عبدالله السعدي: التراث الثقافي الوطني مصدر إلهام فني
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «الإمارات للتنمية» يؤكد التزامه بدعم مشاريع الطاقة النظيفة مؤتمر الشرق للطاقة الشمسية يستعرض التقنيات الجديدة بالقطاعالفنان عبدالله السعدي يمثل دولة الإمارات في الدورة الـ60 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية. وعن هذه المشاركة قال في حوار لـ«الاتحاد»: أتشرف بتمثيل دولة الإمارات في هذا المحفل الدولي، وهذه المهمة الوطنية ترافقها مسؤولية أكبر، وأنا ممتن وسعيد بهذه الفرصة التي ستتيح لي التعبير عن رؤيتي الإبداعية وممارساتي الفنية بجانب نخبة من أبرز وأشهر الفنانين القادمين من جميع أنحاء العالم.
مشهد ثقافي حيوي
وعن العوامل التي رافقت نهضة الفنون التشكيلية في الإمارات وارتقت بها حتى وصلت إلى هذا المستوى من التطور، وأصبحت في صدارة المشهد الفني في العالم، قال الفنان السعدي: يعزى نمو المشهد الفني المعاصر وتطوره في دولة الإمارات إلى جملة من العوامل الرئيسية، بما فيها التزام الدولة ببناء مشهد ثقافي حيوي ونشط عبر التعاون مع مؤسسات ومبادرات وطنية مثل الجناح الوطني لدولة الإمارات وغيره من المؤسسات الرائدة الأخرى، التي تدعم بشكل عام المشهد الفني المتنامي. فهذه المؤسسات تمنح الفنانين منصة بارزة لتقديم أعمالهم الفنية وتفعيل دورهم في تمثيل الإمارات، كما أنها تعد بمثابة جسر يربط بين المجتمع الفني المحلي ونظيره الدولي. وفضلاً عن ذلك، يعتبر التراث الثقافي الغني لدولة الإمارات، جنباً إلى جنب مع بيئتها الحضرية والعصرية، مصدراً لإلهام العديد من الفنانين والمبدعين، وهو ما يحثهم دوماً على استكشاف الموضوعات والقصص المحلية التي تمزج بين التقاليد والحداثة، وقد ساهم ذلك في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة بارزة على خريطة الفنون الدولية.
الفنانون الرواد والشباب
وبالسؤال عن مدى التواصل بين الرواد والشباب في مجال الفن، وما هي النتائج الإيجابية التي انعكست على التجربة التشكيلية في الإمارات بفعل ذلك التواصل، أجاب الفنان السعدي بقوله: يمثل التواصل بين رواد الفنون وجيل الشباب حافزاً قوياً لنمو وتوسع المشهد الفني، فهو يشكل جسراً حيوياً يردم الفجوة القائمة بين الأجيال الفنية المختلفة، كما يفتح أفقاً أوسع لتبادل الآراء والأفكار الجديدة. وهذه الجهود والمساعي قادت الإمارات إلى نتائج إيجابية ورائعة للغاية، إذ يستشرف الفنانون من أبناء جيل الشباب رؤاهم وأفكارهم تحت إشراف وتوجيهات أساتذتهم ومرشديهم. وعلى الجانب الآخر، يستفيد أيضاً رواد الفنون من الحماسة الكبيرة والأفكار المبتكرة التي تحملها هذه المواهب الناشئة. وبالفعل، يسهم هذا التعاون الثنائي في حفز نمو المشهد الفني والثقافي، مما يرسي بيئة فنية حيوية ومتنوعة تلبي تطلعات الجمهور من مختلف الأعمار.
رعاية ودعم
وعن رعاية مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان للفن والثقافة، وتهيئة الفرص للشباب من خلال إيفادهم لإغناء وتعميق تجاربهم الفنية، إلى جانب الفوائد التي أضافتها هذه الرعاية للحركة الفنية الشبابية، قال الفنان عبدالله السعدي: لاشك أن الدعم المقدم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان للمشهد الفني والثقافي، ولاسيما من خلال برامجها ومبادراتها المخصصة لدعم الفنانين الناشئين، قد ساهم بشكل كبير في إثراء الحركة الفنية الشبابية بدولة الإمارات.
دعم الفنانين الشباب
وقال السعدي: نجحت مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان للفن والثقافة، من خلال خلق الفرص الواعدة وتوفير الأدوات والموارد اللازمة، في تمكين الفنانين الشباب من إطلاق العنان لقدراتهم الإبداعية وصقل مهاراتهم الفنية. ولا يقتصر دور المؤسسة على دعم الشباب والفنانين الناشئين فحسب، بل يمتد أيضاً ليشمل الجهود والمساعي المبذولة في صياغة مستقبل المشهد الفني المحلي ورفد مسيرة توسّع الحركة الثقافية إلى جانب تعزيز الطاقات الإبداعية وبناء جيل واعد من المبتكرين والمبدعين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبدالله السعدي الإمارات المعرض الدولي للفنون بينالي البندقية التراث الثقافي دولة الإمارات من خلال
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات الملتقى الإقليمي لحماية التراث الثقافي البحري المغمور بالإسكندرية
شهدت اليوم الثلاثاء مكتبة الإسكندرية انطلاق الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الدول العربية"، وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والفنون والثقافة، والدكتور عماد خليل؛ رئيس الملتقى ورئيس كرسي اليونسكو بجامعة الإسكندرية، والدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والثقافة، وعدد من الخبراء والمتخصصين من ١١ دولة عربية.
وقال الدكتور أحمد زايد إن مكتبة الإسكندرية تسعى في محيطها العربي إلى النهوض ورفع شأن الثقافة، لافتًا إلى أن المكتبة ليست مكانا للقراءة ووعاء للكتب فقط ولكنها مؤسسة ثقافية كبيرة.
وأضاف أن المكتبة نافذة لمصر على العالم ونافذة العالم على مصر أيضا، لافتًا إلى أن وجود المكتبة على شاطئ البحر المتوسط له دلالة ثقافية لجمع ثقافات البحر المتوسط.
وأشار زايد إلى أهمية عملية التوثيق الثقافي التي تتم في مكتبة الإسكندرية، قائلا "مكتبة الإسكندرية لا تدخر جهدًا للحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر المتوسط".
وأوضح أنه ربما مع الاكتشافات القادمة نعيد كتابة التاريخ لأن هذا التراث لا زال به الكثير من الغموض، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود العلمية والبحثية لاكتشاف هذه المناطق وكشف أسرارها.
كما أكد علي ضرورة التسويق السياحي للمناطق التراثية والتاريخية الموجودة في حوض البحر المتوسط.
ومن جانبه، قال الدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والثقافة، إن الملتقي يجمع بين الأمل والإبداع وروح التحدي للحفاظ على التراث الغارق، لافتًا إلى أن التراث الغارق جزء من ثقافتنا. وأشار إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل الكشف تفاصيل هذه الآثار التي تشكل جزءً من ثقافتنا وهويتنا وليس مجرد آثار غارقة فقط.
وأوضح أن الملتقى يسهم في الحفاظ على التراث من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين والاطلاع على التجارب المختلفة. كما شدد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في معرفة أسرار هذه الآثار التي تشكل قيمة حضارية وفرصة للباحثين فضلًا عن دورها في الترويج السياحي.
وقالت الدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والفنون والثقافة، إن العالم اكتشف نحو ٢٠٠ مدينة غارقة حول العالم، وأن هناك الآلاف من المدن التي لم يتم اكتشافها بعد. وأضافت أن الحياة البحرية ليست موطنا للكائنات البحرية فقط ولكنها أيضا مكانا لمدن غارقة.
كما تحدثت عن التحديات التي تواجه عمليات اكتشاف الآثار البحرية الغارقة والتي تتمثل في نقص الموارد أمام الباحثين وكذلك الحدود البحرية الدولية التي تحتاج إلى موافقات واتفاقات بين الدول، موضحة أن الذكاء الاصطناعي ساهم إلى حد ما في المساعدة في الاستكشافات ولكن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الباحثين. وأبدت تطلعها أن يخرج المنتدى بتوصيات قابلة للتنفيذ وتكون نواة لمشروعات تساهم في الكشف التراث الغارق في البحر.
ومن جانبه، ثمن اللواء عمرو عبد المنعم؛ معاون محافظ الإسكندرية، فكرة المنتدى التي تعد فرصة لتبادل المعلومات والخبرات في الدول العربية في هذا المجال.
وقال إن التراث المغمور بالمياه يشكل جزءا هاما من تاريخ المنطقة التي تعرضت لمخاطر كبيرة خلال الفترة الماضية ما يحتم ضرورة وضع آليات لحمايتها والحفاظ عليها.
كما أضاف إن الاسكندرية يوجد بها 5 مناطق للآثار الغارقة بداية من أبو قير وحتى قلعة قايتباي، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على هذه الكنوز من خلال تنفيذ برامج فعالة للترميم.
من جانبه، تحدث الدكتور عماد خليل، رئيس كرسي اليونسكو في جامعة الإسكندرية، عن تعريف الآثار الغارقة الصادر من منظمة اليونسكو، لافتا إلى أن المنظمة اتاحت للدول تعريف وتحديد المناطق التي ترى فيها أنها تحمل قيمة تراثية للمناطق الغارقة.
وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة والبالغ عددها 17 هدف، يتناول جزء منها الحفاظ على التراث الثقافي ومن بينها الحفاظ على الآثار الغارقة.