أعربت قطر، اليوم السبت، عن إدانتها لقصف الجيش الإسرائيلي مجددا مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا شمالي غزة والذي أدى لمقتل العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء.

 

اعتصام اتحاد الأدباء العرب احتجاجاً على مجازر إسرائيل في غزة إسرائيل استخدمت قنبلتين نوويتين لتنفيذ هولوكست في غزة

واعتبرت قطر القصف مجزرة مروعة وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل، وتعديا سافرا على مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وجددت وزارة الخارجية في بيان يوم السبت، "مطالبة دولة قطر بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس والمستشفيات".

كما طالبت المجتمع الدولي بتحرك عاجل لمحاسبة إسرائيل وردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين وتوفير الحماية اللازمة للنازحين الذين يحتمون بالمدرسة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا).

وحذرت الوزارة من أن صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني سيزيد حالة الاحتقان ويوسع دائرة العنف ويقود إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

كما جددت وزارة الخارجية موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وسقط 200 شخص على الأقل بين قتيل وجريح في قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة والتي تؤوي آلاف النازحين في مخيم جباليا شمال غزة.

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنها حصلت على صور مروعة لأشخاص قتلوا بغارة على مدرسة في غزة.

وفي اليوم الـ43 من الحرب في غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع، في وقت تواصل الفصائل الفلسطينية التصدي وقصف القوات الإسرائيلية المتوغلة.

وتجاوزت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الـ 12000 قتيلا.

أما على الجانب الإسرائيلي فقد قتل أكثر من 1400 شخص وأصيب أكثر من 5 آلاف بجروح، إلى جانب مقتل 378 جنديا إسرائيليا.

جدير بالذكر أن خبراء في الأمم المتحدة أكدوا أن الحرب الإسرائيلية في غزة يمكن أن تتصاعد إلى إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، مشددين على أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات عاجلة لضمان وقف إطلاق النار.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل قطر مدرسة الفاخورة مخيم جباليا غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

القصف لا يقتل وحده .. الجوع أيضًا يفعل

كانت فتحية شكري تمسك بيد ابنها كما لو كانت تتشبث بالحياة نفسها. في زاوية من زوايا مستشفى الشفاء، جلست المرأة ذات الحادية والثلاثين عامًا، تحتضن طفلها الهزيل. لم تكن تحتضنه طلبًا للدفء، بل كمن يحاول إقناعه بالبقاء على قيد الحياة، فقط يومًا آخر. عظام الطفل تبرز من تحت جلده الشاحب، ووجهه غارق في الذبول، عيونه غائرة كأنها تنظر من عالم آخر.

قبل الحرب، كان ابنها – ذو الثلاثة أعوام – يعاني من إسهال مزمن. توجهت فتحية حينها إلى مختبرات وزارة الصحة، لكن الفحوصات المحلية لم تكن كافية للكشف عن طبيعة مرضه. طلبوا لها تحويلًا للعلاج في الخارج، كان ذلك في أغسطس 2023. انتظرت، وتأملت، ثم أتت الحرب لتغلق المعابر وتسد الأمل. لم يُسمح لهم بالسفر، ولم تأتِ الموافقة الجديدة، وكل ما جاء كان المزيد من الألم.

قصة الجوع الصامت

مع مرور الأيام وتفاقم الحصار، ازداد وضع ابنها سوءًا. لم يعد في المنزل دجاج ولا بيض ولا لحم. كانت تعتمد على تلك الأطعمة لتعويض طاقته، لإعطائه قليلًا من القوة التي تسمح له بالوقوف أو اللعب. وعندما فتحت المعابر لبعض الوقت، بعد وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، تحسنت حالته قليلًا. لكن منذ آخر إغلاق في الثاني من مارس 2025، عاد وزنه إلى الانحدار المخيف، وكأن جسده يلعب لعبة الكرّ والفرّ مع الموت.

«كل مرة يزيد فيها وزنه كيلوين أو ثلاثة، بيرجع يخسرهم لما تسكر المعابر»، تقول فتحية بمرارة لـ«عُمان»، وهي تشير إلى القفص الصدري لطفلها، الذي بات ظاهرًا بوضوح. لم يتناول أي نوع من البروتينات منذ أكثر من شهر. وعلاجه بالبخار – الذي كان يعينه على التنفس – لم يعد متاحًا، بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد المستلزمات الطبية.

ترجو الأم المجتمع الدولي ألا يغض الطرف، ألا يكتفي بالتقارير والبيانات. كل ما تطلبه اليوم: أن يُسمح لطفلها بالخروج، بالعلاج، بالحياة. فكل تأخير يعني فقدان أمل آخر، ووجعًا جديدًا.

المجاعة تزحف

منذ عودة الحرب في 18 مارس 2025، ومع إغلاق المعابر الإنسانية بشكل شبه تام، بات مشهد سوء التغذية في قطاع غزة أمرًا لا يمكن تجاهله. الأطفال، الذين يُفترض أن تكون أجسادهم في طور النمو، يظهرون اليوم بهيئات شاحبة، وأوزان لا تتناسب مع أعمارهم. والبالغون، الذين تحملوا ويلات الحرب والنزوح، أصبحوا اليوم عاجزين عن تأمين وجبة واحدة مشبعة في اليوم.

في المراكز الصحية المتبقية، يسجل الأطباء ارتفاعًا حادًا في حالات فقدان الوزن الحاد، وفقر الدم، وضعف المناعة. ومما يزيد الطين بلة، أن معظم المرضى، خاصة الأطفال، لم يعودوا قادرين على استيعاب أي طعام بعد فترة من الجوع الطويل، إذ تتقلص المعدة وتتوقف أجهزة الجسم عن العمل بالكفاءة الطبيعية.

وبينما تستغيث المستشفيات من نقص الإمكانيات، يتجول الأطفال في الشوارع بحثًا عما يسد جوعهم في تكايا الأطعمة الخيرية، التي تقلصت وقل عددها جدًا، وسط الحصار وإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والبضائع للشهر الثاني على التوالي.

الوضع الغذائي في غزة لم يعد أزمة طارئة، بل بات أزمة ممتدة ومزمنة، تتطلب تدخلًا عاجلًا وفعالًا، لا مجرد بيانات شجب أو إدانات صامتة.

أمومة على حافة الجوع

في أحد أزقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، جلست أم محمد، شابة في أواخر العشرينات، على بساط مهترئ داخل خيمة أقامها زوجها بين ركام منزلهم. كانت تمسك بطنها المنتفخ بحذر، وتتنفس بصعوبة، كأن كل نفس يحمل وزن الجوع والخوف معًا.

قالت بصوت متقطع لـ«عُمان»: «أنا في الشهر الثامن... بس بطني مش من الشبع، من الجنين اللي بجاهد يكبر بجسمي اللي ما فيه غذاء». لم تأكل وجبة مكتملة منذ أسابيع، وتعتمد على وجبات من الخبز والماء، وأحيانًا القليل من العدس المسلوق إذا توفر: «مفيش لا حليب ولا خضار ولا حتى بيضة ... والدكتور قال لي إنه وزن الجنين ناقص كتير، بس شو أعمل؟».

زوجها فقد عمله كعامل بناء منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، ولم يعد بإمكانهما شراء شيء من السوق حتى لو توفرت السلع.

وأضافت بحزن خلال حديثه لـ«عُمان»: «كنت بحلم أجهزله سرير صغير وملابس جديدة... اليوم بس بدي ييجي للدنيا سالم، مش ضروري شيء تاني».

حين سألتها عن المساعدات، قالت إنهم لم يتلقوا شيئًا منذ أكثر من شهر، باستثناء كيس طحين وبعض المعلبات التي لا تناسب حالتها الصحية. ثم صمتت للحظة، وابتسمت ابتسامة باهتة وتابعت: «أنا مش خايفة من الموت... بس خايفة أولد وهو ميت من الجوع».

الطفلة التي أكلت التراب

في حي الزيتون، التقيت بسعاد صقر، أم لثلاثة أطفال، كانت تحتضن ابنتها رهف (4 سنوات) بعدما رأتها تأكل التراب في محيط خيمتهم. «ما كنت أعرف إنها جوعانة لهالدرجة، ما عندي شي أطعميها»، تقول باكية.

رهف تعاني الآن من التهابات معوية حادة، بعد ابتلاعها مواد غير صالحة للأكل. الطبيب قال إن حالتها يمكن أن تتفاقم إذا لم تحصل على دواء مضاد.

سعاد لا تملك ثمن الدواء، ولا حتى المال لشراء الحليب. حاولت استعارة بعض الحليب المجفف من الجيران، لكن الجميع في الحي يعيش الظروف ذاتها.الطفلة، التي كانت مرحة قبل الحرب، باتت الآن صامتة، تلتصق بأمها طوال الوقت، وتبكي عند أقل حركة.

تختم كلامها بمرارة لـ«عُمان»: «كل يوم بصحى خايفة ألاقي بنتي ماتت بين إيدي. الناس مفكرة الحرب بس قصف، بس في حرب تانية: حرب الجوع».

مراكز التغذية مغلقة

و الأحد الماضي 6 أبريل 2025، أعلنت منظمة اليونيسيف الأممية أنها اضطرت إلى إغلاق 21 مركزًا لعلاج سوء التغذية في قطاع غزة بعد استئناف العدوان الإسرائيلي. القرار لم يكن بسبب نقص الطواقم والإمدادات الطبية فقط، بل لأن الاحتلال أصدر أوامر إخلاء قسرية للمناطق التي كانت تضم هذه المراكز، متذرعًا بـ«الاعتبارات الأمنية».

بإغلاق هذه المراكز، حُرم الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل والمرضى من العلاج الأساسي والغذاء الطبي الذي كان يمنحهم فرصة للنجاة. بعض المراكز كانت تقدم الرعاية لمئات الحالات يوميًا، لكن الآن، لم يبقَ سوى الذكريات والصور.

الجوع حكم بالإعدام البطيء

في حديث خاص لجريدة الأيام، أوضح الطبيب سامر مشتهى، أحد الأطباء العاملين في عيادة الأونروا بحي الشيخ رضوان، حجم الكارثة. وأكد أن إغلاق مراكز علاج سوء التغذية لم يؤثر فقط على الأطفال، بل امتد إلى الكبار الذين يعانون من أمراض مزمنة: «الجوع في غزة لم يعد لحظة مؤقتة، بل حالة ممتدة تنخر الجسد ببطء».

يقول الطبيب: «نرى يوميًا أطفالًا لا يستطيعون الوقوف، وبعضهم عبارة عن هياكل عظمية، ونساءً حوامل يعانين من الهزال الشديد، ومسنين ينهارون بسبب غياب البروتينات والمعادن»،

ويوضح لـ«عُمان»: «الكارثة أننا كنا نتابع هذه الحالات في المراكز المغلقة، وكان هناك تحسن واضح. أما الآن، فقد تُركوا وحدهم في مواجهة مصيرهم».

ويختتم حديثه: «نحن لا نملك بدائل. الناس تموت هنا يوميًا، لا بالقصف فقط، بل بالجوع وبالتجاهل الدولي. هذا عار على الإنسانية».

جرس إنذار

أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن نحو 60 ألف طفل في غزة يعانون من درجات خطيرة من سوء التغذية، محذرًا من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا استمر إغلاق المعابر.

ويشير إلى أن القطاع يشهد تدهورًا سريعًا على كافة المستويات الصحية والغذائية، بالتوازي مع استهداف الاحتلال للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات، مثل قصف مستشفى المعمداني مؤخرًا.الشوا أوضح لـ«عُمان» أن الوضع دخل مرحلة هي الأسوأ منذ بداية العدوان، في ظل نقص المياه، والدواء، والغذاء، واستمرار عمليات النزوح. فقد اضطر أكثر من 56 ألف فلسطيني للنزوح مجددًا منذ عودة الحرب في 18 مارس.

المدنيون، وفق الشوا، لم يعودوا يملكون حتى خيار البقاء في منازلهم: «كل شيء مهدد، حتى رغيف الخبز».

أرقام القتل ومجازر التجويع

منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، وحتى يومنا هذا، استُشهد أكثر من 50.933 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وأُصيب 116.450 آخرين، وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

الرقم، وإن بدا جافًا في مظهره، يخفي خلفه تفاصيل مفزعة: عائلات محيت بالكامل، أجساد لم تُنتشل من تحت الركام، وأطفال تُركوا وحدهم بعد أن قتل أهلهم.

ومع ذلك، فإن الشهداء الذين سقطوا بسبب الجوع أو انعدام الرعاية الطبية لا يُحصون بدقة، لأنهم يموتون بصمت، دون ضجيج، دون أن تُسجل أسماؤهم على لائحة الشهداء.المجازر هنا لا تحدث فقط بالصواريخ، بل في مطبخ فارغ، وفي جسد صغير يحتضر دون أن يجد حليبًا، أو في مستشفى مغلق بقرار من قناص أو جنرال.

مقالات مشابهة

  • طبيب في خان يونس يفجع بوالديه بين ضحايا القصف الإسرائيلي
  • صحة غزة تكشف عن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي حتى اليوم
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • القصف لا يقتل وحده .. الجوع أيضًا يفعل
  • لبنانيون يحيون مناحلهم بعد أن أحرقتها إسرائيل
  • إسرائيل تواصل ترويج الأكاذيب لتضليل المجتمع الدولي.. وجيش الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية في غزة
  • الأمم المتحدة تدين منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة منذ 50 يوما
  • بالصور: بلدية جباليا النزلة تعقب على القصف الإسرائيلي للكراج الخاص بها
  • مجزرة جديدة في الفاشر السودانية تودي بحياة ما لا يقل عن 35 شخصا
  • المجتمع الدولي وإدمان الفشل حول السودان