سلطنة عُمان.. ثقل إقليمي وتأثير دولي كبير
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أحمد مراد (مسقط، القاهرة)
أخبار ذات صلة محمد بن زايد: الإمارات وعُمان تعملان لمصلحة التنمية والازدهار الإمارات وسلطنة عمان.. علاقات تاريخية راسخةجسدت السياسة الخارجية لسلطنة عُمان على مدى الـ50 عاماً الماضية نموذجاً فريداً للعلاقات الدولية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار، والتعاون الدولي في شتى المجالات، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلم والأمن الدوليين، وهو ما جعل السلطنة تحظى بمكانة عالمية مرموقة، وتسهم بشكل فعال في صياغة تفاهمات محورية ومبادرات مؤثرة تتعلق بالعديد من الملفات الإقليمية والدولية.
وتحرص سلطنة عُمان على إقامة شراكات دبلوماسية وسياسية واقتصادية مع غالبية دول العالم على أساس مبادئ الاحترام المتبادل، وتبادل المصالح المشتركة، ويمثل السلطنة بعثات دبلوماسية في أغلب دول العالم، وتستضيف على أراضيها العشرات من مقرات قنصليات وسفارات مختلف دول العالم، فضلاً عن مقرات بعض الهيئات الدولية والإقليمية.
دولة فاعلة ومؤثرة
أوضح المحلل السياسي اللبناني، أسعد بشارة، أن سلطنة عُمان تحظى بثقل إقليمي متنامي وتأثير دولي واسع، وهو ما يجعلها واحدة من أهم القوى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
وقال بشارة في تصريح لـ«الاتحاد»: إن سلطنة عُمان نجحت على مدى العقود الماضية في أن تحافظ على حيادها رغم وجودها في منطقة متوترة حافلة بالصراعات والخلافات، وأبقت على خطوطها مفتوحة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وهو ما يجعلها دائماً وأبداً قادرة على الحديث والتواصل مع الجميع، وقادرة على صياغة تفاهمات مهمة في المنطقة، والقيام بدور فعال في جهود التهدئة كلما اندلع صراع أو توتر في المنطقة، وذلك بفضل التزامها بدور محايد ومستقل، إضافة إلى حرصها على النأي بالنفس عن الأزمات والصراعات.
وارتبطت سلطنة عُمان على مدى الخمسة عقود الماضية بـ «سياسة الحياد» التي وضع دعائمها الأولى الراحل المغفور له بإذن الله، قابوس بن سعيد، «رحمه الله» الذي تولى مقاليد الحكم في 23 يوليو 1970، وهو ما تجسد في مقولته الشهيرة: «أبتعد تماماً عن سياسة المظاهر، والأصداء الرنانة، ولا أسعى من وراء ما أعمل إلى خطف بريق، وسياستنا الخارجية تتلخص في الحياد، وعدم التدخل مطلقاً في شؤون الآخرين».
ومع تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، أعلن في خطابه الأول عن تمسكه بـ«سياسة الحياد»، معرباً عن حرصه على إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، وذلك من منطلق إيمان السلطنة بمبادئ التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سيادة الدول، وأهمية وضرورة التعاون الدولي في مختلف المجالات، والمساهمة في حل الخلافات بالطرق السلمية.
مكانة عالمية مرموقة
وذكر المحلل السياسي اللبناني، أن سلطنة عُمان تُعد مركزاً مهماً للاتصالات والحوارات واللقاءات الإقليمية والدولية الرامية إلى حل الصراعات والخلافات بالطرق السلمية، وقد اكتسبت مكانة عالمية مرموقة عبر العديد من التجارب والخبرات في هذا الشأن.
وتابع بشارة: «إذا ما جاز التشبيه، فإن سلطنة عُمان تحتل موقعاً في المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط يشبه الموقع الذي تحتله سويسرا، مع الفروقات بين تجربة البلدين في الحياد الإيجابي، وقد بنت السلطنة لنفسها هذا الموقع الحيوي والمحوري عبر سياسة خارجية متزنة وحكيمة جعلتها تنأى بنفسها عن الدخول في أي توترات أو خلافات مع أي طرف إقليمي أو دولي، وهو ما يؤهلها أن تلعب في المستقبل أدواراً مؤثرة إقليمياً ودولياً، لا سيما الأدوار التي تلعبها تحت مظلة منظمات المجتمع الدولي وفي مقدمتها الأمم المتحدة». وانضمت سلطنة عُمان إلى منظمة الأمم المتحدة في 7 أكتوبر 1971، وهو ما جاء متسقاً مع الرؤية التنموية التي تبناها جلالة السلطان الراحل، قابوس بن سعيد، بهدف انفتاح السلطنة على المجتمع الدولي، وعلى مدى الخمسة عقود الماضية لعبت السلطنة أدواراً مهمة ومؤثرة في أروقة المنظمة الدولية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، قد أوضح في أكتوبر 2021 خلال الاحتفال بمرور 50 عاماً على انضمام سلطنة عُمان إلى المنظمة الدولية، أن عُمان تحتل مكانة مميزة على ساحة العالم كوسيط موثوق، وصانع سلام، وباني جسور لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وقد نالت امتنان وتقدير المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت هنأ عُمان على انتخابها للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة للفترة من 2022 إلى 2024.
وتعهد جلالة السلطان هيثم بن طارق في أول خطاب ألقاه عند توليه العرش بأن تواصل عُمان دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة، تحترم ميثاقها، وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين.
شراكة خليجية عميقة
وقال المحلل السياسي الأردني: إن «السياسة الخارجية العُمانية تُبحر على الصعيد الخليجي في سياقين: الأول السياق الحدودي الخليجي، فهي الجارة للدولتين الأهم خليجياً، دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، واستطاعت برعاية القيادة الحكيمة للدولتين تحقيق وئام وشراكة عميقة، قل نظيرها في العالم».
والثاني: «مجلس التعاون الخليجي، المنظومة الإقليمية الأقوى والأكثر تماسكاً التي ترقى إلى التحالف الخليجي الساعي إلى نماء الدول الأعضاء وحماية مصالحها، وتمكينها من مواردها ومقدراتها، والسعي بها نحو ما يرقى إلى الوحدة».
وأوضح برية أن التعاون الخليجي - الخليجي شكل قوة إضافية لدوله، ومن بينها السلطنة، وجعل منها منارات حقيقية، تأخذ بتجاربها الوطنية العديد من الدول الساعية إلى الرقي والنماء.
وأشار إلى أن السلطنة أرست على الصعيد العربي مقاربات جعلت منها قبلة للفرقاء، يتوافقون في ظلالها على ما يجمعهم، ويدفع بهم إلى تصالحات لم تكن مُمكنة دون مرتكزات السياسة الخارجية العُمانية، وهو ما يبرز في دورها من خلال جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات الإقليمية العربية.
أما على الصعيد الدولي، فإن حيادية السلطنة حيال الصراعات التي يشهدها العالم، وصداقتها لجميع الدول، أهلها لتكون دولة محبوبة على المستوى العالمي، وهو ما يبرز في دور السلطنة في منظمة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الفرعية، مما انعكس بدوره إيجاباً على مصالح السلطنة، ووضعها محل ترحيب في مختلف المحافل.
ولعل الشخصية الوطنية العُمانية، التوافقية والتصالحية، أسهمت أيضاً في انفتاح الآفاق أمام السياسة الخارجية للدولة، إذ يلعب المواطن العُماني دوراً مهما بوصفه سفيراً لثقافة بلاده وتقاليدها أينما حل في دول العالم، ما يجعل العُمانيين محل ترحيب واسع.
دور مؤثر
من جانبها، أوضحت الخبيرة في الشؤون الآسيوية، وأستاذة العلوم السياسية بجامعة بني سويف المصرية، الدكتورة نادية حلمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن السياسة الخارجية العُمانية حظيت خلال العقود الأخيرة على قدر عال من الاهتمام بالنظر لدورها البارز إقليمياً ودولياً، ومواقفها الإيجابية تجاه العديد من الملفات التي تتسم بالحساسية والتعقيد، والدور الفاعل والمؤثر لسياستها الخارجية المتوازنة والحيادية والمرنة والهادئة.
وأشارت إلى أن سلطنة عُمان تتبع استراتيجية قائمة على الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع غالبية دول العالم، ولم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع أي بلد في العالم، وهذا يندرج في إطار الأعراف والشخصية الوطنية العُمانية التي تركز على الحاجة إلى الحفاظ على حوار سليم وعلاقات دبلوماسية مع جميع دول العالم، وتعكس هذه السياسة الخارجية حياد السلطنة وبراغماتيتها على الساحة الدولية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك علاقة مسقط المستمرة بالدولة السورية، وأداء السلطنة دورا أكبر في مساعدة سوريا على الاندماج من جديد في المحيط الدبلوماسي العربي، وإعادة إعمار بناها التحتية المتداعية.
وتابعت: «في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن سلطنة عُمان تظل هي الدولة الوحيدة المحايدة في أي صراع، فيكون تدخلها على هيئة وسيط لحل النزاع، فقد تمكنت من أن تنأى بنفسها عن الصراعات وتتحول إلى وسيط لكل الأطراف المتصارعة».
وئام إقليمي ودولي
ذكر الكاتب والمحلل السياسي الأردني، عدنان برية، أن سلطنة عُمان قدمت على مدى عقود طويلة أنموذجاً في السياسة والعلاقات الدولية، أسس له جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد «طيب الله ثراه»، ومضى على قواعده ومرتكزاته السلطان هيثم بن طارق، ما حقق نفاذاً مميزاً للقيادة العُمانية، وأتاح لها ترحيباً خاصاً في مختلف المحافل.
وأوضح برية في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القيادة العُمانية أرست 5 مرتكزات للسياسة الخارجية، قوامها «حُسن الجوار»، الممتد من الجار القريب إلى البعيد، والتسامح، بما يتيح استيعاب ثقافة الآخر وقيمه، والحوار، المُفضي إلى تفاهمات تستند إلى المشتركات والمصالح، والانفتاح على العالم، المحافظ على عراقة الدولة والمستند إلى الخبرات الممتدة إلى العهد الإمبراطوري للسلطنة، وأخيراً «البرجماتية»، القائمة على الحقائق الجيوستراتيجية دون الارتهان لمواقف أيديولوجية متعصبة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العيد الوطني العماني عمان سلطنة عمان السیاسة الخارجیة الأمم المتحدة دول العالم الع مانیة ع مان على مع الدول على مدى وهو ما
إقرأ أيضاً:
راشد المري : تنسيق خليجي وتعاون إقليمي لدول «الخليجي» في إدارة الطوارئ والأزمات
أعلن رئيس مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.راشد محمد المري أن التكامل الشامل الذي تنشده دول الخليج العربي يسير في الاتجاه المخطط إليه، موضحا أن هناك مشاريع تم التوافق عليها وسترى النور قريبا مثل الربط الكهربائي والسكك الحديدية وهي من ضمن الإنجازات التي تصب في اتجاه التكامل الشامل.
وقال المري في حوار مع «الأنباء» إن مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ يعتبر جهاز إنذار مبكرا، وتم إنشاؤه استشعارا من مجلس التعاون الخليجي بالحاجة إلى مركز طوارئ ينطلق من رؤية ورسالة وأهداف إستراتيجية، لافتا إلى أن الرؤية تهدف إلى التميز في التنسيق والتعاون الإقليمي بين دول المجلس والتعاون في إدارة الطوارئ.
وذكر المري أن «المركز ينسق مع مراكز التنبؤ بالعالم وقمنا بتعزيز دعم مراكز البحث العلمي بشكل مستمر، وحرصنا على التعاون المشترك معها، وقمنا بتوقيع مذكرات تفاهم مع جامعة الكويت وإدارة حالات الطوارئ الصينية والمديرية العامة للحماية المدنية للمفوضية العامة التابعة للاتحاد الأوروبي».
وأشار إلى أنه تم عقد اجتماع رفيع المستوى من دول مجلس التعاون مع وفد رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يهدف إلى تعزيز قدرات دول المجلس في التأهب والاستعداد والتصدي للطوارئ النووية والإشعاعية، مشيرا إلى أن المركز فتح آفاقا مع المراكز العالمية المشابهة له في التخصص مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإلى تفاصيل اللقاء:
ما دور الأمانة لمجلس التعاون الخليجي في القمة الأخيرة الـ45 التي أقيمت في الكويت؟
٭ قامت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بدور كبير وفاعل أثناء القمة، ورعت فعاليات متعددة ومنوعة لإبراز الدور الذي قدمه مجلس التعاون لأبناء دول مجلس التعاون الخليجي على مدى العقود الماضية، ومن ضمن ما قامت به الأمانة أنها أقامت في مركز عبدالله السالم جناحا يحكي مسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في العام 1981 حتى يومنا هذا، وجسد هذا الجناح الإنجازات التي حققها قادة مجلس التعاون الخليجي على مدى 44 عاما وشملت المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى الإنجازات التعليمية والثقافية.
التكامل الشامل لدول المجلس وهو ما يسعى إليه أبناء الخليج العربي هل تراه بات قريبا؟
٭ دول المجلس قدمت الكثير من الخطوات في هذا المجال، وعموما دول الخليج على موعد مع إنجازات تسير نحو التكامل الشامل، ومن ضمن المشاريع التي تصب في هذا الاتجاه وبات قريبا الربط الكهربائي والسكك الحديد.
المركز الذي تترأسه والمختص بإدارة حالات الطوارئ ما اختصاصاته؟
٭ المركز يختص بحالات الطوارئ ويتبع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وتم إنشاؤه في العام 2011 بناء على توجيهات قادة دول الخليج العربي لاستشعارهم بأن المجلس بحاجة إلى مركز طوارئ يكون بمنزلة جهاز إنذار مبكر ومعني بإدارة الأزمات والكوارث، وجرى تفعيله في العام 2013.
ما الرؤية التي يعتمد عليها المركز؟
٭ المركز ينطلق من رؤية ورسالة وأهداف إستراتيجية، حيث إن الرؤية تهدف إلى التميز في التنسيق والتعاون الإقليمي بين دول المجلس والتعاون في إدارة الطوارئ.
ما الرسالة التي يريد المركز إيصالها إلى أبناء دول المجلس؟
٭ الرسالة التي نحملها ترمي إلى تعزيز قدرات وجهود المجلس من خلال العمل التكاملي الإقليمي، ولدينا ثلاثة أهداف استراتيجية رئيسة تتفرع منها أهداف أخرى مثل إدارة المعلومات وتنسيق إدارة الموارد والتكامل الإقليمي من خلال بناء أنظمة وعمليات ومنصات موحدة ومشتركة.
ما المقصود بإدارة المعلومات؟
٭ المقصود بها تحسين إدارة المعلومات وتبادلها من خلال إنجاز وتحديث دوري لسجل المخاطر الاقليمي المؤثر على دول المنطقة وتحديد نقاط الاتصال الوطنية بين دول الأعضاء، والتنسيق مع مراكز التنبؤ بالعالم ودول مجلس التعاون تحرص على التعاون مع هذه المراكز، وكذلك تبادل المعلومات بين المركز ودول الأعضاء والتعامل مع الخبراء الذين نستفيد من دراستهم وأبحاثهم في شأن الأزمات والكوارث.
ما الخطوات الفعلية التي قمتم بها في هذا المجال؟
٭ قمنا بتعزيز دعم مراكز البحث العلمي بشكل مستمر والحرص على التعاون المشترك معها، وانبثق عن ذلك توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة الكويت، حيث قام الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بتوقيع مذكرة تفاهم مع مدير جامعة الكويت د.أسامة السعيد لأهمية التعاون مع الجامعة لما له من دور في تبادل الخبرات بين الجامعة والمركز.
هل لديكم مشاريع معينة؟
٭ هناك العديد من المشاريع، إذ انتهينا من مشروع ربط أجهزة الإنذار المبكر وتفعيل منصة البيانات الإنشائية والنووية مع دولة المقر وهي دولة الكويت، وانتقلنا إلى بقية دول المجلس، وانتهينا من مشروع سجل المخاطر، ومشروع تمرين إسناد 1 ومشروع تعزيز وتقوية القدرات للتصدي للطوارئ النووية والإشعاعية.
هل المركز فتح آفاقا مع المراكز العالمية المشابهة له في التخصص؟
٭ المركز له علاقات مع الاتحاد الأوروبي ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي زرناها في شهر سبتمبر الماضي وقدموا كل الدعم للمركز الخليجي وأبدوا استعدادهم لتقديم الخبرات والدعم الفني لما يخطط له المركز.
ما تمرين اسناد 1 الذي أقيم في الكويت؟
٭ نحن عملنا تمرين اسناد 1 في الكويت مع المؤسسات ذات الصلة، ونعمل سيناريو ،لا قدر الله، إذا حدثت كارثة في مكان ما، وعموما المركز دوره التنسيق بين دول الخليج، وعليه أيضا تقديم الاستشارة لو حدث خطر، مثلما حدث من منخفض المطير وأعني الفيضانات التي حدثت في سلطنة عمان الشقيقة، إذ اتصلنا مباشرة بالاخوة في عمان، وسألنا هل أعلنوا عن حالة الطوارئ حتى نقوم بدورنا ونبلغ الأمين العام للتنسيق ودعم الدولة المتضررة وقمنا بالاتصال بهم عن طريق ضابط الاتصال العماني الموجود في المركز، ولله الحمد، قالوا إننا أعلنا درجة الجاهزية والاستعداد ولم نعلن حالة الطوارئ، ونحن عملنا يعتمد على التنسيق بين الدول الأعضاء ـ لا قدر الله ـ إذا حدثت طوارئ في احدى الدول، إذ سنقوم بتقديم الدعم سواء إخلاء طبي أو فرق إغاثة أو فرق طبية أو سيارات إغاثة أو سيارات اسعاف بمعنى أنه لو حدث الخطر لابد أن تكون الحلول موجودة.
ما التحديات التي تواجهكم؟
٭ التحديات موجودة في كل المشاريع ومن ضمن التحديات التي نواجهها اختلاف القدرات والإمكانيات بين دول الأعضاء وصعوبة التنسيق الفعال لاختلاف الأنظمة والقوانين الوطنية في الدول، بالإضافة إلى التحديات اللوجستية والجغرافية، ونعمل دراسات لمواجهة التحديات لتفاديها لو حدث طارئ، وسوف نتجاوز التحديات بفضل التنسيق مع الجهات المعنية.
حدثنا عن مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي حضرتموه في أبوظبي؟
٭ حضرنا مؤتمرا أقامته قيادة شرطة أبوظبي بالتعاون مع منظمة الانتربول والمركز الأوروبي لعلوم الطب الشرعي وذلك لتحديد هوية ضحايا الكوارث، واطلعنا في المؤتمر، كيف استطاعوا عن طريق الروبورتات في تحديد الضحايا، وحضرنا حلقات تدريب وورش عمل، لمعرفة كيف تتعامل الفرق الفنية المتخصصة مع المواد الخطرة أثناء عمليات تحديد هوية ضحايا الكوارث، وبعدها حضرنا مؤتمرا أقامته جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، وشاهدنا أنظمة الذكاء الاصطناعي، وركزنا على الروبورتات التي تستخدم في مجال الأزمات والكوارث مثل انهيار الأبنية من أجل الوصول إلى الأماكن المتضررة لمعرفة إن كان هناك ضحايا أو مصابون أو جرحى أو متوفون، واستفدنا جدا من المؤتمر وسعدنا بتفوق الإمارات على كثير من الدول في دعم كل ما من شأنه أن ينجح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
ما تطلعاتكم المستقبلية؟
٭ نحن بصدد الانتهاء من مشروع مذكرة تفاهم مع إدارة حالات الطوارئ الصينية والمديرية العامة للحماية المدنية للمفوضية العامة التابعة للاتحاد الاوروبي، وهناك جهات أخرى سوف نعمل معها مذكرة تفاهم في القريب العاجل لفتح مجالات التعاون من ناحية التدريب وتبادل الخبرات وآخر ما توصلت إليه الجهة التي ننوي القيام بالتوقيع معها مذكرة تفاهم.
ومن الجدير بالذكر أننا عقدنا اجتماعا رفيع المستوى من دول مجلس التعاون مع وفد رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يهدف إلى تعزيز قدرات دول المجلس في التأهب والاستعداد والتصدي للطوارئ النووية والاشعاعية من خلال بناء قدرات خليجية عبر عقد دورات تدريبية وورش عمل واجتماعات لرفع مستوى الكفاءة في التصدي للطوارئ النووية والإشعاعية، حيث حضر الاجتماع الرفيع كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون وخبراء ومستشارون في مجال التأهب والتصدي وفريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث اطلعنا على عروض تقديمية ومناقشات وحلقات عمل ومراجعة وتحليل دراسات متعددة تأتي من فرق علمية، والحمدلله نمتلك فريق عمل مميزا وسنخطو خطوات لعمل انجازات، لأن المسؤولية كبيرة وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية.
اختصاصات الإنذار المبكر
رئيس مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.راشد المري إن الإنذار المبكر يختص بالطوارئ عموما، ودورنا استباقي وتنسيقي مع الجهات ذات الصلة ونعمل دراسات وأبحاثا وتمارين وتدريبات لا قدر الله إن صارت أزمة تكون الحلول موجودة، وكيف نتعامل مع الأزمات للخروج بأقل الخسائر، حيث يقع على عاتقنا مسؤولية، ونحن نبذل جهدنا، ونسير وفق توجيهات الأمين العام لمجلس التعاون والأمين المساعد للشؤون الأمنية، ونلقى دعما وتشجيعا وتوفير كل سبل النجاح لإنجاز المشاريع المهمة منهم ومن قبل المؤسسات ذات الصلة في دولة المقر الكويت أو دول مجلس التعاون.