النزاع لم يبدأ في 7 أكتوبر والحرب فشل للدبلوماسية الدولية
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أبو الغيط: عدم السماح باستسلام الفلسطينيين وزير الدولة البريطاني: النزاع كارثي للعالم وإنسانيتنا
قال رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مدير مديرية المخابرات العامة سابقا بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل آل سعود ان الحرب على غزة تشكل اشارة واضحة على فشل الدبلوماسية والسياسة للاسرة الدولية، معتبراً ان المسؤولية تلقى على عاتق الجميع.
واعتبر الامير تركي ان النزاع لم يبدأ في 7 أكتوبر بل منذ وقت بعيد غالبيته كان اعتداءات على الفلسطينيين مما نتج عنه ما نراه في غزة الان. مشددا على انه يجب ادانة الهجوم الوحشي لحركة حماس تماماً كما يجب ادانة الهجمات الوحشية والبربرية التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية. وقال صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل «منذ انشاء دولة إسرائيل في 1948 وفي كل مرة تظهر ازمة نتحدث عن ضرورة إيجاد حل للازمة التي امامنا الا ان كل الاحاديث لم تتحول الى مبادرات ملموسة وهناك الكثير من القرارات ومبادرات السلام، ولكن لسوء الحظ كلها تتوقف عند باب إسرائيل بسبب الدعم الأمريكي والاوروبي الذي لا لبس فيه ويصبح السلام بعيد المنال». وتابع«النزاع لم يبدأ في 7 أكتوبر بل منذ وقت بعيد، وكانت غالبيته اعتداءات على الفلسطينيين، مما نتج عنه ما نراه اليوم في غزة، والان ندين الهجمات الهمجية لحماس على المدنيين ولكن علينا أيضا ادانة الهجمات الوحشية والبربرية التي شنت على الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية. واضاف«هذه الحرب هي نقطة تحول لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وهذا النزاع التهديد النووي الإسرائيلي يزيد من تعقيد المسألة، كما ان هذه الحرب تذكرنا بازدواجية معايير حقوق الانسان وبكل ما قيل خلال السنوات الماضية عن أهمية الامن في المنطقة، اذ علينا ان نلاحظ ان الحرب إشارة عن الفشل الدبلوماسي والسياسي للاسرة الدولية والمسؤولية تلقى على عاتق الجميع فاستمرار الفشل في التعاطي مع هذه المسألة لم يعد محتملا خاصة وان العالم اصبح اكثر وعيا لأحقية القضية الفلسطينية والاوهام الأوروبية والأمريكية التي تعتبر إمكانية تحسين أحوال الفلسطينيين تحت الاحتلال وتفادي إعادة تدوير هذا النزاع كل بضع سنوات. ولفت الامير تركي الفيصل الى ان غياب المبادرات والجهود لاحلال السلام والامن في المنطقة ولكننا ينقصنا العمل على تطبيق القرارات الدولية والارغام على تطبيقها كما حدث في دول أخرى. من جانبه، اكد الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط على ان هذه الحرب يجب ان تصل الى خاتمة معتبراً ان عدم الوصول الى حلول يعني المزيد من القتل والقمع بحق الشعب الفلسطيني. وقال ابو الغيط ان اسرائيل تتطلع نحو انهاء الحرب عبر استسلام الفلسطينيين مشددا على اهمية عدم السماح بذلك. وانتقد ابو الغيط السياسات الاسرائيلية الرافضة الوصول الى انهاء الصراع عبر حل الدولتين، فأما أن تكون هنالك دولتان أو دولة واحدة، حيث إن حل الدولة الواحدة التي بها جميع الأطراف متساوية من شأنه أن يكون الفلسطينيون أصحاب الأغلبية بعد 20 أو 30 سنة، وهذا ما ترفضه إسرائيل. من جانبه، وصف وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب اسيا والكومنولوث والامم المتحدة في المملكة المتحدة اللورد احمد من ويمبلدون النزاع الدائر في غزة بالكارثي بالنسبة للعالم اجمع وانسانيتنا، معتبراً ان سكان غزة كانوا يعيشون في ظروف يائسة قبل النزاع ولكن الان باتوا يعانون بشكل كبير، مشددا على حق الشعب الفلسطيني بحياة افضل مما يستوجب ايجاد جهد جماعي, وقال اللورد احمد«لا تزال الأمم المتحدة ترى الهجمات على غزة والنزاع الحاصل في المنطقة حيث منذ الأزل وسكان غزة يعيشون في معاناة، واما الآن باتوا يعيشون في أزمة خطيرة في ظل عدم وصول الإمدادات لهم، وأنا اتفق مع الأمير تركي الفيصل في أهمية التعاون لإيجاد حل لهذا النزاع، ومن واجبنا إيقاف اراقة الدماء». واشاد اللورد احمد بالدور الكبير الذي تلعبه مملكة البحرين من اجل تأمين الحوار، وتعزيز التعايش السلمي. معتبرا البحرين شريكا يمكن الاعتماد عليه في المنطقة. وحذر اللورد احمد من تداعيات الحرب على غزة والتي سوف تزيد من انقسامات كثيرة، وكذلك زيادة معاداة السامية والاسلاموفوبيا، معتبرا ان ذلك يشكل اشارات مقلقة، ويجب التصدي اليها.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا على الفلسطینیین اللورد احمد الامیر ترکی ترکی الفیصل فی المنطقة ابو الغیط فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد مرور 1000 يوم.. ما حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا بسبب الحرب؟
يصادف اليوم مرور ألف يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، الذي يمثل أكبر صراع دموي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومع استمرار المعارك، تتفاقم الخسائر البشرية والمادية في ظل مواجهة أوكرانيا تحديات غير مسبوقة منذ بداية الحرب عام 2022.
وتُقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 11 ألفا و700 مدني قتلوا، في حين أصيب أكثر من 24 ألفا و600 آخرين منذ بداية الحرب. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ماريوبول، المدينة التي تعرضت لدمار واسع وتخضع الآن لسيطرة القوات الروسية.
كما أعلنت السلطات الأوكرانية أن ما يقرب من 600 طفل فقدوا حياتهم بسبب الحرب. ورغم هذه الخسائر في صفوف المدنيين، فإن غالبية الضحايا هم من الجنود، بسبب طبيعة المعارك المباشرة التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والآليات المدرعة.
من جهتها، تشير تقديرات الدول الغربية إلى أن كلا الطرفين تكبد خسائر فادحة، حيث يُعتقد أن روسيا عانت من خسائر أكبر بسبب المعارك العنيفة في الشرق. ومع ذلك، تواجه أوكرانيا تحديا أكبر نتيجة انخفاض عدد سكانها مقارنة بروسيا. وتسببت الحرب في انخفاض عدد السكان بمقدار 10 ملايين شخص نتيجة الهجرة والنزوح الداخلي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أوضح في وقت سابق أن أكثر من 31 ألف جندي أوكراني قتلوا خلال المعارك مع الروس، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الجرحى أو المفقودين.
ويحرص الجانبان على الاحتفاظ بسجلات خسائرهما العسكرية كأسرار تتعلق بالأمن القومي، وتتفاوت التقديرات العلنية التي تقدمها الدول الغربية بشكل كبير استنادا إلى حد كبير للتقارير الاستخباراتية. لكن معظم التقديرات تشير إلى وقوع مئات الآلاف من الجرحى والقتلى من كلا الجانبين.
وتسيطر روسيا حاليا على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك مناطق إستراتيجية في الجنوب والشرق. أما القوات الأوكرانية، فتمكنت من شن هجوم مضاد هذا العام، وحققت اختراقات في مناطق روسية مثل كورسك، لكنها لم تستطع استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي خسرتها.
الخسائر الاقتصاديةوتعرض الاقتصاد الأوكراني لانكماش كبير، حيث تقلص بمقدار الثلث في عام 2022. وعلى الرغم من تحسن طفيف في العامين التاليين، ما زال الاقتصاد يمثل أقل من 80% من حجمه قبل الحرب.
وأظهرت التقييمات الأخيرة التي أجرتها جهات دولية، منها البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية، أن الحرب في أوكرانيا خلفت أضرارا مباشرة بلغت قيمتها 152 مليار دولار حتى ديسمبر/كانون الأول 2023. وشملت هذه الأضرار بشكل خاص قطاعات حيوية مثل الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة.
وقدرت الحكومة الأوكرانية والبنك الدولي التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار والتعافي بحوالي 486 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وهو مبلغ يعادل نحو 2.8 مرة من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في عام 2023.
أما قطاع الطاقة في أوكرانيا، فقد تأثر بشكل خاص نتيجة الاستهداف المستمر للبنية التحتية من قبل روسيا عبر هجمات بعيدة المدى.
كما شهدت صادرات الحبوب، التي تعد من أهم مصادر الدخل لأوكرانيا، انخفاضا حادا في البداية قبل أن تتمكن كييف من التكيف مع الوضع واستعادة جزء من تدفقاتها التجارية عبر إيجاد طرق بديلة لتجاوز الحصار الروسي.
وفيما يتعلق بالإنفاق الحكومي، تخصص أوكرانيا معظم عائداتها لتمويل الدفاع، وتعتمد بشكل كبير على الدعم المالي من الدول الغربية لتغطية نفقات أخرى، مثل الرواتب العامة ومعاشات التقاعد والبرامج الاجتماعية. وتشير تقديرات برلمانية إلى أن الحرب تكلف البلاد نحو 140 مليون دولار يوميا.
ومن المتوقع أن تستحوذ ميزانية الدفاع على نحو 26% من الناتج المحلي الإجمالي في مسودة ميزانية 2025، وهو ما يعادل حوالي 2.2 تريليون هريفنيا (53.3 مليار دولار). كما تلقت أوكرانيا مساعدات مالية تجاوزت 100 مليار دولار من شركائها الغربيين منذ بداية الحرب.
ومع استمرار المعارك وغياب أي مؤشرات على نهاية قريبة للصراع، تدخل أوكرانيا مرحلة حرجة مع مرور ألف يوم على بدء الحرب، حيث تضع التحديات الاقتصادية والبشرية والعسكرية البلاد أمام اختبارات صعبة، رغم الدعم الدولي المتواصل لها.