الإمارات وسلطنة عمان.. علاقات تاريخية راسخة
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلة سلطنة عُمان.. ثقل إقليمي وتأثير دولي كبير محمد بن زايد: الإمارات وعُمان تعملان لمصلحة التنمية والازدهارتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، سلطنة عمان الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الـ 53، في مشهد يعكس أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك، والعلاقات الراسخة التي يشهد عليها التاريخ، والتي زادت رسوخاً بفضل الرؤى والطموحات المشتركة، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عمان، وتشمل جميع العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية.
وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة بعلاقات تاريخية راسخة تقوم على أسس مشتركة تمتد لأكثر من 4 عقود، وتعتبر نموذجاً يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ تحظى هذه العلاقات بطبيعة خاصة واستثنائية تفرضها معطيات التاريخ المشترك والتقارب الشعبي والمجتمعي وحرص قيادتي البلدين على تطوير وتعزيز التعاون المثمر لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.
وتنطلق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين من رؤى مشتركة وراسخة تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية والتعاون الاقتصادي، والتي تم ترجمتها خلال سنوات ممتدة في مختلف المجالات بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين، حيث تتسم هذه العلاقات بالعمل المشترك لما فيه مصلحة شعبي البلدين، إذ يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها اﻷيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».
وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، حيث مرت بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، عقدا لقاء تاريخياً في العام 1968، وبعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 تم تعزيزها عبر التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، وتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وتعتبر الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على إثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، وكان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية عوضاً عن جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
وحافظ المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخوه السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، رحمه الله، على العلاقات التاريخية العميقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين. وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الصعد يجسدها الحوار واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين والاجتماعات الوزارية والحكومية، ما يعكس حجم الاهتمام بين قيادتي البلدين في تطوير العلاقات الثنائية فيما بينهما، وتوجت الزيارات الإماراتية العمانية المتبادلة العلاقات الأخوية المتنامية بينهما، والحرص على تعزيز التنسيق والتعاون المستمر. ودخلت العلاقات الإماراتية العمانية الراسخة والتاريخية مرحلة جديدة بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عمان مؤخراً، والتي عززت جانباً مهماً من تلك العلاقة، تمثل في الجانب الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
روابط الدم
ترتبط دولة الإمارات وسلطنة عمان بروابط الدم والنسب، والأهداف واضحة، وعلاقاتهما قائمة على التعاون والتكامل؛ فبين نهضتيهما الكثير من الأطر والتفاصيل المشتركة، فإذا كان الماضي واحداً، فإن الحلم واحد، لأنهما تستحقان دائماً الأفضل، وكل ما هو أجدر بطموح الدولتين الجارتين، وتطلعات الشعبين الشقيقين. وتمثل علاقات البلدين نموذجاً ساطعاً، لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية، خصوصاً المتجاورة منها، وهي تتسم بالعمق والتفاهم والتعاون؛ ففي عام 2008، وُقّعت قوائم الإحداثيات النهائية والخرائط التفصيلية الخاصة باتفاقية الحدود الموقعة بين البلدين، عام 2003، بشأن تحديد الحدود في القطاعات الممتدة من شرق «العقيدات» إلى «الدارة»، وكانت علامة بارزة في مسار العلاقات الأخوية بينهما، لأنها تترجم الإرادة المشتركة في تجاوز أي مشكلات أو خلافات، وتهيئة البيئة المناسبة لدعم التعاون والتكامل بينهما، فالإرادة التي انعقدت منذ عام 1999، برزت حينما وقّع المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، اتفاقية لترسيم الحدود، في القطاع الممتد من «أم الزمول» إلى شرق «العقيدات»، ووجدت تطبيقاً لها خلال السنوات اللاحقة، رغم بعض الصعوبات التي اكتنفت وضع الخرائط والعلامات الحدودية، لوعورة تضاريس المنطقة.
موروث مشترك
ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما، ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات، في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً، بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية، وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.
وتمضي العلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات وسلطنة عُمان والمستندة إلى روابط تاريخية تجمعها صلة القربى والدم واتساق الرؤى، عاماً بعد آخر، لتؤكد رسوخ العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، كما تزداد صلابة وتطوراً في ظل دعم ورعاية من قيادتي البلدين، بما يحقق تطلعات شعبيهما وسط نمو سريع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
استثمارات
تأتي الإمارات ضمن أهم 3 دول حول العالم تستثمر في عمان، بعد المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وبنسبة مساهمة تتجاوز 8.2% من رصيد الاستثمار الأجنبي الوارد إلى السلطنة، وتعد الإمارات الأولى عربياً في هذا المجال، ويصل حجم الاستثمارات المباشرة بين البلدين إلى 15 مليار درهم، ويصل نصيب الإمارات من هذه الاستثمارات أكثر من 85% وتشمل مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية والتجارية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات وعمان عمان سلطنة عمان العيد الوطني العماني العلاقات الأخویة البلدین الشقیقین بن زاید آل نهیان دولة الإمارات محمد بن زاید بین البلدین
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: أولويتنا تمكين ودعم الشباب
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلة اليوم.. الدولة تتأثر بمنخفض جوي «آرب هيلث 2025» يختتم أعماله بمشاركة قياسيةقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، إن تمكين ودعم شباب الإمارات أحد أهم أولويات صندوق الوطن وفق الرؤية الشاملة، التي تحمل شعار «هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية»، من أجل تأهيلهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتحقيق أهدافهم بامتلاك مشاريعهم الخاصة القابلة للتطور والاستمرارية. وأضاف معاليه، أن الصندوق وفّر للمشاركين بالبرنامج على مدى نحو 6 أشهر التدريب العملي والنظري على أيدي خبراء عالميين، والدعم الإشراف، ثم الدعم والمتابعة الضامنة لنجاح المشاريع على أرض الواقع، مؤكداً أن أبناء وبنات الإمارات يحظون برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبارهم حاضر ومستقبل هذا الوطن الغالي.
جاء ذلك عقب تكريم معاليه، لعدد من أبناء وبنات الإمارات الذين اجتازوا البرنامج التدريبي «مستقبلي»، وانطلقوا لتنفيذ مشروعاتهم، على أرض الواقع، بعدما وفّر لهم الصندوق الاستشارات الفنية والمالية، إضافة إلى المتابعة المجانية من جانب خبراء الصندوق المتخصصين في مجال ريادة الأعمال، وذلك في إطار جهود صندوق الوطن المستمرة لتمكين أبناء وبنات الإمارات وتعزيز قدراتهم لاقتحام ريادة الأعمال.
حضر التكريم معالي سارة عوض عيسى مسلم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، والدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وأوضح معاليه، أن البرنامج التدريبي «مستقبلي»، الذي ينظمه صندوق الوطن، ويشرف عليه عدد من الخبراء، ممن يتمتعون بخبرات واسعة في هذا المجال، يعد أحد أهم أدوات صندوق الوطن في إطار جهوده المستمرة لدعم ورعاية أبناء الإمارات، وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، مؤكداً أن الخريجين الذين تم تكريمهم اجتازوا بالفعل المحاور الثلاثة للبرنامج، مشيراً إلى أن هناك مشروعات بدأت فعلياً وحققت نجاحات ومن ضمنها المكرمون لهذا اليوم. ووجّه معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خبراء الصندوق، بأهمية متابعة ودعم كل الشباب الذين اجتازوا التدريب وتم اختيار مشروعاتهم كمرحلة أخيرة، تضمن تحقيق النجاحات المأمولة لهم، كما شدّد معاليه على أهمية توفير نظام شامل للإشراف من خلال الخبرات العالمية والمحلية، التي يوفّرها الصندوق، لمتابعة تلك المشروعات خلال مرحلة ما بعد الانطلاق، إضافة إلى توفير نظام حماية لكل أبناء وبنات الإمارات الذين يثبتون جديتهم ورغبتهم في اقتحام مجال ريادة الأعمال من خلال برنامج «مستقبلي».
ومن جانبه، أكد ياسر القرقاوي، أن مجلس إدارة صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك، حريص كل الحرص على تقديم الدعم والمساندة لكل أبناء وبنات الإمارات، لتأهيلهم لسوق العمل أو دعمهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، إضافة إلى دعم كل الجهود الهادفة إلى تحويل الأفكار النافعة لدى أبناء الوطن إلى تطبيقات عملية وتجارية ناجحة، سواء تعلق الأمر بتوفير مصادر التمويل اللازمة لها، أو سبل التدريب والتوجيه والمشورة.
وأكد خريجو «مستقبلي»، أن إتاحة صندوق الوطن الفرصة لهم للحوار مع الخبراء وأصحاب التجارب الناجحة، أضافت لهم الكثير من الخبرات والمعارف، خاصة بعد الانطلاقة الأولى لمشروعاتهم، مثمنين جهود ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك لتمكينهم وتأهيلهم، من خلال صندوق الوطن وما يقدمه من خدمات ومتابعة، حيث استطاعوا تحويل أفكارهم إلى مشاريع على الأرض، يمكنهم أن يحققوا من خلالها ربحاً ويوفروا فرص عمل للآخرين، بل ويمكنهم من أن يتطوروا في المستقبل ليغطوا دائرة أوسع لأنشطتهم، مشيدين بدعم الصندوق ودور خبرائه في تعريفهم بالأسس التي يمكنهم من خلالها إطلاق مشروعاتهم بأسلوب صحيح.