الإمارات تستقبل الطائرة الأولى ضمن مبادرة «استضافة 1000 طفل فلسطيني»
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أبوظبي: «الخليج» و «فرانس برس»
وصلت أمس السبت الطائرة الأولى التي تحمل على متنها 15 شخصاً من الأطفال وأسرهم، في إطار مبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بعلاج 1000 طفل فلسطيني، برفقة أسرهم، من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
وحطت الطائرة القادمة من مطار العريش في جمهورية مصر العربية، في مطار أبوظبي، وتحمل على متنها الأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة الطبية ممن يعانون إصابات وحروقاً شديدة، ومرضى سرطان يحتاجون إلى علاج حثيث.
أكدت مها بركات، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الصحة أن جميع الطواقم الطبية والصحية والمستشفيات في الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال باقي الأطفال وأسرهم، وتقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة لعلاجهم وتوفير أفضل الخدمات التخصصية، وفقاً للمعايير الدولية حتى تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وأضافت «سارعت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة بتقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، وفي هذا الصدد، فقد وجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بتقديم مساعدات بمبلغ 20 مليون دولار، كما وجه بإقامة مستشفى ميداني متكامل داخل قطاع غزة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3».
خلال إجلاء طفل مصابوأمضت الفلسطينية أمّ محمد الرحلةَ من العريش في مصر إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهي تبكي حاملةً ابنها الجريح ضمن دفعة أولى من أطفال فلسطينيين يتمّ إجلاؤهم تباعاً لتلقي العلاج في الإمارات.
وقالت أمّ محمد مرتدية حجاباً أزرق لوكالة فرانس برس، ابني مصاب بشظية في العصب البصري، ونصحني الأطباء بأن أعالجه في الخارج؛ لعدم وجود أدوية ولا مستشفيات تعمل في غزّة.
وأخرج متطوّعون من الهلال الأحمر الإماراتي والمصري، أمس السبت، طفلها الذي لم يتجاوز ثلاث سنوات بحذر، إضافة إلى سبعة آخرين مصابين أو مرضى، من سيارات إسعاف متوقفة على مدرج مطار العريش القريب من معبر رفح الحدودي مع غزة.
ثمّ رُفعت منصّة حديد عملاقة تحمل أسرّة متنقلة وعليها الأطفال من مختلف الأعمار، إلى مستوى الطائرة؛ لإدخالهم من بابها الخلفيّ. وكان يرافق معظمهم أحد أقاربهم.
متطوع إماراتي يطمئنّ على صحة طفلوروت أمّ محمد التي كانت خائفة لأنها المرة الأولى التي تسافر في حياتها، أنها تركت زوجها المصاب في غزّة بعد أن «خضع لعملية جراحية بدون تخدير في مجمّع الشفاء الطبي، الذي أصبح منذ أيام محور العملية البرية التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي.
ومن بين الأطفال الذين تمّ إجلاؤهم ليل الجمعة، فتى يبلغ 13 عاماً يحمل بيديه المخدّشتين، ابن عمّه البالغ عامين، ورضّاعة حليب، وعلى ظهره حقيبة سوداء.
وروى المراهق الذي كان يرتدي قميصاً أحمر، أنه وابن عمّه فقدا ذويهما جراء الحرب، ولم يعد لديهما أحد يهتمّ بهما في غزة. وهما آتيان إلى الإمارات ليعيشا مع جدّهما.
وخلال الرحلة إلى أبوظبي التي استغرقت أربع ساعات، كان معظم الجرحى يتألّمون، وراح فتى يبلغ 14 عاماً ويجلس على كرسي متحرك، يبكي طوال فترة الرحلة في حين كان كوعاه وساقاه ملفوفة بضمادات. وأوضحت مريم النعيمي، رئيسة فريق الإجلاء من مستشفى الشيخ خليفة، أن هناك «طاقماً طبياً كاملًا» من المستشفيات الإماراتية في طائرة الإجلاء، مؤكدةً استعداده للتعامل مع أي حالة طارئة خلال الرحلة، وقالت: «نحن (نُعتبر) مستشفى متنقلاً حالياً».
متطوعو الهلال خلال نقل أم وطفلهاوراوحت الإصابات بين كسر في العمود الفقري أو في الساق وحروق، إضافة إلى مريضة سرطان. وسيتلقى الأطفال، وهم المجموعة الأولى من ألف طفل سيتم إجلاؤهم، العلاج في الإمارات قبل إعادتهم إلى غزّة.
وخلافاً للآخرين، كانت لُجين البالغة عشر سنوات والمصابة بسرطان في رئتيها، تبتسم وهي تحمل وروداً حمراء قدّمها لها طاقم الطائرة. وأشارت والدتها إلى أن الطبيب المعالج في غزة رشح اسم ابنتها لتستكمل علاجها في الخارج.
وقالت أمّ لجين التي كانت مؤخراً نازحة إلى إحدى مدارس القطاع: «لا يمكن أن أصف المعاناة في غزة لاسيما بالنسبة للأكل والشرب». وروت أن الرحلة من غزة إلى العريش ثم إلى أبوظبي، كانت صعبة، مضيفةً أنه عندما دخلنا إلى (الحدود) المصرية، كانت هناك صعوبة في الإجراءات، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً بانتظار استكمالها.
طفل مصاب يرفع علامة النصروبدا الإرهاق واضحاً على وجوه الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم؛ إذ إنهم خرجوا من غزة عبر معبر رفح صباح الجمعة، وأمضوا حوالي 12 ساعة عند الحدود المصرية لإنهاء ترتيبات سفرهم، وفق رواية عدد منهم. وقال موفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى مطار العريش محمد الكعبي: نودّ أن نقوم بعمليات إجلاء يومية، مضيفاً، إن شاء الله خلال الأسبوع المقبل نكون قد أجلينا من نتمكن من إجلائه؛ لأن الوقت ثمين وهناك أرواح نخسرها.
وعند وصولهم صباح السبت إلى مطار أبوظبي، حمل متطوّعون فتى كانت ساقه ملفوفة بضمادة ومثبتة بقضبان حديد، لإخراجه من الطائرة. وفي حين بدا وجهه شاحباً وحزيناً، رفع الطفل شارة النصر بيده.
الصورة الصورة متابعة تامة من أبناء الإمارات لنقل المصابين خلال نقل طفل مصاباقرأ أيضاً:
لليوم الـ12.. 42 طائرة شحن إماراتية لنقل المساعدات الإغاثية لغزةالإمارات تقيم 3 محطات تحلية لتزويد غزة بالمياه
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قطاع غزة الإمارات الإمارات فلسطين سمو الشيخ محمد بن زايد قطاع غزة الأطفال
إقرأ أيضاً:
مريم المهيري تستقبل بيل غيتس في زيارته لدولة الإمارات
استقبلت مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، أمس الأربعاء، بيل غيتس، رئيس مؤسسة بيل وميليندا غيتس، الذي يزور الدولة للكشف عن آخر مستجدات المشروع المشترك لمؤسسته مع الإمارات بشأن الابتكار الزراعي وتحويل نظم الغذاء دعماً لجهود مكافحة تغير المناخ.
والتقت المهيري بغيتس في قصر الإمارات بحضور شخصيات رفيعة المستوى مثل فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، والأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي. وأعقب اللقاء بجولة على أربعة مشاريع ابتكارية يتم تمويلها من خلال شراكة الإمارات ومؤسسة غيتس، وتشمل مركز الذكاء الاصطناعي التابع للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR)، حيث يستكشف هذا المشروع إمكانيات استخدام النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) لأتمتة خدمات الإرشاد الزراعي، وتوفيرها تحديداً لأصحاب الأراضي الصغيرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ممن يفتقرون إلى الموارد الكافية ويواجهون العديد من التحديات الأخرى الناجمة عن تغير المناخ.
وقالت مريم المهيري، بهذا الصدد، وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه: اتخذنا خطوات ملموسة لتحويل التعهدات والاستثمارات المقترحة إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع. وتشكل الإنجازات التي استطعنا تحقيقها حتى الآن دليلاً ملموساً على التزام دولة الإمارات وريادتها العالمية في مجال الأمن الغذائي والابتكار الزراعي.
وأضافت: نرحب ببيل غيتس اليوم كضيف عزيز علينا في دولة الإمارات، ونتطلع سوياً على التقدم الذي حققته مبادراتنا المشتركة في معالجة التحديات الزراعية العالمية المرتبطة بتغير المناخ.
كما زار الوفد التحالف الدولي لمواجهة سوسة النخيل الحمراء، وهو مشروع يسعى لإنشاء ائتلاف عالمي من المنظمات الدولية والحكومات ومؤسسات القطاع الخاص وأصحاب المصلحة في المجتمعات المحلية لتوفير حلول مستدامة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء التي تهدد أشجار النخيل في جميع أنحاء العالم.
وفي أعقاب ذلك، تم التوجه إلى مشروع "المساعدة الفنية لخطط المناخ الوطنية"، والذي أسهم في تأسيس برنامج نظم الغذاء المستقبلية، حيث قدّم الدعم لصالح 15 دولة لتطوير أربعة منتجات تحليلية أساسية لإثراء تقارير مساهماتها المحددة وطنياً، وبرامج عملها الوطنية، وخططها الوطنية للتكيف، وخطط التنمية الوطنية؛ وتركز هذه المنتجات تحديداً على تشخيص نظم الأغذية الزراعية، وملف المخاطر على مستوى الاقتصاد، وتقييم نقاط الضعف المناخية والزراعية، وتقرير التقييم التكامل للتخفيف والتكيف المناخي.
واختتم الوفد جولته بزيارة مشروع حزمة ابتكارات توقعات الطقس القائمة على الذكاء الاصطناعي والتابعة لمبادرة آلية التوسع في الابتكار الزراعي، وهو مشروع يهدف إلى توسيع نطاق الابتكارات الفعالة من حيث التكلفة لتحسين سبل عيش المزارعين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتقود مبادرة آلية التوسع في الابتكار الرزراعي (AIM for Scale) تطوير حزمة الابتكارات هذه بهدف توفير توقعات الطقس عالية الجودة لتلبية احتياجات مئات الملايين من المزارعين خلال العامين المقبلين.
من جانبه، قال فيصل عبدالعزيز البناي: ناقشنا مع بيل غيتس رؤيتنا المشتركة لتسخير قدرات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في معالجة التحديات العالمية؛ وتحديداً تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة والنمو الشامل من خلال حلول التكنولوجيا الزراعية التي تقدمها شركة AI71 والمدعومة بالنماذج اللغوية الكبيرة Falcon من ’معهد الابتكار التكنولوجي‘. وتحرص دولة الإمارات على تعزيز هذه الرؤية من خلال الابتكار والشراكات، وذلك انطلاقاً من إدراكها لقدرة الذكاء الاصطناعي على توفير مستقبل أفضل للجميع.
وقد جاء الإعلان عن الاستثمار المشترك بين دولة الإمارات ومؤسسة بيل وميليندا غيتس خلال مؤتمر الأطراف COP28 الذي انعقد في الإمارات العام الماضي، وتعهد فيه الجانبان بتخصيص 200 مليون دولار دعماً لتطوير الابتكارات الزراعية وتوظيف قدرات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتوفير حلول فعّالة تحيّد التهديدات التي تواجه نظم الغذاء العالمية جرّاء تغير المناخ. وقد حظي هذا المشروع بدعم العديد من المنظمات المعنية الفاعلة، وفي مقدمتها المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) التي تقود جهود تطوير الابتكارات الزراعية لتمكين ملايين المزارعين من أصحاب الأراضي الصغيرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حول العالم.