"المركزي للإحصاء": إفريقيا تقترب من خمس سكان العالم في 2023
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد سكان قارة إفريقيا بلغ (1.460) مليار نسمة بما يمثل 18.1% من سكان العالم الذي يبلغ (8.045) مليار نسمة في عام 2023، ومن المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم (9.709) مليار نسمة بحلول عام 2050 بزيادة سكانية قدرها 1.664 مليار نسمة مقارنة بعام 2023، ومن الملاحظ أن الزيادة السكانية في قارة إفريقيا وحدها ستمثل الجانب الأكبر من الزيادة السكانية العالمية خلال الفترة (2023 - 2050).
جاء ذلك في بيان أصدره الجهاز اليوم السبت، بمناسبة يوم الإحصاء الإفريقي والذي يوافق اليوم الذي بدأ الاحتفال به عام 1990 بهدف رفع مستوى الوعي العام بأهمية الإحصاءات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإيمانا واعترافا بالأهمية المطلقة للإحصاءات الرسمية باعتبارها الأداة الرئيسية للتخطيط والمتابعة والركيزة الأساسية التي تبنى عليها خطط التنمية على كافة المستويات، ويتم الاحتفال هذا العام تحت شعار تحديث النظم الإيكولوجية للبيانات لتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA): دور الإحصاءات الرسمية والبيانات الضخمة في التحول الاقتصادي والتنمية المستدامة في إفريقيا.
وكشف البيان أنه وفقا لتوزيع سكان العالم عام 2050 حسب القارات فمن المتوقع أن تمثل قارة إفريقيا (25.6%) من سكان العالم مقابل (18.1%) عام 2023 مما يدل على ارتفاع معدل النمو السكاني لقارة إفريقيا بخلاف قارات العالم الأخرى التي من المتوقع انخفاض معدل النمو السكاني لها خلال عام 2050.
وأوضح البيان أن نيجيريا تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في إقليم غرب إفريقيا عام 2023 بعدد سكان يبلغ 223.8 مليون نسمة حيث تمثل 15.3% من جملة عدد سكان إفريقيا و2.8% من جملة سكان العالم وترتيبها رقم 6 عالميا والأولى إفريقيا من حيث عدد السكان، وتحتل إثيوبيا المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في إقليم شرق إفريقيا عام 2023 بعدد سكان يبلغ 126.5 مليون نسمة حيث تمثل 8.7% من جملة عدد سكان إفريقيا و1.6% من جملة سكان العالم وترتيبها رقم 11 عالميا والثانية إفريقيا من حيث عدد السكان.
وأفاد بيان الجهاز أن جمهورية مصر العربية تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في إقليم شمال إفريقيا عام 2023 بعدد سكان يبلغ 105.6 مليون نسمة حيث تمثل 7.3%من جملة عدد سكان إفريقيا و1.4% من جملة سكان العالم وترتيبها رقم 14 عالميا والثالثة إفريقيا من حيث عدد السكان، وتحتل الكونغو الديمقراطية المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في إقليم وسط إفريقيا عام 2023، بعدد سكان يبلغ 102.2مليون نسمة حيث تمثل 7.0% من جملة عدد سكان إفريقيا و1.3% من جملة سكان العالم وترتيبها رقم 15 عالميا والرابعة إفريقيا من حيث عدد السكان.
ولفت البيان إلى أن جنوب إفريقيا تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في إقليم جنوب إفريقيا عام 2023 بعدد سكان يبلغ 60.4 مليون نسمة حيث تمثل 4.1% من جملة عدد سكان إفريقيا و0.8% من جملة سكان العالم وترتيبها رقم 24 عالميا والسادسة إفريقيا من حيث عدد السكان.
وحول أهم المؤشرات الديموجرافية لسكان قارة إفريقيا في 2023 فقد أظهر البيان أنه وفقا لمعدل المواليد سجلت النيجر وتشاد والصومال المراتب الأولى في معدلات المواليد وفقا لأقاليم القارة الإفريقية وبلغ معدل المواليد بهذه الدول (46.86، 39.85، 37.71) مولود لكل 1000 من السكان على الترتيب وقد سجلت النيجر أعلى معدل مواليد بالقارة.
وبالنسبة لمعدل الوفيات فقد سجلت دولة (إفريقيا الوسطى) بإقليم وسط إفريقيا (11.51 حالة وفاة لكل 1000 من السكان) وهو اعلي معدل على مستوى إفريقيا وجاءت في الترتيب 17 بين دول العالم.
وكشف البيان أن معدل وفيات الأطفال الرضع (أقل من سنة) 2023 فقد احتلت الصومال وجمهورية إفريقيا الوسطي وسيراليون أعلى معدلات لوفيات الرضع بأقاليم القارة الإفريقية عام 2023 وبلغ المعدل بهذه الدول (85.06، 81.74، 72.3) لكل 1000 مولود حي وتسجل الصومال أكبر معدل وفيات رضع بالقارة الإفريقية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر سكان المرتب الأفريقي اقتصادي الوسطى اجتماعية انخفاض اجتماعي اليوم السبت الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء قارة إفریقیا ملیار نسمة البیان أن
إقرأ أيضاً:
الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
في السنوات القادمة ستصبح إفريقيا أكثر أهمية مقارنة بأي وقت آخر في العصر الحديث، فخلال العقد المقبل من المتوقع أن ترتفع حصتها من سكان العالم إلى 21% من 13% في عام 2000 و9% في عام 1950 و11% في عام 1800، ومع تزايد شيخوخة سكان باقي العالم ستتحول إفريقيا إلى مصدر بالغ الأهمية للعمل، فأكثر من نصف الشباب الذين يلتحقون بالقوة العاملة العالمية في عام 2030 سيكونون أفارقة.
هذه فرصة عظيمة لأفقر القارات، لكن لكي تنتهزها بلدان القارة (54 بلدا) سيلزمها أن تفعل شيئًا استثنائيًا وهو التخلص من ماضيها ومن أرثوذكسية الدولة الكئيبة التي تُمسِك بخناق أجزاء كبيرة من العالم (تقصد الإيكونومست بأرثوذكسية الدولة الاعتقاد التقليدي بمركزية الدولة وهيمنتها على الاقتصاد والمجتمع والسياسة وجعل هذه الهيمنة أساسا للحكم وتنظيم الحياة - المترجم). سيلزم قادة إفريقيا تبني الأنشطة الإنتاجية الخاصة والنموَّ وحرية الأسواق. إنهم بحاجة إلى إطلاق ثورة رأسمالية.
إذا تابعتَ التطورات في إفريقيا من بعيد ستكون مدركًا لبعض متاعبها كالحرب المدمرة في السودان وبعض جوانبها المضيئة كالهوس العالمي بموسيقى «آفروبيتس» الإفريقية التي ارتفع معدل بثها عبر منصة «سبوتفاي» بنسبة 34% في عام 2024، وما يصعب استيعابه واقعُها الاقتصادي الصادم الذي وثقته الإيكونومست في تقرير خاص نشرته هذا الشهر وأسمته « فجوة إفريقيا»
التحولات التقنية والسياسية التي شهدتها أمريكا وأوروبا وآسيا في العقد الماضي لم تؤثر إلى حد بعيد على إفريقيا التي تخلفت كثيرا وراء الركب. فدخل الفرد في إفريقيا مقارنة بالدخل في باقي العالم هبط من الثلث في عام 2000 إلى الربع. وربما لن يكون نصيب الفرد من الإنتاج عام 2026 أعلى عن مستواه في عام 2015. إلى ذلك أداء عملاقين إفريقيين هما نيجيريا وجنوب إفريقيا بالغ السوء. بلدان قليلة فقط مثل ساحل العاج ورواندا تجنبت ذلك.
خلف هذه الأرقام يوجد سجل بائس لركود الإنتاجية. فالبلدان الإفريقية تشهد تحولا كبيرا بدون تنمية. فهي تمر عبر اضطرابات اجتماعية مع انتقال الناس من المزارع إلى المدن دون أن يترافق ذلك مع ثورات زراعية أو صناعية، وقطاع الخدمات، الذي يجد فيه المزيد من الأفارقة فرص عمل، أقل إنتاجا مقارنة بأي منطقة أخرى. وهو بالكاد أكثر إنتاجا في الوقت الحالي من عام 2010.
البنية التحتية الضعيفة لا تساعد على ذلك، وعلى الرغم من كل الحديث عن استخدام التقنية الرقمية والطاقة النظيفة لتحقيق قفزة إلى الأمام تفتقر إفريقيا إلى مستلزمات القرن العشرين الضرورية للازدهار في القرن الحادي والعشرين. فكثافة طُرُقِها ربما تراجعت، وأقل من 4% من الأراضي الزراعية مَرويَّة ويفتقر نصف الأفارقة تقريبا جنوب الصحراء إلى الكهرباء.
للمشكلة أيضا بُعدٌ آخر لا يحصل على تقديرٍ كافٍ. فإفريقيا «صحراء» من حيث توافر الشركات. في السنوات العشرين الماضية أنتجت البرازيل شركات تقنية مالية عملاقة وإندونيسيا نجوما تجارية وتحولت الهند إلى الحاضنة الأكثر حيوية لنمو الشركات في العالم. لكن ليست إفريقيا. فهي لديها أقل عدد من الشركات التي تصل إيراداتها على الأقل إلى بليون دولار مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم، ومنذ عام 2015 يبدو أن هذا العدد قد تقلص، المشكلة ليست في المخاطر ولكن في الأسواق المبعثرة والمعقدة التي أوجدتها كل هذه الحدود السياسية الكثيرة في القارة، فبورصات إفريقيا المُبَلْقَنة (المجزَّأة) ليست جاذبة للمستثمرين.
وتشكل إفريقيا 3% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم لكنها تجتذب أقل من 1% من رأسماله الخاص.
ما الذي يجب أن يفعله قادة إفريقيا؟ يمكن أن تكون نقطة البداية التخلي عن عقود من الأفكار الرديئة. تشمل هذه الأفكار تقليد أسوأ ما في رأسمالية الدولة الصينية التي تتضح نقائصها والركون إلى الإحساس بعدم جدوى الصناعة التحويلية في عصر الأتمتة ونسخ ولصق مقترحات تكنوقراط (خبراء) البنك الدولي.
النصائح الجادة التي يقدمها البليونيرات الأمريكيون عن السياسات الكلية من استخدامٍ للناموسيات (للوقاية من الملاريا) وإلى تصميم ألواح الخلايا الكهروضوئية مقبولة. لكنها ليست بديلًا لإيجاد ظروف تسمح للشركات الإفريقية بالازدهار والتوسع.
إلى ذلك، هنالك نمط خطير من التفكير التنموي الذي يوحي بأن النمو لا يمكنه التخفيف من الفقر أو أنه ليس مهما على الإطلاق طالما هناك جهود للحد من المرض وتغذية الأطفال والتلطيف من قسوة الطقس. في الحقيقة في كل الظروف تقريبًا النمو الأسرع هو السبيل الأفضل لخفض الفقر وضمان توفر موارد كافية للتعامل مع التغير المناخي.
لذلك يجب أن يتخذ القادة الأفارقة موقفا جادا تجاه التنمية. عليهم استلهام روح الثقة بالذات في التحديث والتي شوهدت في شرق آسيا في القرن العشرين وحاليا في الهند وأماكن أخرى.
هنالك بلدان إفريقية قليلة مثل بوتشوانا وإثيوبيا وموريتشوس التزمت في أوقات مختلفة بما أسماها الباحث ستيفان ديركون «صفقات التنمية». إنها اتفاق ضمني بين النخبة بأن السياسة تتعلق بزيادة حجم الاقتصاد وليس فقط النزاع حول اقتسام ما هو موجود. المطلوب المزيد من مثل هذه الصفقات النخبوية.
في الوقت ذاته على الحكومات بناء إجماع سياسي يحبذ النمو. والأمر الجيد وجود أصحاب مصلحة أقوياء حريصين على الدينامية الاقتصادية. فهناك جيل جديد من الأفارقة الذين ولدوا بعد عدة عقود من الاستقلال. إنهم أكثر اهتماما بمستقبلهم المهني من عهد الاستعمار.
تقليص «فجوة إفريقيا» يدعو إلى تبني مواقف اجتماعية جديدة تجاه النشاط الاقتصادي الخاص وريادة الأعمال مماثلة لتلك التي أطلقت النمو في الصين والهند. فبدلا من تقديس الوظائف الحكومية أو الشركات الصغيرة يمكن للأفارقة إنجاز الكثير مع المليارديرات الذين يركبون المخاطر باتخاذ قرارات استثمارية جريئة.
وتحتاج البلدان الإفريقية كل منها على حِدة إلى الكثير من البنى الأساسية من الموانئ والى الكهرباء وأيضًا المزيد من التنافس الحر والمدارس الراقية.
هناك مهمة أخرى ضرورية وهي التكامل بين الأسواق الإفريقية حتى تستطيع الشركات تحقيق أكبر قدر من اقتصاد الحجم الكبير واكتساب الحجم الذي يكفي لاجتذاب المستثمرين العالميين. هذا يعني المضي في تنفيذ خطط إيجاد مناطق لا تحتاج إلى تأشيرة سفر وتحقيق التكامل بين أسواق رأس المال وربط شبكات البيانات وأخيرا تحقيق حلم المنطقة التجارية الحرة لعموم إفريقيا.
عواقب استمرار الوضع في إفريقيا على ما هو عليه ستكون وخيمة.
فإذا اتسعت فجوة إفريقيا سيشكل الأفارقة كل فقراء العالم «المُعْدَمين» تقريبا بما في ذلك أولئك الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي. وتلك ستكون كارثة أخلاقية. كما ستهدد أيضا عبر تدفقات الهجرة والتقلب السياسي استقرارَ باقي العالم.
لكن ليس هنالك سبب لتصوير الأمر وكأنه كارثة والتخلي عن الأمل. فإذا كان في مقدور القارات الأخرى الازدهار سيكون ذلك ممكنًا أيضًا لإفريقيا. لقد حان الوقت لكي يكتشف قادتها الإحساس بالطموح والتفاؤل. إفريقيا لا تحتاج إلى إنقاذ. إنها أقل احتياجًا إلى النزعة الأبويَّة والرضا بالواقع والفساد وبحاجة إلى المزيد من الرأسمالية.