أكد المتحدث الرسمي باللغة العربية باسم وزارة الخارجية الأمريكية ساميويل وريبرغ على موقف بلاده الرافض لإعادة الاحتلال الإسرائيلي الى قطاع غزة، مشددًا على رفض أي سيناريو يقضي بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم او القيام بعمليات استيطان على أرض القطاع، او الفصل ما بين الضفة الغربية وغزة. وقال وريبرغ في مقابلة لـ «الأيام» على هامش حضورة النسخة التاسعة عشرة من قمة «حوار المنامة 2023» أن ملف المحتجزين الأمريكيين لدى جماعة حماس يشكل أولوية قصوى لدى الجانب الأمريكي، حيث تقوم الولايات المتحدة بالتواصل مع عدة أطراف في المنطقة من أجل تأمين الإفراج عن المحتجزين.

وأشارت وريبرغ الى تعمل من أجل عدم اتساع رقعة الصراع في المنطقة، مشددًا على أن بلاده مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لردع أي طرف يحاول استغلال الحرب في غزة في إشارة الى ايران وميلشيات حزب الله والحوثيين في اليمن. وفي سياق متصل، نفى المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية أن يكون ملف التفاوض مع ايران للإفراج عن أموال مجمدة يرتبط بالحرب الدائرة في غزة، او ملف المحتجزين الأمريكيين هناك. وفيما يلي نص المقابلة:
] سأبدأ معك من المشهد الشرق الأوسطي، اليوم هناك حرب على قطاع غزة مضى على اندلاعها أكثر من 40 يومًا، في ظل عدم وجود أفق واضح حيال العمليات العسكرية الإسرائيلية التي راح ضحيتها نحو 12 ألف فلسطيني، وفي نفس الوقت لا زالت حماس موجودة على الأرض، فيما لازالت إسرائيل مستمرة بعملياتها العسكرية والتي تتحدث أهدافها المعلنة عن القضاء على حماس، فيما الحصيلة أكبر حصيلة هذه الحرب هم السكان المدنيون؟ - من وجهة نظرنا، نحن في الولايات المتحدة الأمريكية لا زال لدينا قلق حيال الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حماس، وكأي دولة يتوجب علينا وضع أولوية تركز على حماية مواطنينا، وجميع المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن يبذلون قصارى جهدهم، والتواصل مع بعض الأطراف في المنطقة من أجل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، الأمر الآخر هو الوضع الإنساني السيئ للغاية في قطاع غزة -كما أشرت- إذ أنه بعد أكثر من 40 يومًا لا زال الوضع الإنساني سيئ جدًا في ظل وجود نقص حاد في كافة الاحتياجات الإنسانية من مواد طبية، وغذائية ومياه صالحة للشرب، وبهذا الصدد، نحن نقوم بكل ما بوسعنا من أجل تأمين وصول المساعدات الإنسانية المباشرة للشعب الفلسطيني، وهذا لا ينحصر فقط في إيصال المساعدات الأمريكية، بل نعمل على التعاون مع السلطات المصرية، والسلطات الإسرائيلية، وكذلك السلطة الفلسطينية والسلطات الأردنية من أجل ايصال كل المساعدات العاجلة الى القطاع، وجميع الدول تريد أن تقدم مساعدات عاجلة الى غزة والتي يجب أن تدخل عبر معبر رفح، لذلك منذ بداية الحرب ونحن نعمل مع هذه الأطراف من أجل تأمين وصولها، الأمر الآخر، هو ما نقوم به من أجل منع أي طرف من اتساع رقعة هذا الصراع في المنطقة. ] ماذا عن مسار المفاوضات، حيث هناك جهود قطرية من أجل التوصل الى اتفاق يقضي بإطلاق سراح محتجزين.. إلى أين وصلت هذه المفاوضات؟ - بالنسبة لهذا الملف، فمن الصعب تناول تفاصيل كثيرة حوله. كما نعرف أن أي مفاوضات مرتبطة برهائن أمريكيين فهي مسألة حساسة جدًا، وما يمكن تأكيده هو أننا على تواصل دائم مع بعض الأطراف في المنطقة من بينها دولة قطر، لأن -كما تعلمون- الولايات المتحدة ليس لديها أي تواصل مع هذه الجماعات، حيث إننا نصنف حركة حماس كجماعة إرهابية منذ العام 1997. نحن نتطلع الى أنه خلال الأسابيع القادمة أن يتم الإفراج عن كافة الرهائن بما فيهم الأمريكيون، حيث هناك رهائن من دول أخرى، وليس فقط من الولايات المتحدة او إسرائيل حيث كانوا يعيشون في إسرائيل. ] ذكرت بعض التقارير أن هناك مفاوضات جارية مع الجانب الايراني من أجل رفع الحظر عن أموال ايرانية تصل قيمتها الى نحو 10 مليارات دولار. السؤال.. هل هناك ربط سواء بشكل مباشر او غير مباشر ما بين الحرب الدائرة في غزة، لاسيما موضوع إطلاق سراح الرهائن وما بين هذه الانفراجات المالية المتوقعة لصالح ايران؟ - لا يوجد أي ربط في هذا الاتجاه. الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها أي تواصل مع ايران لاسيما فيما يتعلق بموضوع غزة او موضوع الرهائن على وجه الخصوص، نحن لدينا تواصل مع بعض الأطراف في المنطقة مثل دولة قطر التي لديها تواصل مع حماس. وجميع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة هي تستند على تشريعات وقوانين واضحة، وهناك خطوات اتخذت في سياق إمكانية تصدير ايران للنفط الى العراق التي لديها بعض الاحتياجات المتعلقة بالنفط والغاز، وبالتالي لدينا بعض العقوبات لكنها حتمًا ليست مرتبطة بما يجري في غزة. ] في الأسبوع الماضي، أعلن القيادة المركزية للأسطول الخامس عن تعرض سفينة أمريكية عسكرية لاعتداء في البحر الأحمر بواسطة طائرة بدون طيار يرجح أنها قادمة اليمن، قبل أن يتم إسقاطها دون أي أضرار، السؤال.. هل هذه الهجمات قد تزيد من فرص القيام بعمل عسكري من قبل منطقة «سينتكوم» لردع هذه الهجمات؟ - كما أشرت حيال هذه الهجوم، وهو ليس الهجوم الأول، بالطبع سوف نأخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل حماية أنفسنا، وحماية كل حلفائنا شركائنا في المنطقة، لا نريد أن نرى أطرافًا مثل حزب الله، الحوثيين، وايران، وهم يحاولون استغلال هذه الظروف ومن ثم محاولة التصعيد العسكري. لقد شهدنا تقدمًا كبيرًا في الملف اليميني، ولا نريد لأي تصعيد أن يؤثر على هذا المسار، حيث يستحق الشعب اليمني الأمن والاستقرار، وبالتالي نحن نقف ضد أي محاولات للتصعيد في المنطقة. ] سأنتقل إلى مرحلة ما بعد الحرب، دائمًا الحرب الحقيقية هي التي تأتي ما بعد توقف العمليات العسكرية، والفراغ السياسي الذي يحدث بعد الحروب والأزمات، دعني أضعها في هذا السياق، الدول العربية لديها موقف رافض لإرسال قواتها الى غزة ما بعد الحرب لتأمين الأمن لإسرائيل، بنفس الوقت هناك عدة مبادرات طرحت من الجانب الأوروبي في هذا الاتجاه والتي تحدثت عن قوات دولية، السؤال.. ما هي وجهة نظركم حيال الوضع في غزة ما بعد الحرب؟ - بلا شك نحن نشهد معارك صعبة، وقاسية، وكيف بحماس التي حكمت القطاع قامت ببناء الأنفاق وخزنت الأسلحة وكل ذلك، نحن لسنا جزءًا من هذه المعركة، ولكننا على تواصل مع الجانب الإسرائيلي، ونستمع اليه، ونطرح عليه أسئلة صعبة، وكيف سوف تتعامل مع هذه الهجمات الإرهابية، لذلك من جانب الولايات المتحدة تتركز المسائل حول ما نريد وحول ما لا نريد، وأبرز ما لا نريد هو أن تعاود اسرائيل احتلال قطاع غزة، فنحن نعارض ذلك بشدة، او بناء مستوطنات على أرض غزة، فهذه أراضٍ فلسطينية، كما نرفض بشدة أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني، والفلسطينيون يستحقون الدولة وجزء من هذه الدولة هو قطاع غزة. وكذلك لا نريد لأي جماعات متطرفة مثل حماس والجهاد الإسلامي وغيرها استخدام غزة لشن هجمات على إسرائيل او أي دولة أخرى، إذن هذه هي المبادئ الأساسية بالنسبة لنا. ونؤمن تمامًا أن الحل الوحيد لهذا الصراع هو حل الدولتين، وهذا ما يعمل عليه الرئيس جو بايدن والخارجية الأمريكية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الولایات المتحدة فی المنطقة قطاع غزة تواصل مع لا نرید ما بعد من أجل فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتب أمريكي: هناك رغبة إسرائيلية في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية

قال بيتر روف، الكاتب بمجلة نيوزويك الأمريكية، إن هناك حالة من عدم الاستقرار في غزة مع تصاعد حدة التوترات في المنطقة، والإدارة الأمريكية القادمة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستتولى زمام الأمور، وسيكون هناك مزيدًا من الجهود لإنهاء هذه الحرب.

وأضاف «روف»، خلال مداخلة ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك كثير من الأحاديث المتعلقة بمفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة وخلال الفترة المقبلة هناك إدارة أمريكية جديدة وسنرى ما الذي ستفعله، مشيرًا إلى أن هناك رغبة إسرائيلية في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية ولا أتوقع أن توافق الإدارة الأمريكية الجديدة على هذا.

تخوف كبير في أمريكا من تمدد الحرب

وتابع الكاتب بنيوزويك: «هناك تخوف كبير لدى الشعب الأمريكي من توسع وتمدد الحرب، والإدارة الأمريكية الجديدة ستكون لها أدوات أكبر وعلاقات أفضل مع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو».

مقالات مشابهة

  • غزة..العدو الصهيوني يوغل في تجويع الفلسطينيين والأزمة تبلغ مرحلة كارثية
  • الرئيس السيسي يوجه بتطوير منظومة الطيران بشكل متكامل
  • الرئيس السيسي يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل متكامل
  • أستاذ علوم سياسية: هناك تضخم في الاقتصاد الروسي لكن موسكو تعتمد على التصنيع
  • العدو الصهيوني يواصل سياسة تجويع ممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة
  • وزير إسرائيلي: الاستيطان في غزة لن يعود ويجب إنهاء الحرب
  • تشاؤم مفاجئ يُحيط بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حماس و إسرائيل .. مسؤولون إسرائيليون: هناك فجوات
  • رئيس حزب الاتحاد: هناك مساحة للحرية داخل الدولة المصرية يجب استغلالها بشكل أمثل
  • كاتب أمريكي: هناك رغبة إسرائيلية في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية
  • باحث سياسي: هناك صعوبات حقيقية على طاولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل