشاء بيئة تساعد الناس على اختيار نمط حياة صحي.
وكشف البروفيسور أبو سمرة عن برنامج الوقاية من السكري، وهو برنامج بحثي تدعمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومؤسسة حمد الطبية، ويبدأ خلال الشهور القادمة، بهدف معرفة أفضل الطرق للوقاية من السكري في قطر، ويتابع الأشخاص ممن لديهم عوامل الخطورة للإصابة بالسكري، ليكونوا ضمن تجارب بحثية لدراسة كيف يمكن الوقاية وعكس مسار السكري.
وأكد أن الاستراتيجية الوطنية للسكري سيتم تحديثها هذا العام، وضمن التحديث أنها ستضم جزءا خاصا بالأطفال والمراهقين، حيث ركزت في المرحلة السابقة على البالغين، وستشمل في المرحلة القادمة الأطفال والمراهقين، وتتناول السكري والسمنة على حد سواء.
وأشار إلى أن السمنة وزيادة الوزن عامل أساسي في زيادة الإصابة بالسكري في قطر، حيث تشير الدراسات إلى أن ثلثي الإصابة بالسكري ناتج عن السمنة، والثلث الباقي له عدة عوامل مختلفة.
ونوه إلى أن دولة قطر حريصة على توفير كافة الأدوية الحديثة، والتي يتم اعتمادها في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا، حيث تم إضافة أدوية، مؤخراً، لإنقاص الوزن وعلاج السمنة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر أبحاث السكري مؤسسة حمد الطبية مرض السكري الوقاية من السكري بالسکری من النوع الثانی الأسباب الرئیسیة مؤسسة حمد الطبیة الإصابة بالسکری وأشار إلى أن مرض السکری الوقایة من العمل على من السکری یؤدی إلى أبو سمرة دولة قطر

إقرأ أيضاً:

عصر التاهو الثقافي!؟

كتب فلاح المشعل

يسأل المذيع الجوال الشابة (س) ما هي الأمنية التي تتمنين تحقيقها؟ 

فتجيب بعد لحظة صمت: سيارة تاهو ؟ وأخرى ترغب في سيارة مرسيدس، وثالثة تريد نوع "جي كلاس"!؟

أول الأمر تخيلت أن هذه الفيديوهات المبثوثة على وسائل التواصل الاجتماعي، إعلانات غير مباشرة جاء بها ذكاء صاحب الوكالة لهذه الأنواع من السيارات، لكن بعد أسئلة ومراجعات وتجوال الأسئلة في عالم المرأة وخصوصا الشابات، فإن امتلاك السيارة أصبحت أشبه بالموديل، وأحيانا تكون حاجة، وأهمية هذه الحاجة تتراوح من النقل أو التنقل الشخصي الخاص، بعد فشل وانهيار النقل العام في البلد، إلى مظاهر الترف وادعاء الثراء والغنى، وعادة ما تذهب عيون الشابات نحو ما هو أغلى، فهنا تصبح ال"التاهو" و"جي كلاس" وغيرها من النوعيات الغالية مطلباً يقترن بالأمنية!؟

في مرحلة شبابنا كانت أمنية الأغلبية من البنات تقترن بدورها المستقبلي للبلاد كأن تصبح طبيبة أو صيدلانية أو مهندسة أو صحفية أو محامية ونحو ذلك، والأمنية الأبعد أن تسافر خارج البلاد لتطّلع على العالم، وتتعرف على ثقافاتهم وعاداتهم، بدل مشاهدة ذلك في برنامج "عشر دقائق" الذي تقدمه المذيعة أمل المدرس من شاشة تلفاز العراق صباح كل يوم جمعة!

نحن أصبحنا "للأسف" في عصر"التاهو" الثقافي الذي تاهت به المعاني وأحلام الفتيات، في مظاهر زائفة لأنماط سلوكية شاذة استدرجت لها أعدادا من الشابات الفاقدات للثقافة والتربية النوعية، فسقطن في إغراءات التاهو، التي يتقنها المسؤولون والسياسيون الفاسدون في صيغة هدايا لمن يملكن الاستعداد لتقديم ما يطلب منها من امتهان وأدوار لقاء هذه الهدايا التي لا تزيد البنات جمالا ولا فخرا، بل تضعها في مثرامة الكرامة والتوصيف القبيح والاتهام بالسقوط الأخلاقي!

ينبغي الحذر من عالم التاهو والأنواع الغالية أيتها الصبايا، فالنظرة لدى الرجال تقوم على الشك والذم لمن تجلس خلف المقود لهذا النوع من السيارات الفاخرة، وبعد أن أصبحت إحدى علامات الفاشنستات وبائعات الهوى، فهي إما هدية من مسؤول فاسد أو واردة من صفقة فساد أو مال حرام، فلا تلوثي صورتك وأسمك وعائلتك بهذه المظاهر الزائفة.

*ختاما لا بد من الإشارة إلى أن ثمة عوائل ثرية أبا عن جد، وليست طارئة الثراء، عوائل معتادة بحكم ثرائها على استخدام السيارات الفارهة، أو نساء بوظائف مرموقة مثل أساتذة الجامعات، أو من هي بدرجة مدير عام أو وزيرة أو قاضية وبهذا المستوى، فإن واقع حياتهن ومعيشتهن يتوفر على ذلك، هذا النوع من النساء يختلف عن ما ذكرنا من نقد لثقافة التاهو !؟

مقالات مشابهة

  • آخر ساعة قبل الفجر في رمضان.. غير حياتك لأفضل مما تمنيت بـ5 أعمال
  • الخضيري يحسم الجدل حول صلاحية زيت الزيتون للطبخ والقلي.. فيديو
  • وزير الصحة يفتتح أقسامًا جديدة ويوسع الخدمات الطبية في مستشفى الشرطة النموذجي
  • تقرير أممي: توافق ليبي على تأسيس مركز أبحاث متخصص في أمن الحدود
  • مختار جمعة: الصيام وقاية للشباب.. ورمضان شهر الطاعة والبركة
  • السعر حسب النوع.. جازان تستقبل بشائر المانجو
  • خبيران عسكريان: لهذه الأسباب قصفت إسرائيل محيط طرطوس
  • عصر التاهو الثقافي!؟
  • فقدان الوزن يساعد في علاج مرض السكري من النوع الثاني
  • فقدان الوزن يساعد في الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني