الثورة /رضي القعود
يعمل إعلام العدو الصهيوني والغربي بشكل دائم على تزييف الحقائق وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، وذلك من خلال الترويج بأن المقاوم الذي يدافع عن نفسه وأرضه وعرضه هو في الأساس إرهابي، وأن المقاومة الفلسطينية بشكل عام تقوم بالاعتداء والقتل وارتكاب أبشع الجرائم ضد المواطن الإسرائيلي الآمن، كما يستخدم الإعلام الغربي والإسرائيلي الوسائل الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والفوتشوب وصناعة المحتوى (الفيديو) لتزيف الحقائق وتأكيد أن ما يروج له تجاه المقاومة حقيقة.


مع كثرة الانتهاكات والقتل والتهجير القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم والصمت المخجل للأمم، قامت المقاومة حماس يوم 7 / 10 / 2023م بالدفاع عن نفسها ورد جزء بسيط مما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني، حيث قامت بشن هجوم واسع على الأراضي المحتلة وباغتت الجيش الإسرائيلي في مواقعه ومقراته فأسرت وقتلت الكثير من أفراده، كما عبرت السياج الفاصل بين غرة والأراضي المحتلة ودخلت إلى المستوطنات التي أنشأها الكيان الإسرائيلي في الأرض العربية، فأحدثت بين سكانها الرعب والخوف، وكان لهذا الهجوم النوعي والمفاجئ الأثر الكبير في صفوف الجيش الإسرائيلي وأظهر مدى هشاشته وضعفه مقارنة بما يمتلكه من أسلحة ومعدات نوعية تجعله اقوى جيش في المنطقة .

شيطنة المقاومة
بعد هذا الهجوم الصادم على إسرائيل حاول الإعلام الغربي والإسرائيلي تشويه صورة حماس وقلب الحقائق من خلال استخدام التضليل الإعلامي وشيطنة المقاومة الفلسطينية، حيث عمدت آلة الإعلام على إظهار هجوم حماس بأنه إرهاب وانها قامت بقطع رؤوس الأطفال وقتلت المدنيبن واغتصبت النساء، ويحاول أيضا إثارة الرأي العام العالمي ضد شعب فلسطين والإيعاز بأنهم (حيوانات في هيئة بشر) .
مذيعة قناة الـ”سي إن إن” الأمريكية ومن خلال ما تلقته من أخبار مفبركة قامت بإذاعة خبر تتحدث فيه عن إقدام حركة حماس على قتل الأطفال وقطع رؤوسهم، وأكدت مذيعة الـ CNN وجود مقطع فيديو يتداوله ناشطون يثبت صحة ما تقوله، لكن مذيعة القناة اكتشفت بعد فترة وجيزة كذب وزيف الخبر السابق، الأمر الذي دفعها إلى كتابة منشور في صفحتها على موقع إكس تقدم اعتذارها وتقول انها وقعت في فخ التضليل الإعلامي .

استخدام الصورة
لقد عمل الإعلام الغربي والإسرائيلي على تجييش الذباب الإلكتروني لنشر الأكاذيب والإشاعات المضللة في وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إثارة الرأي العام العالمي ضد المقاومة الفلسطينية والتأكيد من خلال تزوير الصورة واستخدام الفوتشوب والذكاء الاصطناعي بأنها إرهابية وتقوم بأعمال ضد الإنسانية، وهناك الكثير من المنشورات المفبركة التي نشرها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي وجميع هذه التدوينات كاذبة وغير صحيحة، ومن بين تلك الأكاذيب التي روج لها الإعلام الغربي ووظفها بشكل مخادع ضد المقاومة هي نشر صور ادعت أنها لجثة طفل محروق نتيجة هجوم للمقاومة الفلسطينية على مدنيين إسرائيليين، مشيرًا إلى أنه تم عرض هذه الصور على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وهو ما نقلته وسائل إعلامية كثيرة، ولكن تمّ الكشف بعدها أن هذه الصور مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأنَّها في الأصل صورة لكلب صغير، يتلقى العلاج، وتم تعديلها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي .

إزدواجية المعايير
كما أن الإعلام الغربي لم يقف عند تزييف الحقائق ومحاولة إظهار المقاومة الفلسطينية بأنها إرهابية فقط، بل تعامل في تغطيته للحرب على أن الإسرائيليين بشر لهم كامل الحقوق، اما الفلسطينيون فهم اقل من ان ينالوا تعاطفا إنسانيا وهو ما يعكس إزدواجية المعايير ولغة أحادية الجانب، حيث يشبه الإعلام الغربي ما قامت به حركة حماس بتوغل سافر يمكن مقارنته بالهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن مدى استفادة النظام المصري من إطالة أمد الصراع في غزة، العامل الذي يجعله يتراخى في البحث عن سبل حله.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الطبيعة العسكرية العميقة للنظام المصري ظلت قائمة منذ سنة 1952، عند إطاحة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار بالملكية البرلمانية.

وأضافت الصحيفة أن هذه الهيمنة العسكرية استمرت في عهد خلفاء ناصر، أنور السادات ثم حسني مبارك، قبل أن تهتز خلال الاضطرابات الثورية بين سنتي 2011 و2013.

وأنهى الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي الفترة الانتقالية وأعاد ترسيخ أسس النظام العسكري الذي تقوم خلاله الدائرة الرئاسية بتوزيع الامتيازات بين الجنرالات، سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو "متقاعدين" يشغلون مناصب في القطاع الخاص. في المقابل، تتولى أجهزة المخابرات فرض رقابة شديدة على البلاد والشعب، مع هيمنة جهاز المخابرات العامة، الكيان العسكري المكلف بتنفيذ عمليات داخل مصر وخارجها.

"إيجار" غزة
وأوضحت الصحيفة أنه بمجرد عودته إلى البيت الأبيض؛ قرر دونالد ترامب تعليق جميع أشكال المساعدات الخارجية، باستثناء الدعم المقدم لإسرائيل وكذلك لمصر. ويعود الفضل في استثناء نظام السيسي من القرار إلى بند في معاهدة السلام الموقعة سنة 1979 بين إسرائيل ومصر تحت إشراف الولايات المتحدة يقضي بمنح دعم عسكري سنوي لإسرائيل يناهز حجمه ملياري دولار وثلثي هذا المبلغ لمصر.


وطيلة أكثر من أربعة عقود من الزمن، ظل الجنرالات المصريون يعتبرون أن هذا المبلغ حق مكتسب لهم رافضين تخصيص حتى جزء منه إلى تنمية البلاد. وغالبًا ما يُعاد استثمار هذا المبلغ في شراء المعدات الأمريكية، مما يتيح للقاهرة الحصول على دعم الصناعيين المعنيين في واشنطن الذي يشكلون "مجموعة ضغط".

وتشيد مجموعة الضغط هذه بمساهمة نظام السيسي في الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في حزيران/ يونيو بعد فوزها في الانتخابات2007. مع استمرار تراجع نفوذ بلاده في الأزمات الإقليمية، من ليبيا والسودان إلى اليمن تزداد العائدات التي يجنيها السيسي من استمرار الحرب في غزة.

ولهذا السبب يبالغ نظام السيسي بشأن أهمية المفاوضات المفترض تنظيمها في القاهرة، سواء بين إسرائيل وحماس أو بين الفصائل الفلسطينية. إن الحوار الفلسطيني الداخلي بشأن تسليم السلطة التي تتقلدها حماس إلى غزة متوقف منذ ستة عشر شهراً، دون الوصول إلى أي صيغة قابلة للتطبيق. في المقابل، المحادثات الجادة الوحيدة بشأن الهدنة في غزة، والتي ترتب عنها إعلان الهدنة الحالية، كانت تحت إشراف قطر.

أرباح كبيرة
وذكرت الصحيفة أن عدم فاعلية أجهزة الدولة المصرية على الرغم من الكفاءات والخبرات التي تمتلكها هو نتيجة تطبيق قرارات سياسية على أعلى مستوى. في الواقع، تسمح الأزمة الفلسطينية بإحياء المشهد الدبلوماسي والإعلامي في القاهرة، التي تراجع دورها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.


بالإضافة إلى ذلك، يوفر الحصار المفروض على غزة فرصًا متعددة للمخابرات العسكرية وعميلها إبراهيم العرجاني، الزعيم البدوي الذي لم يكتفِ فقط بتجنيد ميليشيا كبيرة لدعم الجيش المصري في سيناء، بل يسيطر فعليًا على عمليات الدخول والخروج من قطاع غزة عبر معبر رفح.

وبينت الصحيفة أنه حتى حدوث الهجوم الإسرائيلي على رفح في آيار/مايو 2024، والذي نتج عنه غلق المعبر المصري؛ تمت مطالبة كل فلسطيني يرغب في الفرار من الحرب بدفع مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات.  بالإضافة إلى ذلك، فرض العرجاني ومجموعته على الشاحنات المتجهة نحو غزة، دفع ضرائب تناهز عشرات الملايين من الدولارات شهريًا. إلى جانب ذلك، تم إنشاء شركة أمنية باسم "الأقصى"، مكلفة بحماية الشاحنات داخل قطاع غزة، بتكلفة باهظة.

وأوردت الصحيفة أن الهدنة السارية في غزة منذ 19 كانون الثاني/ يناير أدت إلى إعادة الفتح الجزئي لمعبر رفح، مما أعاد تنشيط شبكات التهريب التابعة لإبراهيم العرجاني، حيث تم فرض رسوم تصل إلى عشرين ألف دولار على كل شاحنة تجارية.

وبفضل العلاقة التي تجمعه مع محمود السيسي، نجل الرئيس ونائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية أصبح العرجاني شخصية فوق القانون. بالإضافة إلى ذلك، تتكفل شركته "الأقصى" بتوفير المرتزقة المكلّفين بمراقبة عمليات العبور بين شمال وجنوب قطاع غزة.

وتحرص المخابرات المصرية على عدم التواجد فعليًا داخل قطاع غزة خدمة لمصالحها، بحيث يستفيد نظام السيسي من استمرار تدهور الوضع في غزة، عن طريق مواصلة ابتزاز المدنيين الذين يحاولون المغادرة وفرض الرسوم على الشاحنات التي تدخل القطاع.


وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن فهم الدوافع العميقة لسياسة النظام المصري في غزة أمر ضروري لتقييم مدى قدرته على التصدي لـ"رؤية" دونالد ترامب، التي تقوم على تهجير سكان قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

مقالات مشابهة

  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • مصر تدخل عالم منع حوادث القطارات باستخدام الذكاء الاصطناعي.. قريبا
  • ميزات جديدة لمساعد الذكاء الاصطناعي Gemini
  • الأمم المتحدة تندد باستخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة في الضفة الغربية
  • السنوار يتسبب بإغلاق “الذكاء الاصطناعي”في التعليم الديني الإسرائيلي
  • Alexa+.. قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أبرز ميزات المساعد الذكي الجديد من أمازون
  • ترقب لمواجهات واسعة جديدة تشمل دول عربية وإسلامية مع تلويح الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء في تحليل أنسجة سرطانية
  • الذكاء الاصطناعي يجيب على أصعب سؤال في رمضان