خمس دول تطالب المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق حول المجازر الوحشية على غزة قوات العدو تجبر الطواقم الطبية والمرضى والجرحى في مجمع الشفاء الطبي على مغادرته قسراً وتحويله إلى ثكنة عسكرية

الثورة /متابعات

شهد قطاع غزة أمس يوماً دموياً هو الأكثر وحشية وفظاعة وإجراماً منذ العدوان الصهيوأمريكي بالنظر إلى المجازر البشعة التي ارتكبها بحق النازحين في مدرسيتين إحداهما تابعة للأونروا بمخيم جباليا ومجزرتين أخريين في خانيونس جنوب القطاع سقط فيها مئات الشهداء والجرحى.


حيث استشهد أكثر من مائتي نازح من أبناء فلسطين في قطاع غزة بعد استهدافهم في أحد مراكز النزوح مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأونروا بمخيم جباليا شمال القطاع كما استهدف الاحتلال مدرسة تل الزعتر التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين، كما ارتكب العدو الصهيوأمريكي مجازر جديدة في خانيونس جنوب قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 60 شهيدا على مرأى ومسمع من المجتمع العربي والعالم منذ بدء عدوانه الوحشي على القطاع مرتكبا أبشع الجرائم والانتهاكات البشرية التي تصل إلى الإبادة الجماعية التي لن تسقط بالتقادم وسيتم محاسبة ذلك العدو البغيض مع من تحالف معه أو دعمه.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية مجزرة الفاخورة وتل الزعتر دليلا جديدا يثبت أن حرب قوى العدوان الصهيوأمريكي المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين بهدف تفريغ منطقة شمال قطاع غزة بأكملها من أي وجود فلسطيني، مشيرة إلى أن قوى العدوان بهذه المجزرة التي استهدفت مدرسة تابعة لـ /أونروا/ توجه إهانة جديدة للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة، وتستخف بجميع المطالبات الدولية غير المؤثرة التي تدعو لحماية المدنيين.
إلى ذلك استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين، وأصيب آخران، أمس الأول، خلال قصف طائرة صهيونية مسيرة، مقر حركة «فتح» بمخيم بلاطة شرق نابلس.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن طائرة مسيرة استهدفت مقر «فتح» في مخيم بلاطة بصاروخ، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين، وإلحاق أضرار كبيرة في المكان.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع سبعة إصابات خطيرة جدا، جراء قصف مبنى في مخيم بلاطة، وتم نقلهم إلى مستشفى رفيديا الحكومي حيث أعلن الأطباء عن استشهاد خمسة مواطنين.
كما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس يوم أمس عن استشهاد الدكتور أحمد بحر (أبو أكرم) رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة في العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة.
وقالت حماس في بيان لها، أمس السبت: «بكلّ معاني الصَّبر والفخر والاعتزاز، وبمزيد من التسليم والرِّضا بقضاء الله وقدره، ننعى إلى جماهير شعبنا الفلسطيني، وأمتنا العربية والإسلامية، والمجالس والاتحادات البرلمانية والأحرار في كل العالم، القائد الوطني والرّمز الكبير للنضال الوطني الفلسطيني: الدكتور أحمد بحر».
وأضاف البيان: «إن القائد بحر ارتقى شهيداً إلى الله تعالى بعد إصابته جراء القصف الصهيوني، بعد أنْ رأى مشاهد العزّ والانتصار والإثخان في جيش العدو الصهيوني، التي سطّرها رجال كتائب القسَّام في معركة طوفان الأقصى، يوم السابع من أكتوبر.»
وقالت حماس: «إذ نزفّ القائد الشهيد أحمد بحر (أبو أكرم)، وشعبنا ومقاومتنا الباسلة تواصل معركتها البطولية في طوفان الأقصى، بكلّ إيمانٍ وثباتٍ وحكمةٍ واقتدار، لنؤكّد لشعبنا وأمَّتنا وكلّ الأحرار في العالم، أنَّ جرائم العدو ومجازره وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها لن تفلح في كسر إرادة شعبنا وصموده ومقاومته.»
وأكدت الحركة أنَّ دماء القادة الشهداء، وكلّ قوافل الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني عبر تاريخ نضالنا الممتد والمستمر، ستكون وقوداً لإذكاء روح المقاومة في جماهير شعبنا في كل ساحات الوطن وخارجه حتى دحر الاحتلال وزواله.
إلى ذلك شنت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس السبت، حملة مداهمات واعتقالات في مدن أريحا ونابلس والخليل وبيت لحم، بالضفة الغربية المحتلة، وشرعت بأعمال تجريف ومداهمة منازل الفلسطينيين.
وأفادت وكالات الأنباء الفلسطينية بأن قوات العدو اعتقلت 14 شابًا عقب دهم وتفتيش منازل عائلاتهم في مدينة الخليل.
كما داهمت قوات العدو مخيم بلاطة للاجئين، شرق مدينة نابلس، بآليات وجرافات عسكرية، وتمركز في حارات: الجماسين، العموري، ومغدوشة، بلاطة وسط اشتباكات مسلحة وأعمال تجريف.
ولفتت إلى أن قوات العدو نشرت عددًا من القناصة في عدة منازل وأبنية داخل مخيم بلاطة، تزامنًا مع سماع أصوات انفجارات واشتباكات مسلحة وإطلاق نار متقطع في أزقة المخيم.
وأجرت آليات وجرافات العدو عمليات تخريب وتدمير في شارع السوق وحارة العموري والمدخل الجنوبي للمخيم، وهدمت نصبًا تذكاريًا لشهيد من عائلة العموري داخل المخيم.
وأضافت: إن آليات وقوات العدو تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال انسحابها من جهة «شارع المسلخ» في مخيم بلاطة.
في السياق ذاته اعتقلت قوات العدو شابين من مدينة أريحا بعد اقتحام منزليهما وتحطيم مركبة أحدهما، فيما دهمت قوات العدو قرية الجبعة جنوب مدينة بيت لحم، واعتقلت سبعة من العمال الفلسطينيين من أهالي قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 12 ألف مواطن استشهدوا بينهم 5 آلاف طفل و3300 امرأة وارتفاع عدد المفقودين إلى أكثر من 3750 منهم 1800 طفل مازالوا تحت الأنقاض.
وارتفع عدد الشهداء جراء قصف العدو الصهيوني منزلاً لعائلة أبو حطب في مدينة حمد بخان يونس إلى 28 شهيدًا إضافة إلى أعداد من الجرحى.
كما استهدفت الغارات الصهيونية شقة في عمارة ابو عويلي مقابل مسجد عثمان بن عفان في خانيونس نجم عنها عدد من الإصابات.
ووصل عشرات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء المستشفى الإندونيسي بعد قصف صهيوني استهدف مناطق سكنية شمال قطاع غزة.
وارتقى الشهداء جرّاء القصف المدفعي العشوائي لشارعي القصاصيب والعلاوين في بلدة جباليا.
وأصيب عشرات الفلسطينيين ومفقودين تحت الأنقاض جرّاء استهداف العدو منزلين ببيت لاهيا شمال قطاع غزة.
من جهة أخرى أجبرت قوات العدوان الصهيوأمريكي أمس السبت الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي بغزة على مغادرته قسرا، تحت طائلة التهديد بالقوة.
وأعلن مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية في بيان صحفي، بدء عمليات الإخلاء من المستشفى إثر مهلة الساعة التي أعطاها العدوان الصهيوأمريكي لإخلاء المرضى والجرحى والنازحين والأطقم الطبية.
وقال أبو سلمية إنه «بعد عملية الإخلاء، بقي في المشفى خمسة أفراد من الطاقم الطبي ونحو 120 مريضا لا يستطيعون السير على الأقدام لإجرائهم عمليات جراحية بسبب إصاباتهم في الأقدام، وتم التنسيق مع الأمم المتحدة لإجلائهم».
وتابع أن «ما تبقى على قيد الحياة من الأطفال الخدج وعددهم 30 ما زالوا في المستشفى وتم التنسيق مع الصليب الأحمر لإخراجهم أيضا».
من جهته، أفاد المدير العام لوزارة الصحة بغزة، منير البرش في تصريحات أوردها المركز الفلسطيني للإعلام بأن قوات العدوان طلبت إخلاء مجمع الشفاء من الطواقم الطبية والجرحى والمصابين والنازحين.
وذكر أن الأمم المتحدة اتصلت وأبلغت أنها ستعمل على تنسيق إخراج الجرحى والمرضى الذين لا يستطيعون التحرك حيث ستعمل لإخراجهم.
وأشار إلى أنهم خرجوا من بين الدبابات وفوهات البنادق من قناصة الاحتلال، ومن بين وسط الدمار الهائل مبينا أن العدو حدد مسار للتحرك من المستشفى عبر شارع الوحدة ومن ثم التحرك باتجاه صلاح الدين للانتقال إلى جنوب قطاع غزة.
بدوره، أكد مشرف الطوارئ في مجمع الشفاء، الدكتور عمر زقوت مشرف
أن الجميع لم يتمكن من الخروج مشيرا إلى أن الطريق نحو المغادرة كان مؤلما جدا نتيجة الدمار ووجود جثث شهداء.
وقال: لقد طلب من النازحين التوجه إلى شارع الوحدة وكثير من الأطفال والكبار لم يتمكنوا من مواصلة السير في ظل عدم وجود سيارات إسعاف أو وسائل أخرى للتحرك.
من جهة أخرى أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أمس السبت، عن تقدم خمس دول بطلب للتحقيق في العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وقال المدعي العام للمحكمة كريم خان في بيان له: إن مكتبه تلقي «طلبا للتحقيق بشأن الوضع في دولة فلسطين صادر عن الدول الأطراف الخمس، جنوب أفريقيا، وبنغلادش، وبوليفيا، وجزر القمر، وجيبوتي».
وأضاف البيان: «مع تلقي الطلب، يؤكد مكتبي أنه يجري حاليا تحقيقا بشأن الوضع».
ووفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يجوز لأي دولة طرف أن تحيل إلى المدعي العام حالة يبدو فيها أن جريمة أو أكثر، من الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة، قد ارتكبت، وتطلب من المدعي العام التحقيق في الحالة لغرض تحديد ما إذا كان ينبغي اتهام شخص محدد أو أكثر بارتكاب مثل هذه الجرائم.
وقال المدعي العام للمحكمة: «منذ بداية ولايتي في يونيو 2021، قمت لأول مرة بتشكيل فريق مخصص لدفع التحقيق بشأن الوضع في دولة فلسطين».
وتابع قائلاً: إن تفويضه سينطبق على الجرائم التي يُشتبه بأنها ارتكبت خلال العدوان الصهيوني الحالي على قطاع غزة.
وأوضحت جنوب أفريقيا أنها تقدّمت بطلب الإحالة مع «بلدان أخرى تشاطرها الهواجس نفسها» لكي تولي المحكمة الجنائية الدولية «اهتماما طارئا لخطورة الأوضاع» الحالية.
وشدّد بيان وزارة خارجية جنوب أفريقيا على أن بريتوريا «تشجّع من جهة ثانية الدول الأخرى الموقّعة على نظام روما الأساسي على الانضمام إلى طلب الإحالة هذا، أو تقديم طلبات إحالة على نحو مستقل».
وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا عام 2021 بجرائم حرب يُشتبه بأن قوات العدو الصهيوني قامت بها.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي شن الكيان الصهيوني عدوانا على قطاع غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 12 ألف مدني فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة العدوان الصهیوأمریکی العدو الصهیونی المدعی العام على قطاع غزة مجمع الشفاء مخیم بلاطة من الأطفال أمس السبت أکثر من إلى أن من جهة

إقرأ أيضاً:

قوات العدو تعترف بمصرع وإصابة 4 من جنودها في غزة

 اعترفت قوات العدو الصهيوني، مساء السبت، بمصرع وإصابة 4 من جنوده وضباطه خلال المعارك في قطاع غزة.

وتحت بند “سمح بالنشر” أقرت قوات العدو بمقتل الرائد احتياط “ياكير شموئيل تاتلبوم” (21 عاماً) من معاليه أدوميم، وهو جندي في الكتيبة 77 فرقة ساعر من جولان (7)، ومقتل الرقيب “يائير أفيتان” (20 عاماً) من رعنانا، وهو جندي في الكتيبة 890 لواء المظليين، في معركة شمال قطاع غزة.

كما اعترف العدو بأن ضابطاً من كتيبة “روتيم” من لواء جفعاتي، وجندياً من الكتيبة 13 من لواء جولاني، أصيبا بجروح خطيرة في المعركة التي دارت شمال قطاع غزة.

ووفقاً لإحصائيات العدو، فقد قتل 313 جندياً وضابطاً منذ بدء العدوان البري على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، بينما تؤكد المقاومة أنّ أعداد القتلى الصهاينة تفوق ذلك بكثير، ولكنّ سلطات العدو تتعمّد إخفاء العدد الحقيقي حتى لا تؤثر سلباً على معنويات الجنود.

مقالات مشابهة

  • 114 شهيــداً ومصــاباً بمجزرتـيـن صهيــونيتين جديدتين فــــــــي غــزة
  • خلال الـ٢٤ ساعة الماضية.. 114 شهيداً ومصاباً في مجزرتين صهيونيتين جديدتين بقطاع غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 37,900 شهيد منذ بدء العدوان
  • بعد 268 من العدوان.. 37877 شهيدًا فلسطينيًا في غزة
  • 43 شهيدا و111 مصابا في مجازر جديدة للعدو بغزة خلال يوم واحد
  • اليوم الـ268 للعدوان: سبعة شهداء فلسطينيين في قصف للعدو الصهيوني على رفح وغزة
  • تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا باستمرار العدوان الصهيوني على غزة
  • قوات العدو تعترف بمصرع وإصابة 4 من جنودها في غزة
  • منذ بدء العدوان.. أمريكا أرسلت للعدو الصهيوني 14 ألف قنبلة شديدة التدمير
  • خلال الـ24 ساعة الماضية.. 264 شهيداً وجريحاً في جرائم صهيونية جديدة بغزة