صحيفة الاتحاد:
2025-04-25@23:34:08 GMT

تدمير جسر سد «جبل أولياء» جنوبي الخرطوم

تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT

أسماء الحسيني (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات: دعم المساعي الرامية لإنهاء الأزمة في السودان السودان يبلغ الأمم المتحدة قراراً جديداً بشأن بعثتها في الخرطوم

تبادلت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، المسؤولية بشأن تدمير جسر «سد جبل أولياء» الواقع على النيل الأبيض على بعد 44 كيلومتراً جنوبي العاصمة الخرطوم، وذلك وسط تحذير خبراء من أن المعارك الدائرة على مقربة من السد ربما تقود إلى نتائج كارثية قد تصل إلى إغراق العاصمة، نظراً إلى السعة التخزينية الكبيرة لبحيرة السد البالغة 3 مليارات متر مكعب، بحسب تقارير سودانية.

ولم يتضح بعد حجم الضرر الناتج عن تدمير جسر السد، لكن أي دمار كبير للجسر وأي تداعيات تطال السد ينذر بفيضانات عارمة. وتدور معارك عنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع حول السد الذي يربطه جسر يعتبر المعبر الرئيسي بين ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض اللتين يقدر عدد سكانهما بنحو 13 مليون نسمة.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة «جبل أولياء» في أنها تضم قاعدة «النجومي» التي تعتبر واحدة من أهم 4 قواعد جوية في البلاد، كما أن السيطرة على المنطقة تعني التحكم بشكل كبير في جزء مهم من المداخل الجنوبية للعاصمة.
وربطت بعض التحليلات احتدام المعارك حول المنطقة بالدمار الذي أصاب الأسبوع الماضي «جسر شمبات» الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان.
وعلى الرغم من الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حول مسؤولية تدميره، إلا أن الجسر كان يعد المنفذ الرئيسي للإمدادات العسكرية للقوات التي تقاتل في عدد من مناطق أم درمان، ومن أبرزها سلاح المهندسين الاستراتيجي.
يأتي ذلك غداة تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الأول، وزير خارجية الجزائر السابق رمطان لعمامرة مبعوثاً شخصياً له إلى السودان، ومطالبة الأمم المتحدة بإجراء تحقيق في تقارير تفيد بحدوث موجة ثانية من عمليات القتل ذات الدوافع العرقية في ولاية غرب دارفور والتي خلفت مئات الضحايا. وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن «معلومات أولية تم الحصول عليها من ناجين وشهود تشير إلى أن مدنيين من قبيلة المساليت عانوا 6 أيام من الرعب في وقت سابق من هذا الشهر». وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من 4.8 مليون شخص داخل السودان، وأجبرت 1.2 مليون آخرين على الفرار إلى البلدان المجاورة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وفي سياق آخر، أكد اجتماعان عقدا في العاصمة المصرية القاهرة أمس، ضرورة إنهاء الأزمة في السودان ومعالجة ما خلفته من أزمة إنسانية.
وأعلنت قوى «الحرية والتغيير» خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماعاتها، أن «المؤشرات والتطورات خلال الشهور السبعة الماضية تظهر بوضوح إمكانية تمدد الحرب وهو ما يترتب عليه تداعيات أمنية وإنسانية أكثر كارثية، مما يتطلب الآن وقبل تفاقم وتزايد الأزمة الراهنة فتح ممرات آمنة تضمن إيصال المساعدات للمحتاجين وصيانة خطوط الكهرباء والمياه والاتصالات وفتح طرق الحركة أمام الناس والسلع بشكل حر وآمن دون إعاقة باعتباره جزءاً من الإجراءات التي التزم بها الطرفان في اتفاق 7 نوفمبر الجاري».
كما أكدت قوى «الحرية والتغيير» أن «وحدة السودان خط أحمر».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الخرطوم الدعم السريع قوات الدعم السريع السودان الجيش السوداني أزمة السودان

إقرأ أيضاً:

مباني الخرطوم الأثرية.. ذاكرة تُسرق ومعالم تذوب تحت نار الحرب

لم تكن الحرب في السودان مجرد صراعٍ مسلح بين طرفين، بل كانت زلزالاً اجتاح ذاكرة مدينة بأكملها. الخرطوم، التي لطالما تميزت بمعالمها وشواهدها التاريخية، صارت اليوم مدينة تغرق في رماد الماضي. هنا، لم تُقتل الأرواح فقط، بل سُحقت الهوية، واحترق التاريخ في صمت. مبانٍ كانت تسرد حكاية أمة أضحت أطلالاً بلا ملامح، ومع كل معلم يتهاوى، تزداد الخشية من أن تغيب الخرطوم عن الذاكرة.
منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، لم تكتفِ نيران الصراع في السودان بحصد الأرواح وتشريد الملايين، بل امتدت لتلتهم ذاكرة البلاد ومعالمها التي شكّلت وجدان أجيال من السودانيين. في الخرطوم، العاصمة التي كانت تزهو بتراثها وتاريخها المعماري، تتساقط المعالم واحداً تلو الآخر. آخرها مبنى “الحقّانية” العريق، الذي لم يصمد أمام ألسنة اللهب، كما لم تصمد من قبله رموز أخرى كالمتحف القومي والقصر الجمهوري وجامعة الخرطوم. ويبدو أن تراث العاصمة في طريقه إلى الزوال، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لحمايته من الفناء.

مبنى “الحقّانية”.. آخر الشهود على العدالة
شُيّد مبنى “الحقّانية” في العام 1908 ليكون شاهداً على تاريخ طويل من العدالة والمؤسسات القانونية في السودان. كان رمزاً للقانون ومنارة للفكر القضائي وواجهة معمارية تحكي فصلاً من تاريخ الخرطوم السياسي والإداري. لكن المبنى، كغيره من المعالم التي وقعت في مناطق الاشتباكات، لم ينجُ من الدمار، فبات مجرد هيكل محترق يختزل انهيار دولة ومؤسساتها.
كيف جُرِّدت الخرطوم من معالمها؟
عن هذا السؤال، تحدثت لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” الدكتورة بلسم القارح، كبيرة أمناء المتاحف في هيئة الآثار والمتاحف السودانية، مشيرةً إلى أن التدمير الذي طال معالم الخرطوم اتخذ عدة أوجه:
-الدمار المباشر بفعل الاشتباكات، فهناك العديد من المباني التاريخية وُجدت في مناطق تماس عسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تضررها نتيجة القصف أو القتال المباشر.
-الحرق والنهب المتعمد، حيث اقتُحمت مبانٍ تراثية وثقافية وسُرقت محتوياتها، وأُحرقت عمداً في بعض الحالات. كما استُخدم بعضها كمقرات وثكنات عسكرية أو مخازن سلاح، ما أدى إلى تفاقم حجم الضرر.
-غياب الحماية والرقابة، حيث إن تدهور الوضع الأمني وغياب سلطة الدولة فتحا المجال أمام الفوضى، من دون وجود أي جهة قادرة على حماية هذه المواقع أو إنقاذها.

شهادات من قلب الخرطوم
“كنت أذهب من حين إلى آخر إلى المتحف القومي مع أطفالي، ليشاهدوا تاريخ بلادهم بأعينهم. كان المكان يعج بالحياة، ويغمره شعور بالفخر. اليوم، لا أستطيع حتى المرور بجانبه، وكل ما بقي هو ذكرى، صورٌ في الذاكرة لا أكثر”، يقول لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” عبدالله موسى، أحد سكان الخرطوم الذي فقد أحبّاءه ومقتنياته الشخصية أثناء الحرب.
أما فاطمة الزهراء، وهي معلمة تاريخ في إحدى المدارس الثانوية، فتقول لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “كنت أروي لطلابي قصصاً عن تاريخنا العريق، عن الآثار التي لا تُقدّر بثمن. الآن، لم يعد لدي ما أقدمه لهم سوى الحزن. كيف سأشرح لهم تاريخنا إذا كان ما بقي منه قد دُمّر؟ أنا حزينة على مستقبلنا الذي أصبح ضبابياً بسبب ما فقدناه”.
وفي السياق ذاته تقول سعاد مصطفى، من سكان حي الشهداء بأم درمان: “في طفولتي، كنت أحب الذهاب مع عائلتي إلى بيت الخليفة” في كل مناسبة. كنا نمرّ من أمامه، نشعر بالفخر لكوننا جزءًا من هذا التاريخ. اليوم، أتساءل كيف ستكبر أجيال جديدة من دون أن تعرف تاريخها، من دون أن ترى تلك المباني التي كانت رمزاً لعراقة بلدهم”.
ويضيف مصطفى عبد الرحمن، صاحب متجر صغير في وسط الخرطوم: “كل يوم، أذهب إلى السوق العربية التي كنت أعمل فيها. كنت أفتخر بوجودها في قلب العاصمة. ولكن اليوم، بعدما دُمر كل شيء، لا أستطيع سوى السير وسط الأنقاض، وبقايا الحريق، ولا أجد في قلبي سوى الألم والخذلان”.
أبرز المعالم التي طالتها الحرب
-المتحف القومي السوداني، الذي يُعد من أعرق المتاحف في إفريقيا، ويحتوي على كنوز فرعونية ومروية ونوبية ثمينة جداً.
-متحف القصر الجمهوري، الذي يضم مقتنيات تعكس تاريخ الحكم في السودان منذ الاستعمار وحتى اليوم.
-متحف السودان الإثنوغرافي، الذي يعرض تنوّع الثقافات السودانية ويقدّم مشهداً بانورامياً غنياً للهوية الوطنية.
بالإضافة لبيت الخليفة في أم درمان، دار الوثائق القومية، متحف التاريخ الطبيعي، والحديقة النباتية، التي نالت أيضاً نصيبها من الخراب أو الإهمال أو النهب كما تؤكد القارح لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تدمير المركز الوحيد في العالم لأبحاث «المايستوما» بالسودان
  • تدمير المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما بالسودان
  • توجيه للجان أمن الخرطوم وجبل أولياء بممارسة أعمالها من داخل المحليات
  • واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
  • صفحة من كفاح بوليس السودان
  • لجنة إعمار الخرطوم – ما بين الأمل والفخّ السياسي
  • السفير السعودي يصل الخرطوم ويعلن بدء العمل على تأهيل السفارة
  • مباني الخرطوم الأثرية.. ذاكرة تُسرق ومعالم تذوب تحت نار الحرب
  • الأمم المتحدة: تدمير إسرائيل للمعدات الثقيلة في غزة يقضي على آمال العثور على المدفونين تحت الأنقاض
  • الأمم المتحدة: تدمير المعدات الثقيلة في غزة يبدد آمال العثور على المفقودين تحت الأنقاض